• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

ادعاء علم الغيب حكمه وصوره القديمة والحديثة (خطبة)

ادعاء علم الغيب حكمه وصوره القديمة والحديثة (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 16/6/2021 ميلادي - 6/11/1442 هجري

الزيارات: 28211

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ادِّعاءُ عِلْمِ الغَيْبِ: حُكْمُهُ، وصُوَرُه القديمة والحديثة

 

الحمدُ للهِ علاَّمِ الغُيوبِ، ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾، ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أَعْظِمْ بها مِن شهادة، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه إمامُ المتقين السادة، صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه نجوم الهداية.

 

أمَّا بعد: فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى، وتَذَكَّرُوا بأنَّ العَالَمَ الغَيْبيَّ الْمُطْلَق مِن خصائصِ اللهِ، ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [النمل: 65]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الْغَيْبُ مَا ‌غَابَ ‌عَنْ ‌مُشَاهَدَةِ ‌الْخَلْقِ، وهو ما أَخْبَرَتْ بهِ الأنبياءُ مِنَ الغَيْبِ، فَيَدْخُلُ فيهِ الإيمانُ باللهِ وملائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ) انتهى.

 

والغَيْبُ نَوْعانِ: غَيْبٌ مُطلَقٌ لا يَعْلَمُهُ إلاَّ اللهُ عزَّ وجَلﱠ، ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ قال النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: (مَفَاتِيحُ ‌الغَيْبِ ‌خَمْسٌ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾؛ رواه البخاري، وقال أوَّلُ الرُّسُلِ نُوحٌ عليه السلام في سورةِ هُودٍ: ﴿ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾، وقال آخِرُ الرُّسُلِ محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في سُورة الأنعامِ: ﴿ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾.

 

والثاني: غَيْبٌ مُقيَّدٌ أَطْلَعَ اللهُ عليهِ بعضَ خَلْقِه مِن الملائكةِ والرُّسُلِ، ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ﴾.

 

عباد الله: ومِنَ الأُمورِ الْمُتَعَلِّقةِ بعِلْمِ الغَيْبِ: الكِهانة، وهيَ: ادِّعاءُ معرفةِ الأشياء، وإخبارُ النَّاسِ عنِ الْمُغَيَّباتِ، وهيَ أنواعٌ: فمنها ما يَتَلَقَّاهُ الكاهنُ مِن الْجِنِّ، قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾، و(قالَتْ عائشةُ: سَأَلَ أُنَاسٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ عَنِ الْكُهَّانِ، فقالَ لَهُمْ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «‌لَيْسُوا ‌بشَيْءٍ» قَالُوا: يَا رسولَ اللهِ، فإنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا بالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «تِلْكَ الكَلِمَةُ مِنَ الحَقِّ، يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا في أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فيها أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ») متفقٌ عليه، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ ‌أَتَى ‌كَاهِنًا، ‌أوْ ‌عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ) رواه الإمام أحمد وحسَّنه مُحقِّقُو المسند.

 

ومِنْ صُوَر الكِهانةِ الحديثةِ: قِرَاءةُ الكَفِّ والفنجان، قال الشيخ ابنُ باز: (الكف والفنجان وأشباه ذلك وضرب الحصى والودع، كل هذا ضَلالٌ، ومِنْ دعوى علم الغيب، فإذا زعم أنه يعلَمُ الغيبَ بهذه الأُمورِ صارَ كافرًا كُفْرًا أكبر، نعوذ بالله؛ لأنَّ الغيبَ لا يعلَمُهُ إلا الله، ولا يُعْلَمُ بضربِ الْحَصَى ولا بقِرَاءةِ الكَفِّ ولا الفِنجان، ولا بغيرِ ذلكِ مما يَتَعَاطَاهُ المشعوذون) انتهى.

 

عباد الله: ومِنْ صُوَرِ ادِّعَاءِ عِلْمِ الغَيْبِ: السِّحْر، قال ابنُ قدامة: (السِّحرُ: عَزَائِمُ وَرُقَى وعُقَد ‌تُؤثِّرُ ‌في ‌الأبدانِ ‌والقلوبِ، فيُمرِضُ ويَقتلُ، ويُفرِّقُ بين المرءِ وزَوْجهِ) انتهى، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾.

 

عباد الله: ومِنْ صُوَرِ ادِّعَاءِ عِلْمِ الغَيْبِ: التنجيم، قال ابنُ تيمية: (الاسْتِدْلالُ بالأَحْوَالِ الْفَلَكِيَّةِ عَلَى الْحَوَادِثِ الأَرْضِيَّةِ) انتهى، فهو رَبْطُ ما سَيَقَعُ بحركةِ النُّجوم، وأنَّ لَهَا أَثَرًا في الحوادث المستقبلية، وقد عَدَّه النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شُعْبةً مِنْ شُعَبِ السِّحْرِ فقالَ: (مَنْ ‌اقْتَبَسَ ‌عِلْمًا ‌مِنَ ‌النُّجُومِ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ)؛ رواه أبو داود وصَحَّحهُ النووي.

 

عباد الله: ومِن صُوَرِ ادِّعَاءِ عِلْمِ الغَيْبِ: الْطِّيَرةُ، قال السعديُّ: (وهو التشاؤم بالطيور والأسماء والألفاظ والبقاع وغيرها) انتهى، والطِّيَرَةُ فيها نوعُ ادِّعاءِ عِلْمٍ للغَيْبِ، وربط لِما سَيَقَعُ في المستقبل ببعض الأحوال والذوات والأشخاص والصفات، ولذا عدَّها النبيُّ صلى الله عليه وسلم شِرْكًَا فقال: (الطِّيَرَةُ ‌شِرْكٌ، ‌الطِّيَرَةُ ‌شِرْكٌ، ثَلاثًا) رواه أبو داود وصَحَّحه الألباني.

 

عباد الله: ومِنْ صُوَرِ ادِّعَاءِ عِلْمِ الغَيْبِ: تَحْضير الأرواح، يَدَّعي أصحابُها أنهم يَستدعون رُوحَ الْمَيِّتِ، ويَستخبرونها عن الْمُغيَّبات، ويَستعينون بها في كشفِ الجرائمِ والدِّلالة على الآثار القديمة، قال الشيخ ابن باز رحمه الله: (ولا شكَّ أن هذه الأرواح التي يَستحضرونها بزعمهم داخلةٌ فيما مَنَعَ منهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، لأنها مِن جنس الأرواح التي تقترنُ بالكُهَّانِ والعرَّافينَ مِن أصنافِ الشياطينِ فيكونُ لَهَا حُكْمُها، بلْ كُلُّ ذلكَ مُحرَّمٌ ومُنكرٌ بلْ وباطلٌ... ولقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في دار الإفتاء السعودية فتوى عن التنويم المغناطيسي الذي هو أحد أنواع تحضير الأرواح) انتهى.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.

 

أما بعد: فلأهميةِ بيانِ حُكم بعض صور ادِّعاءِ علمِ الغيبِ والتحذيرِ منها: صدر بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة حول ما يُنشر مِن التنجيم باسم (أبراج الحظ) وأنه يكتب بعناوين جذابة تخدع من لا علم عنده بتحريم أنواع التنجيم، فقالت اللجنة: (مِن هذه العناوين: أنت والنجوم، أو أبراج القراء، أو ألوان الحظ، أو حظك هذا الأسبوع، أو الفلك بين يديك، أو حديث الأبراج، أو أورسكوب... وهكذا، وتُكتب هذه الزوايا بعدة طُرُق، منها ما يُكتب بطريقة الأبراج: برج الحمل، برج الثور، برج الجوزاء، برج السرطان.. وهكذا، ومنها ما يُكتب بطريقة الأشهر، حيث تُوضع جداول شهر كذا وشهر كذا، وما يُوجد في كُلِّ شهرٍ مِنَ النَّحْسِ والسَّعْدِ، ومنها ما يُكتب بطريقةِ السنوات: إذا كُنتَ مِن مواليدِ سَنَةِ كذا فَسَنَتُكَ الجديدة سَنَةُ خَيْرٍ أو شُؤْمٍ... وحيثُ إنَّ هذا كُلُّه مِن علمِ التنجيم الْمُحرَّم المعدودِ مِن علمِ السحر... ولأنه قائمٌ على ادِّعاءِ علم الغيبِ الذي لا يَعْلَمُهُ إلا الله... ومِمَّا هو معلومٌ مِن مَسَائلِ التوحيدِ أنَّ اعتقادَ أنَّ النجْمَ الفُلاني، أو البُرجِ الفلاني هو سَبَبُ سَعْدِ فُلانٍ، أو سَبَبُ نَحْسِهِ مِن خُرافاتِ أهلِ الجاهليةِ الذينَ يَنْسِبُون تدبيرَ بعضِ أُمورِ الكَوْنِ إِلى غيرِ الله تعالى، وذلكَ مِن شِرْكِ الرُّبوبيَّةِ، وقد يَنْتُجُ عنه تَعَلُّقُ الإنسانِ بالنجمِ أوِ البُرْجِ فَيَعْمَلَ لَهُ نوعًا مِن العِبادةِ فَيَقَعُ في شِرْكِ الأُلوهيَّةِ) انتهى.

 

وسُئِلتِ اللجنةُ الدائمة عن حكم الشرع حولَ الاعتقاد بصدقِ‌‌ أبراج الحظِّ؟ فأجابت بقولها: (تعليقُ النَّحْسِ والسَّعْدِ في الأفلاك والأبراج مِن شركِ الأوائلِ مِنَ المجوسِ والصابئةِ مِن الفلاسفة ونحوِهم مِن طوائف الكفر والشرك، وادِّعاءُ عِلْمِ ذلكَ هو في الظاهرِ ادِّعَاءٌ لعلمِ الغَيْبِ، وهذا مُنازعةٌ للهِ في حُكْمِهِ، وهذا شِرْكٌ عظيمٌ، ثُمَّ هو في حقيقتهِ دَجَلٌ وكَذِبٌ وتلاعُبٌ بعُقولِ الناسِ، وأكلٌ لأموالِهمْ بالباطلِ، وإدخالٌ للفسادِ في عقائدِهم والتلبيسِ عليهم، وعليهِ فإنَّ أبراجَ الحظِّ يَحرُمُ نشرُها والنظرُ فيها وترويجُها بين الناسِ، ولا يجوزُ تصديقُهم، بلْ هُو مِن شُعَبِ الكُفرِ والقدحِ في التوحيدِ، والواجبُ الْحَذَرُ مِن ذلكَ، والتواصي بتركهِ، والاعتمادِ على اللهِ سُبحانه وتعالى، والتوكُّلِ عليهِ في كُلِّ الأُمور) انتهى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة