• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

ماذا أختار؟ أختي أم أخي؟

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 11/12/2011 ميلادي - 15/1/1433 هجري

الزيارات: 14214

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لي أخت كُبرى أحسبُها في مقام أمي؛ فهي منذ طفولتي وبعد وفاة أبي، وهي واقفة معنا قلبًا وقالبًا، بعد الله - سبحانه وتعالى - إلى أن كَبَرتُ وتزوَّجتُ، ومات زوجي وما زالت واقفة معي، إلى أن كَبَرت بناتي، فهي منذ 15 سنة سافَرَت مع زوجها وأبنائها إلى دولة خليجيَّة، ولله الحمد فهم ملتزمون بما قال الله ورسوله، وذات مرة جاءَت لزيارتنا وحَصَلت لها مشكلة مع عائلة أحد إخوتي، وكانت مشكلة ضخمة جدًّا، ومنذ ذلك الحين انقَطَعَت العَلاقة معهم، أمَّا إخوتي الباقون، فكلهم متصالحون مع بيت أخي، ما عدا أنا وأمي وبناتي، فنحن قد قاطَعَنا مع أختي عائلة بيت أخي، مع العلم أنَّ أخي لا يوجد بيننا وبينه أيُّ خلاف، فنحن وهو متصالحون؛ فأنا دائمًا أقول أمام عائلتنا الكبيرة: مَن يحب أُختي وأولادها، فأنا أحبُّهم، ومَن يُعاديهم، فأنا أُعاديه؛ عِرفانًا بجَميلهم عليَّ وعلى أمي وبناتي، بعد الله - سبحانه وتعالى - ولكني في قرارة نفسي أقول: حرامٌ، نحن دمٌ ولحمٌ، وفعلاً حاولتُ وحاوَلتُ أن أُصلِح الأمور، فبيت أخي يريد الصُّلح اليوم قبل الغد، لكنَّ أُختي وعائلتها يرفضون رفضًا نهائيًّا، وذكَّرتها بقول الله - تعالى -: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، ومن عفا وأصلَح فأجْره على الله، وبالعفو عند المقدرة، وأُذَكِّرهم بأنهم أناسٌ طيِّبون ومتسامحون، ويساعدون الفقير قبل الغني، والبعيد قبل القريب، ولكن للأسف أُختي وأُسرتها يرفضون رفضًا نهائيًّا؛ فهم مجروحون منهم بالمرَّة، حتى إنها من كثرة ما أُلِحُّ عليهم، قالت لي: حتى لا نتحمَّل إثمًا، سَدِّدوا أنتم معهم، فماذا أعمل؟ أنا لا أُريد أن أُغضب أختي وأُسرتها منَّا؛ فإن سَدَّدنا معهم، فسيجعل ذلك بيت أخي أقوى على أُختي وأُسرتها، وفي نفس الوقت أخاف من الله، خصوصًا وأننا نشعر دومًا بأنَّ دعاءَنا لا يُستجاب؛ لأننا مقاطعون لهم، فماذا أعمل؟

 

أفيدوني، أفادكم الله، فأنا منتظرةٌ رَدَّكم، وجزاكم الله عنَّا كلَّ خير.

 

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه، ومَن والاهُ،

أمَّا بعدُ:

فشَكَر الله لكِ ولأُمكِ عِرفانَكما بجميل أُختك، وهذا دليل على طِيبة الأصل، وصَدَق الشاعر إذ يقول:

 

إِذَا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الْكَرِيمَ مَلَكْتَهُ
وَإِنْ أَنْتَ أَكْرَمْتَ اللَّئِيمَ تَمَرَّدَا

 

ولكن لا يَلزم من عِرفانكما بكَرَمها وتملُّكِها لقلبكما أن تَقطعا رَحِمكما، التي هيَ من أكبر الكبائِر الموجِبة للعْن والطَّرْد من رحمة الله؛ قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].

ومن عَمَى الأبصار عدمُ الرضا بما رَضِيَه الله لنا من الصِّلة؛ بل يَكرهون ما رَضِيَه الله، أمَّا اللَّعنة فأمرُها إلى الله، لكنَّ الله وعَدهم: أولئك الذين لعنَهم الله، فأصمَّهم وأعْمى أبصارهم، صاروا لا يسْمعون الحقَّ، ولا ينظرون إليه.

كما عظَّم الله شأن الرَّحم، وبيَّن فضيلة واصِليها، وعظيمَ إثم قاطعيها بعقوقهم؛ ولهذا سُمِّي العقوق قطعًا، والعَقُّ: الشق، كأنه قطَع ذلك السبب؛ ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الله خلَقَ الخَلْق، حتَّى إذا فرَغَ منهم، قامَتِ الرَّحم، فقالتْ: هذا مقام العائِذ من القطيعة، قال: نعم، أما ترضَين أن أصِل مَن وصَلَك، وأقطع مَن قطَعَك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لكِ)).

ثم قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اقرؤوا إنْ شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ})).

وعن جُبير بن مُطعِم - رضي الله عنه - "قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يدخُل الجنَّة قاطع رحِمٍ))؛ متَّفق عليه.

فهل ترضون لأنفسكم هذه الحال، وهي عدم دخول الجنة؟!

فصِلي رحمَك المقطوعة دون تردُّدٍ، وانْصَحي أُختَك الكبيرةَ وأُسرتَها هكذا، وما دُمتِ تُحَبِّينهم لهذا الحدِّ، فلا تَكَلِّي من نُصحها والتوفيق بينها وبين أخيها وعائلته، وذَكِّريها بقول النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يحلُّ لمسلمٍ أن يَهجُر أخاهُ فوق ثلاث ليالٍ))؛ رواه البخاري ومسلم.

وأن تحتسِب الأجْر عند الله - عزَّ وجلَّ - ولا يَثنيها عن هذا ما قد تكون لاقَتْه من جَفَاء، أو سوء معاملة، وإن كان شاقًّا على نفسها؛ فإن الصَّحب الكرام قد بايَعوا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بيعةً تَلزَمُ كلَّ مكلَّف يجيء بعدهم، على السمع والطاعة في المَنشط والمَكره، وفي العسر واليسر؛ يعني: فيما يحبون وفيما يَكرهون، وليس في تحقيق رضا الله مَذلَّة، ولا إهانة لكرامتِه؛ بل إن فعَلت ذلك تواضُعًا لله تعالى، وابتغاءً للمثوبة عنده، فسيكونُ ذلك رفعًا لقَدرها عند الله وعند الناس؛ فقد ثبَت في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما نقَصتْ صدقةٌ من مال، وما زادَ الله عبدًا بعفْوٍ إلاَّ عزًّا، وما تواضَع أحدٌ لله إلاَّ رفعَه)).

قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35]، وقال تعالى: ﴿ وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22].

 

قال الحافظ ابن كثير:

"وهذه الآية نزَلت في الصِّدِّيق، حين حلَف ألاَّ يَنفع مِسْطَح بن أثاثة بنافِعة بعدما قال في عائشة ما قال، كما تقدَّم في الحديث، فلمَّا أنزَل الله براءةَ أُمِّ المؤمنين عائشة، وطابَت النفوس المؤمنة واستقرَّت، وتاب الله على مَن كان تكلَّم من المؤمنين في ذلك، وأُقيم الحدُّ على مَن أُقيمَ عليه، شَرَع - تبارك وتعالى، وله الفضل والمِنَّة - يعطِفُ الصدِّيق على قريبه ونسيبه، وهو مِسْطَحُ بن أثاثة؛ فإنه كان ابن خالة الصِّدِّيق، وكان مسكينًا لا مالَ له إلاَّ ما يُنفق عليه أبو بكر - رضي الله عنه - وكان من المهاجرين في سبيل الله، وقد وَلَق وَلْقَة تاب الله عليه منها، وضُرب الحد عليها.

وكان الصديق - رضي الله عنه - معروفًا بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب، فلمَّا نزَلَت هذه الآية إلى قوله: ﴿ أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾؛ أي: فإن الجزاء من جنس العمل، فكما تغفِرُ عن المذنِب إليك، نغفِرُ لك، وكما تصفحُ نَصفحُ عنك، فعند ذلك قال الصدِّيق: بلى، والله إنا نحب يا ربَّنا أن تغفِرَ لنا، ثم رَجَع إلى مِسْطَح ما كان يَصِله من النفقة، وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا، في مقابَلَة ما كان، قال: والله لا أنفعُه بنافِعة أبدًا، فلهذا كان الصدِّيق هو الصديقَ - رضي الله عنه - وعن بنته". اهـ.

هذا؛ وأُحَذِّركم الآثار السيِّئة لقطيعة الرَّحم على العبد؛ من الإفساد في الأرض، وعدم دخول الجنة، بل لا يُقبَل العمل أصلاً، وقد جاء التَّصريح بذلك في حديث أخرَجه أحمد في المسند، وحسَّنه الأرناؤوط، ولفظُه: ((إنَّ أعمالَ بني آدم تُعْرَض كلَّ خَميس ليلةَ جُمعة، فلا يُقْبَل عملُ قاطعِ رحمٍ))، وتعجيل عقوبة الذنوب، إلى غير ذلك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة