• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

الدعاء والذكر (7)

الدعاء والذكر (7)
د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 1/5/2013 ميلادي - 20/6/1434 هجري

الزيارات: 10184

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدعاء والذكر (7)


10- ومن الدَّعوات المستجابات دعوةُ مَن كان يحضرُ مجالس الذِّكر.

• عن أبي هُرَيرة - أو عن أبي سعيدٍ - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ لله ملائكة سيَّاحين في الأرض... فإذا وجَدُوا أقوامًا يَذكُرون اللهَ تنادوا: هَلُمُّوا إلى بُغيَتِكم، فيجيئون، فيحفُّون بهم إلى السَّماء الدُّنيا.

♦ فيقول الله: أيَّ شيء تركتُم عبادي يصنَعُون؟

♦ فيقولون: ترَكْناهم يحمَدُونَك ويمجِّدونك ويَذكُرونك.

♦ فيقول: هل رأَوْني؟

♦ فيقولون: لا.

♦ فيقول: كيف لو رأَوْني؟

♦ فيقولون: لو رأَوْك لكانوا أشدَّ تحميدًا، وأشدَّ لك ذكرًا.

♦ فيقول: وأيَّ شيءٍ يطلُبون؟

♦ فيقولون: يطلُبون الجنَّةَ.

♦ فيقول: هل رأَوْها؟

♦ فيقولون: لا.

 

فيقول: كيف لو رأَوْها؟

فيقولون: لو رأَوْها لكانوا أشدَّ طلبًا لها، وأشدَّ عليها حِرصًا.

 

فيقول: فمِن أيِّ شيءٍ يتعوَّذون؟

فيقولون: يتعوَّذون من النار.

 

فيقول: هل رأَوْها؟

فيقولون: لا.

 

فيقول: كيف لو رأَوْها؟

فيقولون: لو رأَوْهما لكانوا أشدَّ منها هربًا، وأشدَّ منها خوفًا.

 

فيقول: أُشهِدُكم أنِّي قد غفرتُ لهم.

فيقولون: إنَّ فيهم فلانًا الخطَّاء لم يُرِدْهم؛ وإنما جاءَ لحاجةٍ.

 

فيقول: هم القومُ لا يشقَى بهم جليسٌ))؛ رواه البخاري 6408، ومسلم 2689، والترمذي 3600.

 

فهؤلاء قومٌ كانوا في مجلسِ ذكرٍ يحمَدُون الله ويُمجِّدونه، سألوا اللهَ الجنةَ، واستَعاذُوا به من النارِ، واستغفَرُوه، فاستجابَ لهم وغفَر لهم؛ إذًا فدعوة مَن كان في مجلس ذكرٍ مستجابةٌ، وكذلك كان شأن الرجل الذي ليسَ منهم، وجاءَ إليهم لحاجةٍ، غُفِرَ له معهم.

 

ألا ما أعظم رحمةَ الله، وما أعظم كرمَه، وما أوسعَ مغفرتَه - سبحانه وتعالى!

 

♦ ♦ ♦

هذا، وكلُّ مجلسٍ لا يُذكَر اللهُ فيه فهو حسرةٌ على صاحبه؛ عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: ((ما جلسَ قومٌ مجلسًا لم يَذكُروا اللهَ فيه، ولم يُصَلُّوا على نبيِّهم، إلا كان عليهم تِرَةً؛ فإنْ شاء عذَّبهم، وإنْ شاء غفَر لهم)).

 

والتِّرَةُ: النقص والحسرة والندامة؛ رواه أبو داود 4855، والترمذي 3380.

 

ومن آداب الدُّعاء والذِّكر ألا يرفَعَ المرءُ صوتَه عاليًا، فقد عقَد البخاري بابًا في "صحيحه" عنوانه: (باب ما يُكرَه من رفع الصوت في التكبير)، وأورد فيه حديثَ أبي موسى الأشعري الذي قال: كُنَّا مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ؛ فكُنَّا إذا علَوْنا كبَّرنا، وإذا أشرَفْنا على وادٍ هلَّلنا وكبَّرنا ارتفعَتْ أصواتُنا، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((يا أيها الناسُ، اربَعُوا على أنفُسِكم؛ فإنَّكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنَّه معكم، إنَّه سميعٌ قريبٌ))؛ "صحيح البخاري" برقم 2992.

 

♦ الدعاء سِلاحُ المؤمن، وهو سلاحٌ فعَّال لا تُخطِئُ سهامُه، لجَأ إليه الأنبياءُ - صلواتُ الله عليهم - من آدمَ إلى خاتمهم محمدٍ رسولِ الله، كما جاء في القُرآن الكريم، ولجأ إليه الصحابةُ والتابعون لهم بإحسانٍ، والصالحون في كلِّ زمان.

 

أدرَكَ هذه الحقيقةَ أصحابُ القلوبِ المؤمنةِ الذين عرَفُوا قيمةَ الدُّعاء وأثرَه.

 

ومن هؤلاء السلطانُ العادل الجليل، والمجاهد البطل، نور الدين الشهيد محمود بن زنكي (ت 569) الذي حارَب الصليبيِّين، وكانت حروبه ضد الصليبيِّين مظفرةً، وقد أعزَّ اللهُ به الإسلامَ وأهلَه، رحمه الله رحمةً واسعةً.

 

رأى أصحابُه كثرةَ إنفاقِه على الفُقَراء والمساكين، ولا سيَّما من طلبةِ العِلم، وشدَّة طلبِه الدعاءَ منهم، فقال له أحدُهم مرَّةً: أيُّها السُّلطان، إنَّ لك في بلادك صَدقاتٍ كثيرةً على الفُقَراء والمساكين والأرامل والأيتام والفقهاء والقُرَّاء، فلو استَعنتَ بها في هذا الوقتِ العصيب على الأمورِ الحربيَّة والعسكريَّة، لكان أصلحَ.

 

فغَضِبَ السلطان وقال: والله لا أرجو النصرَ إلا بأولئك الرجال؛ فإنما تُرزَقون وتُنصَرون بضُعَفائكم، كيف أقطعُ صِلات قومٍ يُقاتِلون عنِّي وأنا نائمٌ على فراشي بسهامٍ لا تخطئ (يريد: الدعوات)، وأصرفُها إلى مَن لا يُقاتل عنِّى إلا إذا رآني بسِهامٍ قد تصيبُ وقد تخطئُ؟![1]..

 

♦ وقد حدَّثني أحدُ علماء دمشق الأجلاء أنَّه أُدخِلَ المستشفى لإجراء عمليَّةٍ جراحيَّةٍ لاستخراجِ حَصاة من الكلية، أثبتَتِ الصور وجودَها، وقبل إجراء العمليَّة صوَّر الطبيبُ الكلية مرَّةً أخرى، فلم يجدْ شيئًا، وتعجَّبَ الحاضرون، فلمَّا بلَغ ذلك العالِمَ قال: إنَّ الله أنزلها بسبب الدُّعاء.

 

وللحديث صلةٌ.



[1] "وقفات مع الأبرار" رقم 245.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة