• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أنا شاب مجاز عاطل

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 5/1/2011 ميلادي - 29/1/1432 هجري

الزيارات: 11780

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السَّلام عليكم.

أنا شاب عربي مسلم، حزتُ على الإجازة الجامعيَّة منذ خمس سنوات، أعي جيِّدًا واقعي ودولتي؛ فالبطالة تستشري في المجتمع بالقدْر الذي يستشري فيه الانحراف والفساد الأخلاقي والزبونية والمحسوبية، ورغم علقم الحياة اليوميَّة في ظلِّ مجتمع منحلّ، ولا يمت إلى التقدُّم بصِلة، ويعجُّ بالمفسدين والمفسدات كذلك، أمسى الإِنْسان المتديِّن مصفوعًا دنيويًّا من كل الجهات.

 

فأنا قمت بتسليم مئات من السِّير الذاتيَّة الخاصة بي لكثيرٍ من الشَّركات، دون أن يعيرَني أحدُهم أدنى اهتمام، وعشت حالة اكتئاب ونجوت بفضل الله منها رغم دوامها سنة كاملة، ومرَّت الأيَّام وأطلقتْ دولتي مُبادرة لتشجيع الشَّباب على تكوين مقاولاتهم عبْر إعطاء قروض؛ لكنَّها كأخواتها ربويَّة نجسة دنيئة، وكأنَّ لسان حالِهم يقول: أنتم المتديِّنون لا مكان لكم عندنا، كل قرض في بلدي هو قرض ربوي، حتَّى إنَّ الرِّبا عمَّ وفشا؛ لهذا أرجوكم أن تُرشدوني إلى سبيل تعينني على الخروج من هذه الضَّائقة، والحمد لله على أي حال.

 

والله - يا أهل الألوكة - إني أحبُّكم في الله، وأشهد الله أنَّ موقِعكم كقارب نَجاة لكل ضالٍّ ومحتاج، وكجنَّة غنَّاء مليئة بأطايب الكلِم والإرشادات، لا تبخلوا عليَّ بنصائِحِكم، فحاجتي إلى العمل كحاجة العطشان إلى الماء، فسنِّي 28 سنة، وأريد الزَّواج وما باليد حيلة، ولا تعتبروا - أرجوكم - قولي شكوى؛ بل استشارة من أخٍ يطلب النُّصح والتوضيح.

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّا نسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يفرِّج كرْبَك، وأن يغنيَك بحلاله عن حرامه، واعلم أنَّه لا يجوز للمسلم الاقتِراض بالرِّبا؛ إلاَّ أن يصل إلى حدِّ الضرورة الملجئة، وحدُّ الضَّرورة: هو ما يغلب على الظنِّ وقوع المرْء بسببه في الهلاك، أو أن تلحقه بسببه مشقَّة لا تحتمل، أو لا يتمكَّن المرء معها من تحقيق الحدِّ الأدنى من حياة الفقراء.

 

والضَّرورة تقدَّر بقدرها، وحيث زالت الضَّرورة فلا يجوز التَّعامل بالربا، ويرجع الأمر إلى أصلِه، وهو التَّحريم القاطع، والأصل في ذلك قولُه تعالى: ﴿ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ﴾ [الأنعام: 119].

 

وعليه؛ فإذا كان حالُك لم يصل إلى حدِّ الضَّرورة، فلا يجوز لك الاقتِراض بالرِّبا، لا للعمل أو الزَّواج أو غير ذلك، وفعل ذلك منكرٌ عظيم وإثْمٌ كبير.

 

وقد ورد الوعيد الشَّديد في القُرآن والسنَّة على فاعل ذلك؛ قال الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 278 - 279]، وقال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴾ [الروم: 39].

 

وقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((الرِّبا ثلاثةٌ وسبعون بابًا، أيسَرُها مثل أن ينكِح الرَّجُل أمه))؛ رواه ابنُ ماجه مختصرًا، والحاكم وصحَّحه.

 

وفي "الصَّحيحين" عن أبي هُرَيْرة - رضي الله عنْه -: أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((اجتنِبوا السَّبع الموبقات))، فذكر منهنَّ: "أكل الربا".

 

وروى مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال: لَعَن رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - آكِل الربا وموكلَه وكاتبَه وشاهديه، وقال: ((هم سواء))؛ يعني: في الإثم.

 

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((دِرْهم ربًا يأكُلُه الرَّجُل وهو يعلم أشدُّ عند الله من ستَّة وثلاثين زنْية))؛ رواه أحمد والطَّبراني بسند صحيح.

 

فعلى المسلِم أن يطلُب الرِّزْق من مكسب حلالٍ، ويتقي الله تعالى، فالخير كلُّ الخير في ذلك عاجِلاً وآجِلاً.

 

ولا شكَّ أنَّ الصَّبر على ضيق الحال، وتحمُّل بعض المشاقِّ الدنيويَّة - أسهل على العاقل من الوقوع في الربا، وحسبُك أنَّها المعصية التي تجعل صاحبَها في حرب مع الله تعالى، وليْسَ الفَقيهُ مَنْ عَمدَ إلى مَا نَهَى عَنْهُ الله ورسولُه - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - دَفْعًا لِفَسادٍ يَحْصُلُ لهُ، فعَدَلَ عَنْهُ إلى فَسَادٍ أشَدَّ مِنْه؛ فإنَّ هَذَا بمَنْزلة المُسْتَجِير مِن الرَّمْضَاء بالنَّار، والحل الأفضل الَّذي تسعد به في دنياك وتنجو به في أُخْراك هو: أن تتَّقي الله - تعالى - حقَّ تقاته، وأن تلتجِئَ إليْه وتسأله من خزائن فضله المَلأى، وأن تطلب ما عنده بطاعتِه، ولا تطلبه بمعصيته، وتذكَّر دائمًا قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾ [الطلاق: 2 - 3]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ﴾ [الطلاق: 4 - 5]،، والله أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة