• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / قضايا الأسرة


علامة باركود

الخجل والتفاعل الاجتماعي

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 14/7/2015 ميلادي - 27/9/1436 هجري

الزيارات: 21926

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخجل والتفاعل الاجتماعي


تستخدم كلمة الخجل في الأحاديث اليومية المعتادة للإشارة إلى الشعور بالضيق والانزعاج وعدم الراحة في المواقف الاجتماعية. وليس لكلمة الخجل معنًى دقيق محدد، فهي تتضمن معاني الحذر والاحتراس والجبن والكف عن السلوك. ويصف أحد الرجال ما ينتابه من خجل حال وجوده مع جماعة من الأفراد المعروفين جميعاً له، فيقول:

(أشعر بأنني لست على ما يرام، وأعتقد أنني من الضآلة والتفاهة بحيث لا أستطيع أن أقول أي شيء يمكن أن يلقى أدنى اهتمام من هؤلاء الآخرين، وأشعر بالعجز والارتباك كأنني غريب عن هذا المكان حتى لو كنا جميعاً معاً. وإذا سألني أحدهم عن أي شيء أشعر بالقلق والتوتر الشديد، ولا أعرف كيف أو بماذا أرد، ويصاحب ذلك شعور بالسخونة تسري في جسدي ويحمر وجهي. لقد حاولت ألا أكون كذلك، وأن أفعل أي شيء آخر غير هذا الذي يحدث لي، ولكنني لم أستطع سوى الهروب والابتعاد عن الجماعة. وهذا الارتباك والخجل لا يحدث لي أبداً عندما أكون مع أي فرد من تلك الجماعة على حدة، بل فقط عندما أكون مع الجماعة).

 

إن إحدى الخصائص الشائعة للخجل هي شعور الفرد بأنه لا يجد ما يقوله. ومصدر صمت ذلك الرجل هو انشغاله الشديد بأثر ما سوف يقوله ووقعه على الآخرين، وبرأيهم الذي سوف يكونونه عنه في ضوء ما سيقوله. وهو - كما يصف حالته - يتوقع مسبقاً أنهم سيتخذون حياله رأياً وموقفاً سلبياً، لأنه - ببساطة - ليس لديه ما يقوله، بحيث يثير قدراً ولو بسيطاً من اهتمامهم. ويؤدي هذا الانشغال الشديد إلى درجة عالية من الشعور بالذات، والرغبة الشديدة في الهروب من هذا الموقف. ويشير كذلك هذا الرجل إلى أنه لا يشعر بالخجل في كل المواقف، فهو لا يخجل عندما يتحدث مع فرد واحد، بل ينتابه الخجل فقط وسط الجماعة.

 

إن الخجل ليس حكراً على حياتنا المعاصرة، بل يوجد في كل العصور وفي كل المجتمعات.

 

وعلى الرغم من أن دراسة الخجل في إطار العلاقات الاجتماعية الحميمة يمكن أن تساعدنا على معرفة كثير من أسباب الخجل، فإن الدراسات التي اهتمت بذلك قليلة.

 

ولذا كان الخجل موضوعا جديرا بالدراسة لأهميته النظرية والعملية. فدراسته تمدنا بكثير من الاستبصارات عن العمليات المتضمنة في التفاعل الاجتماعي بين الأفراد باختلاف طبيعته ومداه. فعندما يكون هذا التفاعل سلساً طبيعياً، فإن العمليات المتضمنة فيه، التي تجعله كذلك، عادة ما تكون خفية، ونادراً ما يلتفت إليها الباحثون. أما عندما يكون هناك ما يعوق التفاعل الاجتماعي أو يؤدي إلى ضعفه وتدهوره - مثلما يفعل الخجل - فإن الأمر يستحق الدراسة والبحث للوصول إلى علاج هذه المشكلة وتحسين مستوى التفاعل.

 

وواقع الأمر أن التفاعل الاجتماعي الذي يبدو لنا سلساً وطبيعياً، إنما هو في حقيقة الأمر نتاج لما يمتلكه أطراف هذا التفاعل من مهارات سلوكية، حتى لو كان الأفراد المتفاعلون غير مدركين لذلك، ويستخدمون مهاراتهم تلك بطريقة لا شعورية. والخجل ظاهرة تتحدد بدرجة كبيرة على أساس اعتقاد الفرد في مهاراته، وقدرته على التفاعل الاجتماعي بكفاءة. ولاشك في أن دراسة تلك المعتقدات سوف تعرفنا الخصائص والقدرات التي يجب أن يتحلى بها الفرد لكي يشعر بالثقة والاسترخاء والراحة في المواقف الاجتماعية.

 

وهناك سبب آخر لأهمية دراسة الخجل هو ما يسببه من مشكلات لعدد كبير من الناس، باعتباره آفة تؤرق حياتهم، ومصدراً دائماً للشعور بالبؤس والتعاسة وعدم الراحة والاستقرار. ويعتبر البعض الخجل شكلاُ من أشكال المرض، إلا أنه مرض لا يدركه المتعاملون مع الشخص الخجول ولا يعترفون به. ولهذا ربما نتصور أن الخجل كان في بؤرة اهتمام الدراسات النفسية منذ مدة طويلة، غير أن ذلك ليس صحيحاً، فالاهتمام بالخجل اهتمام حديث نسبياً مقارنة بغيره من الظواهر النفسية الأخرى. ولعل ذلك يرجع إلى عدة أسباب أهمها أن جوانب الخجل كانت بالفعل محل اهتمام علماء النفس منذ مدة طويلة، ولكن تحت مسميات وموضوعات أخرى مختلفة مثل الحساسية من التحدث أمام جماعة، والخوف من التواصل الاجتماعي، والقابلية للارتباك، واضطراب توكيد الذات، والصمت وقلة الكلام، والوعي بالذات، والقلق الاجتماعي، والعصاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي، واضطراب المهارة الاجتماعية، والرعب من الجمهور. فوجود هذه المفاهيم واهتمام الباحثين بها جعلهم لا يهتمون - إلا أخيراً - بدراسة الخجل كمفهوم محدد قائم بذاته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- من وسائل علاج الخجل
يوسف عبدالله الحليبه - المملكة العربية السعودية 18-07-2015 01:39 AM
شيخي طرح جميل
ولعل من وسائل علاج هذا الخجل الاجتماعي تدريب الإنسان نفسه على أداة الحوار أثناء الاجتماع مع الآخرين
بحيث يكون لديه العديد من المواضيع التي يقوم بطرحها لكي يتناقش بها الحضور دون أن يشعر أحد بأن هذا الموضوع معد له سابقا
كما أن الموضوع إذا كان يلامس حاجة الحضور أو أحداث اليوم فهو يكون أفضل
كما يجب على الشخص ان يكون لدية الكثير من المعلومات عن الموضوع الذي سيتم طرحه لكي يستطيع أن يتفاعل مع الحضور دون خجل
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة