• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الأستاذ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيليأ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي شعار موقع الأستاذ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي / مقالات


علامة باركود

زيف الانشغال

زيف الانشغال
أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي


تاريخ الإضافة: 6/6/2025 ميلادي - 10/12/1446 هجري

الزيارات: 483

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زيف الانشغال

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

أمّا بعد:

• فأصلُ هذا الموضوع كتَبَه شخص لا أعرف مَن هو، لكن قرأته، فأعجبني، فصححته، وعدّلتُ فيه مواضع، وغيّرت الرأي في مواضع، وأضفتُ في آخره إضافة مهمّة؛ وإني لأرجو أن يتقبله الله منا جميعًا، ويجعله في الباقيات الصالحات، إنه سميع مجيب الدعوات.

 

• "تأمل في وجوه كثيرة تمرّ بك كل يوم، وانظر إلى ملامحهم المرهقة بتعب لا تعلم مصدره، إلى نبراتهم التي تشي بأنهم "مشغولون جدًا"، إلى ألسنتهم التي تردد كمن يُلقّن: "والله ما لحقت"، "مضغوط جدًا"، "ما قدرت أكمل".. ثم قف لحظةً واسأل:

• هل هذا الانشغال كلّه فيما يستحق؟ أم هو "تهرّب غير شرعي" من مواجهة الواجب الحقيقي؟

 

• الإنسان في هذا الزمان قد اخترع "درعًا" يحميه من تبكيت الضمير اسمه: (الانشغال).

 

فالطالب الذي يؤجل بناء ملكته العلمية، ويغرق في مراجعاتٍ عشوائية ومتابعة بثوثٍ متفرقة، يردد في داخله: "أنا مشغول"، بينما هو في الحقيقة يهرب من الخطوة الأصعب، ألا هي: الانضباط، واستثمار الوقت المهدر في متابعة التوافه.

 

• والداعية الذي يتنقل بين الفعاليات واللقاءات، ويشعر بالرضا كلما تكرّر اسمه في اللافتات، يردّد لنفسه: "ليس لدي وقت للكتابة"، لكنه لم يصرّح لنفسه بأن الكتابة تحتاج عُزلةً، ومكابدةً، وتجريدًا عن الضجيج، وهو لم يُرد أن يدفع هذا الثمن.

 

• إننا حين نخاف من العمل الحقيقي؛ نلوذ بما يَشبهه، ونُشغل أنفسنا بـ"أعمال جانبية" تمنحنا جرعة مؤقتة من الشعور بالإنجاز، لكننا نعلم يقينًا في قرارة أنفسنا: هذا ليس هو الطريق.

 

• أليس عجيبًا أن ترى أحدهم يُمضي يومه بين ملفات ومواعيد، وحين يُسأل: أين مشروعك الأساسي في حياتك؟ يخفت صوته، وتتوارى الإجابة خلف "أعذار مزخرفة"؟

 

• لقد صارت المجتمعات كلها اليوم مشغولة بمتابعة توافه الناس وأخبارهم بدلًا من العمل الجادّ؛ فهُم مشغولون عن أنفسهم وواجباتهم! فمتى يُنجزون واجباتهم! هذه مسألة تحتاج فيها المجتمعات إلى إعادة تأهيل وتثقيف؛ وإلا فستستمر الحال في دائرة التفاهة والخسارة!

 

• لقد صار "زيف الانشغال" هو الواجهة الاجتماعية الجديدة للمتحايل على الوقت، لا يريد أن يُتّهم بالكسل، لكنه لا يريد أن يدفع ثمن التقدم الحقيقي، وما أكثر ما تغدو "الانشغالات" ذريعةً لدفن الأسئلة المؤلمة التي تَطْرق منافذ العقل:

• أين أنا من واجباتي تجاه نفسي وإصلاحها وإنقاذها؟

• ما موقعي من مهمّاتي تجاه أسرتي؟

• وأين أنا من قضايا مجتمعي وأمتي؟

 

• وهكذا، يبيت العبد وقد ظن أنه مجتهد، فإذا وزن يومه في ميزان الآخرة، لم يجد ما يُرجى، فإنّ العمل الحقيقي ليس ما يتراكم في رزنامات أو جدول الهاتف، بل ما يتراكم في صحيفة العمل الصالح، وفي عمق الأثر، وفي تجريد القلب لله".

 

• (انتهى الكلام المنقول، بتصرف وتعديلات).

 

• هنا سؤال يَكشف زَيْف دعوى "الانشغال"، وهو: منذ عهدِ آدم عليه السلام، حتى يومنا هذا، هل قضى الذين ماتوا أشغالهم؟ كلا!

 

إِذَن؛ هل هذا دليلٌ على أنّ الأشغال عذْرٌ مقبول في عدم أداء الواجبات؟ كلا.

 

• فليس أمامك أيها الإنسان سِوى الاصطفاء بحسب الأولويات مما يبدو لك مِن مشاغل؛ فهذا هو الطريق للإنجاز، لا التوهم بأنك ستقضي المشاغل جميعها؛ فهذا مستحيل!

 

وأخيرًا:

ينبغي لكل عاقلٍ راغبٍ في الإنجاز في حياته، والتفاته إلى ما يَعنيه، والتفاته عن كل ما لا يعنيه، أن يراعي النقاط الآتية:

1) التوكل على الله والاستعانة به، في كل ما يأتي وما يَذَر.

 

2) التحديد الصحيح لهدفه أو أهدافه في حياته.

 

3) الاصطفاء من المشاغل أمامه بحسب ترتيب الأولويات لتحقيق أهدافه، وقد تعلمنا من دروس الحياة، أنّ مَن عاش حياته مشغولًا بكل شيء عن كل شيء؛ فلن يُنجِز أيّ شيء!

 

4) قطْع داءَ تراكم المشاغل وتأجيلها ربما إلى ما بعد الوفاة، وذلك بالمبادرة وعدم التسويف.

 

5) ثمّ بعد هذا:

• وطّنْ نفسك على أنك ما دمتَ مختارًا للحياة الجادّة؛ فأنت دائمًا مشغول، لكن لا تقِفْ عندها؛ متحججًا بها.

 

• لكن المهم أن تكون مشغولًا بما يستحق انشغالك به!

 

• انظر مَن حولك؛ فسترى جُلّ الناس -إن لم يكن كلهم- مشغولين جدًّا؛ فأوقاتهم مزدحمة، وأجسامهم منهكة، وعقولهم مشغولة مُبَدّدة؛ لكنها ليست في ذي بال؛ وإنما بالتافه وبما هو عليهم وبال! فانجُ بنفسك، ولا تأخذْ بنفسك إلى هذا المَسير؛ فإنّ الحساب عسير، ولا ينفع بعد ذلك الحسرة والتحسير!

 

• الناس ليسوا مشغولين بإنقاذ أنفسهم، وإنما مشغولون عن أنفسهم! وقد قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 19].

 

• وشتّان بين مشغولٍ بالله وبما يُوصل إليه وإلى رضوانه، ومشغولٍ عن الله.

 

• فهل أدركتَ بهذا؛ أنّك إذا اعتذرتَ عن واجبٍ بأنك مشغول، فالغالب أنك لا عذر لك!

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم على رسوله وآله وأصحابه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • مرئيات
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة