• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

تربية أبنائي في بيئة عسرة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 11/4/2011 ميلادي - 7/5/1432 هجري

الزيارات: 13216

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أنا امرأة أعيش في بيئة مترفة، مَنَّ الله عليَّ بفضله وكرمه بالهداية، وأنا الوحيدة في هذه البيئة، أبتعد عن الشبهات والمكروهات، فهم ينظرون إليَّ بنظرة المعقدة، والتي ستعَقِّد أبناءها، علمًا بأني ذات علم - ولله الحمد والمنة - فلا أقوم بشيء إلا وعندي دليل من الكتاب والسنة الصحيحة، فهم لا يناقشونني بالأدلة، بل بالحضارة والتطور والعالم والرقي..إلخ.

 

المشكلة: أن زوجي يقف معهم، وأنا لا أريد من ابنتي الصغيرة أن تذهب للأعراس؛ بسبب الموسيقى والكلمات الماجنة والعري والتصوير بالكاميرات والفيديو، ولأن زوجي و الجدات يطالبون بذهاب البنت للأعراس بحجة أنها صغيرة لا إثم عليها، وأنا لا أريد من ابنتي أن تعتاد هذه المنكرات، علمًا بأن أَخواتي وحمواتي يقمن بتشجيع ابنتي وابني بسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام التي تحتوي على بعض العري والأغاني، لقد تعبت ومت كمدًا، وقلبي يتفطر.

 

والسؤال: ما العمل في هذه الحالة؟ وما هي نصيحتكم إذا ذهبت ابنتي للأعراس؟ وما العمل مع أخواتي وحمواتي؟ والله المستعان؟

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالأم المسلمة هي الحارسة على النشء من الأبناء والبنات، بل هي حارسة للقلعة، فإن ترك الرجل دوره، تشبثت الأم بموقعها ولم تفارقه، وأقامت بيتها على المنهج الإسلامي، قال الله – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [ التحريم:6]، فأول جهد الأم موجه لبيتها، لزوج، ثم إلى أولادها، وإلى الأهل بعامة.

 

لتعلمي – رعاك الله - أن الأمر ليس سهلًا ميسورًا؛ لأنه - ومع الأسف الشديد - أصبح مرجع الرجال والنساء - جميعًا - ليس إلى حكم الله وحكم رسوله، وإنما وِفْق معاييرَ جاهلية في التربية والآداب، والثقافة، والأخلاق، والتقاليد، والنظم؛ وهذا ما يشعركِ بثقل الوطأة في تلبية شعائر الإسلام وآدابه، فتنوئي تحت ثقل المجتمع ككل، الذي يجهل، أو يعادي التصور الإسلامي عداءً جامحًا - في كثير من الأحيان - وينبغي أن تدركي ثقل هذا الواجب؛ لتبذلي له من الجهد المباشر ما يستحقه، وتضحي في من أجله بأشياء كثيرة، لتحولي دون نفسك وأهلك، ودون هذه النار المستعرة التي خوف الله بها عباده المتقين: ﴿ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم:6]، فتتناسب طبيعتهم مع طبيعة العذاب الذي هم به موكلون، فعليك أن تعملي لتقيَ نفسك، وأهلك من هذه النار؛ قبل أن تضيع الفرصة, ولا ينفع الاعتذار.

 

أما مسؤولياتك العظيمة - تجاه أسرتك - فتربية الأبناء على المنهج الإسلامي الصحيح، والأخلاق الفاضلة، والأخذ بأيديهم إلى أماكن الخير، وتعليمهم العلم النافع، وتعويدهم على أداء العبادات حتى يَشُبُّوا وهم بالطاعة متمسكون، ولها محبون.

 

كما يجب عليك إبعاد ابنتك عن كل ما فيه معصية، ومخالفة للشرع القويم - أعراسًا أو غيره - فتنشأ وهي صغيرة على بغض المعاصي، ومما لا شك فيه أن الأغاني المصحوبة بآلات موسيقية، هي من أعظم المحرمات التي يجب على الآباء تحذير أبنائهم منها؛ لما تشتمل عليه هذه الأغاني، وخاصة في عصرنا الحاضر من مجون، ونشر للرذيلة.

 

فتمسكي بدينك وأوامره، وشرائعه، واجتهدي في نصح أهلك وزوجك، وإرشادهم إلى ترك ذلك ما لا يجوز، ولْتخوفيهم بالله - تعالى – مع وضع برنامج عملي؛ للسعي في هدايتهم، وتكميل نفسك، والتفاني في البذل والتوجيه، والأمر بالمعروف بحكمة وموعظة تلامس القلب، وهذا هو دورك في إصلاح حال المنزل، وتقويم حال الزوج والأولاد، وهذا من الواجبات المحتمات عليك؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسئولة عن رعيتها))؛ متفق عليه.

 

ولعل الله أن يهدي على يديك أحدًا منهم، ثم يكون لك أجره، وأجر من اهتدى بعده - على يديه - إلى يوم القيامة، وهذا فضل عظيم من الله، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا))؛ أخرجه مسلم (2674).

 

وفي "الصحيحين" من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ((فوالله لَأَن يُهدَى بك رجلٌ واحدٌ، خير لك من حُمْر النَّعَم)).

 

واحذري من مشاركتهم في أفراحهم، والمجاملة على حساب أمور الدين، وعليك اللجوء إلى الله والدعاء، وتحري أوقات الإجابة، كثلث الليل الأخير، وما بين الأذان والإقامة، وفي السجود، وعند فطر الصائم؛ أن يهدي الله زوجك، وأن يردَّه إلى الهداية ردًّا جميلًا، فيكون عونًا لك على الطاعة، وأن يجعل قلبه يميل إليك ويحبك، ويحنو عليك، وما حصل لك فهو من الابتلاء، ويحتاج إلى صبر وتحمل، كما حدث للرسول - صلى الله عليه وسلم.

 

كما عليك أن تبذلي ما في وسعك من التجمل والتزين والتطيب لزوجك، واحرصي غاية الحرص على حسن معاشرته، والتودد إليه، وملاطفته، وبذل كل ما تستطيعين لجذبه إليك، فحينها يسهل - إن شاء الله - تغيير سلوكه للأحسن، وتبديل قناعاته، والدخول إلى قلبه، ولن يدخر وسعًا في إرضائك؛ إذ النفوس مجبولة على محبة من أحسن إليها؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود على زوجها، التي إذا غضبت، أو أُسيء إليها، أو غضب زوجها، قالت: هذه يدي في يدك، لا أكْتحِل بغَمضٍ حتى ترضى))؛ رواه النسائي في الكبرى، وصححه الألباني.

 

واستعيني بالله ولا تعجزي، فكم هدى الله من أزواج على أيدي زوجاتهم، وأُسَرٍ كاملةٍ على أيدي بناتهم.

 

وأسأل الله أن يرزقك حياة طيبة ملؤها السعادة والهناء،، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة