• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

لا أستطيع الاندماج في المجتمع

لا أستطيع الاندماج في المجتمع
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 10/9/2017 ميلادي - 18/12/1438 هجري

الزيارات: 18208

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شاب جامعي صار انطوائيًّا بسبب مشكلات أسرته، يخاف من الاندماج في المجتمع، ويَشعُرُ بِكُرْهِ الناس له، ويخشى على مستقبله بسبب مشاكل أبيه.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب حاصل على شهادة البكالوريوس، متديِّن بفضل الله، لكن مُشكلتي أنني متردِّد دائمًا، وأخاف مِن النتائج، وأشعر بعدم ثقتي في نفسي؛ فأجدني دائمًا خائفًا من الكلام والمشاركة، ومُنعزلًا عمَّن حولي، وتقريبًا كل وقتي أقضيه على الإنترنت، رغم أني لم أفشلْ في حياتي في أي شيء والحمد لله.


لا أخرج كثيرًا، وأشعر بأن كل مَن حولي يكرهونني، وليس لي مِن الأصدقاء إلا القليل، وأشعر أنهم لا يُحبونني وربما ذلك بسبب تقصيري معهم، وأحيانًا يَرونني مُتكبرًا، رغم أني لستُ كذلك.


كثيرًا ما أخاف مِن مواقف تذكِّرني بمواقف أخرى حدثتْ معي سابقًا، فمثلًا في صِغَري تعرَّضتُ لمشاكل كثيرة، سواء مع أبي أو أمي؛ فقد كان أبي يضربني ويهينني بشدة في صغري مِن أجل الدراسة، وأيضًا حدثتْ خلافاتٌ كبيرة في صِغَري بين أبي وأمي أدَّت لانفصالهما أيامًا وشهورًا، حتى إن أبي تزوَّج دون علمها لسنوات مما أدى لافتراقهما عن بعضهما! فبقيتُ أنا وأخي الصغير مع والدنا، فكان أهل أمي يكرهوننا، لكن أبي أعاد أمي، وطلق التي تزوجها.


اتُّهم أبي في قضية، مما كثَّر أعداءه وكارهيه، وهذا الأمر يزعجني ويزيدني قلقًا؛ وذلك لأني أحب فتاةً لا تعلم عن أبي شيئًا، وأخاف أن يرفضني أهلُها عندما يسألون عني وعن أسرتي!

أفيدوني ماذا أفعل؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلعلَّك تعلم وفَّقك الله أن جميع المكروهات الواردة على القلب إما لتوقُّع مكروه يقع في المستقبل فيُصيب القلب بالهمِّ، وإما لمَكروه وقَعَ في الماضي من فوات محبوب أو حصول مكروه نشعر بالحزن كلما تذكَّرناه، وإما لمَكروه ألمَّ بنا في الحال فيُوجب الغمَّ، وهذه المكروهات سلَّمك الله من أعظم أسباب أمراض القلب وأدوائه، وهي عند التأمُّل في رسالتك حقيقة ما تُعانيه! وأبشِر؛ فإن لكل حريق مُطفئًا، ولكل داء دواءً، ودواء دائك هو تَحقيق التوحيد والصبر والاستغفار، وقد صدَق واللهِ الفرزدق إذ يقول:


هو الطبيبُ الذي يُرجَى لعافية
لا مَن يَدوفُ لكَ الترياقَ بالماءِ

ولو تأمَّلت - شرَح الله صدرك - الأدعيةَ النبوية الشريفة التي حثَّ رسولُ الله على تعلُّمها والعمل بها وقت الحزن والهم والغم؛ لأنَّ مَن قالها أذهب الله عنه ما يجد، وأصلح حاله - لو تأمَّلت تلك الأدعية فستَجدها دائرةً على تحقيق التوحيد.

الأول: ((الله، الله ربي لا أشرك به شيئًا))؛ رواه أحمد وأبو داود عن أسماء ابنة عميس، قالتْ: علَّمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهنَّ عند الكرب، وفي الرواية أنها تُقال سبع مرات.

الثاني: ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العَظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم))؛ متفق عليه؛ وعن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوله عند الكرب.

الثالث: ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ مِن الظالمين))؛ رواه أحمد والترمذي عن سعدٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ((دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت، لم يدْعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له))، وفي رواية عند ابن السنِّي في عمل اليوم والليلة: ((لا يَقولها مكروب إلا فرَّج الله عنه)).

الرابع: ((اللهمَّ إني عبدُكَ، ابن عبدِكَ، ابن أمَتِكَ، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلِّ اسم هو لك، سمَّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك، أن تجعلَ القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي وغمِّي))؛ رواه أحمد عن ابن مسعود مرفوعًا؛ ((ما أصاب أحدًا قطُّ هم ولا حزن فقاله، إلا أذهب الله همَّه وغمَّه، وأبدله مكانه فرحًا)) قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلَّمهنَّ؟ قال: بلى ينبغي لمن يسمعهنَّ أن يتعلمهنَّ)).


فالتوحيد يُدخلك على الله سبحانه، والاستغفار والتوبة والذكر ترفع عنك الموانع، وتزيل الحُجبَ التي تَحجب القلب عن خالقِه، وتُسبِّب كل ما تشعُر به مِن تردُّد وعدم ثقة بالنفس ورهبة مِن الخلطة، فإذا وصل القلب إلى سيده ومولاه زال الهم والغم والحزن، والعكس بالعكس إذا انقطع القلب عن الله أحاطتْ به الهمومُ والغُمومُ والأحزان، ودخلت عليه مِن كل باب.


وإذا حصل مع التوحيد الاستغفارُ حصل للقلب غناه وسعادته، وزال عنه ما يُعذبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ أي: لا حول عن المعصية، ولا قوة على الطاعة إلا بالله، فإنها بها تُحمل الأثقال، وتُكابد الأهوال، ويُنال رفيع الأحوال، والعبد مُفتقر دائمًا إلى التوكل على الله والاستعانة به، كما هو مُفتقر إلى عبادته؛ فلا بدَّ أن يشهدَ دائمًا فقره إلى الله، وحاجته في أن يكون معبودًا له، وأن يكون مُعينًا له، فلا ملجأ من الله إلا إليه.


الابن الكريم، كن على يَقين أن مع العسر يُسرًا، وأن الفرج مع الكرب، وأنه لم ينَل أحدٌ شيئًا من الخير إلا بالصبر والاستعانة، فبالله تعالى يهون كل صعب، ويسهل كل عسير، ويقرب كل بعيد، وتزول الهموم والغموم والأحزان.


أما الوسائلُ العملية لتحصيل تلك المنازل العلية فقد ذكرنا منها: إخلاص الدين لله، وهو التوحيد والصبر والتوكل والافتقار لله سبحانه، وتحقيق لا حول ولا قوة إلا بالله.


ومنها أيضًا: أداء الفرائض، واجتناب النواهي، وقراءة القرآن بتدبُّر، والمحافظة على الأذكار المأثورة في الصباح والمساء وعند النوم والخروج والدخول، فهي حصن القلب الحصين مِن كل مكروه.

 

ومنها قطع تلك الأفكار السلبية التي أحاطتْ بك بعدم الاسترسال مع الخطرات؛ فهي مبدأ الفكر، وهي من تُحدِّد سلوك صاحبها من حيث الثقة بالنفس أو عدمها، ومن حيث كونك اجتماعيًّا أو مُنطويًا، إلى غير هذا من الصفات الشخصية التي يحددها فكر إيجابي أو سلبي يكون تطورًا لخاطرة استحالتْ فكرة ثم وسوسة، ثم تصير إرادة، حتى تقوى فتصير عزيمة، ثم فعلًا، ثم صفة لازمة وهيئة ثابتة راسخة، فتنبَّه لهذا جيدًا سلَّمك الله أن أول ما يطرق القلب الخاطرة، فإن دفعتَها استرحْتَ مما بعدها، وإن لم تدفَعْها قويَتْ إلى أن تُصبح من الصفات الشخصيَّة.


ومنها: العمل الجاد على أن تُحصِّل معية الله الخاصة لأهل الإيمان، وهي المذكورة في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، وقوله: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، وقوله: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194]، وقوله: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 19]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكذلك الأحاديث النبوية؛ كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثره عن ربه عز وجل أنه قال: ((أنا مع عبدي ما ذكَرَني وتحرَّكت بي شفتاه))؛ رواه أحمد وصححه الألباني.


وحديث الولاية الذي رواه البخاري عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يَمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذَنَّه، وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته))، والولي: كلُّ مؤمن تقيٍّ.


والحاصل أنه بحسب تلك المعية تكون قوة الإقبال على الله بالطاعات القلبية والبدنية، وبحسب ما تحصل الثقة بالنفس فهي مَظهر من مَظاهر قوة الإيمان، وهي مطلوبة شرعًا، وهي تقدير للإمكانيات الشخصية المتوفِّرة، بخلاف الكبر أو الشُّعور بالعظمة، الذي هو إساءة لهذا التقدير.


ومنها: أن تثق في نفسك وإمكاناتك، وتَرقى إلى الأمام، فإن مَن جدَّ وجَدَ، ومَن قرَع بابًا ولَجَّ ولَجَ، وابذل الأسباب، وفوِّض أمرك لله، وتوكَّل عليه، واصدق اللجء إليه في تحقيق النجاح والكمال، فعدم الثقة في النفس أو التردُّد وغيرهما كلها من أعراض ضعف الإيمان، ومن العجز الذي حذَّرَنا منه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((المؤمن القويُّ خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز))؛ رواه مسلم.


ومنها: أن تقف مع نفسك للتعرُّف على أسباب تلك العلَّة فتتخلص منها، وابسطْ أنامل الرجاء لله تعالى، فإن الله حييٌّ كريم يَستحي إذا رفع الرجل يديه إليه أن يردهما صفرًا خائبتَين؛ كما صحَّ النبي صلى الله عليه وسلم.


منها: تذكُّر أنك لست بأقل مِن الآخرين نهائيًّا، بل أنت يقينًا أحسن حالًا من كثيرين منهم؛ فأنتَ لم تُفشل حياتك، ومواقف الصِّغر والذكريات المؤلمة كلها من الخطرات التي سبق أن ذكرنا لك أن النجاة في قطع الاسترسال معها.


ومنها: أن تجعل الاستخارة الشرعية ديدَنك وطريقتك في كل أمورِك، وأن تترك الأمر كله بيد الله تعالى؛ فهي - أعني الاستخارة - تبعث الطمأنينة في النفس، وتقطَع التردُّد.


ومنها: أن تتعامَل مع الناس بطبيعتك دونما تكلُّف، وكن مسترخيًا، وخذ نفَسًا عميقًا كلَّما شعرت بشدة في أعصابك، وسوف تجد أن الأمر يَزداد سهولة ويسرًا، حتى تعتاد.


ومنها: داوم على الرقية الشرعية بالقرآن الكريم والأدعية الشرعية، وستجد على شبكة الألوكة كتبًا واستشارات في كيفية الرقية.

وفي الختام: أسأل الله أن يشرح صدرك، وييسِّر أمرَك، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة