• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

المسيح ابن مريم عليه السلام (14)

المسيح ابن مريم عليه السلام (14)
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد


تاريخ الإضافة: 12/6/2024 ميلادي - 5/12/1445 هجري

الزيارات: 1452

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المسيح ابن مريم عليه السلام (14)

 

ذكرْتُ في الفصل السابق إنكارَ دائرة المعارف البريطانيَّة أن يكون إنجيلُ يوحنا من تأليف يوحنا الحواري، وتقريرها أنه من تأليف كاتب مزوِّر من الجيل الثاني، وقد اختُلِفَ في تاريخ كتابة هذا الإنجيل؛ فبعضهم يرى أنه كتب سنة 95م أو 96م أو 98م، وقيل غير ذلك.

 

وعامةُ مؤرِّخي النصرانية يقررون أن إنجيل يوحنا هو وحده الذي نصَّ على ألوهية المسيح، مما يدلُّ على أنه أُلِّف لتقرير هذه الألوهية، وهذا يؤكد مذهب من يقول: إن مؤلفه أحد طلبة مدرسة الإسكندرية التي كانت تتزعَّم القولَ بألوهيَّة المسيح، مقررة لما آثرته عن بولس "شاؤول اليهودي".

 

وهذه الأناجيلُ الأربعة: متَّى ومرقص ولوقا ويوحنا، متناقضة في شكلها وموضوعها، فمن صور اختلافها في مظهرها العام أن إصحاحات (فصول) إنجيل متى: 28 إصحاحًا، ومرقص: 16 إصحاحًا، ولوقا: 24 إصحاحًا، ويوحنا: 21 إصحاحًا.

 

أما تناقضُ هذه الأناجيل في حقيقة المسألة الواحدة فيظهر فيما يأتي:

إنجيل متَّى يقرِّر أن عيسى من أولاد سليمان بن داود، وإنجيل لوقا يقرر أن عيسى من أولاد ناثان بن داود، وإنجيل متَّى يقرِّر أن سلتائيل بن يكينا، وإنجيل لوقا يقرر أن سلتائيل بن نيري، وإنجيل متى يقرِّر أن من داود إلى يسوع ستة وعشرين جيلًا، وإنجيل لوقا يقرر أن من داود إلى يسوع واحدًا وأربعين جيلًا، كما أن إنجيل متى يقرر أن المرأة التي لحقت يسوع عند انصرافه إلى نواحي صور وصيدا كانت كنعانيَّة كما جاء في الإصحاح الخامس عشر منه، وإنجيل مرقص يقرر أن هذه المرأة كانت أممية، وفي جنسها فينيقيَّة سوريَّة كما جاء في الإصحاح السابع منه، والعجيب أن يدَ التلموديين اليهود ظاهرة في صياغة هذه الأناجيل؛ إذ إن التلمود اليهودي يقرر أن الناس قسمان يهود وأمميُّون، وأن اليهود يَفْضُلون الأمميين، كما يَفْضُل الإنسانُ البهيمةَ، وأن الأمميين جميعًا كلاب وخنازير، وهذه التعاليم الخبيثة التي يأباها مَن له أدنى مسكة من عقل تنسب الأناجيل التي بيد النصارى إلى عيسى عليه السلام أنه كان يعتقدها - برَّأَهُ اللهُ مما قالوا.

 

ففي قصة المرأة التي لحقت عيسى عليه السلام عند انصرافه إلى صور وصيدا تفوح هذه الرائحة الخبيثة التلموديَّة منه؛ ففي الإصحاح الخامس عشر من إنجيل متى في الفقرة الحادية والعشرين إلى 28: ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيدا، وإذا امرأة كنعانيَّة خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة: ارحمني يا سيد يا ابن داود، ابنتي مجنونة جدًّا، فلم يجبْها بكلمة، فتقدم تلاميذُه وطلبوا إليه قائلين: اصرفْها؛ لأنها تصيح وراءنا، فأجاب وقال: لم أُرْسَلْ إلا إلى خِرَافِ بني إسرائيل الضالة، فأتت وسجدت له قائلة: يا سيد أَعِنِّي، فأجاب وقال: ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب؛ فقالت: نعم يا سيد، والكلاب أيضًا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها، حينئذ أجاب يسوع وقال لها: يا امرأة، عظيم إيمانك ليكن لك كما تريدين، فشفيت ابنتها من تلك الساعة، ثم انتقل يسوع من هناك وجاء إلى جانب بحر الجليل، وصعد إلى الجبل وجلس هناك، فجاء إليه جموع كثيرة معهم عُرْجٌ وعُمْيٌ وخُرْسٌ وشلٌّ وآخرون كثيرون، وطرحوهم عند قدمَيْ يسوع فشفاهم، حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخُرس يتكلمون، والشل يصيحون، والعرج يمشون، والعُمي يبصرون، ومجَّدُوا إله إسرائيل.

 

ففي هذا النص يزعمون أن عيسى وصف غير بني إسرائيل بأنهم كلاب، ونفس هذا الوصف موجود في الإصحاح السابع من إنجيل مرقص، وإن تعجب فعجب أن يصدِّقَ عاقلٌ يؤمن بالأنبياء والمرسلين أن عيسى يصف مَنْ سوى الإسرائيليين بأنهم كلاب، نزَّهه الله وبرَّأه مما قالوا.

 

وبالرغم من أنه بعد أن قامت الكنيسة في أوائل القرن الثالث الميلادي بالإبقاء على هذه الأناجيل الأربعة فقط، فإن النزاع لم ينقطع بين أصحاب هذه الأناجيل الأربعة وبين أصحاب الأناجيل الأخرى حتى دخلَ الإمبراطور قسطنطين في النصرانية، وقد رأى النصارى في غاية التنازع؛ فمنهم من يعتقد أن المسيحَ عبدُ الله ورسوله، ومنهم مَن يدَّعي أنه ابن الله له صفة الأزلية، ومنهم من يدَّعي أن الله ثالث ثلاثة؛ فقرر عقد مؤتمر في نيقية، وقد كان في مصر رجلٌ ليبي الأصل يقال له: آريوس، وكان داعية قويًّا يدعو إلى توحيد الله عز وجل، ويقرر أن عيسى عبدُ الله ورسوله، وقد أخذ يقاوم كنيسة الإسكندرية التي كانت تنشُر بين الناس القولَ بألوهية المسيح، فأخذ آريوس يحارب هذه الكنيسة.

 

قالت الكاتبة الإنجليزية "ا - ل - بتشر" في كتابها (تاريخ الأمة القبطية) الذي ترجمه إلى العربية رجلٌ من الأقباط اسمه إسكندر تادرس، وتولَّى طبعه وأشرف عليه تادرس شنودة المنقبادي صاحب جريدة مصر، وطبع في مطبعة مصر بالفجالة سنة 1901م، تقول هذه الكاتبة الإنجليزية في ص 191 - 192 جـ1: "وقد ظهر في الإسكندرية بعد ذلك صديق وظهير لميليتيوس هو آريوس الهرطوقي المشهور وأصله من ليبيا، وقد سَامَه بطرس شماسًا في الكنيسة"، وتقول في ص 201: "أما الحوادث التي أوجبت انعقاد مجمع نيقية وما تمَّ في هذا المجمع فمعروفة عند الكثيرين؛ إذ أتى على ذكرها جماعة من علماء اللاهوت وشرحوها بالإسهاب، فلا حاجة لسردها الآن، ولم تأتِ سنة 319م حتى زاد تذمُّر الإسكندرانيين وكثُر لغطُهم ضد البدعة التي كان آريوس يسعى في نشرها وتعليمها للآخرين، مما دعا البطريك إسكندر أن يهتمَّ لأخذ الاحتياط اللازم لصدِّها".

 

ثم تقول في ص 202: "وأخيرًا كتب البطريك رسالة رعوية إلى آريوس وأتباعه ينذرهم بترك طريق الضلالة التي ساروا فيها والرجوع إلى الطريق السوي، ولكنه عبثًا حاول إقناعهم، ولا بد أن بعض الباحثين يعرفون أن نقطة الخلاف هذه كانت فيما يختص بألوهية المسيح".

 

ثم تقول: "إذًا فالذنب ليس على آريوس بل على فئات أخرى سبقته في إيجاد هذه البدع، فأخذ هو عنها، ولكن تأثير تلك الفئات لم يكن شديدًا، كما كان تأثير آريوس الذي جعل الكثيرين ينكرون سر الألوهية حتى انتشر هذا التعليم وعمَّ".

 

ثم تقول في ص 203: وكانت نتيجة هذا كله أن البطريرك إسكندر شكَّل مجمعًا في سنة 320م حكم فيه على آريوس بالحرمان من عضوية الكنيسة، وهو ثالث حكم صدرَ ضده في حياته، أما آريوس فلم يخضع لهذا الحكم ولم يَعْبَأْ به، بل غادر الإسكندرية قاصدًا فلسطين حيثما جمع إليه أصدقاء أَثَّرَ فيهم تأثيرًا شديدًا؛ إذ استمالهم إليه بكليتهم، حتى إن يوساب أسقف نيكومديا الذي كان رفيقًا لآريوس في المدرسة اعتنق مذهب زميله كما هو، ومن ثم سعى بعد ذلك في استمالة الإمبراطور قسطنطين إلى هذا المذهب، وقد كان الإمبراطور المذكور صديقًا ليوساب يميل إليه كثيرًا".

 

وإلى الفصل القادم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة