• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / إدارة واقتصاد


علامة باركود

المال صعب الاكتساب، سهل الإنفاق!!

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 1/8/2013 ميلادي - 24/9/1434 هجري

الزيارات: 16894

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المال صعب الاكتساب، سهل الإنفاق !!


لاشك أن للمال دوراً خطيراً في حياة الأمم والشعوب فهو عصب الحياة والممسك بزمام المشاريع والأعمال، لذلك تغلغل حبُّه في أعماق البشر واحتل منهم مكان الصدارة.

 

وقد أشار القرآن إلى هذا الحب الجارف بقوله تعالى: ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: 20]. والله سبحانه قد جعل حب المال والرغبة في تملكه غريزة متأصلة في نفس الإنسان، بَيْدَ أن هذا الحب هو سبب كثير من الجرائم الاجتماعية والاقتصادية والمفاسد الأخلاقية.

 

وللأسف، فقد انطلق الإنسان يتفنن في وسائل جمع المال وتنميته وتكثيره ومن ثم صيانته وحمايته، كما تفنن في وسائل إنفاقه والتصرف فيه، الأمر الذي أدى به إلى رذيلتين اجتماعيتين: الأولى: شح وبُخْـل والثانية: إسراف وتبذير. فهذا الطرفان مذمومان شرعاً وعقلاً.

 

لذا، ورد التحذير من رذيلة الشح والبُخْل، كما في قوله عز وجل ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ﴾ [آل عمران: 18].

 

ففي الآية وعيد شديد لمن يبخل ببذل المال في سبيل الله، فلا يتوهم البخيل بأن بخله خير له، بل هو شر له، لأنه سيحاسب على بخله وشحه يوم القيامة.

 

كما توعد سبحانه الذين يجمعون الأموال ويكنزونها ولا يؤدون حق الله فيها ولا ينفقون على أهليهم وعيالهم ويهضمون حقوق الناس، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34-35].

 

وما هذا الوعيد الشديد، إلا لأنه يتولد عن ذلك تنمية الحقد واستفحال الضغائن بين أفراد العائلة الواحدة.

 

إن الشح يُعد من أكبر الآفات التي تضر بالمجتمع الإنساني. والثابت أن الشح متعب أيضاً للروح والنفس والقلب. وكلما كان المال أكثر كان الحرص أشد وأقسى. فعلى العاقل المتزن أن لا يجمع المال الكثير، فإذا جمعه فعليه أن ينفق منه في الوجوه الشرعية.

 

يقول الدكتور محمد أحمد دُرنيقة في كتابه: ((قبس قرآني على المجتمع)):

لقد تنبه كبار الفلاسفة والمفكرين إلى الأضرار الناجمة عن اللهث وراء المادة فدعوا الإنسان إلى تحصيل مقدار حاجاته الضرورية ثم التفرغ لتحصيل العلوم والمعارف.

 

ومن جهة أخرى، حذر القرآن الكريم من رذيلة الإسراف والتبذير والترف الزائد الذي يملأ قلوب المحرومين حقداً وضغينة على المترفين المتخمين.

 

وقرن القرآن بين المبذرين والشياطين، بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الإسراء: 27].

 

والواقع أن إضاعة المال تؤدي إلى خراب الأمة ووقوعها على خط الفقر، فتضطر للاقتراض ثم لا تلبث أن تصبح لقمة سائغة للدائنين.

 

وقد نبّه علماء الأخلاق إلى أنواع من البشر يبذلون أموالهم طلباً للسمعة والرياء أو تقرباً إلى السلطان، فهؤلاء ليسوا بكرماء. كما أنهم لاحظوا أن أكثر الورثة يميلون إلى التبذير، لأنهم لم يجهدوا في سبيل الحصول على المال.

 

وذلك أن المال صعب الاكتساب، سهل الإنفاق والتفرقة، شبهه الحكماء بمن يرفع حملاً ثقيلاً إلى قمة جبل ثم يرسله، فإن الأمر في ترقيته وإصعاده صعب، لكن إرساله من هناك أمر سهل.

 

إن المنهج الذي ارتضاه الإسلام لهاتين الرذيلتين (الشح والإسراف) يكمن في فضيلة الاعتدال. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ... ﴾ [الإسراء: 29].

 

في هذه الآيات نهى عن البخل والإسراف المذمومين وحث على التوسط والاعتدال في إنفاق المال.

 

فالمسلم منهى عن الإسراف والشح. فالأول يضيع المال ويفسد الفرد والمجتمع، والثاني يقوم على حبس المال عن انتفاع صاحبه به، وانتفاع الجماعة أيضاً.

 

فهذان الأمران يحدثان اختلالاً في المحيط الاجتماعي ويؤديان إلى الأزمات الاقتصادية. ومن هنا كانت فضيلة الاعتدال التي حض عليها القرآن.

 

ومن المعلوم، أن المال سلاح ذو حدين، فهو مفيد إذا أحسن المرء استعماله وتصرف فيه بوعي. وما ينطبق على الفرد يندرج على الأمم والجماعات.

 

فإذا أحسنت الأمم التصرف بثرواتها وأموالها واستفادت منها في إقامة المشروعات وتعميم المنشآت وتقديم الخدمات، فإنها تقوى وتنهض وتتقدم وتحافظ على استقلالها وتصون سيادتها.

 

أما إذا أساء المرء التصرف بالثروات والأموال وبددها بلا روية، قاده ذلك إلى الفقر والمذلة.

 

وكذلك الجماعات والأمم والشعوب، متى ما أساءت التصرف بمقدراتها وثروتها، فإنها ستقع نتيجة لذلك تحت وطأة المستغلين، الذين لا يلبثون أن يطمسوا معالمها ويبتلعوا خيراتها، ويضيعوا حضارتها ويجعلوها تحت حكمهم وسيطرتهم.

 

وخلاصة القول: فإن المال ينبغي أن يكون في الجيوب لا في القلوب، وأن يكون وسيلة لفعل الخيرات والمبرات لا غاية يُسعى إليها، وأن يُكسب من حلال لا من حرام ولا من شبهة، وأن لا يكون في إنفاقه تقتير أو تبذير وأن يكون منه نصيب للفقراء والمحتاجين...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة