• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

المسيح ابن مريم عليه السلام (16)

المسيح ابن مريم عليه السلام (16)
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد


تاريخ الإضافة: 3/7/2024 ميلادي - 26/12/1445 هجري

الزيارات: 1112

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المسيح ابن مريم عليه السلام (16)

 

ذكرْتُ في ختامِ المقال السابق ما ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم عن اتِّخاذ اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله، وأنهم ما أُمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلا هو سبحانه عمَّا يُشركون.

 

وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اليهودَ والنصارى كانوا إذا كان فيهم الرجلُ الصالحُ فمات بنوا على قبره مسجدًا وصوَّروا فيه صورًا، مشيرًا إلى أن ذلك أوصلهم إلى عبادة غير الله؛ ولذلك حذَّر المسلمين من مثل عملِ هؤلاء اليهود والنصارى، وحرَّم اتِّخاذ المساجد على القبور، ولم تشغله سكرات الموت صلى الله عليه وسلم عن التحذير من هذا العمل غير الصالح؛ فقد روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن أمَّ حبيبة وأمَّ سلمة ذكرتا كنيسةً رأيْنَها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا وصوَّروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة))، وفي رواية للبخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قالا: لمَّا نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصةً له على وجهه فإذا اغتمَّ بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد))؛ يحذِّر ما صنعوا، وفي رواية للبخاري ومسلم، واللفظ للبخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسةً رأَتْها بأرض الحبشة يقال لها: مارية، فذكرت له ما رأت فيها من الصور، فقال رسول الله: ((أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح أو الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا وصوَّروا فيه تلك الصور؛ أولئك شِرار الخلق عند الله))، كما روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قاتلَ اللهُ اليهودَ اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، كما روى البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه: ((لعن الله اليهودَ والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، قالت: ولولا ذلك لأبرزُوا قبرَه، غير أني أخشى أن يُتَّخَذَ مسجدًا، وفي لفظ مسلم: "فلولا ذاك أبرز قبره، غير أنه خُشي أن يتخذ مسجدًا"، كما روى مسلم في صحيحه، من حديث جندب رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ((إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل؛ فإن الله تعالى قد اتَّخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا، ولو كُنْتُ متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتَّخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، فلا تتخذوا القبورَ مساجد، إني أنهاكم عن ذلك)).

 

وقد شنع الله تبارك وتعالى على من اعتقد أن لله ولدًا، وبشَّع مقالتهم، وسَفَّهَ عقيدتهم، وأقامَ الأدلَّة القاطعة على بطلان مذهبهم، وفساد مقولتهم في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، وأنه تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 3، 4]، وأن جميع من زُعم أنه ابن الله هو عبدٌ من عبيده، والعبدُ لا يكون ولدًا لسيده وخالقه ورازقه وإلهه، وأن ادِّعاء أن لله ولدًا قول فظيع ومنكر شنيع، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخرُّ الجبال هدًّا.

 

وأشار تبارك وتعالى إلى سخافة عقول بعض مشركي العرب؛ إذ كانوا يعتقدون أن الملائكة بنات الله، ولما سئلوا: من أمهات الملائكة؟ فقالوا: سروات الجن؛ أي: شريفات الجن، مع أن الواحد من هؤلاء كان إذا أنجب بنتًا اسودَّ وجهه وصار كظيمًا يتوَارى من القوم من سوء ما بُشِّر به، أيُمسِكُه على هُونٍ أم يدسُّه في التراب، فكيف ينسبون البنتَ إلى الله وهم لا يفرحون بها إذا ولدوها، وهذا من أقبح أخلاقهم وأسوأ معتقداتهم، وقد جعلوا بهذا المعتقد الفاسد بين الجِنَّة وبين الله نَسَبًا، ولقد علمت الجنة إنهم لَمُحضرون؛ أي: لو كانوا أنسباء الله ما عذبهم، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.

 

وفي ذلك كلِّه يقول الله عز وجل في سورة البقرة: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴾ [البقرة: 116].

 

ويقول في سورة يونس: ﴿ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [يونس: 68، 69].

 

ويقول عز وجل في ختام سورة الإسراء: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111].

 

ويقول في مطلع سورة الكهف: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ [الكهف: 1 - 5].

 

ويقول تعالى في سورة مريم: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 88 - 95].

 

ويقول في سورة الأنبياء: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 26 - 29].

 

ويقول في مطلع سورة الفرقان: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا * وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 1 - 3].

 

ويقول تعالى في سورة الزمر: ﴿ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الزمر: 4].

 

ويقول تعالى في سورة الجن: ﴿ وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴾ [الجن: 3].

 

ويقول في سورة الإخلاص: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 - 4].


ويقول في سورة الصافات: ﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ * أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ * فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الصافات: 149 - 159].

 

وإلى الفصل القادم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة