• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أبي يمنع أمي من ارتداء الحجاب

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 7/2/2011 ميلادي - 3/3/1432 هجري

الزيارات: 26052

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا شاب من بلاد الشام، وأتعلم في بلاد الكفار، وأهلي مقيمون في الشام، وهنالك أمر يؤرق مضجعي، وآمل أن ينفرج ذلك بعد السؤال والجواب - إن شاء الله - أبي يبلغ من العمر 55 سنة، وأمي 52 سنة، وهما يصليان - والحمد لله - أمي لا ترتدي الحجاب، وأنا دائم النصح لها، وأدعوها لارتدائه في كل مناسبة، وأغار عليها، وأخاف عليها من عدم دخول الجنة؛ بسبب هذه المعصية؛ تصديقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها)) - في حديثه عن الكاسيات العاريات - أمي تريد ارتداء الحجاب، وقامت باقتنائه، ولكن كلما همت بالعمل بأمر الله، وارتداء الحجاب، وعرضت حجابها ولباسها على أبي، يقوم - هداه الله - بالاستهزاء بلباسها تارة مازحًا، وتارة بجدية، فهو يرفض الحجاب - مع علمه وعدم انكاره بأنه فرض على كل مسلمة - ولكنه لا يريده لزوجته، أو ابنته، ويستغل تأثر أمي بمزاحه، وتأثرها وخوفها من جديته، فتقوم بالعدول عن الفكرة، وتؤجل، وأخاف أن يعجل بها العمر، وهي على ما هي عليه، وقد يحصل أنها تصطنع أسبابًا - أنا أعلم أنها ليست السبب بعدم ارتدائها الحجاب - كأن تقول: إنها نحيلة الجسم، أو سأرتديه بعد أن أحج، أو بعد أن يتزوج أخي الكبير، وإني لأعلم أن أكبر العقبات أمامها هو أبي، وليست تلك الأسباب، ودائمًا أحذرها من التسويف، وقد حصل أن كنت معهم، وفتحت الموضوع أمام أبي بِرَوِيَّة، ولكنه غضب، وقال لأمي: إن أردت ارتداء الحجاب، فارتديه في بيت أهلك - كنوع من الزجر والتخويف - وبالأوقات المناسبة، أفتح الموضوع مع أبي، وأُذَكِّرُهُ بتقوى الله، وبأنه مسؤول، وراع في أهله، ولكنه لا يأمر أمي، ولا أختي بالحجاب، وصدري يغلي كالجمر غيرة عليهما، كما أني أُذَكِّرُ أمي وأختي - دائمًا - بالحجاب، ولكن ليس لي كلمة عليهما؛ فأبي المسؤول.

 

ولكن سؤالي: هل أنا أُعَدُّ راعيًا ومسؤولًا على أمي وأختي بحضرة أبي؟ هل إذا وافت أبي المنية وما زالت أمي وأختي العزباء على ما هما عليه من عدم ارتداء الحجاب - فهل أصبح أنا الراعي والمسؤول - مع الذكر بأني لست الولد البكر - أريد يا شيخ أن أعرض على والدي آيات وأحاديث ترغيب وترهيب، تخص منع أبي لأمي من ارتداء الحجاب، وما حكم أبي؟ وأمي؟ وما الحل؟ وبماذا تنصحني؟ يا شيخ هل من يمنع عن زوجته الحجاب يكون ديوثًا والعياذ بالله؟ بارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالحجاب الشرعي للمرأة، الساتر لجميع بدنها، مِنْ أَوْجَبِ فرائض الإسلام وأظهرها، وقد أمر الله - تعالى - به رسوله، فليس لأحد كائنًا من كان، الاعتراض عليه، أو منع من تحت ولايته من التمسك به، فليس للعبد في نفسه خيرة، وإنما هي إرادة الله وقدره الذي يسير كل شيء، ويستسلم له المؤمن الاستسلام الكامل الصريح، قال – تعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ﴾ [الأحزاب:36].

 

وهذه تقرر الكلية الأساسية، في منهج الإسلام، والتي لا يثبت الإيمان بدونها، وهي كلية الانقياد والاستسلام لله - تعالى - استسلام الطاعة والاتباع، انقياد الطائع الخاضع المتبع المستجيب.

 

ويقول الإمام أبو عبد الله محمد بن قيم الجوزية- في كتابه: "زاد المعاد في هدى خير العباد":

"ومن تأمل في السير والأخبار الثابتة من شهادة كثير من أهل الكتاب والمشركين له - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة وأنه صادق، فلم تدخلهم هذه الشهادة في الإسلام...، علم أن الإسلام أمر وراء ذلك، وأنه ليس مجرد المعرفة فقط، ولا المعرفة والإقرار فقط، بل المعرفة والإقرار والانقياد والتزام طاعته ودينه، ظاهرًا وباطنًا".

 

وقال الأستاذ سيد قطب - في "ظلال القرآن" (1 / 359) -:

"إن هذا الدين له حقيقة مميزة، لا يوجد إلا بوجودها: حقيقة الطاعة لشريعة الله، والاتباع لرسول الله، والتحاكم إلى كتاب الله، وهي الحقيقة المنبثقة من عقيدة التوحيد، كما جاء بها الإسلام، توحيد الألوهية التي لها وحدها الحق في أن تُعَبِّدَ الناس لها، وتطوِّعَهُمْ لأمرها، وَتُنَفِّذَ فيهم شرعها، وتضع لهم القيم والموازين التي يتحاكمون إليها، ويرتضون حكمها.

 

ومن ثم توحيد القوامة التي تجعل الحاكمية لله وحده في حياة البشر، وارتباطاتها جميعًا، كما أن الحاكمية لله وحده في تدبير أمر الكون كله، وما الإنسان إلا قطاع من هذا الكون الكبير".

 

وقال في موضع آخر (3 / 253):

"والظاهر أن أول ما يطالب به دينُ الله عبادَه، أن يدخلوا في عبودية الحق كافة، مخلصين له الطاعة والانقياد، حتى لا يبقى في أعناقهم قلادة من قلائد العبودية لغير الله - تعالى - ثم يتطلب منهم ألا يكون لحياتهم قانون إلا ما أنزله الله - تعالى - وجاء به الرسول الأمي الكريم ثم إن الإسلام يطالبهم أن ينعدم من الأرض الفساد، وتستأصل شأفة السيئات والمنكرات الجالبة على العباد غضب الله - تعالى - وسخطه".

 

فالمؤمن العاقل الرشيد: هو الذي يتلقى أحكام ربه بالقبول، والانقياد، والتسليم، ولا يليق به بعدما رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، إلا الإسراع في مرضاة اللّه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والهرب من سخط اللّه ورسوله، وامتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، ولا يجعل هوى النفس حجابًا بينه وبين أمر اللّه ورسوله.

 

فلا يجوز لأمك طاعة زوجها في ترك الحجاب، ولو أدى إلى الطلاق؛ فالله - تعالى - أرأف بعباده وأرحم بهم، وأعلم بمصالح العباد، وأعرف بطبائعهم، وقد اختار لهم شريعته السمحاء المشتملة على كل خير، ومنه الحجاب، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى بها من نفسها، فلا خير في زوج من يؤثر هواه، ويسخر من أوامر الله، ولكن ينبغي – أولًا - تذكيره بالله، وبيان الحكم الشرعي، وإقامة الحجة عليه - بالحكمة والموعظة الحسنة - عسى الله أن يشرح صدره، ويرده لرشده، فلا يحل للزوج منع زوجته من ارتداء الحجاب، بل كان الواجب عليه أن يحملها على ارتدائه؛ لأنه مسؤول عنها؛ كما قال الله – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6].

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في بيته، وهو مسؤول عن رعيته))؛ متفق عليه.

 

فإن تاب ورجع وألبسهما الحجاب، فالحمد لله – تعالى - وإن أصر على ذلك، فلا يجوز لأمك طاعته، وإن حصل ما حصل، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4].

 

وننصح ذلك الوالد أن يشفق على نفسه من التعرض لعقاب الله - تعالى - بالانحراف عن الصراط المستقيم، وسلوك غيره من الطرق الموصلة للعذاب الأليم.

 

قال الله – سبحانه -: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء:13،14]، وقال – تعالى -: ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ {النساء: } [النساء:65]، وقال – تعالى -: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [ النور:63].

 

فمنع الزوجة أو الابنة من الحجاب محادة لله، ومحاربة للحق؟ وصد عن سبيل الله والسعي في فتنة المسلمين عن دينهم، بلة هو حاجز في وجه الدين، اعتزازًا بقوته، واغترارًا بضعف زوجته وأبنائه، ناسيًا الله القوي القهار المتكبر وأخذه الشديد، وليحذر من أن يكون ممن قال الله فيهم: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى* أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى* أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى* أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى* أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى* كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ* نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ* فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة ﴾ [العلق: 9 - 18].

 

أما كونك مسؤولًا على أمك وأختك، فإن الله تعالى اوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للمسلمين عامة، والوالدين والإخوان من أولى من تحرص على نصحهم، ولكن برفق ولين وأدب جم؛ استجابة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))؛ رواه مسلم الطريقة المثلى في نصح الوالد خصوصًا تتمثل فيما يلي:
أولاً: زيادة البر والطاعة، والإحسان إليه، مما يجعلك قريبًا من قلبه، فيكون نصحك أوقع في نفسه.


ثانيًا: استغلال المواقف والأحداث، التي يكون أدعى فيها للاستجابة للنصح؛ كموت قريب أو حصول حادث ونحوها.

 

ثالثًا: الاستعانة بمن يرجى أن يكون نصحه مؤثرًا عليه؛ كأصدقاء الوالد، أو إمام المسجد، أو داعية حسن الأسلوب والمنطق.


رابعًا: تجنب الإحراج، أو جرح المشاعر، أو الأساليب الاستفزازية.


خامسًا: الدعاء له بصدق وإخلاص، ورغبة صادقة في نجاته.

 

الله نسأل أن يوفقك ويعينك، ويهدي والديك إلى طريق الحق والهدى؛ إنه سميع مجيب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة