• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / سير وتراجم


علامة باركود

العلامة شيخ الحنابلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العقيل

د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 23/10/2011 ميلادي - 25/11/1432 هجري

الزيارات: 22138

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن موت العالِم كارثة تحلُّ بالمسلمين، فقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء". رواه البخاري برقم 100 ومسلم برقم 2673 والترمذي برقم 2652 وابن ماجه برقم 52.

 

وهناك حديثٌ ليس بالقوي؛ ولكن معناه صحيح جدًا، وهو: "إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثُلمة لا يسدها شيءٌ إلى يوم القيامة". وهو حديث ضعيف، وإن كان له شواهد؛ ولكنها لا تخلو من ضعف، ونوردها هنا لتوضيح هذا المعنى.

 

فمنها ما رواه أبوبكر بن لال من حديث جابر مرفوعًا: "موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدُّها اختلاف الليل والنهار".

 

ومنها ما رواه الطبراني من حديث أبي الدرداء رفعه: "موت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، وموت قبيلة أيسر من موت عالم".

 

ومنها ما رواه الديلمي عن ابن عمر: "ما قبض الله عالمًا إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد".

 

ومنها ما وراه الحاكم عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ [الرعد: 41] قال: موت علمائها[1].

 

فمعنى الحديث صحيح جدًا، ذلك أن العالم تشترك في تكوينه عوامل متعددة من الصعب إن لم يكن من المستحيل تكرُّرها في آخر؛ فمن هذه العوامل: الموهبة والذكاء والذاكرة والاستيعاب والبيان، ومن هذه العوامل عامل الوراثة التي أثبتها العلم الحديث، فقد يرث المرء صفات من الجد العاشر، بل من فوقه.

 

يقول الأستاذ سيد قطب في تفسير قوله تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: 21]: «وكلُّ فرد من هذا الجنس عالَـمٌ وحده، ومرآة ينعكس من خلالها هذا الوجود كلُّه في صورة خاصة لا تتكرر أبدًا على مدى الدهور، ولا نظير له بين أبناء جنسه جميعًا، لا في شكله وملامحه، ولا في عقله ومداركه، ولا في روحه ومشاعره»[2].

 

ومن هذه العوامل البيئة التي نشأ فيها العالم.. البيئة الطبيعية والاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية.. ومن هذه العوامل العلماء الأساتذة الذين تلقى عنهم، والعلماء الذين عاصرهم ولم يتلق عنهم، ومن هذه العوامل الحياة النفسية، والحياة الأمنية، ومن هذه العوامل الحياة الزوجية والعائلية.. وغير ذلك من العوامل.

 

نقول هذا بمناسبة وفاة العلامة شيخ الحنابلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العقيل.. فإنا لله وإنا إليه راجعون.. رضينا بقضاء الله وقدره.. وقد فَقَدْنا قَبْلَه العلامة الشيخ عبدالرحمن الباني، رحم الله الجميع رحمة واسعة.. وعوض الله المسلمين الخير.

 

ونحن اليوم في حاجة ماسة إلى العلماء العاملين القائمين بالحق، حفظ الله الموجودين ورعاهم ونفع بهم.. العلماء الذين جمعوا العلم والورع والجرأة في قول الحق، لا يخافون في الله لومة لائم.

 

وأود أن أقول: إن أُمّةَ محمد صلى الله عليه وسلم أمةٌ معطاءة، وفيها والحمد لله الخير الكثير، ولم تعقم عن إتحاف المسلمين والدنيا كلِّها بعدد من العلماء الأفذاذ الذين يتابعون حمل رسالة الإسلام إلى الدنيا، من أمثال: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، والنووي، وابن تيمية، وابن حجر، ومحمد بن عبدالوهاب، ولله الحمد والمنة.

 

والعلماء هم قادة الأمة، يُرَبّون أبناءها وبناتها، ويعلّمونهم أحكام دينهم، ويَرجع إليهم أولو الأمر والناس في أمور دينهم ودنياهم، فهم مصابيحُ الأمة، وهم الهداة إلى سبيل الرشاد، نسأل الله تعالى أن يحفظ العلماء الموجودين، وأن يمن على الأمة دائمًا على مر الزمان بالعلماء العاملين المخلصين؛ الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، الذين يفتحون بيوتهم إلى طلبة العلم وإلى الناس كافة، ولا تضيق صدورهم بما يلقون في تعليم الناس، ولا يضنّون عليهم بوقتٍ ولا توجيه، ولا يكتمون ما أنزل الله من كتاب ولا من سنة صحيحة.

 

• توفى سماحة العلامة شيخ الحنابلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العقيل بعد ظهر الثلاثاء، في الثامن من شهر شوال سنة 1432هـ (الموافق للسادس من أيلول سنة 2011م).

 

كان رحمه الله من المعمّرين، فقد ولد في عنيزة في 1/7/1335هـ.

 

عرفتُه منذ أن حللت في هذا البلد الطيب سنة 1382هـ، وكنتُ ألقاه في مجلس الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، وفي مجلس الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، ثم في داره العامرة، وقد أفدتُ من علمه، وأُعجبتُ بخُلُقه الكريم وتواضعه على جلالة قدره، وكنتُ أجتمع به في مكة المكرمة في الحملات الدعوية التي كانت تنظّمها دار الإفتاء، وقد لقيتُه مرة في عمّان في دار شيخنا الأستاذ مصطفى الزَّرْقا رحمه الله.

 

وقد أكرمني بالإجازة، رحمه الله رحمة واسعة.

 

ومن صفاته التي ذكرها عارفوه حسن الخلق وسعة الصدر، وحرصه على البحث العلمي مع أهل العلم.

 

كان يدعوه تلامذته شيخَ الحنابلة في عصرنا هذا، كان يعقد دروسه العلمية في داره في الرياض، وكان يحضرها الجم الغفير من طلبة العلم، فكان يستعمل المكرفون لتقرير الدرس، وكان يقيم دورات مكثفة في الفقه يحضرها طلبة العلم من الرياض وخارجها، فيأتي نفرٌ من أهل العلم من الكويت والبحرين ومكة والدمام وغيرها.

 

ولقد حضرتُ ختم البخاري في داره العامرة.

 

كانت عنايته متجهة إلى الفقه والسنّة والتفسير، ثم إلى العلوم العربية والإسلامية.

 

هذا، وقد قام أخونا وصديقنا الباحث المُجِدّ الأستاذ محمد زياد التكلة بتأليف كتاب كبير عن الشيخ رحمه الله وسماه: "فتح الجليل في ترجمة وثبت شيخ الحنابلة عبدالله بن عبدالعزيز العقيل" فعمد إلى مذكرات الشيخ عن حياته التي أملاها، فنظَّمها ورتَّبها وأضاف إليها إضافات كثيرة، ومما ذكره في هذا الكتاب نشأة الشيخ وأساتذته الذين تلقى عنهم العلم، ومن أشهرهم الشيخ عبدالرحمن بن سعدي، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وذَكَر الأعمال والوظائف التي عمل فيها، وذكر أولاده وأحفاده وحياته العائلية.

 

وذكر أنه عمل في القضاء في بلدان متعددة من المملكة، وأنه عُيِّن عضوًا في دار الإفتاء، وعضوًا في مجلس الأوقاف الأعلى، وعضوًا في محكمة التمييز، وأنه كان عضوًا في مجلس القضاء الأعلى، ثم كان رئيسًا للهيئة الدائمة لمجلس القضاء الأعلى، وكان الشيخ يشارك في الدعوة والإرشاد عن طريق المحاضرات والكتابة في المجلات، وكان يشارك في الإذاعة.

 

ومن آثاره «فتاوى الشيخ ابن عقيل» في مجلدين، وله عدة رسائل في موضوعات فقهية واعتقادية.

 

رحمه الله وعزاه عن الإسلام والمسلمين الخير، فقد استمر في نشاط علمي حتى آخر أيام حياته، وقد دخل قبل وفاته في غيبوبة استمرت ثمانية أشهر رحمه الله.

 

هذا، وأقدّم عزائي لأسرته الكريمة، وأخص بالذكر الأستاذ عبدالرحمن الشهم صاحب المروءة، والذي كانت لنا معه مجالس ودية لا تخلو من فائدة علمية، وأعزي طلبة العلم الكرام.

 

والحمد لله رب العالمين.



[1] انظر هذه الروايات كلها في «المقاصد الحسنة» للسخاوي ص45.

[2] في ظلال القرآن (6/3380).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة