• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / إدارة واقتصاد


علامة باركود

التنين المالي في أحضان اليد الخفية

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 25/1/2010 ميلادي - 9/2/1431 هجري

الزيارات: 12519

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صور كثيرة نقلتها لنا وسائلُ الإعلام، صور باهرة توالت أمامنا تبشِّر بالعولمة وآفاقها المستقبلية، صور احتشدت لتبرز حقائق هذا الزمان، عالم الرأسمالية المعولمة، فما هي خصائصه؟ أهي الاستنساخ؟ أم التلوث؟ أم الاستثمار؟ أم التجارة العالمية؟!

كل هذا وسيلة أو نتيجة، الجوهر يتلخص في الكلمة، الرمز: الدولار مَلِكًا!!
 

المال السائل السريع الحركة كالبرق، الجاهز لأيِّ غرض، في أية لحظة وفي أي مكان، ومن أين أتى، لا فرق.
 

لا ينكر أن المال ما كان يومًا صديقًا للفضيلة، منذ اكتشاف النقود في القرن السابع قبل الميلاد، بل قبل ذلك، حوله اختصم الأشقاء والأحياء، عنه تولَّد الحسد ونشأت البغضاء، وبه بُرئت الرذيلة ووئِد الصلاح.
 

لكن المال السائل كان قليلاً، وكانت السلع وأبواب الإنفاق محدودة، كان بإمكان المرء أن يعيش يومه بالخبز والزيتون المباركَين، مستورًا مع أُسْرته، مرتاح البال.
 

لم يكن ثمة حاجة لسيارة وتلفيزيون، وفيديو وهاتف ،ونقَّال وقنوات فضائية، وفواتير متتابعة تقضُّ مضاجعه.
 

ولا ثمة طائرات وسياحة في باريس ولندن والشاطئ اللازوردي.
 

لم يكن ثمة حاجة لمال كثير، وأرصدة في البنوك هي رمز يكثِّف فيه الحريَّات والامتيازات والسعادة.
 

مال الأمس لا يشبه في شيء مال اليوم؛ ثمة فارق نوعي بينهما، كان يُقال: خَبِّئ قرشك الأبيض ليومك الأسود، وكانت القروش تحفظ تحت الوسائد أو في جراب في مكان ما، بعيدًا عن العيون، لحين الحاجة.
 

أين هذه القروش من أموال اليوم؟! أرقام سرية في البنوك، بطاقات إلكترونية، عُملات، ثمة حاجة ملحة ودائمة لرصيد من المال السائل.
 

المال السائل بامتياز هو الدولار، في كل مكان يسري، لا تقف أمام حركته حدود جغرافية أو ثقافية، ولا حدود أخلاقية، وبسرعة خاطفة ينتقل إلى أقاصي الأرض.
 

ثمة بنوك عالمية منتشرة فروعها ووسائلها كشبكة عنكبوت تغطي بلاد الله الواسعة، تعمل بالإلكترون، عملاؤها يجوبون الأصقاع.
ثمة جبال شاهقة من الأموال السائلة تراكمت في المؤسسات المالية الغربية خلال العقود القليلة التي انصرمت، وغدت اليوم القوة العظمى السائدة، أقوى حتى من الدول.
 

آلاف آلاف المليارات في أسواق المال، في نيويورك، ولندن، وطوكيو، يتربَّع على عروشها ملوك متوَّجون، أسماء تتلألأ كالشُّهب: جورج سوروس، ميلكن، بيل غيتس، ميردوك، برليسكوني، بضع مئات من هؤلاء يديرون كل تلك المليارات، يحركونها كيفما شاؤوا؛ لاقتناص فرصة سانحة، لابتلاع شركة منافسة، لتغيير أسعار السلع والعُملات، لتقديم القروض وانتزاع الصفقات، لرسم سياسات التصحيح الاقتصادي والسياسي للحكومات.
 

هم اليد الخفيَّة لاقتصاد السوق والمنافسة الحُرَّة وقواعد التجارة، ضواري وكواسر تحوم بلا رحمة، يسري في عروقهم جنون العظمة والسلطة الذي يتضاعف كلما امتدت مملكة أموالهم.
هم يرسمون أنماط الاستهلاك والاستثمار، كذا ما يجب أن تكتبه الصحف، فهم محتكروها، وما يجب أن تعرضه الشاشات الصغيرة والكبيرة، وما يجب أن يعرض، ومتى أو ما يجب أن يخفى؟!
 

من أين جمعت تلك الجبال من الأموال التي غدت إمبراطورية مستقلة بذاتها؟ هل من أموال أمريكا، أو من أموال العرب، أو من أموال النفط، أو من أموال مافيا الجريمة والمخدرات؟!
 

حكايات لا حصر لها تواردت علينا من كل مكان في هذا الزمان؛ زمن العولمة، بمناسبة تباشير عصر جديد هو عصر العولمة الرأسمالية!!
 

يقول د. رزق الله هيلان في كتابه مقدمات اقتصادية لعصر ينتهي!: لا يمر يوم تخلو فيه صحافتنا من أنباء المخالفات والفضائح، مواد غذائية فاسدة، ومنها أغذية للأطفال الأبرياء، فساد ورشاوى، اختلاس أموال عامة، وتستمر الأمور ويتحدث بها الناس، وكأنها أمور عادية طبيعية، أو أنها فهلوية، أو بطولة وعبقرية!!
 

فللأسف، مع انتصار الرأسمالية الجديدة في رداء العولمة انتشر وهيْمَنَ خطابها الأيديولوجي على الساحة العالمية، الفكر الوحيد، وجرَّ هذا الخطاب معه أطروحات جديدة فرضت نفسها في وسائل الإعلام والثقافة، واستقطبت حولها النقاشات: نهاية التاريخ، موت الأيديولوجيا وصراع الحضارات، وعصر ما بعد الحداثة، والمجتمع ما بعد الصناعي، والقرية العالمية.
 

كل هذه الأفكار ليست بالأساس الموضوعي؛ إنها موظَّفة في إطار حملة شرسة لغسيل أدمغة الناس من أي أثر للأفكار الأخرى المعارضة للرأسمالية.
 

هكذا تكون الرأسمالية العالمية المعولمة بحسب هذا الخطاب كما يزعمون، النظام النهائي للمجتمع البشري.
 

وللحقيقة، فليست العولمة في شكلها الراهن ظاهرة بسيطة معروفة النتائج سلفًا على العكس من ذلك؛ إنها ظاهرة بالغة التعقيد؛ إذ تفتح دروبًا متعددة.
 

فقد تكون فرصة سانحة لتجدد الرأسمالية واستمرار سيطرتها،
وقد تكون فرصة لارتقاء الرأسمالية وألسنتها.
وقد تكون فخًّا تاريخيًّا للرأسمالية تقع فيه.
 

فالعولمة تقتضي تخفيض الأجور والرواتب؛ للانتصار في معارك المنافسة الخارجية، وهذا أمر واضح.
 

لكنها تقتضي كذلك، صراحة أو ضمنًا، سلب العامل كرامته؛ لأن عليه أن يهرول أو ينبطح لتحصيل دخل ثانوي، ومن أجل تأمين لقمة العيش، أو وصولاً إلى مستوى استهلاكي حديث، أو لتكوين رصيد من المال؛ بغية اتقاء غوائل الزمن، إذًا عليه أن يفقد براءته؛ لكيلا يرفع هامته أمام أبطال هذا الزمان، أصحاب اليد الخفية.
 

ومع اشتداد تيار العولمة وتطور التقنية الجديدة المعلوماتية تشتدُّ حِدة المنافسة على مختلف المستويات، وتتحول إلى صراعات وحروب تقنية واقتصادية وثقافية لا ترحم، وتصبح القدرة التنافسية الهدف الرئيسي ليس فقط للشركات، بل أيضًا للأفراد والمجتمع والدولة بأَسْرها.
 

فمن أجل ربح معركة المنافسة على المستوى العالمي ينبغي أن يغدو الهمُّ الرئيسي للدولة والمجتمع إيجاد الظروف الأفضل لزيادة القدرة التنافسية، وتحويل كل الأنشطة نحو هذا الهدف.
 

ومن ثم، فيجب أن يصبح التعليم أكثر إنتاجية وأقل تكلفة، ويجب دعم الإنتاج الوطني والتساهل في تطبيق القوانين والقيود المؤدية إلى زيادة التكلفة، قوانين العمل وقوانين حماية البيئة.
 

إذًا، تغدو المهمة الأولى للمجتمع والدولة إيجاد الظروف الأكثر ملاءمة؛ لإحراز النصر في السباق أو الحرب الاقتصادية الدائرة على مستوى الكرة الأرضية؛ إذ لا نمو ولا رفاهية، ولا حتى استقلال سياسي دون ذلك!!
 

إن من المحزن المبكي ما تشير إليه معظم الدراسات والتحقيقات من أن عدد الفقراء يتزايد في ظل العولمة، وأن ثمة مئات الآلاف من الأطفال المشرَّدِين في بلدان العالم الثالث يقتاتون من النفايات، ومئات الآلاف يُدفعون إلى الرزيلة، وأطفال يستخدمون كقطع غيار وتبديل!!
 

هذا غيض من فيض، في يوم واحد من هذا الزمان: سمات لرأس المال المنفلت من عقاله، وسمات حضارة تتعفن، فإلى أين يسير ويجرفنا معه عالمنا الجديد، أو لنقل عولمتنا الجديدة؟ وماذا يريد أبطال هذا الزمان أصحاب اليد الخفية؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة