• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أمين الشقاويد. أمين بن عبدالله الشقاوي شعار موقع الدكتور أمين الشقاوي
شبكة الألوكة / موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي / تأملات في آيات
تطبيق المسلمون في بلاد الغربة - آيفون تطبيق المسلمون في بلاد الغربة - أندرويد موسوعة الدرر المنتقاة - آيفون موسوعة الدرر المنتقاة - أندرويد قناة التليغرام


علامة باركود

تأملات في قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم}

تأملات في قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 22/3/2012 ميلادي - 28/4/1433 هجري

الزيارات: 663904

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تأملات في قوله تعالى:

﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾


الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وأشْهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحْده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسوله.

 

وبعد:

قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

 

قال ابنُ كثير - رحمه الله -: "هذه أكبرُ نِعَم الله - تعالى - على هذه الأمَّة؛ حيث أكمل تعالى لهم دينَهم، فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره، ولا إلى نبيٍّ غير نبيِّهم - صلَوات الله وسلامُه عليه - ولهذا جعله الله تعالى خاتمَ الأنبياء، وبعَثَه إلى الإنسِ والجنِّ، فلا حلالَ إلاَّ ما أحلَّه، ولا حرام إلاَّ ما حرَّمه، ولا دين إلاَّ ما شرعَه، وكلّ شيء أخبرَ به فهو حقّ وصدق لا كذب فيه ولا خُلف، كما قال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً ﴾ [الأنعام: 115]؛ أي: صدقًا في الأخبار، وعدلاً في الأوامر والنَّواهي، فلمَّا أكمل لهم الدّين تمَّت عليهم النِّعْمة؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]؛ أي: فارضوه أنتُم لأنفُسِكم، فإنَّه الدّين الَّذي أحبَّه الله ورضِيَه، وبعث به أفضل الرُّسُل الكرام، وأنزل به أشرفَ كتُبِه"[1].

 

وقال عليّ بن أبي طلحةَ عن ابنِ عبَّاس: قوله: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ وهو الإسْلام، أخبر الله نبيَّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - والمؤمِنين أنَّه قد أكمل لهم الإيمان فلا يَحتاجون إلى زيادةٍ أبدًا، وقد أتمَّه الله فلا ينقصه أبدًا، وقد رضِيَه فلا يَسخطه أبدًا، وقال ابنُ جرير وغيرُ واحد: مات رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بعد يوم عرفة بواحدٍ وثَمانين يومًا.

 

روى البخاري ومسلم من حديث طارق بن شهاب، عن عُمر بن الخطَّاب - رضي الله عنْه - أنَّ رجلاً من اليهود قال له: يا أميرَ المؤمنين، آيةٌ في كتابِكم تقرؤونَها، لو علينا - معشرَ اليهود - نزلت لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيّ آية؟ قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ﴾، قال عمر: "قد عرفْنا ذلك اليوم، والمكان الَّذي نزلت فيه على النَّبيّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو قائمٌ بعرفة يوم جمعة"[2].

 

وروى ابنُ جرير بسنده أنَّ ابن عبَّاس قرأ: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ﴾، فقال يهودي: لو نزلتْ هذه الآية عليْنا لاتَّخذنا يومَها عيدًا، فقال ابنُ عبَّاس: "فإنَّها نزلتْ في يوم عيدَينِ اثْنَين: يوم عيدٍ ويوم جمُعة"[3].

 

ومن فوائد الآية الكريمة:

أوَّلاً: أنَّ الدين قد كمُل فلا يحتاج إلى زيادة أبدًا، فما يفعله أهل الضَّلالة من البدَع إنَّما هو ابتِداع في دين الله، واتِّهام لهذا الدِّين بالنَّقص، روى البخاري ومسلم من حديث عائشةَ أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن أحدث في أمرِنا هذا ما ليس منه، فهو ردّ))[4]، فما من خيرٍ إلاَّ والنَّبيّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - دلَّ أمَّته عليه، وما من شرٍّ إلاَّ حذَّر أمَّته منه، قال أبو ذرّ: "لقد تركَنا رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وما يقلب طائرٌ جناحيْه في السَّماء إلاَّ ذَكَر لنا منْه علمًا"[5].

 

ثانيًا: أنَّ الله أتمَّ على المؤمنين نِعَمَه الظَّاهرة والباطنة، ومن أعظم هذه النِّعَم بعْث النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

 

ثالثًا: أنَّ الله - تعالى - رضِي للمؤمنين هذا الدين العظيم؛ دين الإسلام، بل إنَّ الله لا يقبل من النَّاس غيره، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 19].

 

فوجب على المؤمنين أن يَرْضَوا بهذا الدّين الَّذي رضِيَه الله لهم، روى مسلم في صحيحه من حديث سعْد بن أبي وقَّاص - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن قال حين يسمع المؤذِّن: أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحْده لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، رضِيتُ باللَّه ربًّا، وبمحمَّد رسولاً، وبالإسلام دينًا، غُفِر له ذنبُه))[6].

 

رابعًا: أنَّ أحكام هذا الدّين وشرائعَه قد كملتْ، فلا تتغيَّر ولا تتبدَّل إلى يوم القيامة، فعلى سبيل المثال ذكَرَ الله في كتابه اليهودَ والنَّصارى وغيرهم من الكفَّار، ونهانا عن موالاتهم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 51]، فلا يأتِي أحدٌ فيقول: إنَّ الزَّمن قد تغيَّر، وإنَّ اليهود والنَّصارى أصدقاء، وبيْننا وبيْنهم مصالح فلا بدَّ من صداقتهم، وإنَّ هؤلاء ليسوا كأسْلافهم من قبل، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 73].

 

والحمدُ الله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آلِه وصحْبِه أجْمعين.



[1] تفسير ابن كثير (5 /246).

[2] ص 32 برقم 45، وصحيح مسلم ص 1207 برقم 3017.

[3] تفسير ابن جرير (4 /419).

[4] ص 514 برقم 2697، وصحيح مسلم ص 714 رقم 1718.

[5] تفسير ابن جرير (5/188).

[6] ص 166 برقم 386.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
13- وخالق الناس بخلق حسن
ابوصهيب القطيبي - اليمن 02-10-2016 10:12 PM

إن شخصية المسلم تقوم على ركائز ثلاث.
- الركيزه الأولى: معتقد صحيح.
- الركيزة الثانية: منهج سليم قائم على الكتاب والسنة، وعلى فهم سلف الأمة.
- والركيزة الثالثة: حسن خلق.

12- الله أكبر
يوسف سعيد - مصر 18-09-2016 10:04 PM

جزاكم الله خيرا

11- شكر وتقدير
يعقوب عبد الرحمن - الجزائر 05-08-2016 10:16 PM

بارك الله فيكم وجعل هذا في ميزان حسناتكم

10- شكر
ثريا - تايلاند 12-06-2016 08:01 PM

جزاكم الله خيرا

9- الدين و الأخلاق
أمل المولى - السعودية 07-04-2016 03:28 AM

الدين : هو كل مايشمل أنواع الفرائض والشرائع وإحلال حلال وتحريم حرام .. وكل من يفعل ذلك فهو صاحب دين .. والدين بدأ بمحمد صلى الله عليه وسلم وببعثته ..ولم يكن قبل بعثته إلا في الأديان السابقة ..

وأما الأخلاق: يقول عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فهي موجودة قبلا بين العرب وبين الناس .. فالحلم والأناة والكرم والشجاعة والصفح والعفو والعون وإلى ما هنالك من أنواع الأخلاق الكريمة .. وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم داعما لها مؤيدا ومتمما لها..
فمن كان صاحب دين فحسب دون الخلق.. فإنه لم يأخذ بحزافير التقوى والتقرب الأمثل إلى الله عز وجل .. يقول عليه الصلاة والسلام " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا " ..
بل وقد يغلب حسن الخلق على العبادة كما في الحديث الشريف " إن المؤمن ليبلغ درجة الصائم القائم بحسن خلقه " .. فلنستمسك جميعنا بديننا الذي هو عصمة أمرنا و تحليل حلاله و تحريم حرامه والقيام بما فرض الله وعدم التكبر على الله خالقنا وجامعنا ليوم لا ريب فيه .. ولنتحلى بالأخلاق الحميدة التي تعبر عن سمو ديننا الحنيف ورفعته فنترفع عن أراذل الأخلاق وبذيء الكلام .. فنبدو بأجمل حلة وأبهاها .. وصلى الله على سيد الخلق من جمع بين الدين والخلق بأروع صفاته وأكملها .. وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ..

8- شكر
ميساء السيد ابوعاقله - السودان 17-02-2016 10:19 PM

شكرا على الشرح الوافي جزاكم الله خير

7- شكر
أبو ناصر - الجزائر 21-10-2015 03:05 PM

جزاكم الله كل خير وزادكم الله علما وحرصا وثبتكم االله

6- جزاكم الله خيرا
احمد تركي - مصري مقيم بالسعوديه 22-09-2015 09:03 PM

جزاكم الله خيرا على هذا التبسيط في التفسير

5- شكرا لكم
فاطمة - السعودية 03-10-2014 06:41 AM

جزاكم الله خييير يا رب ويكتبها بميزان حسناتكم قولوا آمين .

4- دد
اجمعني بنبيك يا رب - السعودية 03-10-2014 06:38 AM

كتب الله لكم أجراً لكل من سعى لتفسيرها وهذه الآية حينما أقراها أشعر بشعور جميل لا يوصف أسأل الله أن يثبتنا على الصراط المستقيم وعلى ديننا القائم إلى يوم الدين، حتى نلقاه .. ننتظر منكم المزيد وإن سمحتم تسردون لنا قصص الأنبياء والصحابة جزيتم خيرا

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • مواد مترجمة
  • درر منتقاه
  • مرئيات
  • خطب مكتوبة
  • تأملات في آيات
  • كتب
  • صوتيات
  • حدث غير التاريخ
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة