• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاويالشيخ محمد بن صالح الشاوي شعار موقع  الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي / خطب منبرية


علامة باركود

الخلق الحسن

الشيخ محمد بن صالح الشاوي


تاريخ الإضافة: 31/8/2013 ميلادي - 24/10/1434 هجري

الزيارات: 15906

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخُلُق الحسن


الحمد لله المتفرد بالعظمة والكبرياء، المتوحد بالربوبية والوحدانية وصفات الكمال، نحمده ونشكره تعالى على نعمه التي لا تحصى، وآلائه وجوده التي لا تنتهي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الفعال لما يشاء، الكبير المتعال.

 

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل الخلق وأكملهم أدبًا وأفضلهم خصالًا، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تأدب بآدابهم وتخلق بأخلاقهم واتبع طريقتهم وسار على نهجهم واتبع هداهم إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

اعلموا أيها المسلمون أن الله لا ينظر إلى صورنا وأجسامنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا ودخائلنا وضمائرنا ونوايانا، فمن كان منا ذا أدب رفيع وذا خلق عال وهمة طموحه وطهَّر قلبه من كل خلق سافل، وتحلّى بالفضائل فنقى نفسه من مراءاة الخلق وحلّاها بالصدق والإخلاص للحق، ونقاها من العجب والتعاظم والتكبر على الناس، وزينها بزينة التواضع التي هي خير ما في الناس، وخلَّص ضميره من الغش والغل والحقد والكذب والحسد وجمَّله بإرادة الخير والنصح لكل أحد.

 

من جمع هذه المزايا كان منبعًا لما جاء به الرسول، وكان فائزًا في الدنيا والآخرة، وهو الذي مدحه الله وعناه بقوله: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]، فتزكية النفس حمَّلها على الآداب الفاضلة والأخلاق السامية لأن الأدب عنوان الكمال، يرفع الوضيع إلى درجة الرفيع، ويعلو بالسوقة إلى مرتبة الملوك.

 

لكلِّ شيءٍ زينةٌ في الوَرَىْ
وزِينةُ المرءِ تمامُ الأدبْ


فالأدب عنوان الكمال:

لا زينة المرء تعليه ولا المال
ولا يشرفه عم ولا خال
وإنما يتسامى للعُلا رجل
ماضي العزيمة لا تثنيه أهوال

 

إن جمال الأدب والشرف في طهارة العرض وصون النفس عن الدنس وتَرَفُّعِها عن الدنايا.

 

فالأدب هو الجامع لمحاسن الأفعال وأحاسن الأقوال، وهو أكرم الخصال، به يحصل المرء على الرغائب الجليلة، ويتوصل إلى المقاصد الجليلة، وهو زيادة في الفضل، ودليل على العقل، وصاحب في الغَيْبَةِ، وأنيس في الوحدة، وجمال في المحافل، وزينة للأفاضل، وقد قيل: «من قعد به نسبه نهض به أدبه»، والمرء بآدابه لا بثيابه، والرجل بأفعاله لا بأقواله.

 

فاتقوا الله يا عباد الله وتحلوا بأحسن الآداب وأفضلها، ولكم في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان أكمل الناس أدبًا وأكرمهم خلقًا، فاتبعوا سنة نبيكم إطاعة لأمر ربكم القائل: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].

 

وقد كان - صلى الله عليه وسلم -يتأدب بما أوحى الله إليه من الحكمة، فيتخلق بالقرآن، ويتأدب بما فيه، ولهذه الصفات العليا والآداب السامية التي تحلى بها صلوات الله وسلامه عليه مدحه الله وجعله من أولي العزم، وفضله على سائر الأنبياء، فقال جل من قائل حكيم: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 1 - 4].

 

جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وهدانا إلى اتباع سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -القائل: «إن الخير بحذافيره في الجنة، وإن الشرّ بحذافيره في النار».

 

أقول قولي هذا، وأسأل الله أن يهدينا إلى الاستمساك بالآداب السامية والتحلي بالصفات الكريمة، فادعوا ربكم، واستغفروه إنه هو الغفور التواب.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

 

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا وأخرجنا من بطون أمهاتنا أطفالًا لا نفهم شيئًا، وشق أسماعنا وأبصارنا وأرسل إلينا رسولًا، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.

 

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة، فما بقي من خير إلا دل الأمة عليه، ولا شرًّا إلا حذرها منه، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن استمسك بآدابهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

اعلموا أيها المسلمون أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول: «أدبني ربي فأحسن تأديبي»، وبهذا تعلمون أن التربية لها أثر قوي في بناء الشخصية، فمن لم يجد من يربيه تربية سليمة صحيحة صالحة فإنه سيضل الطريق وسيحيد عن الحق ولن يستمسك بآدابٍ ولا أخلاقٍ، إلا أن يتداركه الله بلطفه فيمهد له الطريق ويهديه السبيل.

 

وأما من وجد من يربيه ويعلمه ويثقفه ويقوِّم ما اعوج من أخلاقه ويبين له النافع من العادات والأخلاق ويحذره من قرناء السوء.

 

كما قيل:

فَلا تَصحَب أَخا
الجَهلِ وَإِياكَ وَإِياهُ
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى
حَليمًا حِينَ آَخاهُ
يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ
إذا ما المَرءُ ماشاهُ

 

إن من وجد من يحذره من طرق الضلالة ويبين له طريق الرشاد ونشأ في محيط متحفظ فإنه خليق بأن تزكو نفسه، وأن يستكمل أدبه، فليس على المجدِّ والمكرمات إذا جاءها حاجب يحجبه.

 

فاتقوا الله يا عباد الله واعلموا أن أطفالكم ودائع عندكم، وكل إنسان مسئول عن أمانته، وكل راع مسئول عن رعيته، فخيركم من تأدب وأدب أبناءه وأرشدهم إلى الآداب الفاضلة والأخلاق الطيبة.

 

واعلموا أن الأطفال مولعون بتقليد الكبار في جميع أفعالهم، فأروا أطفالكم أفعالكم الجميلة وخصالكم الطيبة وآدابكم الحميدة، لكي يشبوا مؤدَّبين طيبين.

 

كما قيل:

يَنْشُو الصَّغِيرُ عَلَى مَا كَانَ وَالِدُهُ
إنَّ الْأُصُولَ عَلَيْهَا تَنْبُتُ الشَّجَرُ

 

عباد الله:

اعلموا أن أعظم ثروة أدبية كتاب الله، فاكتسبوا آدابكم وأخلاقكم وهداكم منه، وإن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -فاتبعوا سنته وسنة صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم، فهم أكمل الناس أدبًا وأحسنهم أخلاقًا.

 

وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار،﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46] واجتَمِعُوا على الحق، ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

 

واعلموا أنها لم تتفرق كلمة المسلمين ولم تضعف شوكتهم ويغلبهم طغام الناس إلا بعد أن تفرقوا، واستبد كل منهم برأيه، ونزع كل منهم بسلطان.

 

اللهم اجمع كلمة المسلمين، اللهم ولِّ علينا خيارنا، اللهم وانصرهم على من عاداهم، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، اللهم أبعد عنا الربا والبلايا بأنواعها وأشكالها عن بلدنا هذا وعن جميع بلاد المسلمين يا أرحم الراحمين.

 

عباد الله:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾ [النحل: 90، 91].

 

فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

 

• جامع النعيرية - لم يذكر التاريخ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- اﻵداب والتربية
lapo abd - maroc 31-08-2013 06:02 PM

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلق وأشرفه سيدنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم
ﻻ شك أن هذه اﻷمة تتحلى بأخلاق حميدة منذ الجاهلية والدليل على ذلك أن سيدنا محمد صلى الله عليه  وسلم جاء ليتم مكارم اﻷخلاق لكن الذكرى تنفع المومنين
وإني جلست مرة مع شيخ جليل وسألني أتدري ما هو السحر
قال السحر أن تسحر الشخص بالعفو عنه وبالكلمة الطيبة وبالصدقة والصدق والصبر ......الخ أي أن تتحلى بجميع الخصال الحميدة
رحم الله والدينا ووالدي المسلمين أحياء واموات وكل من علمنا وأدبنا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • نفحات قرآنية
  • قبسات من الحرم
  • مختارات شعرية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة