• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

القرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة (6)

د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 19/5/2011 ميلادي - 15/6/1432 هجري

الزيارات: 15440

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية (6)

غزوة بدر في القرآن الكريم

مصادر السيرة (القسم الثامن)


إنَّ غزوة بدر[1] كانتْ فُرقانًا بين الحقِّ والباطل، وكانت المعركة التي تحقَّقت بها العِزة للإسلام ولِحَمَلته وأتباعه، لقد انتصرتْ فيها القلَّة المؤمنة على الكثرة الكافرة بإذن الله، ويَنطبق عليها مضمون ما ذكرَتْه الآية الكريمة الآتية:

﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [آل عمران: 12- 13].

 

نعم، إنَّ في ذلك لعِبرةً لأولِي الأبصار والبصائر.

فلننظُر خبرَ هذه الغزوة العظيمة في كتاب الله - عزَّ وجلَّ - قال الله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 123 - 126].

 

قال ابن إسحاق[2]:

"فلمَّا انقضَى أمرُ بدرٍ، أنزَل الله - عز وجل - فيه من القرآن الأنفال بأسْرها، فكان مما نزَل منها في اختلافهم في النَّفْل حين اختلفوا فيه: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1].

 

فكان عُبادة بن الصامت - إذا سُئِل عن الأنفال يقول: فينا - معشر أهل بدر - نزلتْ حين اختلفنا في النَّفْل يوم بدر، فانتزَعه الله من أيدينا حين ساءتْ فيه أخلاقُنا، فردَّه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقسَمه بيننا عن بَوَاء - يقول على السواء - وكان في ذلك تقوى الله وطاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وصلاح ذات البَيْن.

 

وقد ذكَر الله - سبحانه - مسيرَ القوم مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين عرَف القوم أنَّ قريشًا قد ساروا إليهم يريدون الحرب والقضاءَ على الرسول ودينه، وهم خرجوا يريدون العِير طمعًا في الغنيمة، فقال: ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الأنفال: 7].

 

وتُصوِّر السورة حالَ المسلمين في قوله - تعالى -: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 9 - 10].

وجاء في السورة أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رمَى المشركين بالحَصْباء من يده، فقال - تعالى -: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ [الأنفال: 17].

 

وفي السورة أنَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى في مَنامه أنَّ الكفار قليلون، وهذا من لُطف الله بنبيِّه؛ ﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ ﴾ [الأنفال: 43].

ومرَّة أخرى أراكَهم عند اللِّقاء قليلين؛ ليَقضِي الله أمرًا فيه الخير؛ قال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾ [الأنفال: 44].

 

وفي السورة ذكرٌ للأَسْرى ومُفاداتهم، فقد استشارَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أصحابه فيما يفعل بالأسرى، فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: يا رسول الله، قد كذَّبوك وقاتَلوك وأخرجوك، فأرى أنْ تُمَكِّنني من قريبي فلان، فأضرب عُنقه، وتُمكِّن حمزة من أخيه العباس، وعليًّا من أخيه عَقيل... وهكذا؛ حتى يعلمَ الناس أنَّه ليس في قلوبنا مودَّة للمشركين، أرى أن تضرب أعناق هؤلاء الأسرى؛ حتى لا يُدبِّروا المخَطَّطات لقتالك.

وقال أبو بكرٍ - رضِي الله عنه -: يا رسول الله، هؤلاء أهْلك وقوْمك، قد أعطاك الله الظَّفرَ والنَّصر عليهم، أرى أنْ تستبقيَهم وتأخذ الفِداء منهم، فيكون ما أخذْنا منهم قوَّةً لنا على الكفَّار، وعسى الله أنْ يهديَهم بك، فيكونوا لك عَضُدًا.

 

فمالَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى رأْي أبي بكرٍ - رضي الله عنه - وشرَع أقارب الأسرى يسارعون في مُفاداة الأسرى، ومَن لَم يكنْ معه فِداء - وهو يُحسن القراءة والكتابة - أعطاه المسلمون عشرة من غِلمان المدينة يُعلِّمهم، وكان ذلك فِداءه؛ رواه الإمام أحمد[3]، فنَزَل قوله - تعالى -: ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنفال: 67 - 69].

والسورة كما قُلنا كلها نزلتْ في هذه الغزوة، وفيها أحكام عِدَّة، والحمد لله ربِّ العالمين.

 


[1] انظر رسالتنا "يوم الفرقان يوم بدر"، طبع المكتب الإسلامي، 1410هـ/ 1989م.

[2] سيرة ابن هشام، 2/ 322.

[3] "المسند"، 4/ 247 بإسنادٍ صحيح، وانظر: "البداية والنهاية"، ط هجر، 5/ 256، وانظر كتابنا: "الحديث النبوي"، ص41.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة