• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات


علامة باركود

البخل من منظور الاقتصاديات النفسية

البخل من منظور الاقتصاديات النفسية
د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 4/12/2018 ميلادي - 25/3/1440 هجري

الزيارات: 17718

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البخل من منظور الاقتصاديات النفسية


ما الذي يدفع الفرد إلى أن يطلب شظفَ العيش، وقساوةَ المعيشة على لينها وحلاوتها، بحيث يُصبِح مأكلُه غثًّا، ومشربُه كريهًا، وثيابُه باليةً، وحياتُه خشنةً قاسيةً؟! هل لأنه من الفقراء المحتاجين إلى المال أم لأنه يعيش في نسق من الحياة الضاغطة التي فرضت عليه البخل بالمال؟ أم لأنه من البخلاء الذين لا يرتبط سلوكهم بالفقر أو الغنى؟

 

فلماذا إذًا يبخل الإنسان؟ وهل يقتصر البخل على الجوانب المادية من حيث إمساك المال، أم أنه يشمل الكف والمنع والإمساك في جوانب الحياة النفسية والاجتماعية كافة؟

 

إن البخل هو إمساك المال ومنعه وتجميعه واكتنازه وحفظه في مورد لا ينبغي إمساكه فيه، فهو الاحتفاظ بالمال في صورة سيولة نقدية معطَّلة غير مستغلَّة أو متداولة، وهو الإمساك والتقتير عمَّا يحسن السخاء فيه، وهو ضد الإنفاق والجود والكرم، وعدول عن الإنفاق في الحاضر والمستقبل.

 

فالبخل إذًا يرتبط بمن يملِكون المال، فلا يُقال: إن فلانًا بخيلٌ إلَّا وهو ذو مال، وهو صفة تبعد عن الفقراء المحتاجين إلى المال؛ ذلك لأن الفقير ليس لديه ما يكنزه أو يمنعه؛ كي يُطلق عليه بخيل، فالبخيل هو من يملك المال، ولديه قدرة على الإنفاق؛ لكنه يُعطِّل عن عمد وقصد تلك القدرةَ، فيمتنع عن الإنفاق.

 

وعادة ما يرتبط البخل بالذمِّ والقُبْح، والبخل سلوك إنساني مُعقَّد ومتشابك يتكوَّن من العديد من الانفعالات والدوافع النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو سلوك قد يُرينا كيف أن هوس الثراء يدفع الفرد إلى الرغبة العارمة في امتلاك المال، حتى لو كان ذلك على حساب الذات التي تمرَّدَتْ على كل الرغبات والملذَّات في سبيل رغبة واحدة هي المال، ولذَّة واحدة هي جمع المال واكتنازه.

 

كذلك البخل هو انحراف في غريزة المحافظة على البقاء، وهو الصورة المرضية من الرغبة في التملُّك والادِّخار؛ ذلك أن الأسوياء من الناس قد يميلون إلى سلوك التملُّك والادِّخار والمحافظة على بقائهم بهدف الشعور بالأمن في المستقبل؛ لكن البخلاء يتجاوزون بسلوكياتهم الهدف من المحافظة على البقاء والتملُّك والادِّخار والاقتصاد والتوفير في شكل من العدول الدائم عن الإنفاق في الحاضر والمستقبل.

 

جاء في كتاب (هوس الثراء وأمراض الثروة) قول مؤلفه د. أكرم زيدان: إن سلوك البخل ينقسم إلى عدة أنواع منها: بخل الحرص والتدبير، وبخل الوهم والخداع، وبخل الحسد، وبخل المحافظة، والبخل الانفعالي.

 

♦ بخل الحرص والتدبير: وهذا النوع من البخل لا يصل في إمساكه ومنعه وتقتيره إلى الدرجة المرضية التي يمكن أن نصف فيها الفرد بأنه مريض بالبخل، فهو بخيل ويصف الناس بالبخل.


♦ بخل الوهم والخداع: وهذا النوع من البخلاء لا يدرك أنه بخيل؛ بل على العكس يخدع نفسه أنه كريم وجواد ومعطاء.


♦ بخل الحسد: إذ يتَّصف البخيل الحسود بأنه مادي وقاسٍ وعدواني، حقود ومشاكس، كتوم ومنغلق على ذاته، ودائمًا ما لا يقنع بما يمتلك، وينظر إلى ما في أيدي الآخرين حتى لو كان ما يمتلكه الآخرون تافهًا وقليلًا قياسًا بما يمتلكه.


♦ بخل المحافظة: فقد يتَّصف البخيل المحافظ ببعض خصائص البخيل الحسود؛ من حيث الادِّخار القهري والكتمان والعدوانية، لكنه يتميَّز بالحقد على الآخرين إذا كانوا يمتلكون أكثر منه.


♦ البخل الانفعالي: حيث لا يقف البخل عند الجوانب المادية والمالية فقط؛ وإنما ينتشر إلى جوانب الحياة النفسية والاجتماعية كافة، ويبدو ذلك فيما يمكن أن نُسمِّيه البخل الانفعالي، وهو تلك الحالة التي يمسك فيها الفرد عواطفه الإيجابية ومشاعره التي تخدم الآخرين، فيبدو عن عمد قليل الكلام عديم الانتباه، فاقدًا للاهتمام، ولا يُبالي بمشاعر الآخرين ورغباتهم.

 

إن البخل لا يقف عند الجوانب المادية من حيث إمساك المال ومنعه؛ إنما قد يمتدُّ إلى جوانب الحياة النفسية والاجتماعية كافة، فلا يرتبط بجانب واحد من الشخصية؛ بل ربما يشمل الشخصية كلها، وفي كتابه (البخلاء) يحدِّثنا الجاحظ عن أنواع البخل والأنماط السلوكية للبخلاء، فيذكر البخيل المفتون، والبخيل المضياع، والبخيل النفاج، والبخيل الذي ذهب مالُه في البناء، والذي ذهب مالُه في الكيمياء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- مداخلة
محمد الشيخلي - العراق 05-12-2018 10:30 PM

البخل مذموم ولا يأتي بخير ومنافع لصاحبه، والإنفاق المعتدل هو الوسيطة الممدوحة شرعاً ولها أثرها من الناحية الاقتصادية على المجتمع.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة