• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاويالشيخ محمد بن صالح الشاوي شعار موقع  الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي / بحوث ودراسات


علامة باركود

تحذير الشرع من الربا والمخاطر المترتبة على التعامل به

تحذير الشرع من الربا والمخاطر المترتبة على التعامل به
الشيخ محمد بن صالح الشاوي


تاريخ الإضافة: 1/6/2013 ميلادي - 22/7/1434 هجري

الزيارات: 45703

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحذير الشرع من الربا

والمخاطر المترتبة على التعامل به


لا شك أن للربا أضرارًا جسيمة، وعواقب وخيمة، والدين الإسلامي لم يأمر البشرية بشيء إلا وفيه سعادتها وعزّها في الدنيا والآخرة، ولم ينهها عن شيء إلا وفيه شقاوتها وخسارتها في الدنيا والآخرة.

 

وللربا أضرار ومخاطر عديدة، نذكر بعضًا منها حتى يعلم المسلم عظم خطرها على الفرد والمجتمع، فأقول وبالله التوفيق:

1- الربا حرب مع الله: لم يبلغ تهديد في القرآن الكريم سواءً في اللفظ أو المعنى ما بلغه في أمر الربا، ولم يبلغ من تفظيع أمر أراد الإسلام إبطاله من أمور الجاهلية ما بلغ من تفظيع الربا، ولم يعلن الله تعالى الحرب على أحدٍ إلا على أكلة الربا[1].

 

2- الربا أشد من ستة وثلاثين زنية: يكفي في قبح الربا والزجر عن إتيانه أن شبه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أيسره كأن يأتي الرجل أمه علانية روى الحاكم وغيره وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرِّبَا ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَيْسَرُهَا مِثْلُ أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ"[2].

 

وروى الإمام أحمد وسنده صحيح من حديث عبدالله بن حنظلة رضي الله عنه مرفوعًا: "دِرْهَمُ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً"[3].

 

3- ولضرر الربا وعظم عقوبته حرمه تعالى وقبحه في جميع الشرائع على الأمم السابقة، ولكن أهل الكتاب حرفوا كتبهم وغيروا فيها، فصار اليهود يحلون التعامل بالربا مع غير اليهود؛ ليمتصوا ثرواتهم ويستولوا على أملاكهم، ثم توسعوا فيه حتى صاروا لا يتعاملون إلا به، ثم عمموه على كل العالم، فالربا خلق وعمل من أعمال أعداء الله اليهود، كما قال الله عز وجل: ﴿ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 161]، فمن تعامل بالربا ففيه شبه من أصحاب الحجيم.

 

4- إن أموال المرابين وإن كثرت وتضخمت فهي ممحوقة البركة، لا ينتفعون منها بشيء، وإنما يقاسون أتعابها، ويتحملون حسابها ويصلون عذابها، ويرثها غيرهم في الدنيا، يقول الله تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ، فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ تَصِيرُ إِلَى قُلٍّ"[4].

 

5- إن انتشار الربا وغلبته في أموال الناس، لعلامة شر ودنو عذاب مقدّر، وسبب لإهلاك القرى ونزول مقت الله، جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا فِي قَرْيَةٍ، فَقَدْ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ الله"[5]، أخرجه الحاكم وسنده صحيح.

 

وإن من العذاب الذي نلمسه في هذه الأيام: محق البركة وحرمان التوفيق وفقدان السعادة وكثرة البلايا وفساد الاقتصاد وخراب البيوت، وما هذه الهزائم والخسائر، وهذه البراكين والزلازل، وهذا الهرج والمرج، وكثرة الحوادث والأمراض، إلا بما كسبت أيدي الناس من تعاطٍ للربا وغيره.

 

6- أنَّه معصيةٌ لله تعالى ورسوله: لأنها مخالفة لأمر الله ورسوله، قال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "كُلُّ أُمَّتِي يَدخُلُونَ الجَنَّةَ إلاَّ مَنْ أبَى، قيلَ: وَمَنْ يَأبَى يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أبَى"[6].

 

7- عدم قبول الصدقة من المرابي: لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267]، وفي والحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الله طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إلاَّ طَيِّبًا"[7].

 

8- ردُّ الدعاء: لما جاء في الحديث أنَّه - صلى الله عليه وسلم -: "ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، ثُمَّ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ"[8].


9- قسوة القلب وإعراضه عن الخير ولا شك أن أكل الربا من أعظم الأسباب المؤدية إلى فساد القلب.


10- الحرمان من الطيِّبات: قال تعالى: ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 160، 161]، فهذه الآية صريحة في أن الربا سبب في الحرمان من الطيبات.


11- سوء عاقبة المرابي بسبب الظلم: وهذا لا شك أنه ظلم، والظلم عاقبته وخيمة وشديدة، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اتَّقوا الظُّلم؛ فإنَّ الظُّلم ظلماتٌ يوم القيامة"[9]، وقال - صلى الله عليه وسلم - لمعاذٍ رضي الله عنه: "اتَّقِ دعوةَ المظلوم؛ فإنَّه ليس بينها وبين الله حِجابٌ"[10].


12- الربا من الموبقات: قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح المتفق عليه: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: "الشِّرْكُ بالله، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِى حَرَّمَ الله إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا،..." الحديث[11]، فذكره مقرونًا بالشرك والسحر اللَّذين هما أعظم الكُفر والظُّلم.


13- أكْل الربا مُوجِبٌ للَّعن من الله ورسوله: كما في صحيح مسلم عن جابرٍ رضي الله عنه قال: "لَعَنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: آكِلَ اَلرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ"([12])، ومعلوم أن اللَّعن: هو الطَّرد والإبعاد عن رحمة الله.


14- أكل الربا من أسباب المسخ: ففي مسند الإمام أحمد من حديث عبدالرحمن بن غنم وأبي أمامة وابن عباس: "والذي نفس محمد بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو؛ فيصبحوا قردة وخنازير: باستحلالهم المحارم، والقينات، وشربهم الخمر، وأكلهم الربا، ولبسهم الحرير"[13].


15- آكل الربا يحال بينه وبين أبواب الخير في الغالب، فلا يقرض القرض الحسن، ولا ينظر المعسر، ولا ينفس الكربة عن المكروب؛ لأنه يصعب عليه إعطاء المال بدون فوائد محسوسة.


16- الربا شقيقة الشرك: لحديث: "الربا سبعون بابًا، والشرك مثل ذلك"[14]، وفي رواية لابن ماجه: "الربا ثلاثة وسبعون بابا"[15].


17- آكل الربا متوعد بالنار إن لم يتب، قال الله عز وجل: ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 275].


18- الربا له أضرار أخلاقية وروحية؛ لأننا لا نجد من يتعامل بالربا إلا إنسانًا منطبعًا في نفسه البخل، وضيق الصدر، وتحجر القلب، والعبودية للمال، والتكالب على المادة وما إلى ذلك من الصفات الرذيلة.


19- الربا له أضرار اجتماعية؛ لأن المجتمع الذي يتعامل بالربا مجتمع منحل، متفكك، لا يتساعد أفراده فيما بينهم، ولا يساعد أحد غيره إلا إذا كان يرجو من ورائه شيئًا، والطبقات الموسرة تضاد وتعادي الطبقات المعدمة.


20- تعطيل الطاقة البشرية، فإن البطالة تحصل للمرابي بسبب الربا، التضخم لدى الناس بدون عمل.


21- وضع مال المسلمين بين أيدي خصومهم، وهذا من أخطر ما أصيب به المسلمون.


وغير ذلك من المخاطر والأضرار الكثيرة، وما ذكر فيه الكفاية لمن أراد الحق والنجاة من عقاب الله وأليم عذابه.



[1] إشارة إلى قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 278، 279].

[2] أخرجه الحاكم في المستدرك (2/43) رقم (2259)، والبيهقى فى شعب الإيمان (4/394) رقم (5519)، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3539).

[3] أخرجه أحمد في المسند (5/225) رقم (21957)، والدارقطني (3/16)، والطبراني في الأوسط (2703). قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3375)، وفي السلسلة الصحيحة برقم (1033)، وفي صحيح الترغيب والترهيب برقم (1855).

[4] أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/395، 424)، والحاكم في المستدرك (2/37)، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، قال أحمد شاكر في تحقيق المسند (3754): إسناده صحيح.

[5] أخرجه الطبرانى (1/178) رقم (460)، والحاكم في المستدرك (2/43) رقم (2261)، والبيهقى فى شعب الإيمان (4/363) رقم (5416). وصحح الحاكم إسناده، وقال الهيثمي (4/118): هاشم بن مرزوق، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (1859): حسن لغيره.

[6] أخرجه البخاري برقم (7280)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[7] أخرجه مسلم برقم (1015)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[8] انظر تخريج الحديث السابق.

[9] أخرجه مسلم برقم (2578)، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه.

[10] أخرجه البخاري برقم (1496)، ومسلم برقم (19).

[11] أخرجه البخاري برقم (2615)، ومسلم برقم (89)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[12] سبق تخريجه.

[13] أخرجه عبدالله بن الإمام أحمد في المسند (5/329)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/10)، وقال: فيه فرقد، وهو ضعيف.

[14] أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال برقم (9752)، والمروزى فى السنة (1/59) رقم (200)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4/117) رقم (6572)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه ابن ماجة باختصار: والشرك مثل ذلك، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3540)، وفي صحيح الترغيب والترهيب برقم (1852).

[15] سبق تخريجه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • نفحات قرآنية
  • قبسات من الحرم
  • مختارات شعرية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة