• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

الخمور والمخدرات والمسكرات: أضرارها الدنيوية والأخروية، والأساليب الوقائية منها

الخمور والمخدرات والمسكرات: أضرارها الدنيوية والأخروية، والأساليب الوقائية منها
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 30/12/2020 ميلادي - 15/5/1442 هجري

الزيارات: 11751

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخمور والمخدرات والمسكرات:

أضرارها الدنيوية والأُخروية، والأساليب الوقائية منها

 

الحمدُ للهِ الذي مَهَّدَ قَواعِدَ الدِّينِ بكتابهِ الْمُحْكَمِ، وأوْجَبَ حِفظَ الدِّينِ والنَّفْسِ والمالِ والعِرْضِ والعَقْلِ بخِطابِهِ وأَحْكَمَ، فسُبْحَانَ مَنْ حَكَمَ فأَحْكَمَ، وحَلَّلَ الطيِّباتِ وللخبائثِ حَرَّمَ، وأشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ شَهَادَةً تَهْدِي إلى الطَّرِيقِ الأَقْوَمِ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ الْمَخْصُوصُ بجَوَامِعِ الْكَلِمِ وبَدَائِعِ الْحِكَمِ، ووَدَائِعِ الْعِلْمِ والْحِلْمِ والْكَرْمِ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصَحْبهِ وسَلَّمَ.


أما بعد: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

أيها المسلمون:

إنَّ الْخُمُورَ والمخدِّراتِ والمُسكراتِ تُفسِدُ العقلَ، وتقطعُ النسلَ، وتُورثُ الْجُنونَ، وتَجْلِبُ الوساوسَ والهُمومَ والأسقام، وتجعلُ صاحبَهَا كالحَيوان، لا غَيْرَةَ له ولا حَمِيَّة، حتى يَصيرَ مُتعاطيها ديُّوثًا ممسوخًا، وما تفكَّكتِ الأُسَرُ إلاُّ مِن آثارها، وما تفَشَّتِ الجرائمُ إلاَّ بأسبابها، تستنزفُ مالَ مُدمِنِها حتى يضيقَ بالنفقةِ الواجبةِ على أهلهِ وولده وعلى نفسهِ، وحتى تُصبحَ أُسرتَهُ عالَةً يتكفَّفُونَ الناسَ، ورُبَّما باعَ زوْجَتَهُ وابنَتَهُ وعِرْضَهُ مُقابلَ قارورةِ خَمْرٍ أو جُرعَةِ مُخَدِّرٍ أو شَرْبةِ مُسْكِرٍ، نسأل الله لنا ولأولادنا السلامة والعافية.

 

إنَّ تعاطي الخُمورِ والمخدِّراتِ والمُسكراتِ يعني دُخولَ عالَمِ الجرائمِ مِن أوسعِ أبوابهِ، مَعَ فَقدِهِ لدينهِ وضياعِ إيمانهِ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90]، وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ) رواه مسلم، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية: (أَرَادَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنْ يُبيِّنَ لهم أنَّ جميعَ الْمُسكِراتِ داخلةٌ في مُسَمَّى الخَمْرِ الذي حَرَّمَهُ اللهُ) انتهى، وقال صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: (‌لَعَنَ ‌اللهُ ‌الخَمْرَ، ولَعَنَ شَارِبَهَا، وسَاقِيَهَا، وعَاصِرَهَا، ومُعْتَصِرَهَا، وبَائِعَهَا، ومُبْتَاعَهَا، وحَامِلَهَا، والْمَحْمُولَةَ إليهِ، وآكِلَ ثَمَنِهَا) رواه الإمام أحمد وصحَّحه أحمد شاكر، وقال ابنُ قدامة: (وثبتَ عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ تحريمُ الخمرِ بأخْبارٍ تبْلغُ بمجموعِها رُتْبةَ التواتُرِ، وأجْمعتِ الأُمَّةُ على تحريمهِ) انتهى.

 

واعلم عبدَ اللهِ أن شُربَ الخُمورِ والمخدراتِ والمسكراتِ فيها مفاسدٌ في الدِّينِ وعُقوباتٌ في الآخرةِ:

منها: نزع الإيمان: قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ولا يَشْرَبُ الخَمْرَ حينَ يَشْرَبُها وهُو مُؤْمِنٌ) متفقٌ عليه.

 

ومنها: عدمُ قبولِ صلاتهِ أربعين ليلة: قال صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: (مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاتُهُ أرْبَعِينَ لَيْلَةً، فإنْ تابَ تَابَ اللهُ عليهِ، فإنْ عادَ عَادَ اللهُ لَهُ، فإنْ تابَ تَابَ اللهُ عليهِ، فإنْ عادَ كَانَ حَقًّا على اللهِ تعالى أنْ يَسْقِيَهُ مِنْ نَهَرِ الخَبَالِ، قيلَ: وما نَهَرُ الخَبَالِ؟ قالَ: صَدِيدُ ‌أَهْلِ ‌النَّارِ) رواه الإمام أحمدُ وحسَّنه مُحقِّقُو المسند.


ومنها: سَخَطُ اللهِ عزَّ وجلَّ عليهِ: قال صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: (مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ، ‌لَمْ ‌يَرْضَ ‌اللهُ ‌عَنْهُ ‌أَرْبَعِينَ ‌لَيْلَةً) رواه الإمام أحمد وحسَّنه المنذري.

 

ومنها: عدَمُ قُبُولِ التوبةِ: قال صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: (مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ شَرْبَةً لم تُقْبَلْ لهُ ‌تَوْبَةٌ ‌أربعينَ ‌صَبَاحًا، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليهِ، فإنْ عادَ لم تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أربعينَ صَبَاحًا، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليهِ، فإنْ عادَ كانَ حَقًّا على اللهِ أنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الخَبَالِ يومَ القيامةِ) رواه النسائيُّ وصحَّحهُ الألباني، والمعنى: لا تُهيَّأ له توبةٌ نصوحٌ، ويكون ذلك مِن أحاديث الوعيد.

 

ومنها: المسخُ قِرَدَةً وخنازيرَ والخسف: قال صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ ‌يَسْتَحِلُّونَ ‌الْحِرَ ‌والحَرِيرَ، ‌والخَمْرَ والْمَعَازِفَ، ولَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إلى جَنْبِ عَلَمٍ -أي جبل-، يَرُوحُ عليهِمْ بسارِحَةٍ لَهُمْ -أي غنم-، يَأْتِيهِمْ - يَعْني الفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فيقُولُونَ: ارْجِعْ إلَيْنَا غَدًا، فيُبَيِّتُهُمُ اللهُ -أي يُهلكهم-، ويَضَعُ العَلَمَ -أي يدُكُّ الجبلَ على رُؤُوسهِم-، ويَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وخَنَازِيرَ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ) رواه البخاري تعليقًا.


ومنها: الشُّربُ مِن صديدِ أهلِ النَّار: (قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرامٌ، إنَّ على اللهِ عزَّ وجلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسكِرَ أنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قالَ: عَرَقُ أهْلِ النارِ، أوْ: عُصَارَةُ أهلِ النارِ) رواه مسلمٌ.


ومنها: أنه مُتوعُّدٌ بعدم دخول الجنة: قال صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: (ثلاثةٌ لا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وقَاطِعُ الرَّحِمِ، وَمُصَدِّقٌ بالسِّحْرِ، ومَنْ مَاتَ مُدْمِنَ الْخَمْرِ ‌سَقَاهُ ‌اللهُ ‌مِنْ ‌نَهْرِ ‌الْغُوطَةِ، قِيلَ: وما نَهْرُ الْغُوْطَةِ؟ قالَ: «نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِمْ») رواه الحاكم وصحَّحه ووافقه الذهبي.

 

اللهُمَّ اعصمنا ووالدينا وأهلينا من شُرب الخمور والمخدرات والمسكرات، واحفظنا بحفظك يا حافظُ يا حفيظُ يا خيرَ الحافظين.

 

الخطبة الثانية

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدُه ورسولُه.

 

أمَّا بعدُ:

(فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و(لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).

 

أيها المسلمون:

في عالَمِ الْخُمُورِ والْمُخدِّراتِ والْمُسْكِراتِ قَصَصٌ ومآسٍ، أسرارٌ وفضائحٌ، هُناكَ يَضيعُ الشَّرَفُ، ويُباع العِرضُ، وتُهْرَقُ الكَرَامةُ، في عالَمِ الْخُمُورِ والْمُخدِّراتِ والْمُسْكِراتِ قَتْلٌ ونَهْبٌ وفواحشٌ وهتكٌ للأعراضِ، وقد يَصِلُ إلى فعلِ الفاحشة بالمحارمِ، مع تركِ الصلاةِ والحجِّ والصِّيامِ، خَطَبَ أميرُ المؤمنين عثمانُ بنُ عفَّانَ رضيَ اللهُ عنهُ فقالَ: (سَمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: اجْتَنِبُوا أُمَّ الخَبَائِثِ، فإنهُ كانَ رجُلٌ مِمَّنْ قبْلَكُمْ يَتَعَبَّدُ ويَعْتَزِلُ الناسَ، فعَلِقَتْهُ امرأَةٌ فأَرْسَلَتْ إليهِ خادِمًا، فقالتْ: إنا ندْعُوكَ لشَهادَةٍ، فدَخَلَ فطَفِقَتْ كُلَّما يَدْخُلُ بابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حتى أفْضَى إلى امرأَةٍ وَضِيئَةٍ جالسَةٍ، وعِنْدَها غُلامٌ وباطِيَةٌ فيهَا خَمْرٌ، فقالتْ: إنا لَمْ نَدْعُكَ لشهادةٍ، ولَكِنْ دَعَوْتُكَ لتَقْتُلَ هذا الغُلامَ أو تَقَعَ علَيَّ أو تَشْرَبَ كَأْسًا منْ هذا الخَمْرِ، فإنْ أَبَيْتَ صِحْتُ بكَ وفَضَحْتُكَ، قالَ: فلَمَّا رأَى أنهُ لا بُدَّ لهُ مِنْ ذلكَ، قالَ: اسْقِيني كَأْسًا منْ هذا الخَمْرِ، فَسَقَتْهُ كأْسًا منَ الخَمْرِ، فقالَ: زِيدِيني، فلَمْ يَزَلْ حتى وقَعَ عليها وقَتَلَ النَّفْسَ، فاجْتَنبُوا الخَمْرَ فإنهُ واللهِ لا يجْتَمِعُ الإيمانُ وإدمانُ الخَمْرِ في صَدْرِ رَجُلٍ أَبدًا، لَيُوشِكَنَّ أَحَدُهُمَا يُخْرِجُ صَاحِبَهُ) رواه ابن حِبَّان وصحَّحَ رَفْعَهُ، ورَجَّحَ وَقْفَهُ أبو زُرعة.

 

فالخمرُ (رَأْسُ كُلِّ فَاحِشَةٍ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه الألباني بشواهده،وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما أَسْكَرَ كَثيرُهُ، فقَليلُهُ حَرامٌ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه ابنُ حبان.

 

عباد الله: إنَّ من أهمِّ الأساليب الوقائية من مخاطر الْخُمُورِ والْمُخدِّراتِ والْمُسْكِراتِ:

أولًا: دور الأُسرة: أنْ تقوم الأسرة برعاية الأبناء ومتابعتهم، وتقديم التوجيه والنصح والإرشاد، ومعالجة المدخِّنين منهم، ومتابعة الأبناء في استخدامهم لشبكة المعلومات الدولية، وأن يكون الأب قدوة حسنة لأبنائه، ورفع مستوى الوازع الديني لدى الأبناء.

 

ثانيًا: قيام المساجد والمؤسسات التربوية التعليمية بواجبهم: بالتوجيه والإرشاد.. الخ.

 

ثالثًا: إقامةُ الحدِّ الشرعيِّ على مُتعاطي ومُروِّجي الْخُمُورِ والْمُخدِّراتِ والْمُسْكِراتِ.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة