• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

المحافظة على المال العام (خطبة)

المحافظة على المال العام (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 9/12/2019 ميلادي - 11/4/1441 هجري

الزيارات: 57011

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المحافظة على المال العام

أهميته، أدلته، جزاء المعتدي عليه في الدارين

منهج الكتاب والسنة في المحافظة عليه، كيفية تربية الأسرة على المحافظة عليه

 

الحمد لله الذي خلقَ السماواتِ والأرض، وجعلَ الظلماتِ والنور، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تُنَجِّي قائلها يومَ البعث والنشور، وأشهد أن محمداً عبده ورسولُه المنعُوت في القرآن والتوراة والإِنجيل والزبور، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعلى آله وصحبه صلاةً تُضاعفُ لصاحبها الأُجور.


أمَّا بعد:

فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى، و ﴿ لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، ألا وإنَّ من أعظم الأمانات: حفظ المال العام، وخطورة الاعتداء عليه، فما هو المال العام، وما هو منهج الكتاب والسنة في الحفاظ على المال العام، وجزاء المعتدي عليه في الدنيا والآخرة، وما صور الاعتداء عليه، وكيف نُربِّي أنفسنا وأولادنا على المحافظة عليه؟

 

عبادَ اللهِ:

المال العام: كما قال القاضي أبو يعلى الفراء: (كُلُّ مالٍ استَحَقَّهُ المسلمُون ولم يَتعيَّنْ مالكُهُ منهم فهوَ منْ حُقُوقِ بيتِ الْمالِ.. لأنَّ بيتَ الْمالِ عبارةٌ عن الجِهةِ لا عنِ الْمكانِ) انتهى، ويدخل في المال العام: كل ما يدخل في ميزانية الدولة، وكل مال ليس له مالك إلى بيت المال.


أيها المسلمون:

لقد تحدَّثَ اللهُ عن الْمالِ في ستةٍ وثمانين موضعاً، نصَّ في بعضها صراحةً على وُجوب المحافظةِ عليهِ من الضَّيَاع، وحذَّرَ من التعدِّي عليه بأيِّ وَجْهٍ من الوُجوه، قال تعالى مُحذِّراً عبادَهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾، قال ابنُ جرير: (يَعني تعالى ذِكْرُهُ بذلكَ: ولا يَأْكُلُ بعضُكُمْ مالَ بعضٍ بالباطِلِ، فجَعَلَ تعالى ذِكْرُهُ بذلكَ أَكْلَ مالِ أخيهِ بالباطِلِ كالآكِلِ مالِ نفْسِهِ بالباطلِ، ونظيرُ ذلكَ قولُه تعالى: ﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [الحجرات: 11]، وقولُه: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾، بمعنى: لا يَلْمِزُ بعضُكُمْ بعضاً، ولا يَقْتُلُ بعضُكُمْ بَعْضاً، لأنَّ اللهَ تعالى ذِكْرُهُ جَعَلَ المؤمنينَ إخوَةً، فقاتلُ أخيهِ كَقَاتِلِ نفْسِهِ، ولامِزُهُ كَلامِزِ نَفْسِهِ) انتهى، وقال تبارك وتعالى مُرْشداً ومُنبِّهاً أن يجعلوا هذا المال في أيد العُقَلاء منهم، لا أن يجعلوه في أيدي المبذرين المسرفين، فقال تعالى: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ﴾ [النساء: 5]، وقال مُشنِّعاً على الأحبار والرُّهبان من أهل الكتاب صنيعهم في سورة التوبة: قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 34].

 

عباد الله: لقد أرشدنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى وسائل الحفاظ على المال العام وتنميته، فمن ذلك:

الدعوة إلى تنميته واستثماره حماية له من الاندثار والضياع، من خلال تحريم كنزه، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34].

 

ومن خلال تنمية المال بالعمل، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 10]).

 

ومن خلال الأمر بكتابة الأموال والإشهاد عليها، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ﴾ [البقرة: 282].

 

ومن خلال الأمر بمراقبة المال العام وحفظه، قال تعالى: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، وقال صلى الله عليه وسلم: (الخازنُ المسلمُ الأمينُ، الذي يُنْفِذُ - ورُبَّما قالَ: يُعْطِي - ما أُمِرَ بهِ كاملاً مُوَفَّراً طَيِّباً بهِ نَفْسُهُ، فيَدْفَعُهُ إلى الذي أُمِرَ لهُ بهِ، أَحَدُ المتصدِّقينِ) رواه البخاري ومسلم، وعن أبي حُمَيْدٍ الساعدِيِّ قالَ: (استَعْمَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رَجُلاً منَ الأسْدِ، يُقالُ لهُ: ابنُ اللُّتْبِيَّةِ على الصَّدَقةِ، فلمَّا قَدِمَ قالَ: هذا لكُم، وهذا لي أُهْدِيَ لي، قالَ: فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على الْمِنْبَرِ، فحمِدَ اللهَ وأثنى عليهِ، وقالَ: ما بالُ عاملٍ أَبْعَثُهُ، فيقولُ: هذا لكُمْ وهذا أُهْدِيَ لي، أفلا قَعَدَ في بيتِ أبيهِ، أو في بيتِ أُمِّهِ، حتى يَنظُرَ أَيُهْدَى إليهِ أم لا؟ والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ، لا يَنالُ أحَدٌ منكُم منها شيئاً إلا جاءَ بهِ يومَ القيامةِ يَحْمِلُهُ على عُنُقِهِ بعيرٌ لهُ رُغاءٌ، أو بقرةٌ لها خُوارٌ، أو شاةٌ تَيْعرُ، ثم رفَعَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدَيْهِ حتى رَأَيْنا عُفْرَتَيْ إبطَيْهِ، ثمَّ قالَ: اللهُمَّ هلْ بلَّغْتُ؟ مرَّتينِ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.

 

ومن وسائل المحافظة على المال العام أيضاً: تكبيره بالطرق الشرعية كأموال الزكاة وأموال الفيء وخُمُس الغنائم وأموال الجزية.

 

ومنها: الاعتدال وترشيد الاستهلاك، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67].

 

ومنها: المحافظة عليه من الرِّبا، قال تعالى: ﴿ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [الروم: 39].

 

ومنها: عدم تسليم المال لمن لا يُحسن التصرُّف، قال تعالى: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا ﴾ [النساء: 5].

 

أيها المسلمون: ولأجل ذلك، فإن من أعظم الظلم: الاعتداء على المال العام، كالاعتداء عليه بالسرقة، قال تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].

 

والاعتداء عليه بالغلول، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 161]، (وقد تحدثنا قبل أكثر من عامٍ عن الغُلول وعظم شناعته).


ومنها: الاعتداء عليه بصرفه في الباطل، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ رِجالاً يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حَقٍّ، فلَهُمُ النارُ يومَ القيامَةِ) رواه البخاري، قال ابنُ حَجَر: (قولُهُ.. «في مالِ اللهِ بغيرِ حَقٍّ» أيْ: يَتصَرَّفُونَ في مالِ المسلمينَ بالباطِلِ) انتهى.


ومنها: الاعتداء عليه بعدم أداء الأمانة، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، ومن الخيانة: أخذ الرِّشوة، (وقد تحدثنا قبل عامين عن الرِّشوة وعِظَمِ خَطَرِها في الدنيا والآخرة).


ومن مظاهرِ الاعتداء على المال العام: الإتلاف: ومنه تخريب المباني والحدائق وأثاث المدارس، كتشويه منظرها بالكتابة عليها، أو كسر النوافذ الزجاجية منها، أو إتلاف الأشجار.


ومن مظاهر الاعتداء على المال العام: الاستيلاء، ومنه الاختلاس والنصب والاحتيال.

ومنها: الغش: ومنه عدم الوفاء بالشروط في تنفيذ العقود، والتساهل في الرَّقابة عليها، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَمَلَ علينا السِّلاحَ فليسَ مِنَّا، ومَنْ غَشَّنا فليسَ مِنَّا) رواه مسلم.


ومن مظاهر الاعتداء: الإهمال، فلا يبذل الموظف جهده لأداء عمله، وكلُّ من أهملَ أداء عمله فهو مُعتدٍ على المال العام، وفي دراسةٍ أُجريت في إحدى الدول عن السلامة في المدارس لمعرفة الجرائم التي يرتكبها الطلاب، وأظهرت الدراسة أن الجرائم المتعلِّقة بالاعتداء على الممتلكات العامة بلغت 34% من مجموع الجرائم، وأظهرت دراسة أخرى في إحدى الدول أن ملايين الدولارات تُنفق سنوياً على إصلاح المدارس نتيجة الاعتداء المتعمَّد من الطلاب، وأظهرت دراسة أخرى أن من العوامل التي تدفع بعض الطلاب لتخريب الممتلكات العامة: هو ضعف سيطرة الأسرة، وإضفاء صفة البطولة على المخربين، ورفقاء السوء، وضعف الوازع الديني، وقلة التوجيه والإرشاد، والجهل وقلة إدراك المعتدين على أهمية وخطورة المال العام.

اللهم ارزقنا الأمانة، وأعذنا من الخيانة.

 

الخطبة الثانية

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ.


أمَّا بعدُ:

فبعد أن علمنا أهمية المال العام، ووجوب المحافظة عليه، وخطورة الاعتداء عليه في الدنيا والآخرة، فكيف إذن نَحُدُّ من ظاهرةِ الاعتداءِ على المال العام:

من ذلك أن تستشعر مراقبة الله لك في تعاملك مع المال العام، وأن تُحافظ على بيئتك التي تعيش فيها وأن تتجنب إلحاق الضرر بها، وأن تنهج المنهج الوسط فتحرص على ترشيد الاستهلاك وتتجنب الإسراف، وأن تتجنب أصحاب السوء الذين يُزيِّنون لك الإخلال بالأمانة.


ومنها: أن تُبلِّغ عن المعتدين على المال العام فهو من تغيير المنكر.

ومنها: أن تجعل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قُدوتَك، وأن تعتقد بأن الله سيُجازيك ويُحاسبك على ما فعلت في وظيفتك وعلى ما فعلت في المال العام، وأن تتوب إلى الله من أيِّ تقصير أو خيانةٍ أو اعتداءٍ على المال العام، وأن تُبرئ ذمَّتك بإرجاع ما أخذته بالباطل، (قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: مَن كانتْ لهُ مَظْلَمَةٌ لأخيهِ من عِرْضِهِ أوْ شيءٍ، فلْيَتَحَلَّلْهُ منهُ اليومَ، قبلَ أنْ لا يكونَ دينارٌ ولا دِرْهَمٌ، إنْ كانَ لهُ عَمَلٌ صالحٌ أُخِذَ منهُ بقدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وإنْ لمْ تكُنْ لهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ من سَيِّئاتِ صاحبهِ فحُمِلَ عليهِ) رواه البخاري.


ومنها: أن تتذكَّر الخزيَ للمعتدي على المالِ العام يوم القيامة إذا جمع الله الأولين والآخرين، لحديث أبي حُمَيْدٍ الساعدِيِّ السابق وفيه قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما بَالُ عاملٍ أَبْعَثُهُ، فيقولُ: هذا لكُمْ وهذا أُهْدِيَ لي، أفلا قَعَدَ في بَيْتِ أبيهِ، أو في بَيْتِ أُمِّهِ، حتى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إليهِ أم لا؟ والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ، لا يَنالُ أحَدٌ منكُم منها شيئاً إلا جاءَ بهِ يومَ القيامةِ يَحْمِلُهُ على عُنُقِهِ بعيرٌ لهُ رُغاءٌ، أو بقرةٌ لها خُوارٌ، أو شاةٌ تَيْعِرُ، ثم رفَعَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدَيْهِ حتى رَأَيْنا عُفْرَتَيْ إبطَيْهِ، ثمَّ قالَ: اللهُمَّ هلْ بلَّغْتُ؟ مرَّتينِ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنِ استعمَلْناهُ منكُم على عَمَلٍ، فلْيَجِئْ بقليلهِ وكثيرِهِ، فمَا أُوتيَ منهُ أخَذَ، وما نُهِيَ عنهُ انتَهَى) رواه مسلم، وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا جَمَعَ اللهُ الأوَّلينَ والآخِرِينَ يومَ القيامةِ، يُرْفَعُ لكُلِّ غادرٍ لواءٌ، فقيلَ: هذهِ غَدْرَةُ فُلانِ بنِ فُلانٍ) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما مِنْ عبدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يومَ يَمُوتُ وهوَ غاشٌّ لرعيَّتِهِ، إلاَّ حَرَّمَ اللهُ عليهِ الجنَّةَ) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنهُ لا يَدْخُلُ الجنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ النَّارُ أَوْلَى بهِ) رواه أحمد وجوَّد إسناده الألباني، فكُلُّ عاقلٍ يُفكِّر في هذا المصير لا يجرؤ أن تمتدَّ يدهُ إلى المال العام، فالمال العام حُرمته كبيرة، وحمايته عظيمة، بموجب الشرع الحنيف، وهو أشد في حُرمته من المال الخاص، لكثرة الحقوق المتعلِّقة به، وتعدُّد الذمم المالكة له، فعلينا أن نتقي اللهَ في المال العام، وأن نتذكَّر تحذيرات نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم من افتضاح أمرنا يوم القيامة، وأن نقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح، كأمثال عمر بن عبد العزيز فقد كان يُطفئ الشمعة التي تُصرف له من بيت مال المسلمين بعد الانتهاء من النظر في أمور المسلمين، ثمَّ يُضيء شمعة من ماله الخاص بعد ذلك، فعن عمرو بن مُهاجرٍ (أنَّ عُمرَ بنَ عبدِ العزيزِ كانَ يُسْرَجُ عليهِ الشَّمْعَةُ ما كانَ في حَوائجِ المسلمينَ، فإذا فَرَغَ من حوائجهِمْ أطفأَها، ثمَّ أَسْرَجَ عليهِ سِراجَهُ) رواه ابن زنجويه في كتاب الأموال.

سُبحانَ اللهِ وبحمْدِهِ، سُبحانكَ اللهُمَّ وبحمْدِكَ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ أنتَ، أستَغْفِرُكَ وأتُوبُ إليكَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة