فن التعامل مع الآخرين
ليس من العقلانية في شيء تَجاهُل قوة الطرف الآخر وسيكولوجيته، وعدم معرفة دقائق الأمور وسَبْر أغوارها، حيث إن معرفة قوة الخَصْم وسيكولوجيته لها دور بارز في التعامل مع الطرف الآخر، سواء بالحوار أو في اتخاذ القرار؛ لذا فإن الدول الكبرى التي تتحرَّك على أسس إستراتيجية لا تستهين بخصومها، وهذا عين الفكر، وقد اتخذت الدول الكبرى ذلك ذريعةً لدراسة كل الأطراف التي تتعامل معها - أصدقاء وخصومًا - بإجراء الدراسات النفسيَّة والقراءة المتأنّية لفكرهم وسياستهم لمعرفة مفتاح شخصية مَن يتعاملون معهم، ومن ثَمَّ يتحرَّكون في الاتجاه الموازي الذي يرون خطة سيره فيه، وهذا الأمر يُعتبر من الأهمية بمكان في سياسة الدول الكبرى، ولا شك أن كثيرًا من العقلاء ينتهجون هذا النَّهجَ في حياتهم؛ لأن هذا المنهج هو السبيل السوي والنَّهج القويم الذي يراه كِبار الإستراتيجيين.