• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

الوصايا الثمانية للمعلم والمتعلم والأسرة، والتذكير بالهدي النبوي في يوم عاشوراء (خطبة)

الوصايا الثمانية للمعلم والمتعلم والأسرة، والتذكير بالهدي النبوي في يوم عاشوراء (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 3/9/2020 ميلادي - 15/1/1442 هجري

الزيارات: 8548

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوصايا الثمانية للمُعلِّم والمتعلِّم والأسرة،

والتذكير بالهدي النبوي في يوم عاشوراء

 

الحمدُ للهِ الذي فقَّهَ في دِينهِ مَن أرادَ بهِ خيرًا، ورَفَع مَن آتاهُم العِلْمَ دَرَجاتٍ منهُ وفضْلًا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ وسلَّم عليه الذي أَنزلَ عليهِ: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].


أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله تعالى، وعليكم بالعِلمِ والإيمانِ، قال ابنُ القيم: (أفضلُ ما اكتسبته النفُوسُ وحصَّلتهُ الْقُلُوبُ ونالَ بهِ العَبْدُ الرِّفعةَ في الدُّنيا والآخرةِ هوَ العِلْمُ والإيمانُ، ولهذا قرنَ بينَهُما سبحانه في قوله: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ ﴾ [الروم: 56] انتهى.

 

عبادَ الله:

بعدَ غدٍ إن شاءُ الله سيبدأ العام الدراسي الجديد عن بُعد، وهذه وصايا ثمانية للمتعلِّم وأهلهِ ولأخينا الْمُعلِّم:

الوصيَّةُ الأولى: طَلَبُ العلمِ عبادةٌ لا يعدِلُهُ شيءٌ، قال مُهَنَّى: قُلتُ لأحمدَ بنِ حنبلٍ: ما أفضلُ الأعمال؟ قالَ: طَلَبُ العِلْمِ، قال: لِمَنْ صَحَّت نيَّتُهُ) انتهى، وقال سفيان الثوريُّ: (ما نَعْلَمُ شيئًا أفضَلَ من طَلَبِ العِلْمِ بنيَّةٍ) انتهى.


وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: («مَنْ تعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبتَغَى بهِ وجْهُ اللهِ عزَّ وجَلَّ لا يَتَعَلَّمُهُ إلاَّ ليُصِيبَ بهِ عَرَضًا منَ الدُّنيا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجنَّةِ يومَ القيامةِ»، يَعني رِيحَهَا) رواه أبو داود وجوَّد إسناده البوصيري، وأخبرَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّ أولَ مَن تُسعَّرُ بهم النارُ يومَ القيامةِ: (رَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فأُتِيَ بهِ فعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قالَ: فما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وعَلَّمْتُهُ، وقَرَأْتُ فيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ ‌ليُقَالَ: ‌عَالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ ليُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فقدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بهِ فَسُحِبَ على وَجْهِهِ حتى أُلْقِيَ في النَّارِ) رواه مسلمٌ، فلا بُدَّ مِن تعاهُدِ النيَّة ومُعالجتها.


الوصيَّة الثانية: ثَمَرةُ العِلْمِ العَمَلُ: فأعظمُ ما يُورثهُ العِلْمُ في قلبِ الْمُتعلِّم والْمُعلِّم: الخشيةُ من الله، قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، قال يحيى بنُ أبي كثير: (العالمُ مَن يَخشى اللهَ عزَّ وجلَّ) رواه أبو نُعيم في الحلية.

فالخشيةُ في قلب المتعلِّم تحملُه على الطاعة والعبادة، وإلا فليتهم نيَّته.


الوصيَّةُ الثالثة: أن يَحذر المتعلِّمُ والمعلِّمُ والأُسرةُ مِن محبَّةِ الشُّهرة بتعلُّمهم وتعليمهم: قال إبراهيمُ بن أدهم: (مَا صَدَقَ اللهَ عبدٌ أَحَبَّ الشُّهرَةَ) رواه البخاري في التاريخ الكبير.


الوصيَّة الرابعة: الحذر من التوسُّع في الجِدال مع تركِ أولوياتِ العلم، قال الأوزاعيُّ: (إذا أرَادَ اللهُ بقومٍ شَرًّا فَتْحَ عليهِمُ الجَدَلَ ومَنَعَهُمُ الْعَمَلَ) رواه الخطيب البغدادي.


الوصيَّة الخامسة: المداومةُ على طلبِ العلمِ حتى الْمَمات، ولذا أمرَ الله تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم باستزادته من العلم، فقال سبحانه: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)، وقال الإمام أحمد بن حنبل: (مَعَ الْمِحبرةِ إلى الْمَقْبرةِ) رواه ابن الجوزي.


الوصيَّة السادسة: عدم الإسراف والمبالغة في المستلزمات الدراسيةِ، فهذا الإمام البخاريُّ قَصُرَت به النفقةُ حتى أكلَ العُشب، وهذا مالكٌ نقَضَ سقفَ بيتهِ فباعَ خشَبَهُ من أجل العلم.


الوصيَّة السابعة: القيام بحقوق المُعلِّمين، وهي: حقُّ الله الذي أوجب علينا القيام بحقِّهم، وحقُّ الإسلام وما للمسلمين من الحُقوق، والحقُّ الثالث: حقُّ وُلاةِ أُمُورنا وفَّقَهُم الله وأعظَمَ أجرهم، الذين أنفقوا على المعلِّمين والمتعلِّمين وعلى المدارس والجامعات الأموال الطائلة، وجَعُلوا التعليم بالْمَجَّانِ، فواجبٌ علينا إعطاءُ كُلِّ ذي حقٍّ حقَّه.

 

الوصيَّة الثامنة: قيامُ الأُسرةِ بالمحافظةِ على أولادِهم بالتربيةِ الصالحةِ والتعليم، وبكفِّهم عن المفاسدِ، فمَن علَّمهم وربَّاهم تربيةً صالحةً: قرَّت عينُه في العاجلِ ووجَدَ ذلكَ عند الله مُدَّخرًا، ومَن أهملَهُم فلا يَلُومَنَّ إلا نفسَهُ وسيجدُ غِبَّ ذلكَ عاجلًا ومُؤخَّرًا، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (والرَّجُلُ رَاعٍ على أهْلِ بَيْتِهِ وهُوَ مَسْئُولٌ عنْ رَعِيَّتِهِ، والمرأَةُ راعِيَةٌ على أهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا ووَلَدِهِ وهيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ) رواه البخاري ومسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بنَصِيحَةٍ، إلاَّ لمْ يَجِدْ رائِحَةَ الجَنَّةِ) رواه البخاري.


اللهم رَبَّنا أصلِحْ أولادَنا، اللَّهُمَّ بارِكْ فيهِم وبَارِكْ علَيْهِم، اللهُمَّ أَقْبِلْ بقُلُوبهِم إليكَ، يا اللهُ يا رَبَّنا اجعلهم هادينَ مَهْدِيين، وألِّفْ بينَ قُلُوبهِمْ، وأصلِحْ ذاتَ بينهِمْ، واهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلامِ، واجمَعْ كلمتَهُمْ على الْحقِّ يا سميعُ يا قريب، آمين.


الخطبة الثانية

إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم عبدُه ورسولُه.

 

أما بعد:

غدًا إن شاء الله يُوافقُ يوم عاشوراء، وقد كان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في ابتداءِ هِجرته للمدينةِ يُفرد عاشوراء بالصوم، فلا يَصُومُ قبلَهُ ولا بعده، ولَمَّا أُمِرَ بمخالفةِ اليهودِ والنصارى، قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (فإذا كانَ العامُ الْمُقْبِلُ إنْ شاءَ اللهُ صُمْنا اليومَ التاسعَ، قالَ: فلَمْ يَأْتِ العامُ المُقبلُ حتَّى تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) رواه مسلم، و(سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عن صَوْمِ يومِ عاشُوراءَ؟ فقالَ: يُكَفِّرُ السَّنةَ الماضيَةَ) رواه مسلم.

 

ويُصوِّرُ ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما حِرصَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على صيام يوم عاشوراء فيقول: (ما رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيامَ يومٍ فضَّلَهُ على غَيْرِهِ إلاَّ هذا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُوراءَ، وهذا الشَّهْرَ، يَعْني شهرَ رمَضَانَ) رواه البخاري.


أيها المسلمون: ولِما عُرفَ مِن فضلِ صيامِ يومِ عاشوراءَ، فقد كان طائفةٌ مِن السَّلَفِ يصُومُونَه في السَّفَرِ، قال ابنُ رجبٍ: (وكان طائفةٌ من السلف يصومون عاشوراء في السفر، منهم: ابنُ عبَّاسٍ وأبو إسحاق والزهري.. ونصَّ أحمدُ على أنْ يُصام عاشوراء في السفر) انتهى، وعن أبي جَبَلَةَ قالَ: (كُنتُ معَ ابنِ شِهابٍ في سَفَرٍ فصامَ يَوْمَ عَاشُوراءَ، فقيلَ لهُ: تَصُومُ يومَ عاشُوراءَ في السَّفَرِ وأَنتَ تُفطِرُ في رمضانَ؟ قالَ: إنَّ رمَضَانَ لهُ عِدَّةٌ مِن أيَّامٍ أُخَرَ، وإنَّ عاشُوراءَ تَفُوتُ) رواه البيهقيُّ في الشعب.


بل كانت الصحابيات رضي الله عنهن يُصوِّمنَ صِبيانَهُنَّ الصغار يوم عاشوراء، فعنِ الرُّبيِّعِ بنتِ مُعوِّذِ ابنِ عَفْراءَ رضي الله عنها قالت: (فكُنَّا بعدَ ذلكَ نَصُومُهُ، ونُصَوِّمُ صِبيانَنا الصِّغارَ منهُم إن شاءَ اللهُ) رواه مسلم، وقالت أيضًا: (ونصنَعُ لهُمُ اللُّعْبَةَ منَ العِهْنِ، فنَذْهَبُ بهِ مَعَنا، فإذا سَأَلُونا الطَّعَامَ أعطَيْنَاهُمُ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ حتى يُتِمُّوا صَوْمَهُم) رواه مسلم.


فتعويدُ الصغيرِ على فِعلِ الخيرِ مَكْمَنُ قُوَّةٍ في استقامتهِ عليهِ في الكِبَرِ، فصُومُوه رحمكم الله، وصوِّموا فيه صبيانكم، فإنَّ المحروم مَن حُرِمَ صيامَهُ، اللهُمَّ رَبَّنا ارْزُقْنا صيامَهُ إيمانًا واحتسابًا، اللهُمَّ واغفِر للمؤمنينَ والمؤمناتِ، الأحياءِ والأمواتِ، اللهُمَّ وادفع عنَّا الغلا والوَباءَ والرِّبا والزِّنا والزلازلَ والفِتَن، عن بلدنا وعن سائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين، اللهم وانصُر جُنودَنا، واحفظ حُدودَنا، ووفِّق وليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وجميع ولاة أُمورِ المسلمين لِما تُحبُّ وترضى، اللهُمَّ واشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وعاف مُبتلانا يا أرحم الراحمين، اللهمَّ أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمد وآله وصحبه أجمعين.






 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة