• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / إدارة واقتصاد


علامة باركود

مقامات اقتصادية (2)

مقامات اقتصادية (2)
د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 9/7/2014 ميلادي - 11/9/1435 هجري

الزيارات: 13095

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقامات اقتصادية (2)


من مقامات الحريري المتوفى سنة 516هـ:

يقول أبو محمد بن علي محمد بن عثمان الحريري في ((المقامة التفليسية)) حيث يشكو السروجي، أنموذج الشحاذين والمكدين، يشكو فقره وسوء حاله:

عزمت على من خلق من طينة الحرية، وتفوق در العصبية إلا ما تكلف لي لبثه واستمع مني نفثه ثم له الخيار من بعد وبيده البذل والرد.

 

يا أولي الأبصار الرامقة والبصائر الرائقة، أما يغني عن الخبر العيان وينبئ عن النار الدخان؟ شيب لائح ووهن فادح وداء واضح والباطن فاضح، ولقد كنت والله ممن ملك ومال، وولي وآل، ورفد وأنال ووصل وصال، فلم تزل الجوائح تسحت والنوائن تنحت حت الوكر قفر، والكف صفر والشعار ضر، والعيش مر، والصبية يتضاغون من الطوى ويتمنون مصاصة النوى، ولم أقم هذا المقام الشائن، وأكشف لكم الدفائن إلا بعدما شقيت ولقيت، وشبت مما لقيت فليتني لم أكن بقيت.

 

وقال الحريري في ((المقامة الساسانية)):

حكى الحارث بن همام عن أبي يزيد السروجي أنه أوصى ابنه قائلاً: يا بني إني جربت حقائق الأمور، وبلوت تصاريف الدهور فرأيت المرء بنشبه لا بنسبه، والفحص عن مكسبه لا عن حسبه، وكنت سمعت أن المعايش إمارة وتجارة وزراعة وصناعة، فمارست هذه الأربع لأنظر أيها أفق وأنفع، فما أحمدت منها معيشة ولا استرغدت فيها عيشة، أما فرص الولايات، وخلس الإمارات، فكأضغاث الأحلام، والفيء المنتسخ بالظلام وناهيك غصة بمرارة الفطام. وأما بضائع التجارات فعرضه للمخاطرات وطعمة للغارات، وما أشبهها بالطيور الطيارات، وأما اتخاذ الضياع والتصدي للأزدراع فمنهكة للأغراض، وقيود عائقة عن الارتكاض، وقلما خلا ربها عن إذلال، أو رزق روح بال، وأما حرف أولي الصناعات، فغير فاضلة عن الأقوات، ولا نافقة في جميع الأوقات، ومعظمها معصوب بشبيبة الحياة ولم أر ما هو بارد المغنم، لذيذ المطعم، وافي المكسب، صافي المشرب، إلا بالحرفة التي وضع ساسان أساسها، ونوع أجناسها وأضرم في الخافقين نارها وأوضح لبني غبراء منارها، فشهدت وقائعها معلماً واخترت سيماها لي ميسماً، إذا كانت المتجر الذي لا يبور، والمنهل الذي لا يغور والمصباح الذي يعشو إليه الجمهور ويستصبح به العمي والحور، وكان أهلها أعز قبيل وأسعد جيل، لا يرهقهم مس حيف ولا يقلقلهم سل السيف، ولا يخشون حمة لاسع ولا يدينون لدان ولا شاسع، ولا يرهبون ممن برق ورعد، ولا يحلفون بمن قام وقعد، أنديتهم منزهة وقلوبهم مرهفة وطعمهم معجلة وأوقاتهم غر محجلة أينما سقطوا لقطوا وحيثما انخرطوا خرطوا، لا يتخذون أوطاناً ولا يتقون سلطاناً ولا يمتازون عما تغدو خماصا وتروح بطاناً.

 

فقال له ابنه: يا أبت لقد صدقت فيما نطقت، ولكنك رققت وما فتقت، فبين لي كيف أقتطف، ومن أين تؤكل الكتف، فقال: يا بني إن الارتكاض بابها والنشاط جلبابها والفطنة مصباحها والقحة سلاحها.

 

وقد كان مكتوب على عصا شيخنا ساسان، من طلب جلب ومن جال نال وإياك والكسل فإنه عنوان النحوس ولبوس ذوي البوس. وما اشتار العسل من اختار الكسل ولا ملأ الراحة من استوطأ الراحة، وعليك بالإقدام ولو على الضرغام، فإن جرأة الجنان تنطق اللسان وتطلق العنان وبها تدرك الخطوة وتملك الثروة.

 

وعلى هذا المنوال يمضي تلميذ ساسان النجيب معلماً ابنه أفضل حرفة وصناعة، وهل أفضل عنده من الكدية والتسول!!

 

وقال الحريري في ((المقامة الدينارية)):

أبرز الحارث بن همام أمام شخص ديناراً وقال له اختباراً، إن مدحته نظماً، فهو لك حتماً، فانبرى ينشد في الحال من غير انتحال:

أكرم به أصفر راقت صفرته
جواب آفاق ترامت سفرته
مأثورة سمعته وشهرته
قد أودعت سر الغنى أسرته
وقارنت نجح المساعي خطرته
وحببت إلى الأنام غرته
كأنما من القلوب نقرته
به يصول من حوته صرته
وإن تفانت أو توانت عترته
يا حبذا نضاره ونضرته
وحبذا مغناته ونصرته
كم آمر به استتبت إمرته
ومترف لولاه دامت حسرته
وجيش هم هزمته كرته
وبدر تم أنزلته بدرته
ومستشيط تتلظى جرمته
أسر نجواه فلانت شرته
وكم أسير أسلمته أسرته
أنقذه حتى صفت مسرته
وحق مولى أبدعته فطرته
لولا التقى لقلت جلت قدرته

 

فنبذ إليه بالدينار، ثم جرد ديناراً آخر، وقال له: هل لك في أن تذمه ثم تضمه؟ فأنشده مرتجلاً وشدا عجلاً:

تباً له من خادع مماذق
أصفر ذي وجهين كالمنافق
يبدو بوصفين لعين الرامق
زينة معشوق ولون عاشق
وحبه عند ذوي الحقائق
يدعو إلى ارتكاب سخط الخالق
لولاه لم تقطع يمين سارق
ولا بدت مظلمة من فاسق
ولا اشمأز باخل من طارق
ولا شكا الممطول مطل العائق
ولا استعيذ من حسود راشق
وشر ما فيه من الخلائق
أن ليس يغني عنك في المضائق
إلا إذا فر فرار الآبق
واهاً لمن لم يقذفه من حالق
ومن إذا ناجاه نجوى الوامق
قال له قول المحق الصادق
لا رأي في وصلك لي ففارق

 

فنفحه بالدينار الثاني، وقال له عوذهما بالمثاني فألقاه في فمه، وقرنه بتوأمه..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة