• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الخوف من الزواج وتبعاته

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 23/8/2010 ميلادي - 13/9/1431 هجري

الزيارات: 59939

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السَّلام عليْكم،

تنتابني مخاوف من الزَّواج لعدَّة أسباب:

أني أتأثَّر بما يحدث للآخَرين، وما أسمعه من قصصٍ، وخصوصًا لمَّا أقرأ صفحة الحوادِث، وهذه الأحداث أتَخيَّلها.

 

على سبيل المثال أنَّه حدث مثلاً: زوج توفِّي بعد أشهر قليلة من الزَّواج بالسكْتة القلبيَّة، وهو لم يكن يعاني من شيء.

 

أو طلاق فتاة بعد شهر من زواجِها.

 

أو زوْج قتَل زوْجَتَه بسبب وجود خلافات.

 

أو رجُل يضرِب زوجتَه.

 

أو الزَّوجة تعيش حالةً نفسيَّة صعبة بسبب الخلافات الزوجيَّة.

 

أو الزَّوج يتبيَّن أنه غير كريم على أسرتِه، أو تظهر أي طباع فجأة لَم تكُن ظاهرة قبل الزَّواج.

 

ومن الأفكار أيضًا: أنَّ الأمَّ تتعب وتربِّي، وفي الآخِر يتركها أولادُها، ويتزوجون، إذن ما فائدة الزَّواج من البداية طالَما الوحدة مشتركة، إذا لَم تتزوَّج ستكون وحيدةً، وإذا تزوَّجت وكبر أبناؤها وتزوَّجوا ستكون وحيدة، وفى فترة الكِبَر تحتاج مَن يكون معها، وتكون في حاجة إلى يد حانية وطيِّبة، ولكن تجد نفسَها وحيدة.

 

فمن الناحية الدينيَّة: ما حكم التَّفكير في هذه الأشياء وترْك الزَّواج؟

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالمخاوف الَّتي تراودك والقلق الذي ينتابك من الزَّواج ليستْ عقبات حقيقيَّة؛ فإنَّ الله - تعالى - فطر الخلْق على التَّزاوُج والتَّناكُح والتَّناسُل، ومن تَمام الفِطْرة أن يعيشَ الذَّكر مع الأُنْثى، وألاَّ يَطلب الوحدة والعزلة عنْها؛ ولذلك فهذِه المخاوف لها غالبًا أسبابٌ معروفة محْصورة، تكون سببًا لتسلُّط النَّفس والشَّيطان، ومن أهمِّها ضعف الذكر أو قلة الطاعة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67]؛ أي: لم يحفظهم من الهوى ومن تسلُّط الشَّيطان والخواطر السيِّئة.

 

فالمعاصي أو الإعْراض عن الله أعظَمُ أسْبابٍ للخَوْف؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴾ [الزخرف: 36 - 38]، قال ابن كثير: "أي: يتعامى ويتغافَل ويُعرِض عن ذِكْرِ الرحمَنِ، والعشا في العين: ضعْف بصرها، والمراد هاهنا: عشا البصيرة، ﴿ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾؛ كقوله: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]، وكقوله: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: 5]، وكقوله: ﴿ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴾ [فصلت: 25]".

 

ومنها: شغْل النَّفس بالأمْر مع نِسْيان معونة الله - تعالى – عليه، أو تقْطيع النَّفس وراء الهموم المختلفة؛ فقد روى ابن ماجه عن ابن مسعود قال: سمِعْتُ نبيَّكم - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((مَن جعل الهموم همًّا واحدًا همَّ المعاد، كفاه الله همَّ دُنياه، ومن تشعَّبتْ به الهموم في أحْوال الدُّنيا، لم يبالِ الله في أي أوْدِيته هلك))؛ حسَّنه الألباني.

 

ومنها: الجهْل بِحقيقة القضاء والقدَر، وأنَّه لا يُصيب الإنسانَ إلاَّ ما قدِّر له وأراده الله؛ قال الله - تعالى - عن عباده المؤمنين: ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، وروى أحمد والترمذي وغيرُهما عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((واعلم أنَّ الأمَّة لو اجتمعَتْ على أن ينفعوك بشيءٍ لَم ينفعوك إلاَّ بشيءٍ قد كتَبَه الله لك، ولو اجْتمعوا على أن يضرُّوك بشيءٍ لم يضرُّوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبه الله عليْك، رُفِعَت الأقلام وجفَّت الصُّحُف)) الحديثَ.

 

فالتوكُّل على الله والرِّضا بقضائه يَجعل الإنسان في راحةٍ وطمأنينة، وأنَّ ما شاء الله كان، وما لم يشأْ لم يكن، فكوني على ثِقةٍ بالله تعالى، موقنةً في حُسْن تدبيرِه؛ فهو - سبحانه - أحقُّ مَن ذُكِر، وأحقُّ مَن عُبِد، وأنْصَر منِ ابْتُغِي، وأرْأف من مَلَك، وأجْوَد مَن سُئِل، وأوسع مَن أعطى، وهو بكل شيء محيط، فلْتُكثري من الدُّعاء بصدْق أن يرْزُقَك الله زوجًا صالحًا، يعينُكِ على خيرَي الدُّنيا والآخرة، ويدلُّك عليْهِما، وأن يرزقَك الذُّرِّيَّة الصَّالحة، ولا تُعْطي أمْر الزَّواج أكْبر من حجْمِه، فلَسْتِ أوَّلَ مَن يتزوَّج، ولا آخِرَهم زواجًا، فهذا طريقٌ سبقكِ فيه أناسٌ لا يُحصيهم إلاَّ الله كثرة، عاشوا يرْفلون في السَّعادة والهَناء، وتمتَّعوا بأَزْواجهم وأبنائِهم، مسترْوِحين وهم يراقبون مراحِل نمو أطفالهم المختلفة، فها هو الآن يَحْبو ثمَّ يَمشي، وهكذا حتَّى يكْبر ويصير ابنًا بارًّا بوالدَيْه، يعينكِ ويدعو لكِ ويصلك، وليس معنى السَّعادة أن تعْرى الحياة من المنغِّصات والابتِلاءات؛ بل عذابُها من تَمام نعيمِها، في رُؤْيَة الفرَج بعد الشدَّة، واليُسْر بعد العسر.

 

هذا؛ وهناك أدويةٌ نافعة ناجعة في علاج ما تجدينه من خوف وقلق نفسي، منها:

• صِدْق اللَّجوء إلى الله تعالى، فمن أحسن الفِرار إلى الله بصِدْقٍ، فرَّج الله عنه؛ كما فعل - سبحانه - مع عباده المؤمِنِين، قال - تعالى - على لسان نبيِّه يعقوب - عليْه وعلى نبيِّنا الصَّلاة السَّلام -: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86]، فأحْسَن الله مكافأته؛ قال تعالى: ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100].، وراجعي على موقعنا الفتويين: "كيف يُستجابُ دعائي"، "القدر والدعاء".

 

• ومنْها قراءة القُرآن بتدبُّر؛ قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً ﴾ [الإسراء: 82]، مع الإكْثار من الصَّلاة وإدْمان الذِّكْر؛ وقد قال تعالى: ﴿ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

• ومنها التَّعامُل مع موضوع الزَّواج بشعور طبيعي صحِّي، مع قطْع الهواجس، نعم، قد يُثير التَّرقُّب لحياة جديدة وشريكٍ جديدٍ لدى الإنسان الطبيعيِّ - بعضَ التخوُّف، فلا تُحمِّلي الأمر أكثر ممَّا يلزم، فيؤثِّر سلبًا عليْكِ، وتذكَّري أنَّ الملايين قبلك - عرَبَهم وعجَمَهم، مسلمَهم وكافرَهم، عالمَهم وجاهلَهم - خاضوا بَحْرَ الزَّواج، ولستِ بأقلَّ حالاً منهم، فكوني واثقةً بنفسِك، بافتقارِك لله، وحُسْن ظنِّك به، وتوكُّلك عليْه، أنَّه سيسدِّدُك ويوفِّقُك، ويُصْلح لك الزَّوج والذُّرِّيَّة والأصْهار، وهذا من معاني العبوديَّة العظيمة، وهي الافتِقار المُطْلق للحنَّان المنَّان، البرِّ الرَّحيم، أرْحم الرَّاحمين، مَن هو أرْحَم بك منك، وأرْأَفُ بك منك، الَّذي نَواصي الخلْقِ جميعًا بيدِه، ويَستجيب تَفضُّلاً منْه دعاءَ الخاضِع الذَّليل؛ بل قد صحَّ عن الصَّادق المصْدوق - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((قال الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي))؛ متَّفق عليه، وفي رواية أحمد: ((إنْ ظنَّ بي خيرًا فله، وإن ظنَّ شرًّا فله))، وفي رواية: ((فليظُنَّ بي ما شاء)).

وراجعي فتوى: "حكم اليقين بالإجابة في الدعاء".

وعليْكِ الاستِفادةَ من الكتيبات، والدِّراسات، والأشرِطة، التي تناولت موضوع الحياة الأسرية، وفنون العلاقات الزوجيَّة، والأساليب المثْلى للحوار والتَّفاهُم.

 

كما ننصحكِ أن تعْرِضي نفسَك على طبيبة متخصِّصة في الصِّحَّة النفسيَّة.

 

ولا يجوز لكِ الاستِرْسال مع تلك الأفكار؛ بل الواجبُ قَطْعُها؛ كما أمر النَّبيُّ – صلى الله عليه وسلم - بذلِك، وأيضًا لا يحلُّ لك ترْك الزَّواج من جرَّاء تلك المخاوف المظنونة.

 

وراجعي على موقعنا فتوى: "الوسواس القَهْري"،، والله أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة