• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

فعلتها مع ابن عمي !!

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 17/1/2012 ميلادي - 22/2/1433 هجري

الزيارات: 187752

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا أبلغ من العمر 16 عامًا، ولقد فعلتُ فعلةً لا تُحمد عُقباها، فلقد فعلتُ فاحشة اللواط بابن عمي الذي يَبلغ من العمر 8 سنوات، ولقد أخبَر أُمَّه، ولقد ضَرَبتْه، فعَلِمت جَدَّتي بذلك، فأخْبَرَت أبي وضرَبني، لكني لَم يَهْدَأ لي بالٌ، وأفكِّر ماذا سأفعل؟ وما الذي سيحدث عندما أسافر إلى هناك مرة أخرى؟ كما أني أعاني من بعض أفكار الشذوذ الجنسي، وهي أفكار فقط وليست أفعالاً، وأُمارس العادة السريَّة، وأنا بصدد تَرْكها، ولقد عانَيْتُ من نوبة أو مرحلة يمتدُّ أثرُها إلى الآن، ألا وهي أنني قبل خمس سنوات أو أقل، كنت أُتابع أفلام الرعب، وكنتُ أُتابعها بشغفٍ، وحدَثت لي أزمة، وهي أنني لا أستطيع النوم، وأشكُّ في كلِّ شيء، حتى الناموس عندما يأتيني، ولقد خَفَّت مع السنين، ولكن يوجد أثرٌ إلى الآن.

 

فأرجو منك أن تُعطيني أفضلَ حلٍّ لمشكلاتي.

 

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

اعلَمْ - أيها الابن الحبيبُ، وفَّقني الله وإيَّاك - أنَّ ما وقعتَ فيه ناتجٌ عن فراغٍ يجِب شغْلُه بالنافع من العمل والعلم، مع تعريض النفس للمُثيرات، وقد يكون شيئًا خبيثًا مستقرًّا في النفس، يتطلَّب منك جهادًا ومجاهدة، سلاحُك فيه هو الإكثار من طاعة الله، والمداومة على ذِكره تعالى، مع صِدق الالتجاء إليه، وأن تسألَه العِصمة من الزَّلل، وتتقرَّب إلى مولاك بقُرَبٍ شتَّى.

ولا بدَّ أن تُدرك وتعلم - عصَمك الله - أن مَفسدة اللِّواط من أعظم المفاسد، التي تُفسد على المرء دنياه وأخراه؛ ولذلك كانت محرَّمةً في جميع الشرائع، وعقوبتُها من أعظم العقوبات، وهي القتل، وقد أجمَع الصحابة على قَتْله، ومنهم مَن قال: يُحرق بالنار؛ وهو قول أبي بكر وعلي - رضي الله عنهما - ومنهم مَن قال: يُرمى به من أعلى شاهقٍ، ويُتْبَع بالحجارة، وهو قول ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - ومنهم مَن قال: يُرجَم بالحجارة حتى يموت.

ولقد فطَر الله الإنسان على أن يميلَ الذَّكرُ للأنثى، والأنثى للذَّكر، ومَن خرَج عن هذا الأصل، كان خارجًا عن الفطرة.

بل قال بعض العلماء: إن مَفسدة اللِّواط تَلِي مفسدة الكفر، ورُبَّما كانت أعظم من قَتْل النفس؛ لِمَا فيها من ضَعْف العقل، وقلَّة الديانة، وانتكاس الفطرة، وطَمْس البصيرة، وخِذلان صاحبها،

ولَم يفعل هذه الفعلة قبل قوم لوط أحدٌ من العالَمين؛ قال تعالى: ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 80 - 84].

وقال - سبحانه -: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ* فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ* فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ* وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ﴾ [الحجر: 72- 76]، إلى غير ذلك من الآيات.

وقد عاقَبهم الله - عزَّ وجلَّ - عقوبة مزدوجة، فخسَف بهم الأرض، فجعَل عاليَها سافلَها، ثم أرسَل عليهم حجارة من سجِّيل منضود، مسوَّمة عند ربِّك، وما هي من الظالمين ببعيد، في حين عاقبَ غيرَهم عقوبةً واحدةً، كفرعون وقومه عاقبَهم بالغرَق فقط، وعاد بالريح فقط، وثمود بالصَّيْحة فقط، وفي هذا دليل على شناعة المعصية.

وقد قال أحد خلفاء بني أُميَّة: "لولا أنَّ الله قصَّ علينا قصة قوم لوطٍ، ما ظننتُ أن ذكرًا يعلو ذكرًا".

قال ابن القَيِّم في "الجواب الكافي": "ومَن تأمَّل قوله - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ [الإسراء: 32]، وقوله في اللواط: ﴿ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 80]، تبيَّنَ له تفاوُت ما بينهما؛ فإنه - سبحانه - نَكَّرَ الفاحشة في الزنا؛ أي: هو فاحشة من الفواحش، وعرَّفها في اللواط، وذلك يُفيد أنه جامعٌ لمعاني اسم الفاحشة؛ كما تقول: زيدٌ الرجلُ، ونِعْمَ الرجلُ زيدٌ؛ أي: أتأتون الخَصْلة التي استقرَّ فحشُها عند كلِّ أحدٍ، فهي لظُهُور فُحشِها وكَماله غنيَّة عن ذِكرها؛ بحيث لا يَنصرِفُ الاسمُ إلى غيرها". اهـ.

وقد روى ابن عباس عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((مَن وجدتُّموه يعملُ عَمَل قوم لوطٍ، فاقتُلوا الفاعلَ والمفعولَ))؛ رواه أصحاب السُّنن، وصحَّحه الألباني.

وقد لَعَنَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من عَمِلَ عملَ قوم لوطٍ ثلاثًا، ولَم يلعنْ أحدًا من أهل الكبائر ثلاثًا إلاَّ مَن فعَل هذا.

 

هذا وسأُلَخِّص لك بعض سُبُلِ العلاج:

- المسارعة بالتوبة، ومُجاهدتُك نفسَك في ذات الله، وأخْذُها بالشدَّة، وعدمُ التهاون معها، وحَجْزُها عن غَيِّها، وعدمُ الاسترسال؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ومَن يسْتَعْفِفْ يُعِفَّه الله، ومَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِه الله، ومَنْ يتصبَّر يُصَبِّرْه الله، وما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ منَ الصَّبر))؛ متَّفق عليه.

- العملُ على كلِّ ما مِن شأنه أن يقوِّي إيمانَك؛ من قراءة القرآن بتدبُّر، والمحافظة على الفرائض والسُّنن، مع المواظبة على الذِّكر، وعدم الخَلوة بالذكور، وخاصةً الأطفال.

- أكثِرْ من الدعاء النبوي: ((اللَّهم اغفِرْ ذنبي، وطهِّر قلبي، وحَصِّنْ فَرْجي))، و((اللَّهم إني أعوذ بك من شرِّ سمعي، ومن شرِّ بصري، ومن شرِّ لساني، ومن شرِّ قلبي، ومن شرِّ منيِّي))، و((اللهم إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بِئْس الضجيعُ، وأعوذ بك من الخيانة؛ فإنها بِئْسَت البِطانةُ)).

- قراءةُ كتاب "الجواب الكافي لِمَن سأل عن الدواء الشافي"؛ لابن القَيِّم، والذي وضَعه لعلاج هذه الفاحشة المنكرة.

 

نسألُ الله تعالى أن يَهْديَك إلى الالتِزام بشرعه، وأن يَعصِمَك من الشذوذ والمعاصي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة