• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

من مذكراتي .. القرن المنصرم

من مذكراتي .. القرن المنصرم
د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 9/1/2014 ميلادي - 7/3/1435 هجري

الزيارات: 17170

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من مذكراتي

( القرن المنصرم )


ويَصدُق هذا العنوان على كلا القرنين:

الرابع عشر الهجري، والعشرين الميلادي، فلقد عشتُ من القرن الرابع عشر حوالي خمسين عامًا، وعشت في القرن العشرين سبعين عامًا، والحقائق التي سأذْكرها مُنطبِقة على القرنين.

 

وهذه الكلمة بعض ما جاء في محاضرة مسجَّلة لديّ في شريط ألقيتها عن قرن نودِّعه، وقرن نستقبله.

 

واليوم عثرتُ على ورقة كَتبتُ فيها شيئًا يتَّصِل بالقرن المُنصرِم، أنقُل ما جاء فيها، قلت:

هذا القرن سلسلة كوارث وانعكاسات صُبَّت على المسلمين بنسبة تَفُوق ما أصاب المسلمين في القرون السابقة، وإنا لله وإنا إليه راجعون!

1- إن أُولى هذه الكوارث إلغاء الخلافة الإسلامية، وإعلان الدولة العلمانية في الرقعة الإسلامية - ففي هذا القرن أشرقت الشمس لأول مرة في هذه الدنيا وليس للإسلام خلافةٌ ولا دولة بعد بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم.

 

إنها لكارثة ضخمة أليمة يَتفطَّر لها كبدُ المؤمن المخلص الغيور، وكان ذلك عن تخطيط صليبي أوربي.

 

وقد كان الواعون من المسلمين مُدرِكين لخطر زوال دولة الخلافة الإسلامية، يقول الزعيم المصري مصطفى كامل - رحمه الله - في مقدمة كتابه "المسألة الشرقية" الذي ظهر في سنة 1898:

"إني أضرع إلى الله فاطر السموات والأرض من فؤادٍ مخلصٍ وقلبٍ صادقٍ أن يهَب الدولة العَليَّة القوةَ الأبدية، والنصر السرمدي؛ ليعيش العثمانيون والمسلمون مدى الدهر في سؤددورِفعة، وأن يحفظ للدولة العثمانية حامي حماها، وللإسلام إمامه وناصره جلالة السلطان الأعظم، والخليفة الأكبر، الغازي عبدالحميد الثاني"؛ المسألة الشرقية، ص4 نقلاً عن الاتجاهات الوطنية 1/22.

 

ويقول الزعيم مصطفى كامل في كتابه أيضًا:

"اتفق الكُتاب والسياسيون على أن المسألة الشرقية هي مسألة النزاع القائم بين دول أوربا وبين الدولة العلية بشأن البلاد الواقعة تحت سلطانها، وبعبارة أخرى: هي مسألة وجود الدولة العليَّة نفسها في أوروبا.

 

وقد قال كُتَّاب آخرون من الشرق ومن الغرب: إن المسألة الشرقية هي مسألة النزاع المستمر بين النصرانية والإسلام؛ أي: مسألة حروب صليبية متقطِّعة بين الدولة القائمة بأمر الإسلام وبين دولة المسيحية"؛ المسألة الشرقية ص5 نقلاً عن الاتجاهات الوطنية 1/22- 23.

 

ثم ذكَر إثارة إنكلترا للأقليات النصرانية في الدولة العثمانية، فقال:

"وأما العناصر التي كالأرمن تستعملها بعض الدول كإنكلترا، فهي تثور بعوامل الدين وبدسائس دينيَّة، وقد ثبت ذلك جليًّا في المسألة الأرمنية، وشوهد أن الأرمن الكاثوليك كانوا على سكينة تامة، بينما كان البروتستانت يَثورون ويُدبِّرون المكايد ضد الحكومة العثمانية، فمسألة الدين في الدولة العلية هي الآلة القوية التي يستعمِلها أصحاب الدسائس والغايات وأولئك الذين يثورون بدسائس أعداء الدولة، إنما يثورون ضد أنفسهم، ويَقضون على حياتهم وسعادتهم؛ بعبَثهم وجنونهم واتباعِهم لأوامر أعداء الدولة المحرِّكين لهم، فالذين ماتوا من الأرمن في الحوادث الأرمينية، ماتوا فريسة الدسائس الإنكليزية، بل والذين ماتوا في كريت ماتوا فريسة الدسائس الإنكليزية، بل والذين ماتوا من جنود اليونان في تساليا، ماتوا فريسة الدسائس الإنكليزية"؛ المسألة الشرقية ص8، 9 نقلاً من كتاب الاتجاهات الوطنية 1/23.

 

وقد توقَّع الزعيم مصطفى كامل أن القضاء على دولة الخلافة سيكون داعية لثورة عامة بين المسلمين وحرب دموية كالحروب الصليبية، فقال:

"ولكن الحقيقة هي أن بقاء الدولة العليَّة ضروري للنوع البشري، وأن في بقاء سلطانها سلامة أمم الغرب وأمم الشرق، وقد أَحسَّ الكثيرون من رجال السياسة ومن رجال الأقلام أن بقاء الدولة العلية أمر لازِم للتوازن العام، وأن زوالها - لا قدَّر الله - يكون مجلَبة للأخطار أكبر الأخطار، ومشعلة لنيران يَمتد لهيبُها بالأرض شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، وأن هدْم هذه المملكة القائمة بأمر الإسلام يكون داعية لثورة عامة بين المسلمين، وحرب دموية لا تُعَدُّ بعدها الحروب الصليبية إلا معارك صبيانية"؛ المسألة الشرقية ص 13 نقلاً عن الاتجاهات الوطنية 1/24.

 

ولكن الإنكليز خدَعوا الهاشميين، وجعلوهم يَتَّفقون مع الإنكليز في القضاء على هذه الدولة واأسفاه!

 

2- ومن أهم الكوارث التي بعد القضاء على الدولة العليَّة استيلاءُ الكفار على بلاد المسلمين بالحديد والنار سياسيًّا واقتصاديَّا؛ فتَقاسموا بلادَنا، فكان للإنكليز السيطرة على مصر والعراق وجنوب الجزيرة العربية وفلسطين والأردن، وكان لفرنسا سوريا ولبنان، نعم - كما قلنا - استولوا عليها بالحديد والنار، واستخدموا كلَّ الأسلحة الحديثة من المدافع والطائرات، وجعلوا أبناء الأقليات ذوي نفوذ في الحكم.

 

ونشروا ثقافتَهم ومناهج التعليم، نشروا الثقافة الأوربية القائمةعلى المادة والشك في الغيبيات والجحود، ونشر لغاتهم الإنكليزية والفرنسية وبيان أنهم في بلادهم نَحَّوا الدين عن الدولة فنجحوا.

 

وجاؤوا بالأفكار الإلحادية واليسارية، ونشروا الاختلاط في جلساتهم، ونشروا السفور؛ وذلك بأن خلعت النساء النصرانيات الحجاب الذي كُنَّ يَلبَسْنَه كما تلبسه نساء المسلمات، وما زالوا يعملون حتى حقَّقوا كثيرًا مما يريدون.

 

إن هذه الثقافة الغريبة عن بلادنا استطاعت أن تنتزع من المسلمين بعضَ أولادهم، وأن تُجنِّدهم لمحاربة الإسلام، ومحاولة خنْقه وإبعاده عن الساحة، ومحاولة القضاء عليه.

 

إن المدارس الأجنبية والمناهج التي قامت عليها وزارات التعليم أوجدت جوًّا فكريًّا جديدًا خطيرًا.

 

3- ومن أهم الكوارث التي حصلت بعد القضاء على دولة الخلافة الإسلامية: إقامةُ دولة لليهود، وقد قامت بذلك بريطانيا ألدّ أعداء الإسلام، واستطاعت بكيدها الرهيب أن تعطي وعدًا لليهود بإقامة دولة لهم عُرِف بـ(وعد بلفور)، ثم سمحت - عندما كانت مُنتدَبة على فلسطين - بالهجرة اليهودية إلى فلسطين، وضربت بالحديد والنار حركات المقاومة التي قام بها المسلمون من أمثال حركة الشيخ عز الدين القسام، وقتلوا الكثير من الأبطال المجاهدين، وعمِلوا في المجال الدولي للاعتراف وتأييد قيام هذه الدولة في قلعة العالم الإسلامي، وفي بقعة من أقدس البقاع التي باركها الله؛ ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1]؛ لضرب أي حركة تُعيد للإسلام حيويته ووجوده، وما زالت هذه الدولة تُمكِّن لنفسها؛ بسبب الدعم البريطاني ثم الأمريكي، وبسبب خيانة بعض الخونة، حتى أصبحت الآن أقوى دولة في المنطقة.

 

4- ومن هذه الكوارث قيامُ نفرٍ من العسكريين من أبناء المسلمين بثورات عسكرية، بتخطيط وتوجيه من الدول الأجنبية على أنظمة الحكم المهترئة وحُكمهم بالحديد والنار، وتبنِّيهم المبادئ المنحرِفة، ومحاولة تغيير الفاسد بما هو أشد فسادًا منه.

 

ونادت هذه الأنظمة العسكرية بالاشتراكية، وأذاقت مواطنيها ألوان الذلِّ والاضطهاد والظلم والحرمان، وحرمتهم من السعادة والهدوء، وحاربت الطبقةَ الوسطى التي هي مظنَّة الخير وأذابتْها وأفقرتْها، وجعلت الغِنى في الطبقة التي تَدين لها بالولاء، وكان السلب والنهب، وشاعت الرِّشوة والسرقة من المال العام، وكانت بعض موارد البلاد لا تدخُل ميزانية الدولة كالنفط في سوريا؛ بل تذهب إلى جيوبهم! وأقامت هذه الأنظمة مؤسسات الاستخبارات وفروع التجسس، وفتحت المعتقلات وأذلَّت الناس، ومنعت النشاطَ في المساجد، وأقامت المشانق، وأنشأت المحاكم العسكرية، وفرضت أحكام الطوارئ لمدة أربعين سنة أو تَزيد.

 

وجعلت أفراد الأمة في ضيق شديد، ترى الواحد منهم مشغولاً بتأمين لقمة العيش له ولأولاده، وتأمين الدواء، وتأمين أجرة السكن ومصروف الأولاد.

 

إن هذه الأنظمة استعبَدتْ أفراد الشعب، وحَمَلتْهم على النفاق والكذب، أمة تُباد وتُقتل، ولا يستطيع الواعون المُبصِرون أن يقولوا كلمة في النقد والإصلاح واقتراح العلاج، إنهم يخافون من الاعتقال والتعذيب والإذلال الذي تُمارِسه الدولة والقتل في أقبية المخابرات، كانوا يَمنَعون أهل السجين من رؤية ابنهم، إلا إذا دفعوا المبالغ الضخمة الكبيرة.

 

إن الكلمات والآهات تختنِق في الصدور، ولا يجرؤ امرؤ حريص على السلامة أن يتفوَّه بكلمة خوفًا وحذرًا، وقد ساعدت التقنية الحديثة على إحكام القبضة، وأقاموا الخوف في نفوس الأمة كلها؛ حتى أضحى المرء لا يتكلَّم أمام زوجتِه وأولاده.

 

5- ومن هذه الكوارث حلول النزعة القوميّة مَحلَّ السمة الدينية التي كانت سِمة هذه الأمة، وذلك لأول مرة في حياة المسلمين، وقد استطاع أعداء المسلمين من الإنكليز وبعض العملاء الوصولَ إلى إحلال هذه النزعة محل الدين بعد مزيدٍ من التخطيط والإعداد، وهذه حلقة من حلقات الكيد للإسلام وأمة الإسلام، فلقد أثار الإنكليز خاصة النعرات القومية في الدولة الإسلامية، ومنها الدعوة إلى القوميَّة العربية.

 

وهي من وحي الاستعمار، وقد أضحت هذه الحقيقة واضحةً بعد ما صدرت دراسات عديدة ووثائق أفرجت عنها دول غربية، بعد مرور خمسين سنة عليها، وكلها تُقرِّر أنها من صُنع الاستعمار؛ يريدون زعزعة مكانة الدين في المجتمع، ثم جاءت النزعات الإلحادية والعياذ بالله.

 

6- ومن هذه الطامات خروج المرأة عن حدود الحِشمة في الشوارع والطرقات، وخلْعها الحجاب، وترْكها خدمة شؤون البيت، وتأثّر المجتمع الإسلامي بما في حياة الغرب من الأوضاع الاجتماعية والخُلُقية التي كانت غريبة علينا.

 

7- وكانت همجيَّة الأوربيين ظاهرة في هذا القرن:

• إن عدد قتلى الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) عشرون مليونًا من البشر.

• وإن عدد قتلى الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) خمسون مليونًا من البشر.

• وعدد القتلى الذين سفَك دماءهم ستالين - وكثيرٌ منهم من المسلمين - عدد كبير جدًّا.

 

ومن المذاهب السياسية الهمجية التي ظهرت في هذا القرن النازية في ألمانيا، والفاشية في إيطاليا، والشيوعية في روسيا.

 

ومن النظريات الهدَّامة النظريات التي نادى بها دارون وفرويد وهيجل وماركس وإنجلز وماكيافلي وغيرهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة