• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

عقوق الوالدين (خطبة)

الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 9/3/2017 ميلادي - 10/6/1438 هجري

الزيارات: 126348

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عقوق الوالدين

 

إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه.

 

أمَّا بعد:

فيا أيها الناسُ، اتقوا الله تعالى واحذروا من كبائرِ الذنوب، ألاَ وإنَّ من أكبرِ الكبائرِ عقوق الوالدين، والمُرادُ بالعقوقِ كما قالَ ابنُ حَجَر: (صُدُورُ ما يَتأذَّى بهِ الوالدُ مِن وَلَدِهِ مِن قولٍ أو فعلٍ إلاَّ في شِركٍ أو مَعصيةٍ) انتهى.

 

عباد الله: لقد نهى الله تعالى عن عُقوق الوالدين في أعظم حالٍ يَشُقُّ على الولد برُّهما فيها، فقال تعالى: ﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾.

قال الطبري: (عن مُجاهدٍ: إمَّا يَبلُغانِ عندكَ الكِبَرَ فلا تَقُل لهما أُفٍّ حينَ تَرى الأذى، وتُميطُ عنهما الخَلاءَ والبولَ، كمَا كانا يُميطانِه عنكَ صغيراً، ولا تُؤْذِهِما.. وعن عَطَاءِ بنِ أبي رَباحٍ في قولِه: ﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا ﴾ قالَ: لا تَنْفُضْ يَدَكَ على والديكَ، وعنِ ابنِ جُرَيْجٍ: ﴿ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ ، قالَ: أَحسَنُ ما تَجِدُ من القولِ.. وعن عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه: ﴿ قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ قالا: لا تَمتَنِع من شيءٍ يُريدانهِ.. وعن قَتادةَ: ﴿ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ أي: قولاً لَيِّناً سَهلاً.. وعن هشامِ بنِ عُروَةَ عن أبيهِ في قولِهِ: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ قالَ: لا تَمتنع من شيءٍ يُحِبَّانهِ.. وأمَّا قولُه:﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ فإنهُ يَقولُ: ادْعُ اللهَ لوالديكَ بالرحمةِ، وقُل رَبِّ ارحَمْهُما وتَعَطَّفْ عليهما بمغفرتكَ ورحمَتِكَ كما تَعَطَّفا عليَّ في صِغَرِي، فرَحِماني وربَّياني صغيراً، حتى استقلَلْتُ بنفسي، واستغنيتُ عنهُما) انتهى.

 

أيها المسلمون: ولقد حذَّرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من عُقوق الوالدين أشدَّ التحذير، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ حرَّمَ عليكُم عُقُوقَ الأُمهاتِ، ومَنْعاً وهاتِ، ووَأْدَ البناتِ) رواه البخاري ومسلم.

قال النووي: (لأنَّ أكثرَ العُقُوقِ يَقَعُ للأُمَّهاتِ، ويَطْمَعُ الأولادُ فيهِنَّ) انتهى.


وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أُخبرُكُم بأكبرِ الكبائرِ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: الإشراكُ باللهِ، وعُقُوقُ الوالدينِ) رواه البخاري.


العاقُّ لوالديه يُفتح له بابان إلى النارِ: قال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن مُسلمٍ يُصبحُ ووالداهُ عنهُ راضيانِ إلا كان له بابانِ منَ الجنَّةِ، وإن كان واحداً فواحدٌ، وما مِن مُسلمٍ يُصبحُ ووالداهُ عليهِ ساخطانِ إلا كانَ لهُ بابانِ من النارِ، وإن كان واحداً فواحدٌ، فقالَ رجُلٌ يا رسولَ اللهِ: فإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: وإِنْ ظَلَمَاهُ، وإِنْ ظَلَمَاهُ، وإنْ ظَلَمَاهُ، ثلاثَ مرَّاتٍ) رواه أبو يعلى وحسنه ابن حجر.

 

العاقُّ لوالديه مُتوعَّدٌ بعدم دخول الجنة: قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَدخُلُ الجنَّةَ عاقٌّ، ولا منَّانٌ، ولا مُدْمِنُ خَمْرٍ) رواه الدارمي وحسنه الألباني.

العاقُّ لوالديه تُصيبه العُقوبة في الدنيا قبل الآخرة: قال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن ذنبٍ أَجدَرُ أن يُعجِّلَ اللهُ لصاحبهِ العُقُوبةَ في الدُّنيا، مَعَ ما يَدَّخِرُ لهُ في الآخِرَةِ، مِن البَغيِ وقطيعةِ الرَّحِمِ) رواه أبو داود وصححه الألباني.

 

العاقُّ لوالديه محرومٌ من نظرِ اللهِ إليه يوم القيامة: قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا يَنظُرُ اللهُ إليهِم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالديهِ، ومُدمِنُ الخَمرِ، والمنّانُ بما أَعطَى) رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني.

من لَعَن والديه لعنه الله: قال صلى الله عليه وسلم: (لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ والديهِ) رواه مسلم.

 

من العقوق أن يتسبب الإنسانُ في لعن والديه: قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من أكبرِ الكبائرِ أن يَلْعَنَ الرَّجُلُ والديهِ، قيلَ: يا رسولَ اللهِ كيفَ يَلعنُ الرَّجُلُ والديهِ؟.

قالَ: يَلْعَنُ أبا الرَّجُلِ فيَلْعَنُ أباهُ، ويَلْعَنُ أُمَّهُ فيَلْعَنُ أُمَّهُ) رواه أبو داود وصححه الألباني.

 

قال ابنُ تيمية رحمه الله: (فقد جَعَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ سابّاً لاعناً لأبويهِ إذا سَبَّ سَبّاً يجزِيهِ الناسُ عليهِ بالسَّبِّ لهُمَا وإِن لَمْ يَقصِدْهُ) انتهى.


العاقُّ لوالديه متوعَّدٌ بأن لا يغفرَ الله له مع المؤمنين: قال صلى الله عليه وسلم: (تُفتحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ، فيُغفَرُ لكُلِّ عبدٍ لا يُشركُ باللهِ شيئاً، إلا رجُلاً كانت بينَهُ وبينَ أخيهِ شَحنَاءُ، فيُقالُ: أَنظرُوا هذينِ حتى يَصطَلِحَا، أنظرُوا هذينِ حتى يَصطلحَا، أنظرُوا هذينِ حتى يَصطلحَا) رواه مسلم.

 

العاقُّ لوالديه محرومٌ من صحبة النبيين والصديقين والشهداء: (جاءَ رَجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنكَ رسولُ الله، وصليتُ الخمسَ، وأدَّيتُ زكاةَ مالي، وصُمتُ شهر رمضانَ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: مَن ماتَ على هذا كان معَ النبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهَداءِ يومَ القيامة هكذا -ونصبَ إصبعيه- ما لَمْ يَعُقَّ والديه) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.

 

العاقُّ لوالديه: يُضيَّق عليه في رزقه، ولا يُنسأ له في أجله، لا تفتح أبواب السماء لعمله. يبغضه الله. يُخشى عليه من ميتة السوء. يلعنه الله وملائكته والمؤمنون. لا يستجاب دعاؤه. يَعُقه أبناؤه وأحفاده.


من العقوق: إبكاء الوالدين وتحزينهما، نهرهما وزجرهما وذلك برفع الصوت؛ والإغلاظ عليهما بالقول، التأفف والتضجر من أوامرهما، العبوس وتقطيب الجبين أمامهما، النظر إلى الوالدين شزرا وذلك برمقهما بحنق والنظر إليهما بازدراء واحتقار، (عن عُروةَ قالَ: ما بَرَّ والدَهُ مَن شَدَّ الطَّرَفَ إليهِ) انتهى، من العقوق: الأمر عليهما كمن يأمر والدته بكنس المنزل، أو غسل الثياب، انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة، ترك مساعدتهما في عمل المنزل، الإشاحة بالوجه عنهما إذا تحدثا، قلة الاعتداد برأيهما، ترك الاستئذان حال الدخول عليهما، إثارة المشكلات أمامهما، ذم الوالدين عند الناس والقدح فيهما، وذكر معايبهما، إدخال المنكرات للمنزل، مزاولة المنكرات أمام الوالدين، تشويه سمعة الوالدين، إيقاعهما في الحرج مع الناس، المكث طويلا خارج المنزل وهما ينتظرانه، الإثقال عليهما بكثرة الطلبات، إيثار الزوجة على الوالدين، التخلي عنهما وقت الحاجة أو الكبر، التبرؤ منهما، والحياء من ذكرهما ونسبته إليهما: وهذا من أقبح مظاهر العقوق، التعدي عليهما بالضرب:، إيداعهم دور العجزة والملاحظة:، هجرهما، وترك برهما ونصحهما، البخل والتقتير عليهما، المنة وتعداد الأيادي على الوالدين، السرقة من الوالدين، الأنين وإظهار التوجع أمامهما، التغرب عن الوالدين دون إذنهما، ودون الحاجة، تمني زوالهما، قتلهما والتخلص منهما.

اللهمَّ وفِّقنا وذريَّاتنا لبرِّ أُمَّهاتنا وآبائنا، وارزقنا الإخلاصَ وحُسنَ القصدِ والسداد، يا جواد يا كريم.

••••


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد:

قال الذهبيُّ رحمه الله مُوجَّهاً موعظة للمفرِّط في حقِّ والديه: (أيها الْمُضيعُ لآكدِ الحُقُوقِ، المعتاضُ من برِّ الوالدين بالعُقوقِ، الناسي لما يَجبُ عَلَيْهِ، الغافلُ عمَّا بين يديهِ، برُّ الوالدينِ عليكَ دَيْنٌ، وأنتَ تتعاطاهُ باتِّباع الشَّيْنِ، تطلبُ الجنَّةَ بزعمكَ، وهيَ تحتَ أقدام أُمِّكَ، حَمَلَتكَ في بطنها تسعةَ أشهرٍ، كأنها تسعُ حِجَجٍ، وكابدَت عندَ وَضعكَ ما يُذيبُ الْمُهَجَ، وأرضعتكَ من ثديها لَبَناً، وأطارت لأجلِكَ وَسَناً، وغَسَلَت بيمينِها عنكَ الأذى، وآثرتكَ على نفسها بالغِذاءِ، وصيَّرت حِجرَها لكَ مَهداً، وأنالتك إحساناً ورَفْداً، فإن أصابكَ مَرَضٌ أو شكايةٌ، أظهَرت من الأَسَف فوقَ النهايةِ، وأطالت الحُزنَ والنحيبَ، وبذلت مالها للطبيبِ، ولو خُيِّرَتْ بين حياتكَ وموتها، لطلَبت حياتَكَ بأعلَى صَوتِها، هذا وكم عامَلْتَها بسوءِ الخُلُقِ مراراً، فدَعَتْ لَكَ بالتوفيق سرَّاً وجهاراً، فلَمَّا احتاجَت عندَ الْكِبَرِ إليكَ، جعلتهَا من أهونِ الأشياءِ عليكَ، فشبعتَ وهيَ جائعةٌ، وَرُوِيتَ وهيَ قانعةٌ، وقدَّمتَ عليها أهلكَ وأولادكَ بالإحسانِ، وقابلتَ أياديها بالنسيانِ، وصَعُبَ لديكَ أمرها وهُوَ يسيرٌ، وطالَ عليكَ عُمُرُها وهو قصيرٌ، وهجرتها ومالها من الخلقِ سواكَ نصيرٌ، هذا، ومولاكَ جلَّ جلالُه قد نهاكَ عن التأفيفِ، وعاتبكَ في حقِّها بعتابٍ لطيفٍ، سَتُعاقبُ في دُنياك بعُقُوقِ البنينَ، وفي أُخراكَ بالبُعدِ من ربِّ العالمين، يُناديكَ بلسانِ التوبيخ والتهديدِ ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ ) انتهى.

اللهم ارحم أمهاتنا وآبائنا، اللهم اغفر لهم ذنوبهم، واجعلهم يوم القيامة فوق كثير من خلقك، اللهم ارزقنا البرَّ بهما، وأعاذنا من العقوق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- ثناء على هذه الخطبة
نورالدين المشعور - ليبيا 29-06-2018 01:32 PM

زادك الله علما ومعرفة ورفعك في العليين وبارك الله فيك على هذه الخطبة الرائعة والمفيدة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة