• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

السيرة النبوية .. والدعاة (2)

د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 23/2/2008 ميلادي - 15/2/1429 هجري

الزيارات: 10365

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
إن الحديث عن جانب الدعوة في السيرة النبوية يمكن أن يكون في جانبين: جانب الدعاة، وجانب المدعويين.

ونريد أن نتحدث أولاً عن جانب الدعاة:
إنّ لدراسة السيرة واستحضار أحداثها من قبل الدعاة فوائد عدّة تعود عليهم بالخير العميم والتوفيق في عملهم.

1 – إنّها تملأ صدورهم بالأمل الواسع عندما يُلاقون المصاعب والمتاعب والعقبات، وتنأى بهم عن اليأس، وتدفعهم إلى العمل، وذلك عندما يتذكرون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم واجه الدنيا كلّها التي كانت تموج بالشرك والظلم والعدوان.. واجهها صلى الله عليه وسلم بصبر عظيم، وعمل دائم، وحزم ورفق وأمل واسع بنصر الله له، فدانت له الدنيا، وخضع لسلطانه الوجود، ولم يمضِ على وفاته مئة عام حتى كانت دعوته صلى الله عليه وسلم قد عمّت الكون المعمور، وأصبحت كلمة التوحيد والتكبير تعلو المآذن من حدود فرنسا إلى حدود الصين، تتردد في أجوائها الكلمة العظيمة الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله.

2 – إنّها تبيّن لهم المراحل التي ينبغي أن يسلكوها في الدعوة متأسّين بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلقد أخذت دعوته صلى الله عليه وسلم في المدينة منحًى يختلف عن المنحى الذي كانت عليه الدعوة في مكة.

3 – إنّها توضح لهم الأوليات ومراتب الواجبات والمحرّمات، وتحدّد لهم الأمور التي يبدؤون بها، وهي الأمور المتصلة بالعقيدة. فلقد ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة العهد المكي يدعو إلى التوحيد ونبذ الشرك.

4 – إنّها تبيّن الصفات الأساسية المهمة التي ينبغي أن يتصفوا بها وتدعوهم إلى ذلك. وهذه الصفات كثيرة نذكر منها ما يأتي:
1 - العلم: فلقد كان صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه أحكام الدين، ويدعوهم إلى التعلّم بالقول والفعل:
فمن قوله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى التعلم:
- قوله صلى الله عليه وسلم: "طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِم" رواه ابن ماجه برقم (224).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: " مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا سَهَّلَ الله له بِهِ طَرِيقًا إلى الْجَنَّةِ…" رواه مسلم برقم (2699)، وأبو داود برقم (4946)، والترمذي برقم (1930).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: "الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لم يُوَرِّثُوا دِينَارًا ولا  دِرْهَمًا، إنما وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ" رواه أبو داود برقم (3641)، والترمذي برقم (2682)، وابن ماجه (223)، وأحمد (5/196).
ومن فعله صلى الله عليه وسلم:
- تحقيق ذلك وحضّه على تعلّم الصلاة عمليًّا كما جاء في الحديث: "صَلُّوا كما رأيتمُوني أصلِّي". رواه البخاري برقم (6008).

- وتعلم مناسك الحج عمليًّا كما جاء في الحديث: "خُذُوا عني مناسككم". رواه مسلم (1297)، وأبو داود برقم (1970).

- وحضّه على تعلّم الكتابة والقراءة كما جاء في حادثة فداء الأسارى فقد روى أحمد[1] بسند صحيح عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: كان نَاسٌ مِنَ الأَسْرَى يوم بَدْرٍ لم يَكُنْ لهم فِدَاءٌ، فَجَعَلَ رسول اللَّهِ صَلَّى الله عَليه وسَلّم فِدَاءَهُمْ أن يُعَلِّمُوا أَوْلاَدَ الأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ. 

2 – التخطيط: تُعلِمنا السيرة أن على الدعاة أن يصدروا في أعمالهم عن تخطيط، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطط ويحكم التخطيط.

فمن ذلك ترتيبه الهجرة:
لقد خطّط رسول الله صلى الله عليه وسلم لهجرته إلى المدينة، ورسم الخطة، وحدّد الوقت، وأعدّ العدة من الدليل والزاد والراحلة على النحو الذي تذكره كتب السنّة وكُتُب السيرة.

لما اشتد الأذى على المسلمين في مكَّة، وأصبح لهم مُهَاجَرٌ في المدينة بعد ظهور الإسلام شرَع أفراد من المسلمين يهاجرون إليها بصورة فردية، وقد أراد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يهاجر، فلمّا علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم استبقاه وأشعره أنه ربما سيكون صاحبه في هذه الرحلة.. فاستعدّ أبو بكر لذلك، فاشترى راحلتين وشرع يعلفهما، ولم يرض النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يدفع ثمن الراحلة التي سيركبها...

ولما جاءه الإذن من الله بالهجرة أتى سرًّا إلى بيت أبي بكر وأخبره بعزمه على الهجرة، فطلب أبو بكر الصحبة فوافق النبي صلى الله عليه وسلم، وفرح أبو بكر فرحًا شديدًا حتى صار يبكي من الفرح.

ولإحكام الخطة أمر صلى الله عليه وسلم عليًّا رضي الله عنه أن يبيت مكانه كي لا يقع الشك في وجوده، ذلك أن المشركين كانوا يحاصرون البيت يريدون قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تعاهدوا أن ينقضُّوا عليه إذا خرج ويضربوه بسيوفهم ضربة رجل واحد، كي يضيع دمه في القبائل، فكانوا يرددون النظر من خلال شقوق في الجدار، وكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا أن يؤدي الأمانات إلى أهلها.

ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده من مكة ليلاً وتقابل مع الصّديق خارج مكة، وانطلقا.

وكان استأجر عبدالله بن أريقط، وهو رجل خبير بالطرق ليدلهما على الطريق، وأعطاه الراحلتين وواعده غار ثور بعد ثلاث ليال.

وانطلق صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه ومعهما عامر بن فهيرة الذي كان يتبعهما بغنم كي يعفي على أثرهما.

وأعد صلى الله عليه وسلم لهذه الرحلة عدتها من الزاد، فوضع في جراب، وقطعت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها نطاقها وربطت به على فم الجراب.

وأقاما في الغار ثلاثة ليال حتى ينقطع عنهما الطلب، وكان عبدالله بن أبي بكر يبيت معهما، ثم يقوم من آخر الليل ويعود إلى مكة فيصبح بها ليقف على كيد المشركين ثم يأتي الغار في المساء ويذكر لهما ما سمع من القوم.

وهذا التخطيط لا يتعارض مع التوكل على الله، ذلك لأن الأخذ بالأسباب مطلوب، ثمّ بعد ذلك يكون التوكل على الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سأله أيعقل ناقته أم يتوكل على الله ويتركها هكذا: قال صلى الله عليه وسلم: "اعقلها وتوكل". رواه الترمذي برقم (2517).

إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين، وقد خطّط هذا التخطيط العظيم لرحلة الهجرة إنَّ هذا درس للدعاة إلى الله.. إن عليهم أن يصدروا في برامجهم الدعوية عن تخطيط مدروس محكم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن تكون أعمالهم ردود فعل لما يفعله الأعداء المخالفون فقط، بل عليهم أن يكون عملهم قائمًا على الخطة التي وضعوها بعد معرفة الواقع والظروف التي يعيشون فيها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مسند أحمد الطبعة القديمة (1/247)، وفي طبعة شاكر (4/47 برقم 2216)، وانظر "طبقات ابن سعد" (2/22) ط بيروت، و"البداية والنهاية" (5/256) ط هجر، و"المنتقى" لعبدالسلام ابن تيمية برقم (4387)، وكتابنا "الحديث النبوي" ط 8 ص 40-41.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة