• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أخي وهوس الأفلام

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 5/3/2011 ميلادي - 29/3/1432 هجري

الزيارات: 27641

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

لي أخي أصغر مني، وهو شخص لديه حالة نفسية منذ الصغر - تقريبًا - منذ أن كان عمره 13، وهو الخوف من الموت، والخوف من أهوال يوم القيامة، وهو الآن بحالة عادية، ولكن الأحظ لديه أنه يحب يكون - غالبًا - في عزلة وغير اجتماعي، وما يحب يكون مع أهله القريبين - دائمًا - مع أنه لم يظهر ذلك، وهو من الأشخاص المدمنين للأفلام الأمريكية، ومعجب إعجابًا شديدًا بأمريكا، والحقيقة أنني أرى تأثير الأفلام في شخصيته، وهو ما يظهر على تصرفاته، وأسلوب تعامله معي - أحيانًا - وليس دائمًا.

والحقيقة أنني لا أعرف ماهو الحل مع العلم أنه من الأشخاص المهووسين بحب الأفلام الإباحية، ويشاهدها بكثرة، وأنا - الآن - أريد أن أعرف كيف أتعامل معه، وما هو الحل مع أن الظروف الأسرية من حوله جيدة؛ حيث إن والديه على قيد الحياة، ومسلمان سويان، وعلى خلق ودين، وله إخوة، ووضعه الاجتماعي ليس سيئًا، ولكن المشكلة في تعلقه بالأفلام، سواء الأكشن، أو الإباحية، وهو في وضع نفسي متقلب بين الدين والالتزام تارة، والإدمان ومشاهدة ما ذكرت تارة أخرى.

أنا أريد الحل لكي أجعله يترك متابعة الأفلام - خصوصًا - الأكشن؛ لأن الأفلام الخليعة من السهل إقناعه بتركها بتعزيز الجانب الديني فيه، ولكن كيف أقنعه بترك أو التقليل من متابعة الأفلام الأكشن؟

 

ولكم شكري وتقديري.

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فلا شك أن مشاهدة الأفلام التي تسمى بأفلام الأكشن، وغيرها من الأفلام محرم؛ لاشتمالها على عدة محاذير شرعية، يكفي الواحد منها لتحريمها؛ فمنها:

أولًا: إنها لا تخلو من الموسيقى والمعازف والغناء، وتحريمها هو الثابت عن الصحابة، وهو مذهب الأئمة الأربعة؛ واستدلوا بأدلة كثيرة، منها حديث أبي مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف))؛ رواه البخاري.

 

ثانيًا: وجود النساء المتبرجات، الكاشفات عن أجسادهن، ورؤوسهن، وشعورهن، والواضعات للمكياج، والأصباغ، وسائر أنواع الزينة، مما لا يجوز للمسلم النظر إليه؛ قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور:30،31]، ومعلوم أن النظر لمثل هؤلاء يشجع على الفاحشة، ويقلل الفضيلة.

 

ثالثًا: أن تلك الأفلام والمسلسلات لا تخلو من كذب، واختلاط؛ لذلك فمشاهدة هذه المسلسلات محرم قطعًا، ولا يسع مسلمًا ولا مسلمة يؤمنان بالله واليوم الآخر، أن يجلس إلى شاشة التلفاز في وقت تعرض فيه تلك السفاهات.

 

والأشد والأخبث من ذلك مشاهدة الأفلام الإباحية الخليعة الممْرضة للقلوب الصادة عن ذكر الله، الباعثة للأخلاق الرذيلة، وهجر الأخلاق الحميدة، وحرمتها وخبثها لا تشتبه على أحد، بل تدرك بالضرورة الدينية والبداهة العقلية، ولو كان ما ذكرت من خوفه من الموت ومن أهوال يوم القيامة صحيحًا لكان ذلك كافيًا ودافعًا له إلى إخلاص العمل لله، وإلى مراقبته في جميع شؤونه، وأنه حيثما حل متَابع، وأن طريق الهروب من الله مسدود، ولا حيلة له إلا الاستسلام والانقياد والإقبال على طاعة الله، والاستفادة من المهلة الممنوحة له؛ إذ لا يدري متى يتخطفه الموت، ويصير إلى ما قدم - فلا يحتقرِ المعاصي.

 

أما سبل النجاة بأخيك من تلك الأفلام بنوعيها: فبداية - لا بد تعلم أن طريق الدعوة والصلاح شاقة، وتحتاج لجهد متواصل، وتضحيات واحتساب الأجر عند الله - تعالى - الذي أخبر على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -: ((فوالله، لَأَن يُهْدَى بك رجلٌ واحدٌ خيرٌ لك من حمر النَّعَم))؛ متفق عليه.

 

فلتتقرب - أولًا - من أخيك، ولتحسنْ إليه، واحذر أن تُظْهِرَ استعلاءً عليه، بل إظهار الشفقة والرحمة به، والخوف عليه، مع الرفق واللين، وإنشاء حوار عقلي، تستدعي فيه الأدلة الشرعية والقيم والمبادئ الصحيحة، فهذا أدعى - إن شاء الله – للقبول، ولا تعجل عليه، ولا تستعجل النتائج، ولا تكثر عليه، ولتكن على دراية أن ترك هذا النوع من المعاصي يحتاج إلى مجاهدة ذاتية، وصراع مع النفس؛ لإخراج الهوى من القلب الذي هو حجاب عن الله والدار الآخرة، وينتصر فيه الإيمان الكامن في النفس أخيرًا؛ كما قال – تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]؛ فليبدأ بالمجاهدة، وسيعينه الله.

 

وكذلك لِتعلمْ أن مفتاح ذلك كله صدق التأهب عند أخيك، وتقوية المراقبة عنده لله، والاستعداد الصادق للإقلاع عنها.

 

• تذكيره بالاستعداد للقاء الله؛ فمن استعد للقاء الله، خَمَدَتْ من قلبه نيران الشهوات، وأخبت قلبه إلى الله، وعكفت همته على الله، وعلى محبته وإيثار مرضاته، واستحدث همة أخرى، وعلومًا أخر، وَوُلِدَ وِلَادةً أخرى.

 

• حدثه عن الحياء من الله، وأنه – سبحانه - مطلع عليه في جميع أحواله، يعلم خائنة عينه، وما يخفى صدره؛ ليتعلم كيف يراقبه - سبحانه - في أفعاله، واضرب له مثلًا: لو أن شخصًا مهيبًا، وصاحب دين وخلق، اطلع عليه وهو منهمك فيما هو فيه، مسرف على نفسه، كيف سيكون حاله؟ كما قال النبي -: ((أن تستحي من الله - تعالى - كما تستحي من الرجل الصالح من قومه))؛ صحيح؛ رواه الطبراني في الكبير والبيهقي.

 

• استعن على نصحه بالدعاء الصادق والمستمر له، بالهداية في ظهر الغيب،واصدق في دعائك أن يعصمه الله من المعاصي، ويبغضها له، ويحبب إليه الإيمان، ويزينه في قلبه، وأن يهدي قلبه، ويوفقه للهدى، ويجعل عمله في رضاه - سبحانه - والله سميع مجيب.

 

• وذكره بكلام ابن القيم في كتاب "الجواب الكافي" عند معرض كلامه عن علاج إطلاق النظر للحرام، حيث قال: "وكم من نظرة أوقعت في قلب صاحبها البلاء، فصار - والعياذ بالله - أسيرًا لها، كم من نظرة أثرت على قلب الإنسان حتى أصبح أسيرًا في عشق الصور، ولهذا؛ يجب على الإنسان إذا ابتلي بهذا الأمر، أن يرجع إلى الله - عز وجل - بالدعاء بأن يعافيه منه، وأن يعرض عن هذا، ولا يرفع بصره إلى أحد من النساء، أو أحد من المرد، وهو مع الاستعانة بالله - تعالى - واللجوء إليه، وسؤال العافية من هذا الداء، سوف يزول عنه - إن شاء الله تعالى.

 

• أن تحرص على إصلاح دينه، وتعمل على تقوية إيمانه، ورعاية حدود الله، فهذه أعظم الخطوات وأشدها تأثيرًا، فإن صلاح الدين هو الصلاح في الخُلق.

 

• ذكره بالصلاة؛ فإنها مفتاح كل خير، وتنهى عن كل شر، وحثه على صلاة الجماعة واصحبه للمسجد.

 

• حاول أن تبحث له بعض الصداقات من أهل الصالحات ليتأثر بهم فالمرء على دين خليله كما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم.

 

• والظاهر أن هوس أخيك بالأفلام ناجمٌ - أيضًا - عن فراغ عاطفي؛ لبعده الشعوري عن والديه، وإخوانه، فأشعره بقربك، وحث باقي أفراد الأسرة للتواصل معه، وقد يكون الأمر عسيرًا في البداية حتى يعتاد الحياة الاجتماعية ويترك الوحدة.

 

• حاول أن تبحث له عن بدائل مباحة مثل القراءة أو هواية محببة إليه وكذلك أشركوه في الجلسات العائلية.

 

• إهداؤه شريطًا دعويًّا وعظيًّا مناسبًا ومؤثرًا، وإعطاؤه كتابًا أو كتيبًا يتحدث عن الإيمان وسبل تقويته، أو عن الموت، أو عن خطورة الأفلام، ككتيب "حكم التمثيل" للعلامة بكر بن عبدالله أبي زيد.

 

• اصحبه معك في محاضرة دعوية، وتحدث معه بحوار هاد عن مغبة هذا الطريق، وخطورته عليه في الدنيا والآخرة.

 

• اصحبه للمقابر؛ ليتذكر الموت وسكرته، والقبر وظلمته.

 

لا تستعظم هدايته أو توبته، ولا تتصور أنها بعيدة المنال، وإنما عليك أن تبحث عن بذور الصلاح فيه، فتعمل على إحيائها في قلبه، وإيقاظها في روحه، وتذكر أن أكابر الصحابة كانوا مشركين، ثم فتح الله قلبهم للتقوى، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - من أشد أعداء الإسلام حتى قال قائلهم: (لو أسلم حمار آل الخطاب ما أسلم عمر)، وشاء الله أن يسلم، يكون إسلامه فتحًا للإسلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة