• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

سؤال عن التوبة

سؤال عن التوبة
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 18/2/2018 ميلادي - 2/6/1439 هجري

الزيارات: 14402

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شاب رأتْه أُختُه في وضع مُخلٍّ مع فتاة، لكنه خاف أن تَفضَحه أُخته، فقام بوضع مسكنات لها في القهوة، وقد هدَّدها بالضرب فخافتْ ولزِمتْ غرفتها ولم تَخرُج منها، وهو يريد التوبة.

 

♦ التفاصيل:

أنا شابٌّ في الثلاثين مِن عمري، رأتني أختي في وضع مُخلٍّ مع فتاةٍ، وكنتُ أُريد التوبة؛ لكن الفتاة كانت تُماطل؛ لأنها تريد أن نتزوَّج.


خفتُ أن تُخبر أختي أحدًا بما رأتْ، فوضعتُ لها المسكِّنات في القهوة، وكذبتُ فقلتُ للناس: إنها رسَبت في موادِّ الجامعة، فلا تُكلِّموها عن أي شيء مُحزن؛ مما جعل الكثيرات مِن صديقاتها يَبْتَعِدْنَ عنها، وصارتْ منعزلةً، وتنام كثيرًا، وبالطبع رسَبت فعلًا في الامتحان بسبب المسكِّنات، وقد هدَّدتُها أيضًا أنها إن أخبرتْ أحدًا بما رأتْه، فإني سأَضربها، فخافتْ ولزِمتْ غرفتها، ولم تَخرُج منها.


أريد أن أَتوب وأتحلَّل مما فعلتُه بأختي، وقد ذهبتُ إلى بعض صديقاتها وطلبتُ منهنَّ أن يَزُرْنَها لأنها مريضة، وبالفعل فقد حَضَرْنَ فوَجَدْنَ أنها مستاءةٌ جدًّا لِما حصَل لها مِن تشويه سُمعتِها وهي لم تفعل شيئًا، ورفضتْ مقابلتهنَّ والجلوسَ معهنَّ!

هل يغفر الله لي فعلًا إذا ذهبتُ إلى الحج، علمًا بأنه من المستحيل إخبار أختي بالحقيقة.

أرجو أن ترشدوني

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

هنيئًا لك التوبةُ والعزمُ على أداء فريضة الحجِّ أيها الابن الكريم.

لا شكَّ أن التوبة النصوح يَقبلها الله تعالى، ولكن مِن شروط التوبة أن تتحلَّل أُختَك مِن تلك المظالم التي فعلتَها معها، ولا يُشترَط أن تَذكُر لها كلَّ شيء فعلتَه معها، فاطلبْ منها الصفح عما بدَر منك عمومًا، ودون تفصيلٍ، وشجِّعها، وساعِدها على مواجهة الحياة، والخروجِ من تلك الأزمة؛ ففي صحيح البخاريِّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كانت له مظلمة لأخيه مِن عِرضه أو شيءٍ، فليَتَحَلَّلْهُ منه اليوم، قبل ألا يكون دينارٌ ولا درهمٌ، إن كان له عملٌ صالح أُخِذ منه بقدر مَظلمته، وإن لم تكن له حسنات، أُخِذ مِن سيئات صاحبه، فحُمِل عليه)). وأخبِر أُختك أنك تُبتَ إلى الله، وندِمتَ على ما فعلتَ، وأن مَن جنَح إلى خطيئة أو وقَع في فاحشة، فإنه إذا استغفَر وتاب توبةً نصوحًا، تاب الله عليه؛ فرحمةُ الله بعباده واسعة، وهو سبحانه قد وعد التائبين بقَبول توبتهم مهما بلغَت ذنوبُهم؛ فقال سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

 

وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 - 70].

 

وقال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يَبسُط يده بالليل ليتوب مُسيءُ النهار، ويَبسُط يده بالنهار ليتوب مُسيءُ الليل، حتى تَطلُع الشمسُ مِن مَغربها))؛ رواه مسلم من حديث أبي موسى.

 

وأخرج الترمذيُّ وغيره عن أنس بن مالك قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: يا بنَ آدمَ، إنك ما دعوتَني ورجوتَني، غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي، يا بن آدم، لو بلغتْ ذنوبُك عَنان السماء، ثم اسْتَغْفَرْتَني، غفرتُ لك ولا أُبالي)).

 

وأخبِرها أنه يجب عليك أن تَستترَ بستر الله تعالى؛ كما في الحديث الصحيح: ((اجتَنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمَن ألَمَّ بشيءٍ منها، فليَستتر بستر الله تعالى، وليَتُبْ إلى الله تعالى، فإنه مَن يُبْدِ لنا صفحتَه، نُقِمْ عليه كتاب الله))؛ رواه الحاكم من حديث ابن عمر.

 

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل أُمتي مُعافًى إلا المجاهرين، وإن مِن المجاهرةِ أن يعمَل الرجل بالليل عملًا، ثم يُصبح - وقد ستَره الله - فيقول: يا فلان، عمِلتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد باتَ يَستُرُه ربُّه، ويُصبح يَكشِف سترَ الله عنه)).

 

كما أن الواجب على مَن اطَّلع على مَن تلبَّس بمعصية أن يَستُرَ عليه ولا يَفضَحه؛ كما في قصة ماعز الذي اعترف على نفسه بالزنا، فأَرسلَه قومُه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي أرسله: ((لو سترتَه بثوبك يا هُزال، لكان خيرًا لك)).

 

وفي الصحيحين عن ابن شهاب أن سالِمًا أخبَره أن عبدالله بن عمرَ رضي الله عنهما أخبَره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يَظلِمُه ولا يُسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربة، فرَّج الله عنه كُربةً مِن كُربات يوم القيامة، ومَن ستَر مسلمًا ستَره الله يوم القيامة)).

 

أما عَزْمُك على أداء فريضة الحجِّ، فلا شكَّ أنه دليلٌ على حياة قلبك؛ بَيْدَ أنَّ الحجَّ إنما يكفِّر الذنوبَ المتعلِّقة بحق الله تعالى، أما ما يتعلَّق بحقِّ العباد - كالظُّلم الذي فعلتَه مع أختك - فلا يُسقطه الحجُّ، ولا الصلاةُ، ولا الصيامُ، ولا غيرها؛ وإنما تَجِب للمظالم توبةٌ خاصَّة؛ فالصلاةُ أعظم أركان الإسلام، وأعظم من الحجِّ، ولا تكفِّر المظالمَ؛ كما في الحديث المتَّفق عليه: ((الصلواتُ الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضانُ إلى رمضانَ، مكفِّرات لما بينهن، إذا اجتُنِبت الكبائر)).

 

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في "الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 493)": "إن صحة التوبة فيما بينَه وبين الله لا تُسقِط حقوقَ العباد من العقوبة المشروعة في الدنيا؛ فإن من تاب من قَتْلٍ أو قَذْفٍ أو قطع طريق أو غيرِ ذلك فيما بينَه وبين الله، فإن ذلك لا يُسقِط حقوقَ العباد من القَوَدِ، وحدِّ القذف، وضمان المال... فإنْ كانت التوبة يُغفَر له بها ذَنبُه المتعلِّقُ بحقِّ الله وحقِّ عباده، فإن ذلك لا يوجب سقوطَ حقوق العباد من العقوبة".

 

وقال أيضًا في "مجموع الفتاوى (18/ 341)": "وكذلك حقوقُ العباد من الذنوب والمظالم وغيرِها، لا تَسقُط بالحجِّ باتِّفاق الأئمَّة".

إذا عُرف هذا، فاحرص بشتَّى السُّبل أن تتحلَّل أختَك من تلك المظلمة.

ونسأل الله أن يتوبَ على عُصاة المسلمين، وأن يسترَ عليهم بستره الجميل

وأن يَعفوَ عنا وعنهم يوم الدين؛ إنه جَوَادٌ كريمٌ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة