• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الزواج من مدخن

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 7/11/2010 ميلادي - 30/11/1431 هجري

الزيارات: 13888

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

سلام من الله وفيض رحمة،،،

أولًا- أحب أن أشكركم على هذا الموقع المتميز جدًّا، والذي جمع بين جمال المادة والشكل – لا حرمكم الله الأجر - أتيتكم طالبة عونًا - بعد الله - ورأيًا سديدًا، وأنتم أهل له, لعل الله يفتح عليَّ بكم، وتنيروا لي طريقًا مظلمًا:

أنا فتاة جامعية في بداية العشرينات، ملتزمة، وأحرص على طلب العلم، وأتمنى أن يقيض الله لي معينًا على طاعته، وكنت أتمنى أن يكرمني الله بزوج صالح ملتزم، لكن ما حصل لي أن شابًّا في 33 من عمره مدخن تقدم لخطبتي، بعد السؤال تبين أنه شخص محافظ على الصلاة في المسجد، غامض جدًّا حتى لأهله وأصدقائه الخاصين، لا يتقبل النصيحة، حاصل على شهادة الثانوية، وقد اعترف أنه تحصل عليها بالغش، فتركها؛ لأنه يخشى المال الحرام، ويعمل الآن بشهادة المتوسطة، أخواته ملتزمات، ويقلن: إنه يتمنى أن يلتزم، ولذا؛ كان يبحث عن ملتزمة، أَمْر شهادته قلبت تفكيري؛ لأن في هذا دلالة على خوف من الله ومراقبة له – عز وجل - مما يعني أن أمر إعانته على الطاعة ممكنة، لكن المخيف، غموضه أولًا، وعدم تقبُّلِه للنصيحة ثانيًا، أنا حائرة جدًّا، وقلقة بشأن هذا القرار، أشعر بارتياح له، لكن أخشى أن أعض أصابع الندامة على قراري.

 

أتمنى أن تساعدونني في اتخاذ القرار؛ فأنا أشبه ما أكون بأعمى!

 

أتمنى أن يصلني الرد عاجلًا؛ لأنهم ينتظرون قراري.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فلا يخفى عليكِ أن اختيار الزوج، يكون على أساس الدين والخُلُق - وليس على أيَّة اعتبارات أخرى - وهو ما يجب أن تَحرِص عليه المرأة العاقِلة وأولياؤها، أمَّا غير ذلك من مَتاع الدنيا، فظلٌّ زائل، فصاحب الدين والخلق لا تعدم منه المرأة خيرًا؛ إنْ أعجبَتْه أمسَكَها، وإن كَرِهَها لم يظلمها، ويكون مُبارَكًا عليها وعلى وذريَّتها بخلاف غيره.

 

ومن ثَمَّ حثَّ الشارع الحكيم المرأةَ وأولياءَها على الظَّفَر بصاحب الدِّين مرضيِّ الخُلُق؛ قال - تعالى -: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].

 

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا أتاكم مَن ترضَوْن دينه وخُلُقه فزوِّجوه، إلاَّ تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد عريض))؛ رواه الترمذي.

 

فالحديث بِمَنطُوقه يحثُّ على ارتِباط المرأة بصاحب الدِّين، وبمفهومه يدل على أنَّ غير مرضي الديانة لا يُزوَّج، كما هو الحال بالنسبة للشابِّ المذكور.

 

ولمَّا كان الدِّين الإسلامي نظامًا حياتيًّا مُتكامِلًا، نظَّم الارتِباطات الزوجيَّة بشريعةٍ محدَّدة أقام فيها نِظام البيت على أُسُسٍ راسخة مَتِينة؛ تمنع الفوضى والاضطراب والنِّزاع، وربَط هذه العلاقة كلَّها بتقوى الله ورقابته، وحثَّ كلًّا من الزوجين على أن يُحسِن اختِيار صاحِبِه، وبيَّن المواصفات المطلوبِ توافُرُها في كلٍّ من الرجل والمرأة؛ لأن الدين والخُلُق القويم يمنَع صاحِبَه من الإساءة للآخَر، ويجعَلُه مبقيًا عليه بالمعروف، وإن كره منه خُلُقًا رضي غيره، وصبر على ما لا يستَقِيم من اعوجاج أخلاق صاحبه.

 

وقد ذكرتِ - رعاكِ الله - أن الشابَّ المتقدم لك مدخن، وغامض جدًّا حتى لأهله وأصدقائه الخاصين، ولا يتقبل النصيحة.

 

ولا يخفى عليكِ أن تلك خصالٌ غير مرضية.

 

أما التدخِّين، فمعلومٌ حرمته، وتعدي ضرره لغير المدخِّن ممَّن يُخالِطونه أو يُساكِنونه، فضلاً عن ضرره وحرمته على مُتعاطِيه، وقد شهد الواقع الذي نحياه أن الإقلاع عن التدخين لمن يعتادونه صعب للغاية، إلا أن يتداركه الله برحمته، ويفر إليه فرارًا صادقًا.

 

وأما عدم تقبله النصيحة، فأخشى أن يكون بسبب الكبر والإعجاب، أو الحسد للناصح، وهما خصلتان تسلبان الفضائل، وتُكسِبان الرذائل، وتمنع من سماع النصح، وقبول التأديب، فضلًا عن أنها تمنع من التآلف، وقد استدل العلماء على أن عدم قبول النصح أو رده على قائله من مظاهر الكبر، بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الكبر بَطَر الحق، وغَمْط الناس))؛ رواه مسلم عن ابن مسعود.

 

وبطر الحق: جحده ودفعه بعد معرفته، وعلامتُه، عدمُ قَبُول النصح من غيره.

 

قال ابن القيم:

"فالكبر يمنعه الانقياد، والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها، والغضب يمنعه العدل، والشهوة تمنعه التفرغ للعبادة، فإذا انهدم ركن الكبر، سهل عليه الانقياد، وإذا انهدم ركن الحسد، سهل عليه قبول النصح وبذله، وإذا انهدم ركن الغضب، سهل عليه العدل والتواضع، وإذا انهدم ركن الشهوة، سهل عليه الصبر والعفاف والعبادة". اهـ. "الفوائد: (ص 157)".

 

ولا تغتري - كثيرًا - بقول أخواته: إنه يتمنى أن يلتزم؛ لأنه لو كانت عنده الإرادة الجازمة للتدين، مع القدرة التامة، لوجب وجود التزامه بالشرع.

 

أما إذا وجدت رغبة في التدين، مع القدرة التامة، ومع هذا لم يقع الالتزام بالشرع، دل على أن إرادته في التدين، غيرُ جازمة جزمًا تامًّا.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الإرادة الجازمة"، هي التي يقترن بها المقدور من الفعل، وإلا فمتى لم يقترن بها المقدور من الفعل، لم تكن جازمة، فالمريدُ الزنا والسرقة وشرب الخمر، العازمُ على ذلك، متى كانت إرادته جازمة عازمة، فلا بد أن يقترن بها من الفعل ما يقدر عليه، ولو أنه يقربه إلى جهة المعصية، مثل: تقرُّب السارق إلى مكان المال المسروق، ومثل: نظر الزاني، واستماعه إلى المزني به، وتكلمه معه، ومثل: طلب الخمر والتماسها، ونحو ذلك، فلا بد مع الإرادة الجازمة، من شيء من مقدمات الفعل المقدور، بل مقدمات الفعل توجد بدون الإرادة الجازمة عليه؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق عليه: ((العينان تزنيان، وزناهما النظر، واللسان يزني، وزناه النطق، واليد تزني، وزناها البطش، والرجل تزني، وزناها المشي، والقلب يتمنى ويشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه))، وكذلك حديث أبي بكرة المتفق عليه: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه))". مجموع الفتاوى (10 /741).

 

 

والأهمُّ ممَّا ذكَرنا، أنَّ هذا النوع من الأزواج - غالبًا - ما يكون قدوةً سيِّئة للزوجة والأبناء؛ فيُحاكُونه ويُقلِّدونه فيما يَفعَله، والواقع يَشهَد على أنَّ الزوج إذا وُجِد عنده خللٌ في دينه، أو سلوكه، أو خلقه، ينعَكِس ذلك سلبًا على الزوجة - وإن كانت قبلُ صالحةً - والأولاد، ولا شكَّ أنَّ كثيرًا من الرجال قدَّر الله هدايتهم على يد أزواجهم، وكم من امرأةٍ كانت سببًا في إصلاح رجلٍ! ولكنَّ هذا أمر غير مضمونِ العَواقِب، فتُنصَح به مَن تزوَّجت وقُضِي الأمر، أمَّا غيرها ممن مازالت على البر فعندها سَعَة، فتأخذ بالحزم وعدم المغامرة، وتنتظر صاحب الدين والخلق، كما وصى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم، فمازلت صغيرة، والحياة أمامك واسعة.

 

ولا تُهمِلي أمرَ الاستخارة؛ فلا خابَ مَن استَخار، ولا ندم مَن استَشار.

 

واللهَ نسألُ أن يُقدِّر لك الخيرَ حيث كان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة