• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاويالشيخ محمد بن صالح الشاوي شعار موقع  الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي / خطب منبرية


علامة باركود

فضل الحج إلى بيت الله الحرام

الشيخ محمد بن صالح الشاوي

المصدر: ألقيت بتاريخ: 21/ 11/ 1378هـ

تاريخ الإضافة: 11/11/2010 ميلادي - 4/12/1431 هجري

الزيارات: 22018

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه، وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الحكيم الرحمن الرحيم، أرسل الرسل بالهداية والنور مبشرين ومنذرين.

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا صفوة خلقه، النبي الأمي الذي ختم الرسل، فبلغ الرسالة إلى الثقلين الجن والإنس، فما أبقى من خير إلا حث عليه وأوضحه ولا شرًّا إلا حذر منه، قال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة:١٢٨].

 

فصلوات الله وسلامه عليه، ما أهل المهلون ولبى الملبون وطاف بالبيت الحاجون، صلاة دائمة ما دام الليل والنهار.

 

أما بعد، أيها المسلمون:

إننا في موسم عظيم في الأشهر الحرم وقبل الحج، والحج: هو فريضة فرضها الله على عباده من أمة محمد أجمعين، واختص بذلك المستطيع، قال تعالى: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران:٩٧].

 

وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلًا».

 

أما شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدًا رسول الله فجميعكم والحمد لله تشهدون له أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الصمد، المتفرد بالجلال والكمال والخلق والرزق والإحياء والإماتة، المستحق لأن يُعبد وحده لا شريك له.

 

وتشهدون أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله للخلق عامة جنهم وإنسهم  بشيرًا ونذيرًا، وقد فعل صلوات الله وسلامه عليه، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة حتى قال صلوات الله وسلامه عليه: «تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يضل فيها إلا هالك».

 

أما إقام الصلاة وهو الركن الثاني من أركان الإسلام وهي عمود الإسلام، فمن حفظها فقد استقام دينه واستتم أمره؛ لأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول: «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر من تفقدون من دينكم الصلاة».

 

والصلاة صلة بين العبد وربه، وها أنتم ترون أن المسلمين قد تهاونوا بأمر الصلاة، فأصبحوا لا يؤدون الصلوات ولا يأتون المساجد إلا وهم كسالى، وبعضهم والعياذ بالله قد هجرها تهاونًا أدى بهم إلى الكفر.

 

أما المصلون فقد ضعفت في نفوسهم دواعي الهداية والغيرة فيهم، فأصبحوا لا يأتون إلى المساجد إلا وهم كسالى، مشغولون عنها بالتوافه من أمور دنياهم، وإذا جلسوا في انتظار أداء شعيرة الإسلام تراهم يتثاءبون ويلتفتون يمنة ويسرة، وكأنهم في سجن ينتظرون الإفراج عنهم، وبعضهم منذ أن يدخل من باب المسجد إلى أن يخرج منه وهو في تثاؤب مستمر.

 

أهذه طريقة المحافظين على الصلوات؟!

 

إننا نرى أكثر المصلين هكذا يأتون إلى الصلاة وهم كسالى إلا من عصم الله منهم، وهذا مما يدل على ضعف المسلمين وجهلهم بمسائل دينهم؛ مما يشعر أنهم إنما يؤدون عادة لا عبادة.

 

إن الصلاة عبادة روحية، ولذا يجب على المسلم أن يناجي ربه، وأن يشغل فكره وقلبه بذكره منذ أن يدخل من باب المسجد إلى أن يخرج، فقد ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ـ ما لم يحدث، أو يقوم ـ، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه»، وفي حديث آخر قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخل أحدكم المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه»، وقال - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: «ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة».

 

فاتقوا الله يا عباد الله، واعلموا أن تقواه هي امتثال أوامره وأداء شعائره على أكمل وجه وأقومه.

 

وأنتم أيها المسلمون تستقبلون شهر الحج وهو فريضة في العمر مرة لا يجوز للقادر عليه أن يؤخره إلى عام آخر، قال تعالى: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: ٩٧]، وهو سُنة قديمة سَنَّها الله على لسان أبي الأنبياء إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التحيات، قال تعالى مخاطبًا لإبراهيم: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج:٢٧- 29]، صدق الله العظيم.

 

أقول ما سمعتم، وأسأل الله أن يبلغني وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب قريب، فاستغفروه واستعينوا به فهو المستعان.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا هو، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أمرنا أن نصلي عليه، وأخبرنا أنه تبارك وتعالى يصلي عليه هو وملائكته، فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:٥٦]، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

 

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أبخل الناس هو رجل ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ». وقال: «من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا».

 

أيها المسلمون:

لقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من لم تحبسه حاجة ظاهرة، أو سلطان جائر عن الحج؛ ثم لم يحج؛ فليمت إن شاء نصرانيًّا وإن شاء يهوديًّا»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، حديث صحيح، وعنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».

 

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «تعجلوا الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له»، وروي عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: «من أراد الحج فليتعجل؛ فإنه قد يمرض الصحيح، وتضل الراحلة، وتعرض الحاجة».

 

فاتقوا الله عباد الله وبادروا بالعمل الصالح واغتنموا الفرصة وبادروا بأداء مناسك الحج، فقد تيسرت المواصلات وقربت الشقة، فمن أراد أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأن يفوز بالجنة؛ فليطهر قلبه، وليتب إلى ربه، وليبادر إلى الذهاب إلى بيت الله الحرام، فمن حج حجًّا مبرورًا سليمًا فجزاؤه الجنة.

 

عباد الله:

عليكم بالتمسك بكتاب الله والاقتداء بسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، واعرفوا ما أنتم مطالبون به أمام الله يوم القيامة، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت إن استطعتم إليه سبيلًا.

 

أسأل الله أن يولِّيَ علينا خيارنا، ويكفِيَنا شرَّ شرارنا، اللهم ابعث لهذه الأمة أمر رشدٍ يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وابعث لهم قادة مخلصين، اللهم وأصلح ولاة أمورهم، اللهم وانصرهم على من عاداهم، وأيدهم بروح منك يا أرحم الراحمين.

 

عباد الله:

﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل:٩٠ -٩١].

 

فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • نفحات قرآنية
  • قبسات من الحرم
  • مختارات شعرية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة