• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

الدعاء والذكر (5)

الدعاء والذكر (7)
د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 17/4/2013 ميلادي - 6/6/1434 هجري

الزيارات: 11274

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدعاء والذكر (5)


كنت قد كتبتُ كلمةً عن الدُّعاء على الأولاد، أرى من الفائدة أنْ نُورِدَها في بحثِنا عن الدُّعاء، قلت:

هناك مشكلةُ الدُّعاء على الأولادِ وتقريعهم وشتمهم، وقد يتَجاوَزُ الدُّعاء الأولادَ إلى كلِّ مَن يضيقُ صدرُ المرء منه، وهذا عام في الرجال والنساء، ويبدو أنَّ هذه العادة أكثر وجودًا عند النساء، وقد يشهد لذلك ما ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما علَّل كثرة النساء في النار؛ فعن أبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشرَ النساء، تصدَّقن؛ فإنِّي أُرِيتُكُنَّ أكثرَ أهل النار))، قلن: وبِمَ يا رسول الله؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((تُكثِرنَ اللعن، وتكفُرنَ العشير))؛ رواه البخاري 304، ومسلم 79.

 

وقد تفنَّنتْ نساءُ بعض البلاد العربيَّة في اللعن تفنُّنًا كبيرًا؛ فتسمع الدعاء الفظيع ينهالُ على الولد البريء، والذي تصرَّف تصرُّفًا صبيانيًّا لم يوافقْ هوى أمِّه ولا رضاها، إنها تدعو عليه أحيانا أنْ يُقتَل بالرصاص، أو أنْ تذهَبَ به داهية من الدَّواهي، أو أنْ يصيبَه العَمَى، تدعو عليه بذلك وغيره، وهو ابنها وفلذة كَبِدِها، وهي لا تدري أنَّه قد تُوافِقُ دَعواتها ساعةَ الإجابة، فتَندَم، ولات ساعة مَندَم، وقد قِيلَ: إنَّ الدعوات كالحجارة التي يُرمَى بها هدفٌ، فمنها ما يصيبُ ومنها ما يخطئُ.

 

ذكَرُوا أنَّ الإمام الزمخشري كان يمشي برِجْلٍ من خشَب، فلمَّا دخَل بغداد واجتَمَع بالفقيهِ الدامغاني فسألَهُ عن سبب قطْع رجلِه، فقال: دعاء الوالدة؛ وذلك أنِّي كنت في صِباي أمسكتُ عُصفورًا وربطته بخيطٍ من رجلِه، فأفلتَ من يدي فأدرَكتُه وقد دخَل في خرقٍ فجذبتُه فانقطعتْ رجلُه في الخيط، فتألَّمتْ والدَتِي لذلك، وقالت: قطَع الله رِجْلَكَ، فلمَّا رحلتُ أطلبُ العلم فسقطتُ عن الدابَّة فانكسرَتْ رجلي، وعَملتْ عليَّ عملاً أوجَبَ قطعَها[1].

 

ألا تعلَمِين أنَّ هناك لحظاتٍ يُستَجابُ فيها الدعاء، أفيَسُرُّك أنْ تتحقَّق دعواتك القاسية في ولَدِك؟ فعن جابر - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((لا تَدعُوا على أنفُسِكم، ولا تَدعُوا على أولادِكم، ولا تَدعُوا على أموالِكم؛ لا تُوافِقوا من الله ساعةً فيها عطاءٌ فيستجيبُ لكم))؛ رواه مسلم برقم 3009، وأبو داود 1532.

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاثُ دعواتٍ مستجابات لا شكَّ فيهن: دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافرِ، ودعوةُ الوالدِ على ولَدِه))؛ رواه أبو داود 1536، والترمذي 1905، وابن ماجه 3862.

 

أليس لكِ والأجدر بكِ أنْ تترفَّعِي عن هذا الخُلُقِ الذي كان سببًا في زِيادة عدَد النِّساء في النار؟

إنَّ هذه العادة تُفسِدُ تربيةَ الولَد، وتُؤذِي تكوينَه النفسي، وهي ليستْ عادةً كريمةً؛ سواء كان المستهدَف الطفلَ الصغير، أو الجارَ الثقيل أو الجارةَ، أو الزميلَ المسيء أو الزميلةَ، أو أيَّ مخلوقٍ كان.

 

وقد يكونُ من آثار هذه العادة ضَعضَعةُ البيت المسلم الذي هو اللَّبِنة الأُولى في بناء المجتمع الإسلامي المنشود، واذكُروا أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((... وإنَّ العبد ليَتكلَّمُ بالكلمة من سخط الله لا يُلقِي لها بالاً يَهوِي بها في جهنَّم))؛ رواه البخاري 6878، ومسلم 2988.

 

لنُعوِّدْ أنفُسَنا جميعًا الحلمَ والاحتمالَ والصبرَ والعفوَ؛ لأنَّ الانفعالَ والسِّبابَ والدُّعاء بالشرِّ لا يُغيِّرُ من الواقع شيئًا، بل إنَّه قد يوغرُ صُدور هؤلاء الأطفال علينا، وقد نخسَرُ وُدَّهم وبِرَّهم واستقامتَهم.

 

لنُعوِّدْ ألسنتَنا الدعاءَ لمن يُخالِفنا من أولادنا وغيرهم بالصَّلاح والهداية.

 

لنُعوِّدْ ألسنتَنا الكلمةَ الطيِّبة، واللفظَ السَّمح، والقول الليِّن، ولا بُدَّ لِمَن يريدُ الخيرَ والفضيلة والدعوة من أنْ يترفَّع عن تيَّار التقليد والسطحيَّة والواقع السيِّئ، إنَّ الامتناعَ عن السبِّ والشَّتم والدعاء بالشرِّ ليُخفِّف من الانفِعال ويصون الأعصابَ من التوتُّر، ويدفعُ كثيرًا من الأمراض والمتاعب.

 

وإنَّ البسمة الحلوة مع الكلمة الطيِّبة والدُّعاء بالخير، إنَّ ذلك كلَّه أكثرُ تأثيرًا وأقربُ إلى قلوب أولادِنا الذين نريدُ تقويمهم، وأرجى للاستجابة، وما أعظَمَ قولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن كان يؤمنُ بالله واليوم الآخِر فليَقُلْ خيرًا أو ليصمُت))؛ رواه البخاري 6475، ومسلم 47.

 

وأولادُنا أعظم ثروةٍ لنا وللأمَّة؛ فلا ندعو عليهم، ولله درُّ حطَّان بن المُعلَّى:

لَوْلا بُنَيَّاتٌ كَزُغْبِ القَطَا
رَدَدْنَ مِنْ بَعْضٍ إِلَى بَعْضِ
لَكَانَ لِي مُضْطَرَبٌ وَاسِعٌ
فِي الأَرْضِ ذَاتِ الطُّولِ وَالعَرْضِ
وَإِنَّمَا أَوْلادُنَا بَيْنَنَا
أَكْبَادُنَا تَمْشِي عَلَى الأَرْضِ
إِنْ هَبَّتِ الرِّيحُ عَلَى بَعْضِهِمْ
تَمْتَنِعُ العَيْنُ مِنَ الغَمْضِ

 

وصلَّى الله على محمد وآله.

 

وللحديث صلةٌ.



[1] "وفيات الأعيان"؛ لابن خلكان، طبعة محيي الدين عبدالحميد 4/255.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- اللهم اجعلنا من الذاكرين
فارس الإسلام - مصر 18-04-2013 08:47 AM

بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء وجعله الله فى ميزان حسناتك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة