السنن الإلهية
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [آل عمران: 137]؛ إن لله تعالى سننًا علمها من علمها وجهلها من جهلها وفي الآية دعوة إلى المتقين من المؤمنين لأن يدركوا سنن الله في الأرض حتى يصيروا على بينة بواقعهم المعاصر، وتتضح أهمية هذه الدعوة في عدة عناصر: أولها: من باب تعظيم الله عز وجل ومزيد من الإيمان به، وذلك لأن الاطلاع على شيء من عظيم صنعته وحكمته يعزز إيمان المرء بأقدار الله وسننه الكونية، قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وثانيها: أن معرفة هذه السنن تجعل المؤمن يجاري هذه السنن ويوافقها ويعمل بها وهو أحد أسباب الفلاح والاستقامة، وثالثها: أن التعرف على السنن الكونية تمنح الإنسان تفسيرًا شرعيًا للظواهر والحوادث الكونية التي تمر بالأمة وتعصف بالناس.. ومن ثم جاءت أهمية مناقشة هذا الموضوع في تلك المحاضرة.