• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / قضايا المجتمع


علامة باركود

السيارة خادم جيد لكنها سيد رديء

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 20/2/2010 ميلادي - 6/3/1431 هجري

الزيارات: 11385

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حتى لا تروح الروح
السيارة خادم جيد لكنها سيد رديء


كانت السيارة في يوم ما واعدة لعالم رائع من السرعة والحرية والراحة؛ حيث تنقل الناس سحريًّا إلى أي مكان تؤدي إليه الطريق، وإذا أخذنا في الاعتبار هذه المزايا المغرية، فليس من المدهش أن يراود الناس في جميع أنحاء العالم حلم امتلاك سيارة، بيد أن المجتمعات التي شيَّدت شبكاتها من الطرق حول السيارة بدأت تستيقظ الآن على واقع أشد خطورة، فالمشكلات التي يحدثها الاعتماد المفرط على السيارة تفوق مزاياها بكثير.

وهذه المشكلات عديدة وواسعة الانتشار فاكتظاظ حركة المرور، وتلوث الهواء يزعجان كل المدن الكبرى، والاعتماد على النفط يجعل الاقتصاديات سريعة التأثير والحساسية، والمدن التي تصمم شوارعها للسيارات بدلاً من تصميمها لخدمة الناس تتزايد صعوبة الحياة فيها.

ولعل السيارة تجسد أكثر من أي اختراع آخر ما لاحظه "جاك إلول" عن كل التقنيات: أنها تصلح خادمًا جيدًا، ولكنها سيد رديء.

بيد أنَّ الرضوخ لمتطلبات السيارة الخاصة قد أصبح روتينًا جامدًا في كثير من مدن العالم، ولقد فرض استعمال السيارة أبرز سمات الحياة الحضرية، ويتضح ذلك بالأخص في تصميم المدينة الحديثة.

تقول مارسيا لاو: والنمو المتزايد في أسطول السيارات العالمي، الذي يبلغ حاليًا قرابة 800 مليون سيارة يوضح أنه إذا فشلت المجتمعات في استعادة سيادتها على هذا الخادم، فإن المشكلات المقننة بالسيارة قد تصبح أزمات عالمية.

وللأسف، تأتي جنبًا إلى جنب مع إعداد السيارات مشكلات مستديمة، فاكتظاظ حركة المرور الذي أصبح الآن حقيقة واقعة في المدن الكبرى، قد مد ساعات ذروة المرور اليومية إلى أكثر من 14 ساعة.

والمحركات الهادرة والأبواق الزاعقة تسبب إحباطًا وضغطًا مفرطًا للدم، والمركبات الآلية هي أكبر مصدر منفرد لتلوث الهواء؛ حيث إنها تحدث غلالة من الضباب الدخاني فوق مدن العالم.

والمشكلة أن الحساسية الاقتصادية والسياسية لأي مجتمع يعتمد على السيارة أنما تتضح بصورة مؤلمة حيثما توجد أزمة نِفْطية، وضخامة هذه المشكلات المرتبطة بالسيارة تتحدى مجرد الثوابت التقنية. ودون وجود بدائل السيارات، فإن التقدم التقني في اقتصاد الوقود، وخفض الانبعاثات قد تعوقه القيادة المتزايدة للسيارات.

وعلى حين يكمن تفاؤل عظيم في بعض التغييرات التقنية إلا أنها ليست موجَّهة إلى كافة مشكلات استعمال السيارة.

وعلاوة على ذلك، فإنه لا توجد أي تقنية للسيارة يمكن أن تدرأ تمامًا العواقب الاجتماعية السلبية لمجتمع تسيطر عليه السيارة، والوفيات من حوادث المرور مثال على ذلك.

ويكمن الخطر الأعظم من حوادث الطرق في الخليط المشوش والكثيف لحركة المرور الآلية وغير الآلية في العالم الثالث؛ حيث تبلغ معدلات الحوادث المميتة على الطرق ثلاثين ضعفًا بالنسبة لمعدلاتها في العالم الصناعي.

إن المشي على القدمين وركوب الدراجات هو أكثر التنقل الفردي شيوعًا، وذلك لأنهما اقتصاديان ونظيفان، ويوفران الخير، ولا يتطلبان وقودًا سوى آخر وجبة غذائية تناولها الشخص.

وفي كل من الدول الغنية والفقيرة، فإن خدمة احتياجات الناس الذين لا يمتلكون سيارات أمر حيوي؛ لتكوين نظام متواصل للنقل، وتوجد عدة وسائل لجعل المدن للناس، وليس للسيارات وحدها، ومن بين هذه الوسائل توفير المرافق المختلفة؛ لتحسين وصول المشاة، وراكبي الدراجات إلى مقاصدهم في مختلف أنحاء المدينة، وإعطاء الأولوية لهم في مراكز المدن، والتنسيق المتكامل للمشي وركوب الدراجات مع النقل العام.

وعلى ذلك، يمكن للمدن أن تواجه كثيرًا من مشكلات النقل بها عن طريق تيسير استعمال الدراجات، والمشي على الأقدام، ويمكنها أيضًا أن تتخذ خطوات؛ لجعل النقل العام أكثر راحة، ولتهيئة وسائل انتقال ووصول عالية الجودة للناس، مقابل جزء من تكلفة النقل الآلي.

وفي الوقت نفسه، فإن نوعية الحياة سوف تتحسن في المدن التي تجعل توجهها لخدمة الناس، وليس لمجرد المركبات الآلية.

ورغم أن المناطق الحضرية تناضل لدرء اكتظاظ المرور بدرجة ما، فإن تلك الأقل معاناة هي الأقدر على تشجيع بدائل لقيادة السيارات؛ لقد آن الأوان لقيام المدن المتواصلة.

إن الاعتماد على السيارة يزعج مدن العالم الكبرى بمشكلات لن تفلح في حلها قطُّ اجتهادات تقنية السيارات، ولكي تتم المواجهة الكاملة للاكتظاظ والاعتماد على النفط والمدن التي يتزايد عدم صلاحيتها للحياة فيها؛ ينبغي على الحكومات أن تنهي عهد السيارة، وأفضل وسيلة مؤكدة للإقلال من الاعتماد والمفرط على السيارات هي إجراء إعادة ترتيب شاملة لأولويَّات النقل.

والخطوة الأولى: هي تسليط الضوء على التكاليف الخفية لقيادة السيارات المتمثلة في بنود، مثل: تلوث الهواء، والخدمات التي تقدمها البلديات، وتشييد الطرق والإصلاح، ولعل المصروفات التي لا يكاد يعترف بها أحد هي بنود، مثل: الشرطة، والحرائق، وخدمات الطوارئ، تزيد الأمر تعقيدًا.

إن مدى عجز الدول النامية عن الوفاء باحتياجات النقل، وديونها المالية الباهظة توضًِّّح أن المستقبل الذي تسيطر فيه السيارة أمر غير مجد في العالم الثالث.

ختامًا أقول:
لما كانت المشكلات الضخمة التي يسببها الاعتماد المفرط على السيارة تواصل إزعاجها للمدن، فإنه قد يحدث تحول سياسي في السنوات القادمة، ومن المحقق أن الناس حول العالم قد بدؤوا يشهدون بأعينهم أن تكاليف الاعتماد على السيارات قد أصبحت تفوق المزايا، وإذا أرادت المدن أن تحقق حلم النقل النظيف والفعال والذي يمكن الاعتماد عليه، وهو ما كانت تعد به السيارة يومًا ما، فإن عليها أن تتوجه إلى بدائل متواصلة ومجدية، وقد آن أوان ذلك!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة