• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

تصوير فيلم عن الجنة والنار

تصوير فيلم عن الجنة والنار
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 7/9/2017 ميلادي - 15/12/1438 هجري

الزيارات: 14423

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

طالب جامعي مشروعه الدراسي تنفيذ فيلم تمثيلي عن الجنة والنار بتقنية (3D)، ويسأل: هل هذا موافق للشرع أو لا؟!

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طُلب إلينا في مشروع التخرج أن نصنعَ فيلمًا يتحدَّث عن الإسلام، ففكرتُ في موضوع يتكلم عن الآخرة، وسيكون عملنا تصوير ما سيحدث بعد الموت في القبر ويوم الحساب، ومآل الصالح والشرير، مع تصوير للجنة ولجنهم!


العمل ليس مجرد معلومات، بل هو تمثيل للأحداث بتقنية (3D)، كأنك ترى الجنة والنار على الحقيقة، فما رأيكم في هذا العمل، وهل فيه مخالفة للشريعة؟

وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشكر الله لك أيها الابن الكريم تحرِّيك للحلال من الأفعال، وسؤالك عن الحكم الشرعي لتمثيل مَشاهد الآخرة.


إن المتأمِّل في حكْمِ التمثيل يُوقن أنه من المسائل الاجتهادية التي ليس فيها نصٌّ قاطع يُفيد الجواز أو الحرمة، والمسائل الاجتهادية لا إنكار فيها على مَن أخَذَ بأحد القولَين؛ كما حقَّقه شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم، فلا بأس على من اتبع أحد القولين في المنع أو الجواز بما يغلب على ظنه أنه الحق اتباعًا أو تقليدًا، لا على سبيل الهوى والتشهِّي، وإنما لاعتقاده قوَّة هذا القول وقُربَه للحق.


والمتأمِّل للأدلة التي ذكرها مَن أباح التمثيل كوسيلة مِن وسائل الدعوة مع مُراعاة الضوابط الشرعية مِن خلوِّه من التبرُّج والاختلاط والغناء والموسيقا وغيرها مما حرَّمه الشارع، يعلم أنه القول الأقرب للصواب؛ إعمالًا لقاعدة: الأمور بمقاصدها.


وأيضًا فإنه لا يستطيع أحد أن يُنكِر الأثر القويَّ والعميق لتلك الوسيلة في ترسيخ القيم والشرعيات إن تمَّت بمهنية صحيحة، وتحت رعاية لجانٍ شرعية متخصصة، وكذلك هو وسيلة مناسبة لجميع المراحل العمرية المختلفة؛ حيث يعمل التمثيل بصورة قوية على تقريب الصور الذهنية والمعاني الشرعية وجعلها حسِّية بصورة أكبر بكثير من الطرق الأخرى التقليديَّة؛ كالسرد والإلقاء.


والمتأمِّل في أمثلة القرآن الكريم وما فيه مِن قصص، وما ورَدَ من صُور أشبه بالقصص الواقعية الحيَّة - المتأمِّل لهذا وغيره لا يتوقَّف في جواز التمثيل كوسيلة من وسائل الدعوة إذا احتفت بالشروط، وإن كان الغرض تقريب ما يُراد إيصاله للناس تَساوَى التمثيل وضرب المثال.


أيضًا مَن نظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم رأى كيف أنه استعمل طُرُقًا كثيرة مِن أجل إيصال معانٍ جليلة للصحابة؛ فمثلًا: قرَّب معنى رحمة الله تعالى بالعباد بصورة واقعية لامرأة وابنها؛ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قَدِم على النبي صلى الله عليه وسلم سبْيٌ، فإذا امرأة من السبي قد تَحلب ثديها تسقي إذا وجدت صبيًّا في السبْي أخذته فألصقَتْه ببطنِها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: ((أترَون هذه طارحةً ولَدَها في النار؟ قلنا: لا، وهي تَقدِر على ألا تطرَحَهُ، فقال: للهُ أرحَمُ بعباده مِن هذه بولدها))؛ متفق عليه.


أيضًا تقريب معنى رؤية الله تعالى برؤية شيء كالقمر؛ كما في حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنظَرَ إلى القمر ليلةً - يعني: البدر - فقال: ((إنكم سترَون ربَّكم كما ترون هذا القمر، لا تُضامُون في رُؤيته))؛ متفق عليه.


بل إن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل الرسم لتوضيح الصورة الذهنية؛ كما في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: خطَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطًّا مربعًا، وخطَّ خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخطَّ خططًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسَط، وقال: ((هذا الإنسان، وهذا أجَلُه محيط به - أو قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصِّغار: الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشَه هذا، وإن أخطَأه هذا نهَشَه هذا))؛ رواه البخاري.


وتأمَّل كذلك حديث إتيان جبريل عليه السلام للنبيِّ، فأتاه جبريل في صورة رجل، وسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان وعن الساعة، وحديث الثلاثة من بني إسرائيل: الأبرص والأقرع والأعمى، وكذلك صلاة النبي على المِنبَر، وغير هذا كثير.


إذا تقرَّر هذا جاز لك تمثيل مشاهد دعوية بالضوابط التي أشرْنا إليها سابقًا؛ لترسيخ ما تريده من القيم الإسلامية الأصيلة، وأما إن كان الأمر يتعلَّق بالأمور الغيبية مثل: نعيم القبر وعذابه، وتَصوير الجنة والنار، فهذه أمور لا نعلَم منها على الحقيقة إلا المعنى الذهنيَّ أو المشترك المعنوي بينهما، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء"، فالابتعاد عن هذا القسم واجب، ولذلك خطَّأ العلماء الحارث المحاسبي وأبا العلاء المعري فيما كتباه عن التوهُّم؛ حيث توهما ما يَحصل في البرزخ والجنة والنار.


والقاعدة المضطردة أن حسْنَ القصد لا يسوِّغ الوسيلة المحرمة؛ فأحوال القيامة، والبعث، والصراط، والميزان، والنفخ في الصور، وما ينشأ عنه من فزع، وصعق، وتغيُّرات في العالم العلوي والسفليِّ، وما يصاحب ذلك من أهوال لا يُمكن تصويرها أو تمثيلها، بل لا يمكن تصورها تصورًا كاملًا، بخلاف ما يُفهم معناه من اللغة، ويُعرف مراده مما يَجوز تمثيله.

وفي الختام أسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه مِن الحق بإذنه، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة