• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

من فضائل التوحيد: الأمن في الأوطان، وأسباب المحافظة عليه

من فضائل التوحيد: الأمن في الأوطان، وأسباب المحافظة عليه
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 21/9/2020 ميلادي - 3/2/1442 هجري

الزيارات: 29155

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من فضائلِ التوحيدِ

الأمنُ في الأوطانِ، وأسباب المحافظة عليه

 

الحمدُ للهِ الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وبعدله ضل الضالون، ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23]، أحمده سبحانه على هدايته وتوفيقه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا رَبَّ لنا سواه، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم إلى يوم الدين.

 

أما بعد: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 102، 103]، فأعظمُ النِّعَم نعمةُ التوحيد، قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: «ومَنْ ‌تَدَبَّرَ ‌أحوالَ ‌العالَمِ ‌وَجَدَ كُل صلاحٍ في الأرضِ فَسَبَبُهُ توحِيدُ اللهِ وعبادتُهُ وطاعةُ رسولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وكُلُّ شَرٍّ في العالمِ وفِتْنَةٍ وبلاءٍ وقَحْطٍ وتَسْلِيطِ عَدُوٍّ وغيرِ ذلكَ؛ فَسَبَبُهُ مُخالفَةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والدعوةُ إلى غيرِ اللهِ، ومَن تَدَبَّرَ هذا حَقَّ التدبُّرِ وَجَدَ هذا الأمرَ كذلكَ في خاصَّةِ نَفْسِهِ وفي غيرِهِ عُمُومًا وخُصُوصًا، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ» انتهى.

 

وعن عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 82]، شَقَّ ذلكَ على المسلمينَ، فقالُوا: يا رسولَ اللهِ، ‌أَيُّنا ‌لا ‌يَظْلِمُ ‌نفْسَهُ؟ قالَ: «ليسَ ذلكَ، إنما هوَ الشركُ، ألم تَسمعُوا ما قالَ لُقْمَانُ لابنهِ وهوَ يَعِظُهُ: ﴿ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]» رواه البخاريُّ ومسلم.

 

فالتوحيدُ أعظم أسباب الأمنِ في الأوطانِ، ولا تتمُّ سَعَادةُ الإنسانِ إلاَّ بنعمةِ الإيمانِ والأمنِ، فبهما يَعْبُدُ الناسُ ربَّهُم، ويأمنُون على أموالهم وأعراضهم، ويَهنؤون بطعامهم وشرابهم، قال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4]، وكُلَّما ضَعُفَ التوحيدُ ضَعُفَ الأمْنُ، وكلَّما زادَ الشركُ زادَ الخوفُ، قال تعالى: ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ﴾ [آل عمران: 151].

 

ومن أسباب الأمن: طاعة الله وعدم المجاهرة بالمعاصي، فإنَّ المعصيةَ إذا خَفِيَت لم تضُرَّ إلا صاحبَهَا، وإذا أُعْلِنَت ضَرَّتِ الجميع، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: «إنَّ الناسَ إذا رَأَوُا الظالمَ فلمْ يَأْخُذُوا على يَدَيْهِ أَوْشَكَ أنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بعِقَابٍ»، وقالَ: «ما مِنْ ‌قومٍ ‌يُعْمَلُ ‌فيهِمْ ‌بالمعاصي، ثم يَقْدِرُونَ على أنْ يُغَيِّرُوا، ثم لا يُغَيِّرُوا، إلاَّ يُوشِكُ أنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ منهُ بعِقَابٍ») رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.

 

قال ابنُ القيِّم: (وهلْ في الدُّنيا والآخِرَةِ ‌شَرٌّ ‌ودَاءٌ ‌إلاَّ سَبَبُهُ الذنُوبُ والمعاصي) انتهى.

 

ومِن أسبابِ حِفظِ الأمْنِ: الشُّكْر، فبالشكرِ تدومُ النِّعَم، وبكُفرِ النِّعَم تَحِلُّ النِّقَم، قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].

 

ومِن أسبابِ حِفظِ الأمنِ: طاعةُ وُلاةِ الأُمورِ في المعروفِ، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «السَّمْعُ والطاعَةُ على الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ ‌فيما ‌أَحَبَّ ‌وكَرِهَ، ما لَمْ يُؤْمَرْ بمَعْصِيَةٍ، فإذا أُمِرَ بمَعْصِيَةٍ فلا سَمْعَ ولا طاعَةَ» متفق عليه.

 

ومِن أسبابِ حِفظِ الأَمْنِ: نَشْرُ العِلْمِ الشرعيِّ، قال ابنُ القيم: « فَمَا خَرَابُ العالمِ إلاَّ بالجَهْلِ، ولا عِمَارَتُهُ إلا بالعِلْمِ، وإذا ظَهَرَ العِلْمُ ‌في ‌بَلَدٍ ‌أو ‌مَحَلَّةٍ قَلَّ الشَّرُّ في أهْلِها، وإذا خَفَى العِلْمُ هُناكَ ظَهَرَ الشَّرُّ والفَسَادُ، ومَن لم يَعْرِفْ هذا فهوَ ممن لم يَجْعَل اللهُ لهُ نُورًا » انتهى.

 

الخطبة الثانية

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُه ورسولُه.

 

أمَّا بعدُ: فإنَّ مِن أعظمِ مَقَاصدِ الشريعةِ: الدَّعوةُ إلى الاجتماع والائتلاف، والتحذيرُ مِن التفرُّقِ والاختلاف، وأساسُ الاجتماع: الاعتصام بكتاب الله وسُنةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، والمرادُ بلُزومِ الجماعةِ: التمسُّكُ بالحقِّ، ومِن لُزومِ الجماعةِ: الاجتماع على ولاة الأمور، فعن (النُّعمانِ بنِ بشيرٍ أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خَطَبَ فقالَ: «‌الْجَمَاعَةُ ‌رَحْمَةٌ، والْفُرْقَةُ عَذَابٌ») رواه ابنُ أبي عاصمٍ وحسَّنه الألباني.


وقال حذيفةُ رضي الله عنه: (كانَ الناسُ يَسْأَلُونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الخَيْرِ، وكُنْتُ أسْأَلُهُ عنِ الشرِّ، مَخَافَةَ أنْ يُدْرِكَني، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّا كُنَّا في جاهليةٍ وشَرٍّ، فجَاءَنا اللهُ بهذا الخَيْرِ، فهلْ بعدَ هذا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قالَ: «نَعَمْ»، قُلتُ: وهلْ بعدَ ذلكَ الشرِّ مِن خيرٍ؟ قالَ: «نعم، وفيهِ دَخَنٌ»، قلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قالَ: «قومٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنهُم وتُنْكِرُ» قُلتُ: فهل بعدَ ذلكَ الخيرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: «نعم، دُعاةٌ على أبوابِ جَهَنمَ، مَن أجَابَهُمْ إليها قَذَفُوهُ فيها»، قُلتُ: يا رسولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنا؟ قالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنا، ويَتَكَلَّمُونَ بألْسِنَتِنا»، قُلتُ: فما تَأْمُرُني إنْ أَدْرَكَني ذلكَ؟ قالَ: «تَلْزَمُ ‌جَمَاعَةَ ‌المسلمينَ ‌وإمَامَهُمْ»، قُلتُ: فإنْ لم يكُنْ لَهُم جَمَاعَةٌ ولا إمامٌ؟ قالَ: «فاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّها ولو أنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ حتى يُدْرِكَكَ الموتُ وأنتَ على ذلكَ») رواه البخاري ومسلم.


وتوحيدُ الكلمةِ لا يكونُ إلاَّ على كلمةِ التوحيدِ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾، وإذا لم تجتمع الأمةُ على الكتابِ والسُّنةِ فمآلُها إلى الزوالِ، قال صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «افْتَرَقَتِ اليهودُ على إحدى وسبعينَ فِرْقَةً، فواحدةٌ في الجنةِ، وسبعونَ في النارِ، وافْتَرَقَتِ النصارى على ثِنتيْنِ وسبعينَ فِرْقَةً، فإحدى وسبعُونَ في النارِ، وواحدةٌ في الجنةِ، والذي نَفْسُ محمدٍ بيدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي ‌على ‌ثلاثٍ ‌وسبعينَ ‌فِرْقَةً، واحدةٌ في الجنةِ، وثِنْتَانِ وسبعُونَ في النارِ»، قيلَ: يا رسولَ اللهِ مَن هُمْ؟ قالَ: «الجَمَاعَةُ») رواه ابنُ ماجه وصححه الألباني.


ومِن بركاتِ التوحيدِ على بلادِنا: ما مَنَّ اللهُ بهِ علينا مِن الاجتماعِ والائتلافِ حَوْلَ إمامِنا خادمَ الحرمينِ الشريفين وولي عهده حفظهما الله، فحافظوا رحمني الله وإياكم على نعمة التوحيد بالاجتماع على الكتاب والسنة والحذر من الشرك والبدع والمعاصي.


اللهم ألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، واجمعنا على التوحيد والسنة، وجنبنا الشرك والبدع، وحبِّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحقِّ إمامنا وولي أمرنا، واحفظ حدودنا، وانصر جنودنا، واشف مرضانا، وارحم موتانا.






 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة