• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

شعيب عليه السلام (1)

شعيب عليه السلام (1)
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد


تاريخ الإضافة: 19/6/2023 ميلادي - 30/11/1444 هجري

الزيارات: 4827

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شعيب عليه السلام (1)

 

نتحدَّثُ إليكم عن شعيب نبيِّ اللهِ ورسوله الموصوف بأنه خطيب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأكثر أهل العلم ينسبونه إلى إبراهيم خليل الرحمن عليهما الصلاة والسلام، وبعضهم يذكر أنه من العرب العاربة، وقد بعثه الله عز وجل إلى قومه مَدْين، وكانوا يسكنون الأرضَ المعروفة باسمهم قربَ معان من أطراف الشام مما يلي أرض الحجاز قريبًا من بحيرة قوم لوط المعروفة باسم البحر الميت، على طريق يسلكه العرب في أسفارهم إلى الشام، كما هي على طريق يسلكه المسافرون بين مصر والشام والحجاز بالقرب من خليج العقبة، والظاهر أنهم كانوا بعد هلاك قوم لوط بزمان غير بعيد؛ كما أن أرضهم غير بعيدة من قرى قوم لوط عليه السلام.

 

وكان أهل مَدْين كفارًا يقطعون السبيلَ، ويُخيفونَ المارَّة، ويعبدون مع الله آلهةً أخرى منها الأيكة؛ وهي شجرة أو غيضة تنبت السدر والأراك، كما كانوا من أسوأ الناس معاملة وتعديًا على الأموال؛ يطفِّفُون في المكيال والميزان، ويبخسون الناسَ أشياءهم ويفسدون في الأرض بعد إصلاحها، ويسلكون كلَّ سبيل معوجَّة، وينحرفون عن الصراط المستقيم، وقد سمَّاهم الله عز وجل مَدينَ باسم قبيلتهم، كما وصفهم بأنهم أصحاب الأيكة، وقد توهَّم بعض الناس فزعم أن شعيبًا أُرسل إلى أُمَّتين هما مَدْين وأصحاب الأيكة؛ وهذا قول مردود، وفهم غير سديد، وإنما مَدْين هم أصحاب الأيكة، وإنما قال الله عز وجل: ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ﴾ [الأعراف: 85]، وقال في أصحاب الأيكة: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ﴾ [الشعراء: 177]، ولم يقل أخوهم؛ لأنه لمَّا ذكر مَدْين - وشعيب في نسبها - قال: أخوهم، ولكنه لما ذكر أصحابَ الأيكة وشعيب غير مشارك معهم في أيكتهم قال: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ﴾ ولم يقل أخوهم وهُمْ هُمْ، وجملةُ الأوصاف التي وصف الله عز وجل بها أهل مَدْين هي جملة الأوصاف التي وصف الله عز وجل بها أصحابَ الأيكة، وقد بعث الله عزَّ وجلَّ إلى مَدْين أصحابِ الأيكة شعيبًا عليه السلام، وهو من أهل بيتٍ هُمْ أعزُّ بيوت مدين، فدعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده، وأمرهم أن يوفوا الكيلَ والميزان، وألا يبخسوا الناس أشياءهم، وأن يتركوا الإفساد في الأرض، وألا يقطعوا الطريق، وأن يستغنوا بالحلال من رزق الله عن الحرام، وأن يتركوا الظلم ويلتزموا بالعدل في معاملاتهم، وأن ما عند الله خيرٌ وأبقى للمؤمنين، وبيَّن لهم أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرًا ولا يسألهم عن نصيحته لهم عوضًا، وأنه يخاف عليهم إن كذبوه أن يحلَّ بهم ما حلَّ بالمكذبين بالرسل، وتهدَّدهم إن شاقوه أن يصيبهم ﴿ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ﴾ [هود: 89] وذكَّرهم بما أصاب قومَ لوط لمَّا كذَّبوا لوطًا عليه السلام، وهم غير بعيدين عنهم، يعلمون ما حلَّ بهم.

 

وقد ساقَ القرآنُ قصة مَدْين بعد قصة قوم لوط مباشرة في سورة الأعراف، وفي سورة هود، وفي سورة الحجر، وفي سورة الشعراء، كما ذكَّرهم شعيب عليه السلام بنعمة الله عليهم في أنفسهم وبلادهم، وكيف كانوا قليلًا فكثَّرهم، فما كان جواب قومه إلا أن سخروا منه، واستهزؤوا به وبصلاته، وقالوا له: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾، و﴿ مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ ﴾، تمامًا كما قال الكفار لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولإخوانه الأنبياء من قبله، وقالوا: يا شعيب، أصلاتك تأمرك أن نَدَعَ عبادةَ الأوثان والأصنام التي عبدها آباؤنا من قبل مجيئك لنا ودعوتك إيانا؟ وهل صلاتُك تقيِّد حرِّيَّتَنا في التصرف في أموالنا كيف نشاء من نهب أو سلب أو غصب أو ربا أو رشوة أو تطفيف الكيل والميزان؟ وكنَّا قبل دعوتك نظنُّك حليمًا رشيدًا، وجهلوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اتفقت دعوتهم على أنه يحب صيانة النفس والمال والعِرض والعقل مع صيانة الدين، وأنه لا يحل لأحدٍ أن يأخذ من مال غيره شيئًا من غير طريق مشروع، كما جهل هؤلاء أن طيب المطعم أو خبثه له أثر خطير على سلوك الإنسان استقامة أو انحرافًا، وقد أجابهم شعيب عليه السلام بأن الله تَفضَّل عليه وهداه إلى هذا الدين الذي يسلك بهم سبلَ السلام، ويهديهم إلى الصراط المستقيم.

 

والسعيدُ من سَارَعَ إلى اتِّباعه، والعمل بما يرسمه، وهذا رزق حسن تفضَّل الله به على عباده، وأنا أول المؤمنين الملتزمين بهذا الدين، ولن ﴿ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾، ولا أريد لكم إلا الخير؛ ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].

 

وبعد هذا البيان الواضح والدعوى المشرقة من شعيب عليه السلام، قالوا له: ﴿ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ ﴾، ولا ندري حكمةَ هذه الأوامر والنواهي التي جئت بها، وأنت رجل ضعيف نستطيع القضاء عليك، إلا أننا من أجل رهطك وعشيرتك تركناك ولم نرجمك، ولن ترى منا بعد اليوم كرامةً ولا إعزازًا، فقال لهم شعيب: أمقام رهطي أَهْيَبُ في قلوبكم من اللهِ المحيطِ بكم، الآخذِ بنواصيكم الذي لا يُعجزه شيء ولا يفوته شيء، ومع ذلك لم تخافوه ولم تعظِّموه وهو ربُّ كلِّ شيء وسيِّده ومليكه المحيط بأعمالكم، وقد أجابه إلى الله تبارك وتعالى جماعةٌ من قومه فأغاظ ذلك الكافرين وهدَّدوا شعيبًا والمؤمنين بطردهم من البلاد إذا لم يرجعوا عن هذا الدين وحاولوا التلبيس على المؤمنين، فقالوا لهم: ﴿ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 90]، فأجابهم شعيب والمؤمنون معه: كيف تطلبون منَّا أن نرجع من النور إلى الظلمات، ومن الهُدى إلى الضلالة، وقد تفضَّل الله علينا فهدانا إلى صراطه المستقيم؟! ﴿ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا ﴾ ولا حول ولا قوة إلا بالله الذي يفعل ما يشاء، ويقضي ما يريد، لا رادَّ لقضائه، ولا معقب لحكمه ﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ ﴾ وانصرنا عليهم ﴿ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴾ [الأعراف: 89]، وسيِّد الحاكمين، وخير الناصرين، وليس في قوله تعالى عن شعيب والمؤمنين: ﴿ إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ﴾ دليلٌ على أن شعيبًا كان على ملتهم، بل المراد بالعود هنا الصيرورة؛ أي: إن صِرْنَا في ملتكم بعد أن صَاننا الله عن الوقوع فيها، وكذلك ما حكاه الله عن قوم شعيب في قولهم له وللمؤمنين به: ﴿ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ﴾؛ أي: لتصيرن إلى ملَّتنا، فكلمة عاد قد تستعمل بمعنى صار، وقد بلغ الحال بقوم شعيب أن استعجلوا عقوبة الله وطلبوا من شعيب أن يأتي بها، وأن يُسقط عليهم كسفًا من السماء إن كان من الصادقين، فبيَّن لهم شعيبٌ أن عقوبتهم بيد الله وحدَه يأتي بها إن شاء، متى شاء، وأنه لا تخفى عليه خافية، وأنه عليم بأقوالكم واستهزائكم، ولن تفلتوا من عقوبته، ثم تحدَّاهم عليه السلام وقال لهم: ﴿ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ ﴾؛ أي: ابذلوا كلَّ جهدكم وطاقتكم لمقاومة عذاب الله إذا نزل بكم، وأنا عامل على طاعة الله، أَبْذل كلَّ جهدي في مرضاته، وسترون قريبًا لمن تكون العاقبة الحميدة، وانتظروا وإني منتظر، وستندمون حيث لا ينفعكم الندم، ولما جاء أمر الله نجَّى الله تعالى شعيبًا والذين آمنوا معه برحمة من الله، وسلَّط الله تبارك وتعالى على الكافرين من قومه العذاب؛ فجاءتهم رَجْفَةٌ وزلزلةٌ من تحتهم، وصيحة زلزلت قلوبهم، وظُلَّة أمطرتهم كسفًا من عذاب الله، وقطعًا من النار، وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون، فأصبحوا في بلادهم وديارهم جاثمين صرعى هالكين، كأن لم يغنوا في هذه الديار ولم يقيموا فيها، وألحقهم الله عز وجل بالكافرين المكذبين، فبُعدًا لمدين كما بعدت ثمود.

 

هذا، وقد ساق الله تبارك وتعالى قصة شعيب مع قومه في مواضع من كتابه الكريم، فذكر قصَّتَهم في سورة الأعراف وفي سورة هود وفي سورة الشعراء، وذكرها على سبيل الإيجاز في سورة العنكبوت وفي سورة الحجر.

 

وإلى الفصل القادم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة