• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

دعوة إلى علماء أهل السنة وأغنيائهم وأولي الأمر فيهم

د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 9/7/2007 ميلادي - 23/6/1428 هجري

الزيارات: 12541

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
هذه دعوةٌ إلى السادة العلماء الذين هم ورثةُ الأنبياء، وإلى الإخوة الأغنياء، وإلى أولي الأمر من المسلمين، دعوة ليواجهوا الواقعَ المؤلم الذي يتعرَّض له أبناء ملَّتهم، والذي سنشير إلى جانب منه في هذه الكلمة.

إنَّ من أكبر نعم الله علينا أن هدانا إلى الإسلام، وما كنَّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله، وإننا نَدين الله على أنَّ مذهب أهل السنَّة والجماعة هو الحقُّ، وهو الإسلامُ الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم. ذلك أمرٌ لا ريبَ فيه.. فالحمد لله حمداً كثيراً طيِّباً مباركاً فيه، وإننا لنفخَرُ بذلك، ونستمسكُ به، وليس لأحد أن يُنكر ذلك علينا، والله تبارك وتعالى يقولُ لرسوله صلى الله عليه وسلم: { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ *لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ * وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ*}، ويقولُ سبحانه: { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا } [البقرة: 148].

لقد استقرَّ في أعماق قلوبنا وعقولنا معنى قوله تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإِْسْلاَمُ } [آل عمران: 19]، ومعنى قوله تعالى: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآْخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران: 85].

والإسلام الذي لا يقبلُ الله ديناً سواه يقومُ عندنا - نحن أهلَ السنة والجماعة - على أصلَين هما: الكتاب والسنَّة. وهذان المصدران حملهما إلينا الصَّحابةُ الكرام، والتابعونَ لهم بإحسان، والعلماءُ على مرِّ العصور رضي الله عنهم وجزاهُم عنَّا وعن المسلمينَ الخير.

هذا الكتابُ الذي هو كلامُ الله المعجِز ووحيُه المنزَل على محمَّد صلى الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف، المتعبَّد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتُر.

هذا الكتابُ الذي وصل إلينا محفوظاً بحفظ الله، فقد تكفَّل سبحانه بحفظه فقال: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9]، ولم يَكِل حفظَه إلى البشر كما كان الأمرُ في الكتب السابقة؛ قال تعالى: { وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَْحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ } [المائدة: 44] ولكنهم لم يحفظوه، بل زادوا فيه ونقصوا، كما أخبرنا ربّنا سبحانه بقوله: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ الله لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيدِيهِمْ وَوَيلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79]، وبقوله سبحانه: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ الله وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ الله وَيَقُولُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78].

وأمَّا السنَّة فهي قولُ الرسول صلى الله عليه وسلم، وفعلُه، وتقريرُه ووصفُه، وقد نُقلت إلينا منقَّحة صافية، ذلك لأن علماءنا الأبرارَ الصادقين هُدوا إلى طرائقَ علميَّةٍ وقواعدَ موضوعيَّةٍ دقيقةٍ رائعة لحمايتها من الدخيل والشوائبَ، فنقَّوا عنها كلَّ ضعيف، ولم يقبلوا منها إلا ما ثبتَ عندهم وفقَ تلك القواعد، وديننا لا يُثبت العصمةَ لأحد من هذه الأمَّة إلاّ للرسول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

وليست هناك أمَّةٌ تستطيع أن تزعمَ أنَّ دينها وصل إليها كما أنزله الله إلاَّ هذه الأمَّة التي جعلها الله خيرَ أمَّة أُخرجَت للناس: { كُنتُم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله } [آل عمران: 110] فللَّه الحمدُ والمنَّة، قال الإمامُ ابن حزم في الفَصْل الذي عقده في وجوه النقل عند المسلمين: [وليس عند اليهود والنصارى من هذا النقل شيءٌ أصلاً][1].

وقام الدعاةُ المجاهدون بنشر هذا الدين في الأرض المعمورَة كلِّها، ودخل الناسُ في دين الله أفواجاً، وعاش مَنْ كان في ظلِّ دولة الإسلام من غير المسلمينَ بأمن وأمان لهم ذمَّةُ الله وذمَّةُ رسوله.. ولم يُكره الإسلام فرداً على تغيير عقيدته إذا أدَّى الجِزيةَ المفروضَةَ عليه.. لم يفعل كما فعلت الصليبيَّةُ على مدار التاريخ تذبَحُ وتقتُلُ وتُبيدُ شعوباً بأسرها كشَعب الأندلس قديماً لتُكرهَهُم على التنصُّر، وما خبرُ البوسنة والهرسك عنا ببعيد، وكما تفعلُ اليهوديَّةُ اليومَ في فلسطين.

وقد بلَغَنا أنَّ طائفةً منحرفةً تُعادي أهلَ السنة تقوم اليومَ بدور مُشابهٍ لأولئك القوم.. وقد قَويَ سلطانُ هذه الطائفة عندما وَصَلَت إلى الحُكم في بلدٍ من بلاد المسلمين، وكان بأيديها المالُ الوفيرُ بسبب ما وهب الله ذاك البلدَ من الثروة، فسخَّرت هذا المالَ وذاك السُّلطانَ للتغرير بأبناء المسلمينَ من أهل السنَّة والجماعة والعدوان على عقيدتهم، ولاسيَّما الفقراء منهم، فجعلت تُغريهم بالمال للدُّخول في مذهبها المنحرف الزَّائغ، واستغلَّت حاجةَ هؤلاء الفقراء، فاستجابَ لها نفرٌ منهم في عدد من بلاد المسلمينَ في الشام ومصرَ وتونسَ والجزائر وغيرها..

ولم تكتفِ هذه الطائفةُ بالإغراء، بل سلكت سبيلَ العُنف والتهديد والتشريد والقتل، ومَضَت في ذلك أشواطاً عدَّة.. والمثلُ الواضح الصارخ عملُهم وإجرامُهم في العراق، وا أسفاه هذا البلدُ الذي هو مَعقِلُ أهل السنَّة.. البلدُ الذي خرَّج عدداً لا يكاد يُحصى من العلماء والأئمَّة نذكر منهم على سبيل المثال أبا حنيفةَ النعمان وتلامذتَه، والشافعيَّ وتلامذتَه، وأحمدَ بن حنبل وتلامذتَه. وغيرهم كثير.

لقد عملت هذه الطائفةُ على إخراج أهل السنَّة من ديارهم في العراق وحمَلَتهُم على الهجرة ومغادرة البلاد. واحتلَّ أفرادُها بيوتَهم، وصادروا أموالَهم، واستباحوا منازلَهم وحرماتهم، واستَولَوا على مساجدهم وجعلوها (حُسَينيَّات) بعد أن قتلوا أئمَّتها ومؤذِّنيها.

إنَّهم الآن يقتلون الناسَ الأبرياءَ كلَّ يوم، يريدون إبادةَ أهل السنَّة والجماعة.

يا أيها السادةُ العلماء.. يا قومَنا.. ويا زعماءنا..:
إن الأمرَ جِدٌّ وليس بالهزل، لا يكفي أن نعلنَ استنكارنا لذلك، وإن كان الأمرُ جديراً بالاستنكار؛ بل لابدَّ من علاج سريع لهذه الفتنة الماحِقَة... إنَّهم يُخطِّطون وينفِّذون بمعونة الكَفَرَة المحتلِّين، وهذا أمرٌ خطيرٌ خطيرٌ، ولا يجوز السُّكوت عليه، وفي أهل السنَّة والحمدُ لله علماءُ أجلاَّء، وأغنياءُ أثرياء..
 
نعم، لا يجوز السُّكوتُ.. إنها مُهمَّة العلماء والأغنياء وأولي الأمر من أهل السنَّة، وأنا لا أستطيع اقتراحَ العلاج الذي يَدرأُ الخطر، ولكنَّني أضعُ هذه المشكلةَ بين أيدي علمائنا وأغنيائنا وأولي الأمر فينا.

إننا نريدُ الدِّفاعَ عن ديننا وعن أبنائنا وبناتنا وعن إخواننا في الله، وأهلُ السنَّة - ولله الحمد - لديهم القُدرةُ على علاج ذلك الخطَر الدَّاهم، والقادرون مسؤولونَ.

إنَّ هذا النداءَ وهذه الصَّرخةَ لن تعملَ شيئاً، ولن يكونَ لها أثرٌ ما لم تَقُم لجنةٌ من السادة العلماء وأولي الأمر وذوي الوَجاهة والثَّراء، تعملُ على إيقاف هذا الإفساد والعُدوان الذي استشرى.

إننا إن لم نفعل ما نستطيعُ تفاقَمَ أمرُ الباطل والشرِّ، وإنَّ المسؤوليَّةَ على قَدر الطاقة والقُدرة، وإنَّ تجاهلَ المشكلة لا يحلُّها بل يُضاعف من خطَرها.
 
وإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله ربِّ العالمين.
ـــــــــــــــــــ
[1]  الفِصَل في المِلَل والنِّحَل 2/82-83.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة