• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

ترك الدراسة الجامعية المختلطة من أجل الزواج

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 12/1/2011 ميلادي - 6/2/1432 هجري

الزيارات: 16784

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم.

أنا عمري 17 سنة، أدرس في الثانوي، متفوقة في دراستي، وأحبُّ الدراسة كثيرًا، وعندي طموح كبير، والآن جاء شخص وطلبني من أهلي، ولما سألوا عنه وجدوه شخصًا قمة في الأخلاق؛ لكن المشكل هو أني لا بد أن أتوقَّف عن الدراسة في الجامعة؛ يعني بعد الباكلوريا؛ يعني ما في جامعة، هذا قراري أنا؛ لأني لاحظتُ أن معظم البنات تغيَّرن بالجامعة وساءت أخلاقُهن، وأنا لا أريد أن أتغيَّر، يعني مهما يكون الإنسان لما يكبر طموحه، يزيد في التمسُّك بشهوات الدنيا.

 

والآن السؤال: هل أنا على حقٍّ أو لا؟ وأرجو منكم الردَّ في أقرب أجل، مع تحياتي، دمتم بود في عون الله.

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رَسُول الله، وعلى آلِه وصَحْبه ومَن والاه، أمَّا بعْدُ:

فلا شكَّ أن قرار ترْك الدراسة الجامعية المختلطة، التي تؤثِّر سلبًا على الدين والخلق - صائبٌ، وهذا ما قرَّره كبار علماء الأمَّة المعاصرين؛ أمثال: العلامة الألباني، وسماحة الشيخ ابن باز، ومعه بقية علماء اللجنة الدائمة، والشيخ العثيمين، وغيرهم؛ حيث أفتَوْا جميعًا بحُرمة الدراسة المختلطة.

 

ولا شكَّ أن الاختلاط الموجود في المجتمعات المعاصِرة بين الرِّجال والنساء في التعليم وغيره، يحصل منه مفاسدُ كثيرةٌ، وطوامُّ وبيلةٌ، وهو شرٌّ مستطير، أحْدقَ بالمسلِمين، فأوقعهم في المحرَّمات العظيمة، والمفاسد الجسيمة؛ من زوال الحياء - وكفى بها مصيبة - وفتنةِ كلٍّ من الرجل والمرأة بالآخر، والوقوعِ في الحرام الصرف، ومنابذةِ ما جاءتْ به الشريعةُ المطهَّرة بالعداء، وميل النفس للهوى، والانجراف مع الباطل، وشيوع المخادنة بين الجنسين، ونكاح السر، الذي يسمُّونه بأسماء شتى، مثل: زواج الدم، والهبة، وغير ذلك من الأمور الجالبة للعار على الأسرة والمجتمع، ففي ظلِّ هذه الفتن المحقَّقة، والتي رأيناها بأعيننا، وسمعناها من أصحابها مباشرة ودون واسطة، ومن وسائل الإعلام المتنوعة، والتي تحمل لنا كل يوم تلك الأخبار، والواقعُ خيرُ شاهد لما نقول، وهو غير خافٍ على كل ذي عينين.

 

وترْك التعليم المختلط لمن يستطيع، والبحث عن بدائل أفضل - متعينٌ في ظل ما ذكرنا؛ عملاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في "الصحيحين"، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ستكون فتنٌ، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه؛ فمن وجد ملجأ أو معاذًا، فليَعُذْ به))؛ أي: من نظر إلى الفتن وتطلع إليها أهلكتْه، والشرع قد أخذ كلَّ السُّبل المؤدية إلى الفتنة والشر على المسلمين؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من سمع بالدجال فلينْأَ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتَّبعه؛ مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات))؛ رواه أبو داود من حديث عمران بن حصين، فهذا الرجل الذي عرَّض نفسه لفتنة الدجال، لم يلبث أن حاد عن الإسلام وكان من أتباعه - مع أنه يحسب أنه مؤمن - فارتدَّ لما تعرض للفتن.

 

وميلُ الذكر للأنثى فطريٌّ مركوز في النفس؛ لمصلحة بقاء الجنس البشري، لذلك حرَّم الإسلام الاختلاطَ؛ لما يفضي إليه من الحرام والفتن والمفاسد، فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، خصوصًا في أمر النساء والرجال؛ فإن الداعي إليه قويٌّ عند أكثر النفوس، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضر على الرجال من النساء))؛ متفق عليه عن أسامة بن زيد، وروى مسلم عن أبى سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فاتَّقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)).

 

ومعلوم أن تعلُّم كثيرٍ من العلوم الحديثة - كعلوم الحاسوب، واللغات، وغيرها - غيرُ مقصور على الجامعات فحسب؛ فالدراسة الحرة متوفرة في كل مكان، وتحصيل الثقافة أصبح سهلاً ميسورًا في ظل عصر الإنترنت والفضاء الإلكتروني، والسموات المفتوحة، أو الدراسة بالمراسلة، أو ما شابه، فعليك بالبحث عن دراسة بطريقة أخرى؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4].

 

وقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنَّك لن تدَعَ شيئًا لله - عزَّ وجلَّ - إلاَّ بدَّلك الله به ما هو خيرٌ لك منه))؛ رواه أحمد.

 

وشأن المؤمن دائمًا إيثار الآخرة الباقية على الدنيا الفانية، وقد ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثلاً عجيبًا للدنيا، ففي "صحيح مسلم" عن جابر بن عبدالله - رضِي الله تعالى عنْه -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - مرَّ بالسُّوق داخلاً من بعْض العالية، والنَّاس كنفته - أي: جانبه - فمرَّ بجدْيٍ أسكَّ - أي: صغير الأذنين - ميت، فتناولَه وأخذ بأذُنه، ثم قال: ((أيُّكم يُحب أنَّ هذا له بِدِرْهم؟))، فقالوا: ما نحبُّ أنَّه لنا بشيء، وما نصنع به؟! قال: ((أتُحبُّون أنَّه لكم؟))، قالوا: والله لو كان حيًّا كان عيبًا فيه؛ لأنَّه أسك، فكيف وهو ميت؟! فقال: ((فوالله، للدُّنيا أهْون على الله من هذا عليْكم))، ثمَّ ماذا تفيد الشَّهادة إذا كان المصير هو النَّار؟!

 

ولا يعني كلامنا هذا أن تترك فتياتُ المسلمين دراسةَ العلوم الحديثة التي ترتقي بها الأمم؛ وإنما المقصود إيثار الدين على الدنيا عند التعارض، أو عند خوف الفتنة، فضلاً عن تحقُّقها، وأن تضع المسلمة دينَها نصْبَ عينيها، وأن تضنَّ به عن الضياع، فلا تستشرف الفتن، ولا تتعرَّض لها.

 

والله أسأل أن يقدر لكِ الخير حيث كان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة