• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / تحقيقات وحوارات صحفية


علامة باركود

الفقر

الفقر
د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 25/4/2017 ميلادي - 28/7/1438 هجري

الزيارات: 15643

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفقر

 

إعداد: إيهاب شوقي

في تقرير لمجلة العلوم الكويتية عن الفقر وأمراضه، تقول فقرة من التقرير إن "الفقر والكثير من الأمراض أمران متلازمان في أغلب الحالات. فالفقر يحتم سوء التغذية ويتسبب في تدهور الظروف المعيشية، وما سوى هذا وذاك من عوامل أخرى كثيرة تشكل مرتعاً خصباً لمختلف الأمراض. ولكن هذا لا يعني طبعاً أن كافة الفقراء في وضع صحي غير سليم وأن جميع الآخرين يتمتعون بالصحة الجيدة. ومهما كانت الحال، فتسليط الضوء على الحالة الاجتماعية الاقتصادية socio-economic-status، أي على ذلك المقياس المُركّب من الدخل والمهنة والتعليم والظروف السكنية، يُظهر بوضوح أن الحالة الصحية لفئات المجتمع المختلفة تتناسب مع الوضع الاجتماعي الاقتصادي لهذه الفئات؛ أي إن الحالة الصحية تكون أكثر تدهورا كلما كانت هذه الفئات في وضع اجتماعي اقتصادي أدنى."

 

وقد تأكد الباحثون من أن المواطنين الواقعين في أدنى السلم الاجتماعي يكونون، عادة، أكثر تعرضا للإصابة بالأمراض وأن متوسط أعمارهم أقصر من المواطنين الموجودين في أعلى السلم الاجتماعي. ولا تستطيع التفسيرات التقليدية - القائلة بأن الفقراء أقلّ اهتماما بالرعاية الصحية وأنهم أكثر استجابة لأنماط الحياة المضرّة بالصحة مثل التدخين والبدانة - أن تُعلّل التباين الكبير في الوضع الصحي للفئات المختلفة.

 

وتشير دراسات حديثة إلى أن ما يرافق الفقر من ضغوط نفسية واجتماعية قد يزيد من مخاطر التعرض إلى العديد من الأمراض. فعلى سبيل المثال، قد يزيد الكرب - أي الضغط النفسي المزمن، الناتج بسبب العيش في محيط يتصف بالفقر ويسوده العنف - من استعداد الفرد للإصابة بانسداد الشرايين التاجية والاكتئاب والداء السكري.

 

كما بيّنت دراسات أخرى أن ثمة ترابطاً ملحوظاً في الولايات المتحدة الأمريكية بين اللامساواة في توزيع الدخل القومي وتدهور الوضع الصحي. هذا وتعتقد بضعة من الباحثين أن الفقراء يشعرون بأنهم أشدّ فقرا، ومن ثم فإنهم يعانون ضغطا نفسيا أشد في المجتمعات التي تتسع فيها رقعة التباين بين أعلى الدخول وأدناها.

 

الفَقْرُ لغةً:

الفَقْرُ: العَوَز والحاجة. والجمع: مَفاقِرُ [على غير قياس]. و الفَقْرُ الشَّقُّ والحَزُّ. و الفَقْرُ الهمُّ والحرْص. والجمع: فُقورٌ.

 

الفَقْرُ اصطلاحاً:

عرف البنك الدولي الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة بأنها تلك الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار، وعددها 45 دولة معظمها في أفريقيا، منها 15 دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن 300 دولار سنويا. برنامج الإنماء للأمم المتحدة يضيف معايير أخرى تعبر مباشرة عن مستوي رفاهية الإنسان ونوعية الحياة "Livelihood” هذا الدليل وسع دائرة الفقر بمفهوم نوعية الحياة لتضم داخلها 70 دولة من دول العالم، أي هناك حوالي 45% من الفقراء يعيشون في مجتمعات غير منخفضة الدخل، أي هناك فقراء في بلاد الأغنياء، ويكتفي هنا بذكر أن 30 مليون فرد يعيشون تحت خط الفقر في الولايات المتحدة الأمريكية (15 % من السكان).

 

وخلال النصف الثاني من القرن العشرين كثر الحديث عن الفقر والفقراء في أدبيات الأمم المتحدة بالتوسّع من الظاهرة الاجتماعية في المجتمع الواحد إلى الظاهرة العالمية بتصنيف البلدان إلى غنية وفقيرة وبتحديد مقاييس ومؤشرات للفقر في مستوى البلدان وكذلك الأفراد مع مراعاة النسبيّة، فالفقير في اليمن لا يُقاس بالمقاييس نفسها التي يقاس بها الفقير في أمريكا الشمالية.

 

وتم تحديد يوم 17-19 أكتوبر من عام 2008 م، كيوم عالمي للفقر من قبل هيئة الأمم المتحدة. غير ان عدد الفقراء انخفض في الأعوام 2005 - 2008 م، في الهند والصين، وذلك بفضل معدلات النمو العالية التي حققها هذان البلدان خلال السنوات الماضية.

يعتبر مقياس (فقر القدرة) مقابل لمؤشر التنمية البشرية حيث انه متوسط مرجح لثلاث مؤشرات تحاول تحديد شريحة البشر التي لا تتمتع بهذه الخدمات الأساسية من (التغذية - الجيدة - والصحة - والتعليم).

ما قيل عن الفقر من قبل الشعراء والحكماء في مدح الفقر!


ورد عن أبي منصور الثعالبي في كتاب (اللطائف والظرائف)، وعن الشيخ إبراهيم بن محمد البيهقي في كتاب (المحاسن والمساوئ) في شأن مدح الفقر:

كان يقال: شعار الصالحين الفقر، ويقال الفقر لباس الأنبياء.

 

وفيه يقول البحتري:

فقرٌ كفقر الأنبياء وغربة ♦♦♦ وصبابةٌ ليس البلاءُ بواحدِ

وكان يقال: الفقر مُخِفٌ والغنى مثقل.

ويقال: الفقر أخف ظهراً وأقل عدداً.

 

ومن أحسن ما قيل في مدح الفقر قول أبي العتاهية:

ألم تر أن الفقر يُرْجى له الغنى وإن الغني يُخشى عليه من الفقر

 

وقال محمود الوراق:

يا عائب الفقر ألا تنزجر
عيب الغنى أكثر لو تعتبرْ
من شرف الفقر ومن فضله
على الغنى لو صحّ منك النظرْ
أنك تدعو إليه تبغي الغنى
ولست تدعو الله أن تفتقرْ

 

ما جاء من اقوالهم في ذمه

وجاء في شأن ذمّ الفقر، قول سعيد ابن عبد العزيز: ما ضرب العباد بسوط أوجع من الفقر.

ومن فصول ابن المعتز: لا أدري أيهما أمر، موت الغنيّ أم حياة الفقير؟!

وكان يقال: الفقر مجمع العيوب. ويقال: الفقر كنز البلاء. ويقال: الفقر هو الموت الأحمر.

قيل: لا فاقرة كالفقر، وفيه قيل: الفقر في الأذن وقر، وفي الكبد عقر، وفي القلب نقر، وفي الجوف بقر.

 

وأنشد بعضهم:

إذا قلّ مالُ المرء قلّ حياؤه
وضاقتْ عليه أرضه وسماؤُهُ
وأصبح لا يدري وإن كان حازماً
أقُدّامه خيرٌ له أمْ وراؤُهُ

 

وقال صالح بن عبد القدوس:

بلوتُ أمور الناس سبعين حجة
وجربتُ صرف الدهر في العُسر واليُسرِ
فلم أرَ بعد الدَّين خيراً من الغنى
ولم أرَ بعد الكفر شرّاً من الفقرِ

 

وقيل لأعرابي: ما أشد الأشياء؟ قال: كبد جائعة تؤدّي إلى أمعاء ضيّقة.

وقال أوس بن حارثة: خير الغنى القنوع، وشرُّ الفقر الخضوع.

وقال عبد الأعلى القاضي: الفقير مرقته سِلْقة، ورداؤه عِلْقة، وسمكته شِلْقة.

وقيل: إنه إذا أيسر الفقير ابتُلي به ثلاثة: صديقه القديم يجفوه، وامرأته يتزوج عليها، وداره يهدمها ويبنيها.

 

وقال أحد الشعراء:

الموت خيرٌ للفتى
من أن يعيش بغير مالِ
والموت خير للكري
م من الضراعة للرجالِ

 

قال الحكماء (الفقر رأس كل بلاء) وقال لقمان لابنه (يا بني أكلت الحنظل وذقت الصبر فلما أرى شيئا أمر من الفقر فإذا افتقرت فلا تحدث بهي الناس كي لا ينتقصونك، ولكن اسأل الله تعالي من فضله، فمن ذا الذي سأل الله ولم يعطه من فضله أو دعاء فلم يجب)).

 

وقال ابن الأحنف في الفقر:

يمشي الفقير وكل شيء ضده
والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضاً وليس بمذنب
ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة
خضعت لديه وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقير عابرا
نبحت عليه وكشرت أنيابها

 

وقال الشاعر:

إن الدراهم في الأماكن كلها
تكسو الرجال مهابةً وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحةً
وهي السلاح لمن أراد قتالا

 

مشكلة الفقر:

يقول د. زيد بن محمد الرماني:

إن مستقبل الإنسانية مهدد بشكل عام بسبب تزايد وانتشار الفقر، فبسببه تتعثر الكثير من مسيرات وخطط التنمية، وتتزايد أيضًا بسببه الهوة بين الأغنياء والفقراء؛ مما يؤدي إلى زوال أحلام الشعوب والدول في الوصول إلى مستوى إنساني أفضل، تتوافر فيه الحياة الكريمة للأفراد.

 

خاصة فيما يتعلق منها بالاحتياجات الأساسية، مثل: التعليم والصحة، والمأكل والمشرب، وتؤثر اختفاء إمكانية تحقيق أمل الشعوب في التنمية، وصعوبة كفالة الحاجات الضرورية للأفراد بشكل مباشر على الجهود المبذولة؛ من أجل مسيرة التنمية والتقدم في العالم أجمع.

الفقر ظاهرة اجتماعية متعددة الجوانب، فليس الفقر نقصًا في الدخل فحسب، أو حتى ندرة في فرص العمل، ولكنه أيضًا تهميش لطبقة من المجتمع، وحرمان للفقراء من المشاركة في صنع القرار، وإبعادهم من الوصول للخدمات الاجتماعية.

 

بيَّنت الدراسات أن الغالبية العظمى من أفقر الفقراء هم من سكان الريف.

وإن كان عدد الفقراء في المدن في تزايد مطرد، ومن بين سكان الريف، فالغالبية منهم من سكان المناطق الصعبة بيئيًّا للزراعة.

حقيقة الأمر، فإن هجرة السكان، رغم كل ما نسمعه عنها، ما زالت ظاهرة محدودة بالنسبة للفقراء المعدمين، وكثيرًا ما يكون ذلك لأسباب عِرْقية، وليس لأسباب اقتصادية.

 

ولذلك رأى العديد من الخبراء أن الوصول للفقراء في الريف هو من أهم القضايا، لمكافحة الفقر المدقع، ولحماية الأمن الغذائي الوطني.

بل من المهم أن نتذكر أن تطوير الريف مؤداه خفض سعر الغذاء مع ارتفاع دخل الفلاحين، وأن خفض سعر الغذاء من أهم الوسائل المناسبة لمساعدة فقراء المدن.

 

إن قضية الفقر في العالم تتشابك مع قضايا كثيرة معاصرة، وكلها تتعلق بقضايا التنمية والأوضاع المختلفة لها، وخاصة قضايا الإصلاح الاقتصادي، التي تؤدي إلى مزيد من الفقر للفقراء، أو إلى مزيد من التنمية والرخاء.

وقضية الفقر تعتبر قضية محرجة ومؤسفة، تنتشر وتتزايد في كثير من الدول في عالمنا اليوم وبطريقة مخيفة ومضطردة.

 

فالفقر الذي ينتشر في عالمنا اليوم بشكل مخيف لا يقل في حدته عن أخطار أخرى يواجهها العالم، مثل: أخطار انفجارات الأسلحة النووية.

كما أنه يشكل تحديًا أخلاقيًّا للإنسانية؛ إذ بسببه تتزايد مظاهر العنف، والذي يتزايد مع تزايد أعداد الفقراء في العالم، ومع تزايد النمو غير المتساوي بين الدول، وما يتسبب عنه من احتياطات اجتماعية واقتصادية يعاني منها مباشرة الفقراء في معظم الدول الفقيرة.

 

يقول د. محسن يوسف في كتاب (الفقر والأزمة الاقتصادية): إن قضية الفقر وما لها من تراكم اجتماعي وثقافي، واقتصادي وحضاري لا يؤثر فقط على الدول الفقيرة وشعوبها التي تعاني من مستويات مختلفة ومتباينة، ولكنها تؤثر وتنتشر في معظم الدول في العالم؛ مما يؤثر على مستقبل الإنسانية بشكل عام، وكذا معظم الدول.

 

لذا ازدادت حدة مشكلة الفقر، إذا لاحظنا أن انتشارها لا يتوقف في ازديادها في الدول الفقيرة، ولكنه يتزايد أيضًا في الدول المتقدمة والغنية؛ حيث نجد حسب الإحصاءات الأمريكية شخصًا واحدًا من بين كل سبعة أمريكيين يعيش تحت مستوى خط الفقر، وخاصة بين المواطنين السود؛ مما أدى إلى ازدياد ظواهر مخيفة ومخزية، مثل: ظواهر انتشار العنف والجريمة، والتشرد والبطالة، وزيادة التناسل بين الطبقات الفقيرة، والتي تضغط كلها مباشرة على إمكانيات الدول في توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

 

يشكل تحقيق توفير الاحتياجات الأساسية للفقراء في البلدان النامية تحديًا كبيرًا، وخاصة في البلاد التي لا يزال الجوع ووفاة الرضع منتشرين بها؛ بسبب قلة الموارد، أو سوء التغذية، وضعف الرعاية الصحية.

منذ فترة طويلة كان النقاش يدور بين الخبراء المتخصصين حول ما إذا كان الفقر سببًا أو نتيجة للنمو السكاني، وعلى الرغم من وجود علاقة قوية بين الفقر وسرعة تزايد معدلات النمو السكاني، إلا أن الدراسات لم تستطع تقديم دليل على أن النمو السكاني هو سبب للفقر، وإنما أكدت على تعقد العلاقة بينهما.

 

مشكلة الفقر تؤثر بشكل ملحوظ على استنزاف المصادر المتنوعة والمتوافرة في هذه البلاد؛ سواء منها المصادر البشرية أو المادية أو البيئية.

ويؤثر ذلك على الدول التي تعاني من قضية الفقر كما يؤثر على الدول الأخرى، والتي لا تعاني بنفس الدرجة من هذه القضية المفزعة؛ مما يجعل من قضية الفقر مشكلة عالمية لا تتوقف آثارها على الدول التي تعاني مباشرة منها، ولكنها تنتشر لتشمل أجزاء أخرى من العالم.

 

إن انتباه العالم في محاولاته لاحتواء مشكلة الفقر يرجع إلى بداية الخمسينيات من هذا القرن؛ حيث شرعت الكثير من دول العالم في وضع برامج وخطط للتنمية تعتمد على ما توافر للبشرية من إنجازات علمية وتقدم تقني.

 

ومع تطور الانتباه العالمي لاحتواء مشكلة الفقر بدأت المؤسسات الدولية والدول المانحة برامجها للمساعدات في هذا المجال.

وحدث تحول أكبر خلال الفترة الأخيرة؛ حيث ركز البنك الدولي للإنشاء والتعمير جهودًا أكبر للمساعدة في التقليل من حدة الفقر في العالم من خلال برامج القروض.

 

وبصفة عامة، فإن أي تقدم في تخفيض أعداد الفقراء يتوقف على نجاح الإصلاحات الاقتصادية، بالإضافة إلى تشجيع ازدياد استخدام القدرة على العمل، والتي تشكل أكبر مورد متوفر لدى الفئات الفقيرة.

 

وتشير جميع الدلائل إلى أن المنظمات غير الحكومية يتعاظم دورها؛ بحيث أصبح يمثل أهمية كبيرة في مجالات التنمية، ورفع الظلم عن الفقراء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة