• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاويالشيخ محمد بن صالح الشاوي شعار موقع  الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي / خطب منبرية


علامة باركود

الأمر بالعدل والإحسان والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي

الشيخ محمد بن صالح الشاوي


تاريخ الإضافة: 7/9/2011 ميلادي - 8/10/1432 هجري

الزيارات: 68821

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأمر بالعدل والإحسان

والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي

 

الحمد لله الذي أمر عباده بكل خير ونهاهم عن كل شر، وأشهد أن لا إله إلا الله المتفرد بالكمال والجلال العزيز المتعال، له الحمد والشكر في الأولى والآخرة وإليه المآل.

 

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، فأدى الرسالة وبلغ الأمانة ورأف بالأمة، وجعل كلمة الله هي العليا، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: ١٢٨]، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن سلك نهجهم إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

اعلموا أيها المسلمون: أن الله جل وعلا يقول: ﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: ٩٠].

 

فالله جل وعلا يأمركم بالفضائل وينهاكم عن الرذائل، وما من أحد أحرص على نفع عباده من الله جل وعلا، فهو يحب عباده المؤمنين ويدعوهم إلى مكارم الأخلاق، وينهاهم عن سفاسفها، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله يحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها".

 

ولهذا قال جمهور العلماء إن أجمع آية في القرآن هي هذه الآية: ﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ﴾ [النحل: ٩٠]، وكانت هذه الآية سبب إسلام بعض المشركين؛ لأنهم لما سمعوها كما قال عثمان بن عفان رضي الله عنه قالوا: "إن هذا الدين أمر بجميع المكارم، ونهى عن جميع الآثام"، فما بقي من الأفعال الحسنة التي كان المشركون يفعلونها إلا أمر بها وحضهم عليها، ولا ترك من المساوئ والآثام والرذائل والسفاسف شيئًا إلا حذر عنها ونفر منها.

 

فالله يأمر بالعدل، والعدل قامت به السماوات والأرض، والعدل هو القسط والموازنة، فيجب على الإنسان أن يعدل في معاملته مع نفسه ومع أبنائه وأسرته وجميع الناس، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل أعطى أحد أولاده أكثر من بقية إخوانه، فقال: "أيها الناس! اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم"، وردَّ عطيته.

 

وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل يُشْهِدُهُ على أنه أعطى ابنه عبدًا، فقال له صلى الله عليه وسلم: "أكل أولادك أعطيتهم مثل ابنك هذا"، فقال الرجل: لا، فقال عليه الصلاة والسلام: "أتُشْهِدُنِي على منكر؟!".


فيجب أن يعدل الإنسان مع نفسه، وأن لا يطلق لها زمامها، فإنها جموحة وتحب الراحة والدعة والكسل والسكون، وتحب السيطرة، فلا بد أن تراقبوا أنفسكم وتعدلوا في أعمالكم جميعًا، فإن الأمانة تحتم عليكم ذلك.

والله جل وعلا يأمر بالعدل، ويحب العدل، ويدعو إلى العدل، وهو أعدل العادلين، فاعدلوا في بيوتكم مع أزواجكم وأولادكم، وفي كلامكم، وفي أسواقكم، وفي بيعكم، وفي شرائكم، وليحب كل منكم أخاه في الله وعلى طاعة الله.

 

وهو حلية المؤمنين الصادقين، فيجب أن يحسن الإنسان سيرته وسلوكه ومعاملته في بيته وفي سوقه أو في وظيفته.

وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملًا أن يتقنه"، فأحسنوا أعمالكم، ونقوا ضمائركم، وأدوا أماناتكم.

وروي عن رسولكم صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفاضلكم عندي أحاسنكم أخلاقًا".

وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: "أكثر ما يدخل الجنة: تقوى الله، وحسن الخلق".

 

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله مع المحسنين، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧ - ٨]، فأحسنوا إلى أهليكم، وإلى جيرانكم، وإلى المحتاجين، وإلى إخوانكم، وأخلصوا في أعمالكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن يأتي اليوم الذي يقول فيه المفرطون:﴿ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ﴾ [الزمر: ٥٦].

أقول قولي هذا، واسأل الله أن يغفر لنا وللمسلمين عامة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر عباده بمعالي الأمور، ونهاهم عن سفاسفها، وأمر عباده أن يطهروا قلوبهم وأن يخلصوا ضمائرهم ونياتهم، ﴿ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ﴾ [الروم: ٤٤].

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فإن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وهو صلة الأرحام، ومن لا يصل رحمه فلا وصله الله، ومن وصل رحمه وبادلهم المحبة والهدايا وغير ذلك أمد الله بحياته، ونفع بأيامه، وبارك بأعماله، وجعل محبته في قلوب الناس أجمعين، ومن أحبه الناس أحبه الله، كما في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الناس شهداء الله في أرضه، وإن الله إذا أحب إنسانًا وضع له القبول في الأرض"، فَبِرُّ ذوي الأرحام الأقارب واجب، والإنفاق عليهم إذا كانوا محتاجين واجب أيضًا.

 

فراقبوا يا عباد الله أوامر الله، وامتثلوا ما أمركم به، واجتنبوا ما نهاكم عنه، وقد نهاكم في هذه الآية وفي غيرها من الآيات عن الفحشاء والمنكر، والفحشاء: هو كل فعل بذيء أو قول رديء، ولا حاجة إلى تفصيل الفواحش وشرحها، فكل ذي ذوق سليم وفطرة سليمة يعلمها، غير أن النفس أمارة بالسوء، فحاربوا خواطر السوء، وابتعدوا عن الفحشاء بأشكالها وأجناسها.

واعلموا أن الشيطان حريص على تكثير أتباعه وجنده، فاحذروا أن يستهويكم ويستعملكم، فخيركم من راقب نفسه وكان خَيْرَ واعظ لها، فالفواحش: هي المحرمات والمنكرات ما ظهر منها وما بطن.

 

وأما البغي فعاقبته وخيمة وهو الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة، فاحتاطوا لأنفسكم وراقبوا عواطفكم وضمائركم وأهواءكم، فشركم من أتبع نفسه هواها، وتذكروا دائمًا هذه الآية التي جمعت الفضائل كلها، وحذرت من الشرور كلها، وهي تتلى عليكم في كل جمعة، وهي قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: ٩٠].

واعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد عليه الصلاة والسلام، فامتثلوا أمر ربكم، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين، اللهم وانصر من في نصره نصر الإسلام والمسلمين، واخذل من خذل هذا الدين، اللهم واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وعافهم وفرج كربهم يا أرحم الراحمين.

 

عباد الله:

﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل: ٩٠ -٩١].

 

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- just a request...
kazi iftekhar uddin ahmed - bangladesh 15-09-2012 07:38 PM

السلام عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرْكَاتُهْ

it would have been better if u could write everything like the way u wrote verses of qur'an...

jazak allahu khairan

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • نفحات قرآنية
  • قبسات من الحرم
  • مختارات شعرية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة