• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

المعرفة الحقيقية للنعم تقود إلى شكرها

د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 28/1/2014 ميلادي - 26/3/1435 هجري

الزيارات: 15971

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعرفة الحقيقية للنعم تقود إلى شكرها


إن نِعمَ الله علينا كثيرة، فلقد خرجنا من بطون أمهاتنا لا نملِك شيئًا ولا نعلم شيئًا، فمنَّ علينا بالمال والمتاع والمعرفة؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، وغمَرنا - جل جلاله - بالنعم التي لا تُحصى؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]، وسخَّر لنا ما في السموات وما في الأرض متاعًا لنا وإكرامًا منه - تبارك وتعالى -: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، وذلَّل لنا الأرض، وسخَّر لنا الفُلْك في البحر، وأجرى لنا الأنهار؛ قال - سبحانه -: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، وقال: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ﴾ [إبراهيم: 32]، وقال: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 10 - 14].

 

يجب علينا أن نُراجع أنفسنا ونُحاسبها ونحن الآن في سَعة العمر، وفرصة العمل، فاليوم تنفع المحاسبة، ويُمكننا التدارك، وسيأتي بلا ريب ذلك اليوم العصيب الذي لا تنفع فيه المحاسبة، ويستحيل فيه التدارُكُ.

 

لنسأل أنفسنا: ماذا كان موقفنا من هذه النِّعم الكثيرة؟ هل شكرناها؟ هل شكرنا مُنعِمها - جل جلاله؟ هل حقَّقنا الغاية التي من أجلها خُلِقنا؟ هل ابتغينا فيما آتانا الله الدارَ الآخرة؟

 

إن كثيرًا من الناس أصابتْهم الغفلةُ، وأبطرتْهم النعمةُ، وقستْ قلوبهم، وبدؤوا يومًا بعد يوم يتعرَّضون إلى الانحراف البطيء، والتزحزح عن الأصول الإسلامية، والأخلاق الأصيلة الكريمة.

 

إن بعض الناس أُصيبوا بالأَثرة والحسد؛ بسبب شيوع النزعة المادية التي جاءتنا من الحضارة الأوربية المعاصرة الغازية، فمكَّنت لهذه الخِصال الغريبة أن تَستحكِم في قلوبِهم؛ فصرَفتْهم عن التدبر وشُكر النعم.

 

إن شكْر النعم هو السبيل للاستزادة منها والانتفاع بها يوم القيامة، ولا يجوز للمسلم العاقل أن يجعل الدنيا أكبر همِّه، ومَبلَغَ عِلمه.

 

إن حبَّ الإنسان للمال أمرٌ فطري، قرَّرته الشرائع، وشهِدت به التجرِبة، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ [العاديات: 8]، وقال: ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: 20]، ولكن لا يجوز أن يطغى حبُّ المال على المُثُل الكريمة، والقيم الربانية، والمبادئ الدينية، التي بها يكون الإنسان إنسانًا حقًّا.

 

فليس يجوز في منطق هذه المُثُل والقيم والمبادئ أن يَجمَح حبُّ الإنسان للمال إلى درجة تجعله يرغب في أن يحوزَ كل ما تتطلَّع إليه عيناه، إنه عندئذٍ سيعمل على الحصول على ذلك بطرق مشروعة وغير مشروعة، فإن لم يستطع إلى ذلك سبيلاً، حقَد الحقد العنيف الأسود على أولئك الذين أتاحتْ لهم إمكاناتُهم وفُرصٌ مواتية لهم بتقدير العزيز العليم أن يمتلِكوا ما لم يمتلك.

 

إن هذا الخُلُق الذميم يُدمِّر المعنى الإنسانيَّ في الإنسان، ويُحيله إلى وحش.

 

والعجب العُجاب أن بعض النظريات التي يُسمّونها (علميَّة) قامت على الحقد والأثَرَة، وأقامت نظامًا اقتصاديًّا عن طريق القوة والقهر، يروِّج له عملاؤه.

 

وإن كان الواقع أثبت فسادَه وإفساده؛ إذ عمَّ البؤسُ والفقر والحرمان ربوعَ البلد المنكوب الذي يُطبَّق فيه، فضلاً عن المشاعر الأليمة التي تُمزِّق نفوسَ أتباعه الذين يتألَّمون إن استراح الناس، ويَشقون إن سعِد الناس.

 

لنَقُم بشكر هذه النعم؛ باستعمالها في مرضاة الله، ولنرضَ بما قسَم الله لنا؛ فإن لكل مخلوق رِزقَه المُقدَّر، ونصيبَه المعيَّن من حظوظ الدنيا ومنافعها.

 

فلا يستطيع أحد أن يأخذ نصيبَ أحد، ولن يخطئ امرأً ما قدَّره الله له مهما كانت الظروف وتقلَّبت الأيام، ففي السماء رزق المخلوقات، وهو حق لا شك فيه؛ قال تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 22، 23].

 

فلْيطلب العبد الرزقَ، وليأخذ بالأسباب، وليطمئنَّ إلى أن ما كُتب له آتٍ، وأن الإنسان لا يمكنه أن يأخذ حقَّ غيره.

 

ومن هنا كان الحسد أمرًا لا مسوغَ له عند العاقل المؤمن، ولا يُفيد صاحِبَه شيئًا، إنه نار تأكل قلب صاحبها بالهمِّ والحَزَن والحسرات، وتَذهب بالحسنات، وتُدمِّر سعادته تدميرًا تامًّا.

 

لماذا يتمنَّى الحسودُ أن تتحوَّل إليه نعمة أنعمَ الله بها على نفرٍ من عباده؟ وماذا يُفيده التمني؟


إن هذا التمني يقوده إلى تَسخُّط نِعم الله الكثيرة التي لا تُحصى، وإلى النكد والشقاء.

 

نعم ليعمل العبد على الكسب الحلال، ولينشَط في ذلك، فللعاملين نصيبٌ مما اكتسبوا، ولا بد لمن يجدَّ ويَجتهِد في عملِه من الحصول على نتيجة، وخزائن الله لا تَنفد، وأبوابها لا تُوصد، وهي مفتّحة للسائلين، وقد أُمرنا أن نسأل الله من فضله، وهو أكرم الأكرمين.

 

إن معرفة النعم تقود إلى شكْرها، وإن شكرَها طريقٌ إلى زيادتها؛ قال تعالى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 32].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة