• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

وصايا إلى المتخرجين والمتخرجات، ممّن سيكونون معلمين ومعلمات

د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 9/7/2007 ميلادي - 23/6/1428 هجري

الزيارات: 19209

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
يا أبنائي ويا بناتي:
السلام عليكم ورحمة الله،،،

وبعد:
فإنّي أبدأ هذه الكلمة بالتهنئة لكم بالتخرّج، وباختياركم مهنة التعليم، وهي أشرف مهنة على الإِطلاق، ويكفيها شرفًا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معلّمًا، كما جاء في الأحاديث الصحيحة.

جاء في (صحيح مسلم: 1478): ((إنّ الله لم يبعثني معنّتًا ولا متعنّتًا، ولكن بعثني معلّمًا ميسّرًا)).

وهي مهنة شريفة أيضًا؛ لآثارها الضخمة في بناء العقول ونشر الحقّ الذي أكرم الله به هذه الأمّة؛ وهو الإسلام: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران: 19]، وهو الدين الذي لا يقبل الله دينًا غيره: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].

وأودّ أن أوجز وصيتي لكم بما يأتي:
1 - يجب أن يكون عملكم - يا أبنائي ويا بناتي - خالصًا لله؛ ذلك لأنّ الإخلاص في العمل يعطي صاحبه قوة وصبرًا، ويجعل تأثيره في الآخرين تأثيرًا كبيرًا، يقول فيُسمع كلامه، ويدعو إلى الحق فيستجيب الناس لدعوته، وإذا تحقق هذا منكم؛ تحقّق لكم النجاح الكبير في العمل، والثواب الجزيل من الله تبارك وتعالى.

وقد جاء في "الصحيحين" عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنّما الأعمال بالنيّات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى)).

إنّ النيّة الصالحة تحّول العمل إلى عبادة يؤجَر عليها صاحبها. يجب أن يكون العمل لخدمة العلم، ولإيصال حقائقه إلى الأجيال الناشئة، لا لقبض الراتب! يجب أن يكون هذا حقيقة قائمة في نفوسكم، تصدر عن هذه الحقيقة تصرّفاتكم، وستهون في أعينكم العقبات التي تعترض المعلمين والمعلمات، ولاسيّما في هذا الزمان الذي انحدرت فيه أخلاق كثير من أبنائنا وبناتنا انحدارًا عظيمًا، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

2 - إذا أردتم أن تسعدوا في عملكم فعليكم أن تُحبّوا عملكم وأن تتعلّقوا به تعلّقًا شديدًا؛ إنّ الذي يحبّ عمله ينجح فيه ويسعد، ويجد في عمله متعة وسرورًا، أما الذي يكره عمله فسيخفق فيه، وسيشقى في عمله، ويتضجَّر منه ويتألم. إنَّ حبَّكم لعملكم سيجعلكم محبوبين من قِبَل طلابكم وطالباتكم، وهذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا في العملية التربويَّة.

3 - يجب أن يستمر كلّ واحد وكلّ واحدة منكم في متابعة دراسته، ويجب أن تكون القراءة دأب كلّ واحد وكلّ واحدة منكم، واليوم الذي لا يقرأ فيه المعلم؛ يكون قد كتب على نفسه الإخفاق، وكذا المعلمة؛ إنّ العلم يحتاج إلى متابعة مستمرّة.

يا أبنائي ويا بناتي:
إنّ المكتبة الخاصة شيء مهم، فإذا توافرت فعليكم ملازمتها وسكناها، وإن لم تتوافر لكم مكتبة خاصة؛ فلابُدّ من زيارة لمكتبة عامة يوميًّا، سواء كانت في المدرسة أو في أي مؤسسة أخرى.

وجدير بالمعلم الناجح والمعلمة الناجحة أن تكون لكلّ منهما مكتبة، وتنشأ المكتبة بالتدرج، وعلى كلّ منكما أن يخصِّص جزءًا من راتبه لشراء الكتب والمصادر.

وينبغي أن تكون القراءة وفق مخطط مدروس، ومن النافع جدًا أن تكون قراءة المعلم مع زميل له جادّ، وكذا أن تكون قراءة المعلمة مع زميلة لها جادّة؛ ذلك لأن المدارسة المشتركة أنفع من الانفراد.

4 - يجب على المعلّم والمعلّمة أن يهتم كلّ منهما بتحضير الدروس، ولا يجوز أن يلقي المعلم درسًا معتمدًا على معلوماته السابقة، وكذا المعلمة، ويحسن أن يرجع إلى مراجع غير الكتاب المدرسي، ويكتب ما وقف عليه من معلومات، وعليهما أن يقوما بالواجبات المدرسية بكلّ دقة وأمانة.

5 - يجب أن يكون المعلّم والمعلّمة في المدرسة في أول الوقت، وعليهما الحذر من الغياب دون عذر قاهر، والحذر من التأخر؛ إن ذلك سيجلب لكما احترام الطلاب والطالبات والإدارة وتقديرهم.

6 - على المعلّم والمعلّمة أن ينظرا إلى هؤلاء الطلاب والطالبات على أنهم أولادهما، وعندئذ يحتملون تصرفاتهم التي قد تؤذي؛ ذلك يا أبنائي ويا بناتي لأن كثيرًا من الناس يعيشون في بيئات معقّدة زاخرة بالمشاكل والعقد الاجتماعية، فقد تكون طالبة مضطهدة في بيتها تعاني ظلمَ أبيها لها ولأمّها، أو من ظلم زوجة أبيها الشيء الكثير؛ فعلى المعلمة الفاضلة أن تصفح عنها إن أخطأت، وتعالجها بالحكمة.

7 - وينبغي أن يغضّ الطرف كلٌّ من المعلّم والمعلّمة من كثير من المخالفات التي تصدر من بعض الطلاب والطالبات، وأن يتظاهرا بأنهما لم يسمعا الكلمات المسيئة التي قد يتفوّه بها بعضهم؛ فقد قيل: "مَنْ لم يصبر على كلمة؛ سمع كلمات".

8 - وينبغي أن يحلّ كلٌّ منهما مشاكله مع الطلاب والطالبات مباشرة، دون إدخال الإدارة، وأن يسلك كلٌّ منهما مسلك الترغيب والترهيب، وليكن نصيب الترغيب أكثر.

9 - احرص على أن تكون علاقتك بأولياء أمور الطلاب علاقة حسنة إن أمكن ذلك، وكذلك على المعلمة أن تكون علاقتها بأمّهات الطالبات علاقة جيدة؛ للتعرّف على أوضاعهنّ. إنّ مشاركة البيت المدرسة في العملية التعليمية والتربوية أمرٌ مهمٌّ، وذو أثر كبير في النجاح.

10 - إنّ التطوع بتدريس الطلاب والطالبات دون مقابل دروسًا إضافية إن كانوا بحاجة إلى مساعدة أمر مهم، وليكن ذلك بمعرفة إدارة المدرسة وأولياء الطلاب والطالبات.

11 - يجب أن تكونا قدوة لطلابكما في الخلق الحسن وفي أداء العبادات والواجبات التي فرضها الله تعالى، واحذر أن يكون في تصرفاتك مخالفة لما تأمر به طلابك، وكذا المعلمة، وقد أنكر الله على بني إسرائيل هذا الموقف؛ فقال سبحانه: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]، وقال سبحانه مخاطبًا المؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ} [الصف: 2-3]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار في الرَّحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان، ما لكَ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى. كنتُ آمرُ بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه))؛ رواه البخاري برقم 3265، ومسلم برقم 2989، وقال الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي  مثله        عار عليك إذا فعلت عظيم

12 - واحذر أيها المعلم الفاضل واحذري أيتها المعلمة الفاضلة من أن يهزأ أحد منكما بطالب أو طالبة في أي حال من الأحوال؛ بل عليكما أن تحترما جميع الطلاب، المجيدين منهم والمقصِّرين، والهادئين والمشاغبين.

إن ذلك يقربكما من طلابكما، ويجعل استفادتهم منكم أكثر وأوفر؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} [الحجرات: 11]. 

13 - الحرص على ضبط الفصل أمر مهم جدًا لاعتبارين اثنين: 
أما أولهما: فليستفيد الطلاب والطالبات من تقرير المعلم والمعلمة لمسائل العلم، وأما ثانيهما: فليحظى المعلم والمعلمة باحترام الطلاب والطالبات. 

14 - اسلكا معهم مسلك الحوار سواء في تقرير حقائق العلم أو في توجيهكما ونصحكما لهم.

15 - اعملا على تنمية شخصيات طلابكما، وذلك بالثناء على المحسن منهم، وبتكليفهم بكتابة بحوث معينة، وبالقيام بخدمات اجتماعية وخيرية وإنسانية.

16 - احرصا على أدائكما الدروس باللغة العربية الفصحى، وتجنبا العامية، وشجعا طلابكما على ذلك، وقوّما لغتهم أداءً ونطقًا، وبيّنا عظمة هذه اللغة التي أنزل الله بها كتابه، وأوضحا لهم أن العدوان على اللغة العربية عدوان على الإسلام، وأن أعداءنا حريصون على إبعاد أولادنا - بنين وبنات - عن إتقان هذه اللغة، التي هي وعاء الكتاب والسنة.

17 - إن المعلم صاحب الرسالة يجب ألّا ينسى رسالته؛ لقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بلِّغوا عني ولو آية))؛ رواه البخاري برقم 3461. 
فعلينا القيام بهذا التبليغ كلما وجدنا فرصة له، والكلمة الصادقة إن قيلت بالأسلوب المناسب في الوقت المناسب كان لها الأثر الكبير.

والطلاب والطالبات يرون في معلميهم المثل الأعلى، وقد يكون تأثير المعلم والمعلمة أقوى من تأثير الوالدين؛ فاعرف قدرك، واعرفي قدرك، ولنذكر قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا؛ خيرٌ لك من حُمْر النُّعم))؛ رواه البخاري برقم 2942، ومسلم برقم 2406، وأبو داود برقم 3661.

إن هؤلاء الأولاد من بنين وبنات الذين هم تحت أيديكما الآن سيكونون آباء المستقبل وأمهاته، وبناة هذا المستقبل أو هادميه.

ولا نجاح لهذه الأمة إلاَّ بالتمسك بهذا الدين؛ كما قال ذلك أمير المؤمنين؛ سيدنا عمر - رضي الله عنه -: "نحن العرب قومٌ أعزّنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلَّنا الله"؛ فعليكما بتوعية الطلاب والطالبات بحقيقة الدين، وحقيقة خطط أعداء الله. 

18 - وأوصيكما بتقوى الله ومراقبته، وأذكركما بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))؛ رواه مسلم برقم 8. 

19 - يا أبنائي ويا بناتي: 
لقد قضيتم عدة سنوات في رحاب الجامعة، تعلمتم الكثير، وحفظتم الكثير، وأصبح عندكم زاد من المعرفة كبير، أسأل الله أن ينفعكم به وأن ينفع بكم الناشئين والناشئات.

تلك مدرسة الجامعة، وقد دخلتم اليوم مدرسة جديدة هي مدرسة الحياة. إنكم ستجدون في عملكم المقبل واقعًا يختلف عن عالم المعلومات والكتب والمحاضرات، وستجدون مدرسة تتعلمون منها كلّ يوم معلومة واقعية جديدة لم تكونوا تعرفونها؛ بل إنّكم في كلّ درس تلقونه ستكسبون خبرة من واقع الحياة، فالسعيد مَنْ فتح عينه وقلبه لدروس هذه المدرسة وأفاد منها، ولا مانع من أن تتعلموا من تلامذتكم.

وممّا أنصح به أن تقولوا لما لا تعلمون: لا أعلم.

إن ذلك يرفع قدركم عند المنصفين من السائلين، ويحميكم من الحرج إن كانت إجابتكم خطأ، وهذه صفة علمائنا الأقدمين، وقد روي عن سيدنا أبي بكر أنه قال: "أيُّ سماء تظلّني، وأي أرض تقلني؛ إذا قلتُ في كتاب الله بغير علم"! وسئل ابن عمر عن شيء فقال: "لا أدري"؛ فلما ولّى الرجل قال: "نِعم ما قال عبدالله بن عمر، سُئل عمَّا لا يعلم؛ فقال: لا علم لي به".

وبالله التوفيق، وصلّى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة