• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

إبراهيم عليه السلام (5)

إبراهيم عليه السلام (5)
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد


تاريخ الإضافة: 13/3/2023 ميلادي - 20/8/1444 هجري

الزيارات: 7126

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إبراهيم عليه السلام (5)

 

أشرتُ في مقالات سابقة إلى ما قصَّه الله تبارك وتعالى عن إبراهيم عليه السلام من قوله: ﴿ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ﴾؛ الآية [البقرة: 260]، وبيَّنتُ المراد من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحقُّ بالشكِّ من إبراهيم))، وأوضحت أنَّ ما كان من إبراهيم عليه السلام ليس شكًّا، وأنَّ مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الثناء على إبراهيم وبيان علوِّ منزلته، وأن هذا جاء على طريقة الأسلوب البلاغي المعروف بتأكيد المدح بما يشبه الذم على حد قول الشاعر:

ولا عَيْبَ فيهم غيرَ أنَّ سيوفَهم
بهنَّ فلولٌ من قراعِ الكتائبِ

وقد أمر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يتأسَّى بإبراهيم عليه السلام وفي ذلك: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 161 - 163].

 

وردَّ على اليهود والنصارى دعوى حبهم لإبراهيم، وأنه على ملتهم فقال: ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 67، 68]، وقال: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 65]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 130 - 132].

 

وقد وصف الله تعالى إبراهيمَ بأنه وفَّى؛ أي: أتمَّ كلَّ ما أمره الله عز وجل به، وفي ذلك يقول: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ [النجم: 37]، ويقول: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124]، وكما قال عز وجل: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120 - 123].

 

ولقد كان المشركون يدَّعون أنهم على ملَّة إبراهيم، وقد صوَّروا إبراهيم وإسماعيل وعلَّقوا صورتيهما بالكعبة وبأيديهما الأزلام يَستقسمان بها، فأقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهما لم يستقسما بالأزلام قطُّ، وأمر بالصور فمُحيت.

 

فقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصورَ في البيتِ لم يدخلْ حتى أمر بها فمُحيت، ورأى إبراهيم وإسماعيل بأيديهما الأزلام فقال: ((قاتلهم اللهُ، والله إن استقسما بالأزلام قط))، وفي بعض ألفاظ البخاري لهذا الحديث قال: ((قاتلهم اللهُ، لقد علموا أن شيخنا لم يستقسم بها قط)).

 

ولم يتَّخذ الله تعالى مِن خلقه غيرَ خليلين إبراهيمَ ومحمدٍ صلى الله عليهما وسلم؛ فقد ثبت في الصحيحين من حديث جندب البجلي وعبدالله بن عمرو وابن مسعود رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أيها الناس، إن الله اتَّخذني خليلًا)).

 

كما أخرج البخاري من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في آخر خطبة خطبها: ((أيها الناس، لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله)).

 

كما روى البخاري في صحيحه من حديث عمرو بن ميمون قال: إن معاذًا رضي الله عنه لما قدم اليمن صلَّى بهم الصبح فقرأ: ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125]، فقال رجلٌ من القوم: لقد قرَّت عين أم إبراهيم.

 

وقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله، من أكرم الناس؟ قال: ((أكرمهم أتقاهم))، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: ((فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله))، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: ((فعن معادنِ العربِ تسألونني؟))، قالوا: نعم، قال: ((فخيارهم في الجاهليَّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)).

 

وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم خليل الرحمن أول من يُكسى يوم القيامة؛ فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُحشر الناس عُراةً غُرلًا، فأول من يُكسى إبراهيم عليه السلام))، ثم قرأ: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ﴾ [الأنبياء: 104]، وقد جعل الله تعالى من مكافأة إبراهيم عليه السلام على بنائه الكعبة المشرفة بأن جعلَه يسندُ ظهره إلى البيت المعمور في السماء السابعة؛ كما جاء في صحيح البخاري في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسراء حيث قال: ((فأتينا السماء السابعة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومن معك؟ قيل: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ونِعم المجيء جاء، فأتيت على إبراهيم فسلَّمتُ عليه فقال: مرحبًا بك من ابن ونبي))، وفي لفظ: ((مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، وإذا هو - أي إبراهيم - مسندٌ ظهرَه إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه)).

 

ومع هذه الكرامة وعلوِّ المنزلة لخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، فإنه لم ينفع أباه لما مات على الشِّرك؛ فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزَر قَترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصِني؟! فيقول له أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب، إنك وعدتني ألا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنَّةَ على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار)).

 

وهذا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا فاطمة بنت محمد، اسأليني من مالي ما شئت فلن أغني عنك من الله شيئًا، ويا عباس عم النبي، اشترِ نفسَك لا أُغني عنك من الله شيئًا))، وكما قال عز وجل: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القصص: 56]، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت أبي طالب: ((لأستغفرن لك ما لم أُنه عن ذلك))، فأنزل الله عز وجل: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 113، 114].

 

وقد آثرت أن الله تبارك وتعالى جمعَ بين إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم في صفاتهما الخِلقية والخُلقية؛ فكان محمدٌ صلى الله عليه وسلم أشبهَ الناس بأبيه إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وقد روى البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ قالها إبراهيم حين أُلقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قيل له: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 173، 174]، كما روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعوِّذ الحسن والحسين ويقول: ((إن أباكما كان يعوِّذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلماتِ الله التامةِ من كلِّ شيطان وهامَّةٍ، ومن كلِّ عينٍ لامة)).

 

وقد حصر الله النبوَّةَ والكتاب بعد إبراهيم عليه السلام في ذريته حيث يقول: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ﴾ [الحديد: 26]، وكما قال عز وجل: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ﴾ [العنكبوت: 27].

 

فكلُّ كتاب أنزله الله تعالى بعد إبراهيم عليه السلام على نبي من الأنبياء ففي ذريته؛ فقد ولد لإسحاق يعقوب وهو إسرائيل، وإليه ينتسب سائرُ أسباطهم، وكانت فيهم النبوَّة حتى ختموا بعيسى ابن مريم، وهو من بني إسرائيل لنسب أمِّه فيهم.

 

أما الفرعُ الثاني من ذريَّة إبراهيم فهو إسماعيل عليه السلام، ومن ذريته خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وهو الجوهرة الباهرة والدرَّة الزاهرة، وهو صاحب المقام المحمود والحوض المورود الذي يغبطه الأولون والآخرون يوم القيامة.

 

وقد ثبت في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سأقوم مقامًا يرغب إليَّ الخلقُ كلُّهم حتى إبراهيم)).

 

وإلى مقال قادم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة