• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

استقبال شهر رمضان

استقبال شهر رمضان
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 27/5/2017 ميلادي - 1/9/1438 هجري

الزيارات: 15197

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

استقبالُ شهرِ رمضان

 

الحمدُ لله الذي خصَّ بالفضلِ والتشريفِ بعضَ مخلوقاتهِ، وأودعَ فيها من عجائبِ حِكَمِهِ وبديعِ إتقانهِ، ما شهدتِ العُقولُ السليمةُ بأنها من أكبرِ آياتهِ، خلَقَ فقدَّرَ، ودبَّرَ فيسَّرَ، و ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ ، ويَختصُّ مَن شاءَ بفضلهِ وكراماتهِ، أحمَدُهُ حمْدَ عبدٍ يَعلَمُ أنه هو المحمودُ على جميعِ أقضيتهِ وأحكامهِ وتدبيراتهِ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له فيما يَستحقُّه على العبدِ من طاعاتهِ وعباداتهِ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه الذي أظهَرَ اللهُ به الإسلامَ بعدَ اندراسِ قواعدهِ وأُفولِ شُموخهِ ونسيانِ آياتهِ، اللهُمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آله وأصحابه والتابعين له على دينهِ ومحبَّتهِ ومُوالاتهِ، وسلِّم تسليماً كثيراً.


أمَّا بعدُ:

فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى حَقَّ تُقاته، وسارِعُوا إلى مغفرتهِ ومَرضاتهِ، قبلَ انصرامِ العُمُرِ وفَواتِ أوقاتهِ وساعاتهِ، واعلموا أنه سينزلُ بساحتكم شهرٌ كريمٌ، وموسمٌ عظيمٌ، خصَّهُ اللهُ على سائرِ الشُّهورِ بالتشريفِ والتكريمِ، أَنزلَ فيهِ القرآنَ العظيم، وفَرَضَ صيامَهُ وجعلَهُ أحدَ أركانِ الإسلامِ التي لا يَقُومُ بناؤُه على غيرِها ولا يستقيمُ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ ، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (بُنِيَ الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ محمداً رسُولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رمَضَانَ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري، وسَنَّ قيامَهُ نبيُّكُمُ الكريمُ عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم، ففي الحديث: (مَن صامَ رمَضَانَ إيماناً واحْتِساباً، غُفِرَ لهُ ما تقَدَّمَ من ذنبهِ)، وفيه أيضاً: (مَن قامَ رمَضَانَ إيماناً واحتِسَاباً، غُفِرَ لهُ ما تقَدَّمَ من ذنبهِ) متفقٌ عليه.


فتلَقَّوْا عبادَ الله شهرَ رمضان بأنفُسٍ طيِّبةٍ لِلُقَيَاهُ، وأحيُوا لياليه النيِّرةَ فيا فوزَ من أحياهُ.

وفيه كما قال صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أبوابُ جهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشياطينُ) رواه البخاري.

 

فهذا عبادَ اللهِ شهرُ رمضانَ، قادمٌ بمعروفِ ربِّكم والإحسان، فتعرَّضُوا لكَرَمِ الخالقِ بمكارمِ الأخلاقِ ولَيِّنِ اللِّسان، واستَجلِبُوا نِعَمَ اللهِ بالإنعامِ على ذوي الأرحامِ والجيرانِ، فإنَّ الله كريمٌ يُحبُّ الكَرَمَ وجَوَادٌ يُحبُّ الجُودَ وعَفُوٌّ يُحبُّ العفوَ والغُفران، وأكثِرُوا من الصدقةِ فإنها ظلُّ الإنسانِ يومَ القيامةِ تَقِيهِ حرَّ النيران، قال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حتَّى يُفْصَلَ بينَ الناسِ، أو قالَ: حتَّى يُحكَمَ بينَ الناسِ.

قالَ يزيدُ: فكانَ أبو الخيرِ لا يُخْطِئُهُ يومٌ لا يَتَصَدَّقُ منهُ بشيءٍ ولوْ كَعْكَةً ولوْ بَصَلَةً) رواه ابن خزيمة وصحَّحه.


وفي شهرِ رمضان: عِدَّةٌ من الفوائدِ الحِسان.

منها: إعانةُ الصائمين القائمين الذاكرين على طاعتهم للواحدِ المنَّان، فيَسْتَوْجِبُ المُعينُ لهم مثلَ أُجورِهم من غير لإبطالِ أَجرِهِم ولا نُقصان، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن فَطَّرَ صائماً كانَ لَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، غيرَ أنهُ لا يَنْقُصُ من أَجْرِ الصائمِ شيئاً) رواه الترمذي وصحَّحه.


ومنها: أن شهرَ رمضان يجودُ الله فيه على عبادهِ بالمغفرةِ والرحمةِ والعتقِ من النيران، قال صلى الله عليه وسلم: (وإنما يَرْحَمُ اللهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ) متفقٌ عليه، فمَن رَحِمَ عبادَهُ وجادَ عليهم: جادَ اللهُ عليهِ بالفضلِ والإحسان.


ومنها: أنَّ الجمعَ بين الصومِ والصدقةِ من مُوجباتِ دُخولِ الجِنانِ، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ في الجَنَّةِ غُرَفاً تُرَى ظُهُورُهَا مِن بُطُونِهَا، وبُطُونُها من ظُهُورِهَا، فقامَ أعرابيٌّ فقالَ: لِمَن هيَ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: لِمَن أطابَ الكلامَ، وأطعَمَ الطَّعَامَ، وأدامَ الصِّيامَ، وصلَّى بالليلِ والناسُ نِيَامٌ) رواه الترمذي وحسنه البوصيري.


وهذه الخصالُ الأربع تجتمعُ للمؤمن في شهرِ رمضان، والصوم والصدقة أيضاً أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنَّمَ ولا سيّما إذا ضُمَّ إلى ذلك قيامُ الليلِ وتلاوةُ القرآن، قال صلى الله عليه وسلم: (الصِّيامُ جُنَّةٌ، وحِصْنٌ حَصِينٌ من النارِ) رواه الإمام أحمد وحسنه الهيثمي.


وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنِ استطَاعَ منكُم أَنْ يَسْتَتِرَ مِنَ النارِ ولَوْ بشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ) رواه مسلم.

وقال صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (يا عائشةُ اسْتَتِرِي مِنَ النارِ ولوْ بشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإنها تَسُدُّ منَ الجَائِعِ مَسَدَّهَا منَ الشَّبْعَانِ) رواه الإمام أحمد وحسَّنه ابن حجر.

قال النوويُّ: (فِيهِ الحَثُّ على الصَّدَقَةِ، وأنه لا يَمْتَنِعُ منها لِقِلَّتِهَا، وأنَّ قَلِيلَهَا سَبَبٌ للنَّجَاةِ منَ النارِ) انتهى.


ومن أعظم فوائدِ الجُودِ في شهر رمضان: الاقتداءُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فعنِ ابنِ عباسٍ قالَ: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَجْوَدَ الناسِ بالخيرِ، وكانَ أجْوَدَ ما يكُونُ في شهرِ رمَضَانَ، إنَّ جبرِيلَ عليهِ السلامُ كانَ يَلْقَاهُ في كُلِّ سَنَةٍ في رمَضَانَ حتَّى يَنْسَلِخَ، فيَعْرِضُ عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ القُرآنَ، فإذا لَقِيَهُ جبرِيلُ كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجْوَدَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.


وكان من سنته تأخير السحور وتعجيل الفطر، وإياكم أن تَمْحَقُوا هذه العبادة باقتراف المآثم، قال صلى الله عليه وسلَّمَ: (مَن لم يَدَعْ قَولَ الزُّورِ والعَمَلَ بهِ والجَهْلَ، فليسَ للهِ حاجةٌ أنْ يَدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ) رواه البخاري.


فانشغلوا يا عبادَ الله بتلاوةِ القرآن وسماعه وتدبُّرِه بإيمانٍ وإتقانٍ، واعتبروا بما فيه من المواعظِ والقَصصِ والأمرِ والنهيِ وأمرِ البَرْزَخِ والمعادِ والحسابِ والميزان، فإنَّ ذلك عبرةٌ لمن كان له أُذُنانِ واعيتانِ وعينانِ مُبصرَتان، وعظِّموا أمرَ التراويحِ وواظِبُوا عليها فإنها من المندوباتِ الحِسانِ، وأَتِمُّوها لتفوزوا بالتَّمامِ والإحسان، ولا تَنْقُرُوها نقْراً كفِعْلِ المفرِّطِ الكسلان، واقتدوا بالسلف الصالح والتابعون لهم بإحسان.


جعلني الله وإياكم والوالدين والأهلين ممن يصوم فيصومُ مَعَهُ السمعُ والبصرُ واللِّسان، وتقبَّلَ منَّا ومنكم الأعمالَ الصالحاتِ وتفضَّلَ بالغُفران، آمين، آمين، آمين.

♦♦♦♦♦


إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه.

أمَّا بعدُ:

فيا أيها الناسُ احمَدُوا الله الذي أحياكم وأبقاكم، فما بقيَ على دُخولِ شهر رمضان إلا ساعات، بلَّغني الله وإياكم والوالدين والأهلين إيَّاه في عفوٍ وعافية، واسأَلُوا اللهَ أن يُعينكم على القيام بحقوقهِ حتَّى تُتِمُّوه وتستكملُوه، واستقبلوه بتوبةٍ نصوحٍ صادقةٍ، وإنابةٍ إلى الله في جميع أوقاتهِ متواصلةٍ، فقد فازَ عبدٌ عَرَفَ قدْرَهُ فَغَمَرَهُ بأنواعِ القُرُبات، ما بينَ صيامٍ وصدقةٍ وقراءةٍ وذِكْرٍ وصلاةٍ، فاستَقْبَلَهُ فَرِحَاً به مسروراً، مُستعيناً بربِّه على صيامهِ وقيامِه لَينالَ منه فضلاً كبيراً.


واعلمُوا أنه كُلَّما عَظُمَت المشقَّةُ بالحرِّ والجُوعِ والظَّمَأ وتركِ المألُوفاتِ: عَظُمَ الأجرُ والثوابُ، فلهذا اختَصَّهُ اللهُ لنفسِه من بين سائر العبادات، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أمثالِهَا إلى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: إلاَّ الصَّوْمَ، فإنهُ لي وأنا أَجْزِي بهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وطَعَامَهُ من أجلِي، للصائمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عندَ فِطْرِهِ، وفَرْحَةٌ عندَ لِقَاءِ ربِّهِ) رواه مسلم.


فيا طالباً للخيراتِ هذه أوقاتُها، ويا مُنتظراً لنَفَحاتِ الكريمِ وطُرُقِ الرَّحمةِ ها قد دَنَت نفحاتُها، ويا حريصاً على التوبةِ من الغيبة والنميمة والكذب ومُشاهدة المحرَّمات هذا زمانُها، ويا راغباً في الطاعةِ والإنابةِ هذا إبَّانُها.


فالسعيدُ مَن عَرَفَ شَرَفَ أوقاتهِ فاغتَنَمَهَا، والشقيُّ المحرومُ مَن ضيَّعَها وأهمَلَها، فلقد رَغِمَ أنفُ امرئٍ أدركَ رمضانَ فلم يُغفر له لتفريطهِ وتضييعهِ، فعن جابرِ بنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قالَ: (صَعِدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الْمِنْبَرَ فقالَ: آمينَ، آمينَ، آمينَ، قالَ: أتاني جِبرِيلُ عليهِ السلامُ فقالَ: يا محمدُ مَن أَدْرَكَ أَحَدَ والديهِ فمَاتَ فدَخَلَ النارَ فأبعَدَهُ اللهُ قُلْ آمِينَ، فقُلتُ: آمينَ، قالَ: يا محمدُ مَن أَدْرَكَ شهرَ رمَضَانَ فمَاتَ فلم يُغفر لهُ فأُدخِلَ النارَ فأبعَدَهُ اللهُ، قُل: آمينَ، فقُلتُ: آمينَ، قالَ: ومَن ذُكِرْتَ عندَهُ فلمْ يُصَلِّ عليكَ فمَاتَ فَدَخَلَ النارَ فأبعَدَهُ اللهُ، قُلْ: آمينَ، فقُلتُ: آمينَ) رواه الطبراني وصحَّحه الألباني.


فأكثرُوا فيه عباد الله ذكرَ اللهِ وقراءةِ القرآنِ والتوبةِ والاستغفارِ، واعمُرُوا أوقاته بطاعة الملك الغفَّار، رزقني الله وإياكم والوالدين والأهلين صيامَهُ وقيامَهُ وقيامَ ليلة القدْرِ إيماناً واحتساباً، آمين، آمين، آمين.


اللهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعدائك أعداء الدين، اللهم من أراد بنا وببلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدميره في تدبيره، اللهم افضح أمره، واكشف ستره، واكفناه بما شئت...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة