• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

يوسف الصديق عليه السلام (6)

يوسف الصديق عليه السلام (6)
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد


تاريخ الإضافة: 12/6/2023 ميلادي - 23/11/1444 هجري

الزيارات: 3995

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يوسف الصديق عليه السلام (6)


ذكرتُ في المقال السابق ما كان من تدبير يوسف عليه السلام لاستبقاء أخيه بنيامين عنده وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ * قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ * قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ * قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ * فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 69 - 76].

 

ولما رأى أخوةُ يوسف أن الصواعَ وُجِد في رَحْل بنيامين أطلقوا ألسنتَهم بسبِّهِ وسبِّ يوسف، وقالوا: إن يكن قد سرقَ الصواع فقد سرق أخٌ له من قبلُ، وكأنهم أرادوا أن يوسفَ سرق قلبَ أبيه منهم، أو أنهم لبغضهم ليوسف عليه السلام بسبب حبِّ أبيه له رموه وسبوه ولم يتركوا الإساءة إليه؛ ولذلك قال يوسف عليه السلام في نفسه وسِرِّه عن إخوته هؤلاء: ﴿ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 77]، ﴿ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ ﴾، إنَّ أخانا هذا له أبٌ شيخٌ كبيرٌ لا يطيق فراقه ﴿ فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ﴾ وأعطنا بنيامين لنوصله إلى أبيه، فقال يوسف: أعوذ بالله ﴿ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ ﴾ إنا إذًا لواضعو الأمر في غير موضعه؛ فيوسف عليه السلام لا حاجةَ له في واحدٍ منهم سوى بنيامين، فلما يئسوا من تخليص بنيامين الذي قد التزموا لأبيه بردِّه إليه، وعاهدوه على ذلك ﴿ خَلَصُوا نَجِيًّا ﴾، أي: انفردوا عن الناس ليتناجوا فيما بينهم: ماذا يفعلون؟ فقال أَسَنُّهم: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 80]؛ بِرَدِّهِ إليهِ إلا أن يُحاط بكم، فأنا سأبقى في هذه البلدة قريبًا من بنيامين حتى يأذنَ لي أبي في الرجوع إليه راضيًا عنِّي أو يحكم الله لي؛ أي: أو أن يقضي الله لي قضاءً إما بموتي وإما بتخليص أخي، والله خير الحاكمين.

 

ثم أمرهم أن يُخبروا أباهم بصورةِ ما وقع حتى يكون ذلك عذرًا لهم فيقولوا له: إن ابنك نُسِب إلى السرقة وأُخذ بذلك، وما شهدنا إلا بما علمنا وشَاعَ عند جميع من حولنا من أهلِ العير والقرية، وما كنَّا ندري أنه سيقع في هذا الأمر؛ لأننا لا نعلم الغيب، واسأل القافلةَ التي أقبلنا فيها والقريةَ التي كنا فيها، وإنا لصادقون، فوصلوا إلى أبيهم وأخبروه بما نصحهم به أخوهم الكبير، فأجابهم يعقوب عليه السلام بمثل ما أجابهم به حين جاؤوا على قميص يوسف بدم كذب، وقال لهم: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾، ورجا الله عز وجل أن يردَّ عليه يوسفَ وبنيامينَ وأخاهم الكبير، فقال: ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 83]، وأعرض يعقوب عن هؤلاء ﴿ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ﴾ [يوسف: 84]، واشتدَّ حزنه حتى ابيضت عيناه من الحزن؛ إذ جدَّد حزنُ الأخيرين حزنَ يوسف، لكنه كظم غيظه، وسكت عن الشكوى لغير الله عز وجل، ومع ذلك فقد هيَّجَ حزنُه على يوسف كوامنَ حقدِهم، فقالوا: تالله لا تزال ولا تبرح تذكُرُ يوسفَ، ولا تنسى حبَّه؛ حتى تكون حرضًا، أي: مشرفًا على الموت والهلاك، أو تكون من الهالكين، ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي ﴾؛ أي: عظيم حزني وغمِّي، ﴿ إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86]؛ مِن أن يوسفَ حيٌّ وقد يكون في مصر، اذهبوا فتحسَّسوا من يوسف وأخيه واطلبوا خبرهما، ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾؛ أي: لا تقنطوا من رحمة الله، ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، فانطلقوا مرَّةً أخرى إلى مصر بحثًا عن يوسف، وشكوى إلى عزيز مصر مما أصابهم من الضرِّ، وطلبًا للميرة؛ فلما دخلوا على يوسف ﴿ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ ﴾ [يوسف: 88]؛ أي: مدفوعة لا يقبلها أحد لرداءتها، فأحسِنْ إلينا من فضلك، وأَوْفِ لنا، ﴿ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴾ [يوسف: 88].

 

فقال لهم يوسف عليه السلام: هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه وقت جهلكم، فلمَّا سمعُوه يذكر ما فعلوه بيوسُفَ تفرَّسُوا فيه، ووقع في نفوسهم أنه يوسف عليه السلام فقالوا: ﴿ أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا ﴾ بنيامين ﴿ أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ﴾ بالإعزاز والإكرام، ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90]، فأظهروا الندم على ما كان منهم، و﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا ﴾ [يوسف: 91]، وفضَّلك، وإنا كنا خاطئين آثمِين فيما فعلناه بك، قال: لا عتبَ و﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92].

 

وقد علم أن أباه قد ابيضَّتْ عيناه من الحزن، فقال لإخوته: اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأتِ بصيرًا، وأْتوني بأهلكم أجمعين، وهذا يدلُّ على أن الحزن يؤثر على العين ويؤذيها، وأن السرورَ يؤثِّر على العين صحةً وعافيةً؛ ولذلك قالت الخنساء في صخر عن نفسها:

قذًى بعيْنِكِ أمْ بالعينِ عُوَّارُ
أَمْ ذَرَّفَتْ إِذْ خَلَتْ مِنْ أَهْلِها الدَّارُ

وبمجرد خروج العِير من أرض مصر ومعهم قميص يوسف شمَّ يعقوب ريحَ يوسف عليه السلام، فقال لمن حضرَه من بنيه وأولادِهم: إني لأجد ريح يوسف لولا أن تنسبوني إلى السَّفَهِ لصدَّقْتُموني، قالوا: تالله إنك لفي ضلالِك وهيامك القديم في حُبِّ يوسف، فلما جاء البشير بالقميص، وألقاه على وجه يعقوب عليه السلام رجع بصيرًا، وقال لهم: ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون، فطلبوا من أبيهم الصفحَ عنهم، وأن يستغفر الله لهم، وأنهم أخطؤوا في حقِّ أبيهم وأخيهم، فوعدهم بأنه سيستغفر لهم ربَّه إنه هو الغفور الرحيم، ثم توجَّهُوا جميعًا إلى مصر وجمع الله شملهم.

 

فلما دخلوا على يوسف ضَمَّ إليه أبويه؛ أي: أباه وخالته أو أباه وأمه على القول بأنها عاشت إلى ذلك الحين، ﴿ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ [يوسف: 99]، وأجلس أبويه على سريره، وسجدوا لله جميعًا شكرًا من أجل يوسف على ما منَّ به الله عليهم وما أعزَّ به يوسف، وقال يوسف لأبيه: ﴿ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ﴾، وقد تفضَّل عليَّ؛ ﴿ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ ﴾، فأفسد قلوب إخوتي عليَّ، ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100].

ولما تمَّت على يوسف النِّعمة وآتاه الله الملك، طلب من الله عز وجل أن يلحقه بالصالحين، وفي ذلك يقول:

﴿ قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ * قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ * فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ * ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ * وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ * فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ * قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ * قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ * وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ * قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ * فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ * وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴾ [يوسف: 77 - 102].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة