• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

التصرف في مال الورثة دون علمهم

التصرف في مال الورثة دون علمهم
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 1/8/2017 ميلادي - 8/11/1438 هجري

الزيارات: 13996

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة عثرت على مال لجدتها المتوفاة، فتصرَّفت فيه وتصدقتْ منه دون علم الورثة، وتسأل: هل ما فعلته صحيح أو لا؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في حيرةٍ منذ أربع سنوات بسبب مشكلتي التي أرَّقتني طيلة هذه الأعوام؛ فقد كانت جدتي رحمها الله تحفظ مالها داخل فِراشها، ولم يكن أحد يعلم بذلك سوى ابنتها "عمتي"، فلما تُوُفِّيتْ جدتي رحمها الله جاءت ابنتها - بعد مرور أسبوعين - لتُخرجَ المال لتُوزِّعه على الورَثة، ففتَحتِ الفِراش، وأخرجت المال في وجود أبي وأمي وعمي وإخواني، وبحثوا جميعًا عن المال، ومزَّقوا الفراش، فأخذوا ما وجدوه مِن مال، ثم بحثوا مرةً أخرى جيدًا فلم يجدوا شيئًا.


بعدما خرجوا مِن غرفة جدَّتي، وبينما أنا أنظِّف الغرفة وجدتُ كيسًا فيه مالٌ، فأخذتُه ولم أُخبِرهم به، ولا أعرف لماذا لم أخبرْهم به! فقد شعرتُ أن الله جعَلَهم لا يرونه، ومنعني شيءٌ داخليٌّ مِن إخبارِهم؛ لأن جدَّتي كانت قد أوصتْهم أن يحجُّوا ويعتمروا عنها مِن مالها، لكنهم لم يفعلوا.


أخذتُ المال وقمتُ بشراء مصاحف ووضعتُها في المسجد، وتصدَّقتُ بقسم منه على الفقراء، وبقي قسمٌ من المال أنوي أن أذهبَ به لأداء العمرة لها؛ تحقيقًا لرغبتِها وأمنيتها.

يشهد الله أني لم آخُذ من النقود أي شيء، وأنا في حيرةٍ، فهل ما فعلتُه صحيحٌ أو لا، وماذا أفعل؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فقد ذكَّرتني قصتُكِ بقصة مشابهة لها، وإن كانتا مُختلفتين في المضمون فإنهما مُتطابقتان في الغاية والهدف، أعني: صدق المقصد وصلاح النية مع فساد العمل، وأن النية الصالحة وقصد الخير لا يعنيان بالضرورة تصحيح الفعل المحرَّم، وأن الغاية النبيلة لا تُبرِّر الوسيلة المحرمة، وتأمَّلي أصلحك الله قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 103، 104]، والآية عامة في كل مَن عبَد الله على غير طريقة مرضيَّة يحسب أنه مصيب فيها، وأن عمله مقبول وهو مُخطئ، وعمله مردود؛ كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره.


وقال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 19]، فالآخرة لها سعي مَخصوص، وطريق معروف، ليس منه مخالفة الشرع.


نعود بعد تلك الوقفة لذِكْر القصة التي ذكَّرتِنيها، وهي ما رواه الإمامُ الدرامي في سننه بإسناد صحَّحه الشيخ الألباني، عن أبي موسى الأشعري، قال: كنا نجلس على الغداة على باب عبدالله بن مسعود، فجئتُ فقلتُ: أوَلَم يخرج إليكم أبو عبدالرحمن بعدُ؟ قالوا: لا، فجلست حتى خرَجَ، فقلتُ: يا أبا عبدالرحمن، إني رأيتُ اليوم في المسجد خيرًا وما هو بخير! قال: ماذا رأيت؟ قال: رأيتُ قومًا حلَّقوا جلوسًا وفي يدهم الحصى يعدُّون بها التسبيح والتهليل والتحميد، فقال: ألا أمَرتَهم أن يعدُّوا سيئاتهم؟ فإني ضامن ألا يضيع من حسناتهم شيء، فذهب إليهم، فقال: ما أسرع هلكتكم يا أمة محمد، هذه ثيابه لم تَبْلَ، وآنيته لم تُكسر، ألا إني أراكم على طريق هي أهدى من طريق النبي صلى الله عليه وسلم! ألا إنكم مُفتتحو باب ضلالة يوشك أن يجرَّكم إلى النار، قالوا: يا أبا عبدالرحمن، ما نريد بذلك إلا خيرًا، قال: "كم مِن طالب للخير لا يُدرِكه".


ابنتي الكريمة، أنا لا أتهمك بتلك المقالة، وإنما أحاول أن ألتمسَ لكِ العذر ما استطعت إليه سبيلًا، غير أني لا أستطيع إلا أن أصدِّقك، فأنت بلا شكٍّ تريدين الخير، ولكنكِ لم تبلغي ما أردتِ؛ لأنكِ لم تسلكي سبُلَه، فكان يجب عليكِ أن تعلمي أنه لتحقيق الخير لا ينبغي أن تفعلي إلا الخير، فتأخذي الأمر من بابه الذي شرعه الله سبحانه وتعالى، وتعطي المال للورثة، ثم تُذكِّريهم بوصية جدتك، وأن إنفاذ الوصية في حدود ثلث المال واجب عليهم، أما ما فعلتِه فليس خيرًا، بل هو فساد خالص.


ويجب عليكِ الآن التوبة النصوح، والتي مِن شروطها رد جميع المال الذي وجدتِه لورثة جدتِك، وأن تطلبي منهم أن يُسامحوكِ على حجبِه عنهم كل هذه المدة، وإن خشيتِ الفضيحة أو أردت أن تَستري على نفسك، فاستعملي التعريض وأنت تعطيهم المال، وكأنكِ لم تجديه إلا الآن، وكوني شجاعةً، ولتتحمَّلي مسؤولية فِعلك.

وفقنا الله وإياكِ لما يُحبه ويَرضاه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة