• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الجن والحلم!

الجن والحلم!
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 2/11/2011 ميلادي - 5/12/1432 هجري

الزيارات: 212075

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرًا، وأحسنَ إليكم:


ما علاقة الجن بالحُلم؟ وعندما نحلم بالجن، فهل فعلاً يَقْرَبُنا شيطان؟ وما معنى قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يزال عليكَ من الله حافظٌ، ولا يَقْربُك شيطانٌ حتى تُصبح))، ما الذي قد يفعلونه بنا إذا حضروا؟ هل له علاقة بالسحر أو العين؟ وهل المسحور يستطيع أن يعرفَ بنفسه أنه مسحورٌ، دون شيخٍ يقرأ عليه ليعرِفَ حالتَه؟ أي: هل يعي ذلك ويُصدق، أو يَصير له كوَهْمٍ؟

 

أرجو إجابتكم تفصيلاً، جزاكم الله خيرًا، فأنا كثيرًا ما أحلم بالجن، أحسُّ بهم في فراشي، ولا أراهم، رأيتهم مرة أطفالاً، ثم اختفَوْا، وأخرى رأيتُهم قططًا سوداء، ثم اختفوا! ومرة دَخَل جنٌّ في جسدي من رجلي، وخرَج من كتفي، وأخرى سَحَبوا رجلي ودفعتُهم، وأيضًا أمسكوني؛ كي لا أقتُل دابَّةً وجدتُها تحت سريري، لكني تمكَّنت من قتْلِها، ودائمًا أقولُ لهم: لا إله إلا الله، وأُرَدِّدها كثيرًا، أقوم وأحسُّ بضِيقٍ، أجدُني أعرقُ، ولكن في أحلامي بهم لا أخافُ منهم.


أعلمُ أنَّ هذا الموقع ليس لتفسير الأحلام، ولكني أطلبُ تفسيرًا لحالتي هذه مع الجن من مشايخكم الكرام، والتي شَككتُ أني مسحورة عن طريق الشرب والأكل، فآخر حُلمي بهم أنهم يلعبون بشعري، لا أراهم، وكانت طفلة في حضني تراهم تضحكُ لهم، ثم تخاف، وكأنَّ الطفلة كانت من الجن أيضًا، فأمْسَكتُها وضربتُها؛ لتخبرني مَن الذي يلعب بشعري من خلفي، إلى أن تحوَّلت الطفلة إلى أوراق، وكنتُ أكلِّم الجنَّ ولا أراهم، أطلبُ منهم أن يُزَوِّدوني بطريقتهم، وماذا فعلوا بي؟ لا أسمع صوتهم، وكنتُ أقول لهم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، لا إله إلا الله، هو مَن يَحفظني منكم، وكلَّما أخْبَروني بشيءٍ تَزداد الأوراق أمامي والتي هي الطفلة، ثم دخَلتُ غرفة فوجدتُ جِنيَّة جالسة على طرف السرير، لا يَبين منها إلاَّ يداها، فركضتُ ولَحِقتني، وكَشَفتْ عن وجهها، وأخْبَرتني أنها تريد أن تأخُذني إليها، فأمْسَكتْ بيدي، فلم أحسَّ بشيءٍ، واخْتَفَيت معها، قمتُ وقرأتُ سورة البقرة كاملة، عند قراءتي انتفَضَ جسمي كلُّه من أوَّل آية 102 إلى آخرها: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].


وانتفَض جسمي بشدة عند: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾، أعدتُ قراءتها مرةً أُخرى لأطمئنَّ، وانتفَضَ جسمي كذلك، وقرأتُها ثالثة وانتفَض جسمي كُلُّه عند: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ فقط، إلى أن وصَلتُ إلى آية الكرسي، فأحسَسْتُ برجلي جامدةً لا تتحرَّك، وخِفتُ أن أقرأها مرة أخرى، وكنتُ أتثاءَب ولي رغبةٌ في النوم، فاجْتَهدتُ وقرأتُ السورة كاملة، ثم أحسَسْتُ بصداعٍ، وشيء في بطني يتقطَّع، وكنت سأتقيَّأُ، لكنَّ بطني خالٍ - صائمة - ثم غَلَبني النُّعاس ونمتُ ساعتين، وعندما استيْقَظتُ، اشتدَّ الألَم، كنتُ أحسُّ به قِبَلَ المعدة بالتحديد، وعيناي منتفختان، وأخَذتُ ماء زمزم، فقرأتُ فيه الرُّقْيَة الشرعية من السحر، حَفِظتها من موقعكم - بارَك الله فيكم - أفطرتُ به وغَسَلتُ وجهي، وأحسَسْتُ بالماء يدخل في الرئتين، فكأنه أثْلَج صدري.

 

ثم أحسستُ بكتمةٍ وخرَجتْ مني رائحة، ثم اشتدَّ عليَّ الألَم، واغْتَسلتُ بماء زمزم وقد قرأتُ فيه كذلك، واشتدَّ الألم إلى أن تَبَرَّزت - أكرَمكم الله - وظَلَلتُ أشرب ماء زمزم - وقد قرأتُ فيه - وما زال الألم أحسُّ به وعيناي منتفختان، وفي اليوم التالي استمعتُ إلى سورة البقرة، وغلَبني النُّعاس، استيقظتُ على الألَم، فإذا بالقارئ قد وصَل إلى الآية: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ ﴾، وكأنَّ شيئًا يتقطَّع في بطني من شدَّة الألم، ثم خَفَّ قليلاً وغلَبني النُّعاس، هل ما جرى لي يُظهر أنَّ فيَّ سحرًا؟ أو هذا وهْمٌ؟ هل أستمرُّ على قراءة سورة البقرة يوميًّا، وأغتسل بماءٍ أقرأ فيه الرقية الشرعية للسحر؟ ماذا الذي عليَّ فِعلُه؟


أنا - ولله الحمد - مُلتزمة، ومُحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم أيضًا، وعلى الوضوء، وأقرأ القرآن أيضًا قبل نومي، حتى إنَّ ليلة حلمي بهم كنتُ قد قرأتُ الأذكار.


أعتذر على الإطالة

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب:

 

 

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه.

أمَّا بعدُ:

فالحلم المُفزع والرؤية المُقلقة المحزنة سببها الشيطان؛ ليُحزِن بها المؤمن، وليس بضارَّة شيئًا إلاَّ بإذن الله - عزَّ وجلَّ .

 

وقد روى مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: رأيت في المنام كأنَّ رأسي قُطِعَ، قال: فضَحِك النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقال: ((إذا لعِب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يُحدِّثْ به الناس)).

 

وفي "صحيح مسلم" أيضًا عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان...))، وروى أحمد عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الرؤيا ثلاثٌ: فالبشرى من الله، وحديثُ النفس، وتخويفٌ من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا تُعجبه، فليَقصَّها إن شاء، وإذا رأى شيئًا يَكرهُه، فلا يَقصَّه على أحدٍ، ولْيَقُمْ يُصَلي)).

 

أمَّا علاج ما ألَمَّ بكِ ودَفْعُه عنك، فبأمور:

منها: المحافظةُ على أذكار النوم، وقراءَتها بتدبُّر وتَمَعُّنٍ، مع الجزم بنَفْعها، وحِفْظ الله لقارئها.

 

ومنها: الالتزامُ بالعلاج النبوي الوارد في حديث أبي سلمة بن عبدالرحمن، قال: إن كنتُ لأَرَى الرؤيا تُمْرِضُني، قال: فلَقِيت أبا قتادة، فقال: وأنا كنتُ لأَرَى الرؤيا فتُمْرِضُني، حتى سَمِعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يُحدِّثْ بها إلاَّ مَن يُحِبُّ، وإن رَأَى ما يَكره، فليَتْفُلْ عن يساره ثلاثًا، وليتَعَوَّذْ بالله من شرِّ الشيطان، ولا يُحَدِّث بها أحدًا، فإنها لن تَضرَّه))؛ رواه مسلم.

 

وفي رواية: ((وليَتَحَوَّلْ عن جَنْبِه الذي كان عليه)).

 

وفي رواية عند مسلم أيضًا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((فإن رَأَى أحدُكم ما يكرهُ، فَلْيَقُمْ، فَلْيُصَلِّ...)).

 

فمَن فعَل هذه الأشياء عندما يرى ما يكرهه، وهي:

• الاستعاذة بالله من الشيطان، ومن شرِّ الرؤيا.

 

• النَّفْث عن يساره ثلاثًا.

 

• التحوُّل عن الجَنْب الذي كان عليه إلى جَنْبه الآخر.

 

• يقوم فيُصَلي لله تعالى ركعتين أو أكثر.

 

• لا يُحَدِّث بها أحدًا.

 

فلن تَضرَّه الرؤيا كما قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مهما كانت مُفزعةً ومُقلقةً؛ ولذا رَوى مسلم عن أبي سلمة - رحمه الله - قال: "إن كنت لأَرَى الرؤيا أثقلَ عليَّ من جَبَلٍ، فما هو إلاَّ أن سَمِعت بهذا الحديث، فما أُبَاليها".

 

واعلمي - رعاكِ الله - أنَّ تصوُّرَك تأثيرَ الجنِّ في كلِّ ما يُصيبك في الحياة، وأنهم يتحكَّمون فيك ويؤذونك متى ما أرادوا، وكيفما أرادوا، فإنه تصوُّرٌ خاطئٌ؛ فالجنُّ أضعفُ من أن يتحكَّموا فينا، أو يؤذونا كلما أرادوا؛ لقد أخبَر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن الشيطان يكفُّه عن الإنسان أن يُعَرِّض عودًا على إنائه، أو أن يُغلِقَ عليه بابه؛ ففي "الصحيحين" عن جابر - رضي الله عنه -: ((إذا كان جُنح الليل - أو أَمْسَيتم - فكُفُّوا صبيانكم؛ فإن الشيطان يَنتشر حينئذ، فإذا ذهَب ساعة من الليل، فخَلُّوهم وأغْلِقوا الأبواب، واذْكُروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يَفتح بابًا مُغلقًا، وأَوْكُوا قِرَبَكم، واذكروا اسم الله، وخَمِّروا آنيتكم، واذْكُروا اسم الله، ولو أن تَعرُضُوا عليها شيئًا، وأَطْفِئوا مصابيحكم))، وتمثَّل الشيطان لأبي هريرة، فأمْسَكه، فجعَل يتضرَّع له، ويشتكي إليه حاله، حتى أطْلَقه أبو هريرة؛ كما في "صحيح البخاري".

 

والحاصل: أن الجنَّ لا يتسلَّطون إلاَّ على مَن يخافُهم ويخشاهم، ويُمَكِّنُهم من نفسه؛ كما قال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6].

 

ولْتُوقِني أنَّ ذِكر الله حصنٌ حصينٌ، وأن الجنَّ لا يتسَلَّطون على مَن أدمَنَ ذِكر الله، وما دمتِ محافظةً على الفرائض، فليس لهم عليك سلطان، وليس لهم إليك سبيل، وقد صحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ مَن قرأ آية الكرسي في ليلةٍ، لَم يَقرَبْه شيطانٌ، وأنَّ مَن قرأ آخِرَ آيتين من سورة البقرة في ليلةٍ، كَفَتَاه، فإذا حافَظتِ على ذلك، فأنتِ في حِفْظ الله ورعايته، ولا يستطيع أن يَخْلُصَ إليكِ شيطانٌ، أو يُصيبَكِ بسوءٍ.

 

كما أنه لا يَحْسُنُ بكِ أن تجعلي حياتَكِ مرهونةً مسيَّرةً بالأحلام، وتَجعلين رُؤًى تَرَيْنَها في منامكِ تَحْكُم تفكيرَكِ؛ فأحلامُكِ ورُؤَاكِ في النوم قد تكون نتيجةَ تفكيركِ الدائم في هذا الأمر، وحديث نفسكِ بذلك.

 

فاستعيني بالله ولا تَعجِزي، وعِيشي في عالَم الواقع

 

ودَعْكِ من عالَم الجنِّ والأحلام





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة